أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: معركة حصار البصره 1987 " عمليات كربلاء 5 ايرانيا ومعركة الحصاد الاكبر عراقيا " الخميس 25 مايو - 18:15
عملية حصار البصره والتي تسمى ايرانيا بعمليات " كربلاء 5 " وعراقيا ب " معركة الحصاد الاكبر " هي عمليه هجوميه ايرانيه على الجيش العراقي في قاطع البصره جنوب العراق الهدف من الهجوم الايراني كان احتلال مدينة البصره العراقيه الاستراتيجيه جرت المعركه للفتره من 8 يناير 1987 وحتى 26 فبراير 1987 وتعتبر اكبر معركه في الحرب العراقيه-الايرانيه من ناحية الخسائر او الظروف الفظيعه التي جرت بها كانت نتيجه هذه المعركه هي بدايه نهايه هذه الحرب الطويله
المقدمات :
دخلت الحرب العراقيه-الايرانيه عامها السابع وكان كلا الطرفين يحاولان كسر الجمود السائد في جبهات القتال بالنسبه لايران كان الهدف الرئيسي لها هو الاستيلاء على مدينة البصره العراقيه الاستراتيجيه والتي تعتبر مفتاحا لحقول البترول العراقيه بالاضافه الى ان سقوط هذه المدينه بيد ايران قد يؤدي بالنهايه الى سقطو نظام الحكم العراقي في بغداد وكانت ايران قد تمكنت جزئيا من فرض حصار على مدينة البصره العراقيه منذ اواسط العام 1982 ولكنها لم تستطع دخولها خلال السنوات الخمس وصولا الى العام 1987 لذلك خططت ايران لعمليه هجوميه جديده على البصره من اجل احتلالها ولكي ترتبط مع القوات الايرانيه الموجوده فعلا في شبه جزيره الفاو منذ فبراير 1986 كانت المتطلبات التي حددتها ايران لمثل هذه العمليه هو ان تجري في فصل الشتاء حيث الامطار الغزيره والتي ستحدد عمل الدروع وسلاح الجو العراقيين
بالنسبه للقوات العراقيه فكان كسر الجمود في الحرب يتطلب تكبيد القوات الايرانيه اكبر قدر من الخسائر من اجل تحطيم الروح المعنويه للايرانيين
ومن اجل زياده الدفاعات عن البصره قام الجهد الهندسي العراقي بعمل حاجز صناعي هو عباره عن بحيره اصطناعيه سميت ب " بحيره الاسماك " وقد تم جلب الماء لهذه البحيره من شط العرب عن طريق قناة مائيه سميت ب " نهر جاسم " بلغ حجم بحيرة الاسماك 30 كم طولا و 1800 متر عرضا وقد قام الجهد الهندسي العراقي بكهربة مياه البحيره
كما قامت القوات العراقيه بحفر الخنادق والملاجئ وحقول الالغام والاسلاك الشائكه كما تم وضع المدفعيه والدبابات في الخطوط الخلفيه وحظيت القوات العراقيه باسناد مقاتلات للدعم الارضي ومروحيات هجوميه
وبعد ان انهت القوات العراقيه خطوط دفاعها حول البصره فانها ادركت انها صنعت حائط من الفولاذ لايمكن اختراقه " كانت خطوط الدفاع العراقيه مرتبه على شكل خمس خطوط دفاعيه متعاقبه "
اما الاستراتيجيه العسكريه الايرانيه فكانت تنص على القيام بهجوم قوي يخترق الخطوط المحصنه العراقيه ويحاصر البصره ويعزلها عن بقية العراق تمهيدا لاحتلالها وكان هذا الهجوم هو جزء من استراتيجيه ايران لجر العراق الى حرب استنزاف طويله حيث كان سقوط البصره بيد ايران سيؤدي الى تدمير دفاعات الجيش العراقي في القاطع الجنوبي مع زعزعه الوضع الداخلي وكانت ايران تراهن على جعل البصره عاصمه لاي حكومه عراقيه مؤقته مواليه لها انتظارا لسقوط نظام صدام حسين في بغداد
وسعت ايران للقيام بهجومين قبل هجومها الكبير: الهجوم الاول قرب البصره والهجوم الثاني على شمال العراق لسحب احتياطات المدرعات والدبابات العراقيه الى الشمال بعيدا عن قاطع البصره الجنوبي وللقيام بالهجومين بشكل متزامن قررت ايران توسيع حجم قواتها العسكريه بتجنيد المزيد من قوات البسيج والباسدران
وقد قامت ايران بتشكيل ماسمي ب " فيلق محمد " وهو مكون من 650 الف شخص من البسيج والباسدران ممن تتراوح اعمارهم بين 12-70 سنه ولم يحظى هذا الفيلق الا بتدريب بسيط لم يتجاوز في احسن الحالات الاربعين يوما فقط !!
وكانت من نقاط قوه ايران هو امتلاكها اعداد كبيره من المروحيات للدعم والنقل
قبل بدء الهجوم الايراني الكبير خاطب على اكبر هاشمي رفسنجاني الجنود الايرانيين بان هدفهم في الهجوم هو تدمير الاله العسكريه العراقيه وان سقوط البصره بيدهم كفيل بتمهيد النصر لهم على العراق في الحرب
في 25 ديسمبر 1986 شنت ايران هجوما في القاطع الجنوبي تحت اسم كربلاء-4 تحت غطاء الظلام كان الهدف من الهجوم هو الاستيلاء على جزيره ام الرصاص العراقيه " قاطع الفيلق السابع العراقي " والشلامجه " قاطع الفيلق الثالث العراقي " جنوب شرق البصره استمرت هذه المعركه ثلاثه ايام وانتهت بخساره للقوات الايرانيه سميت هذه المعركه عراقيا باسم " معركة اليوم العظيم "
بعد اسبوعين من انتهاء معركة كربلاء-4 كانت جبهه البصره على موعد مع المعركه الجديده
المعركه :
بدأت معركه كربلاء-5 او الحصاد الاكبر منتصف ليله 8-9 يناير 1987 حيث بدأت موجات من قوات البسيج والحرس الثوري الايراني الهجوم على الدفاعات العراقيه جنوب بحيره الاسماك واستولت على القناة الجنوبيه لبحيره الاسماك والتي تسمى ب خط الدعيج كما قامت موجه اخرى من القوات الايرانيه بعبور بحيرة الاسماك بالزوارق والنزول على الضفه الغربيه للبحيره وكان من المقرر ان يستمر الهجوم الايراني للوصول الى شط العرب من المنبع الا ان هذه القوات واجهت هجوما مضادا عراقيا باستخدام قوات الحرس الجمهوري مما ادى الى مجزره للجانبين
في جنوب بحيرة الاسماك وبعد استيلاء الايرانيين على خط الدعيج , فقد استغرق الامر يومين للقوات الايرانيه من اجل اختراق خطين دفاعيين من مجموع خمس خطوط دفاعيه عراقيه
بحلول يوم 14 يناير 1987 وجدت قوات الفرقه 11 حرس حدود العراقيه نفسها شبه محاصره في خط الدفاع الثالث حيث كانت القوات الايرانيه قد هجمت على اجناب الفرقه قامت الفرقه 11 العراقيه بقتال بطولي تراجعي وانسحبت عبر نهر جاسم يوم 17 يناير 1987
اما الاندفاع الجنوبي الايراني فقد اتجه الى شط العرب و تمكن من الحصول على موطئ في جزيره ام طويله قبل ان يقوم العراقيين بشن هجوم من الغرب وطرد الايرانيين منها وعلى العموم احتفظ الايرانيون برأس جسر داخل الاراضي العراقيه بعمق 9.5 كم
المعارك كانت عنيفه جدا والخسائر كانت مذهله , فقد خسر سلاح الجو العراقي 50-60 طائره فوق ساحه المعركه غالبا بسبب المضادات الجويه الايرانيه ونتيجه للخسائر الكبيره في الطائرات العراقيه فقد استطاع سلاح الجو الايراني من الحصول على السياده الجويه مؤقتا
كما فاجئ الايرانيون اعدائهم باستخدام منظومات RBS 70 السويديه الصنع المضاده للدروع والتي يبدو ان ايران حصلت عليها سرا
ونتيجه لفقدان العراق السياده الجويه فوق ارض المعركه فقد عمد سلاح الجو العراقي الى ضرب طرق الامدادات والمدن الرئيسيه الايرانيه مثل طهران واصفهان وقم فقامت ايران بضرب المدن العراقيه ب 11 صاروخ ارض-ارض
وعلى العموم ونتيجه للخسائر الفادحه التي لحقت بالطرفين عادت السياده الجويه مجددا لسلاح الجو العراقي
بحلول يوم 22 يناير 1987 قامت القوات الايرانيه بهجوم جديد لاختراق الخط الدفاعي العراقي الرابع " من مجموع خمس خطوط " واصبحت القوات الايرانيه على بعد 12 كم فقط من مدينة البصره بحيث استطاع الايرانيين رؤيه البنايات الموجوده في شرق مدينة البصره وقام التلفزيون الايراني باخذ صور من بعيد لضواحي البصره من اجل رفع المعنويات
اما العراق فقد بدا باخلاء سكان مدينه البصره لكن القتال وصل مرحله الجمود مجددا ولم يستطع الايرانيون التقدم اكثر
وفي هذه المرحله الحاسمه من المعركه زار الرئيس العراقي صدام حسين ارض المعركه وقام باجراء تعديلات في القياده العراقيه تمثلت في اعفاء الجنرال طالع خليل الدوري من قياده الفيلق الثالث العراقي واستبداله بالجنرال ضياء الدين جمال " والذي كان يقود الفيلق الخامس العراقي في الشمال " كما تم اعدام عدد من الضباط من الرتب المتدنيه عن طريق فرق الاعدام بتهمة التخاذل
اما من الجانب الايراني فقد زار رئيس الاركان الايراني على اكبر هاشمي رفسنجاني ارض المعركه
بحلول الاسبوع الرابع من الهجوم كانت القوات الايرانيه قد استقرت على الضفه الشرقيه من بحيره الاسماك ومسيطره على خط الدعيج ونهر جاسم وبحيره ام طويله ولكن اغلبيه القوات الايرانيه كانت قد استنزفت بالقتال العنيف وكانت نيران المدفعيه العراقيه تزخ زخا على المواضع الايرانيه وخطوط الامداد
بحلول يوم 28 يناير 1987 شنت قوات الحرس الجمهوري هجوما معاكسا على القوات الايرانيه , الهجوم كان مدرعا باسناد من المروحيات والمدفعيه وفي نفس الوقت شنت قوات الفيلق الثالث العراقيه هجوما معاكسا لتنظيف الجيوب الايرانيه غرب بحيره الاسماك ثم الاتجاه جنوب شرق نحو نهر جاسم الهجوم العراقي كان مسنودا بقوه ناريه كثيفه تم تسليطها على المواقع الايرانيه وخطوط الامداد الهجوم العراقي المعاكس كان على شكل كماشه وادى الى سحق القوات الايرانيه ضمن قاطع الخرق انتهت المعركه بحلول يوم 7 فبراير 1987
وكان من القتلى الايرانيين في هذه المعركه هو حسين خرازي قائد الفرقه 14 من الحرس الثوري الايراني
وبالنهايه لم يتمكن الايرانيون من الاحتفاظ الا بقطعه صغيره من القاطع " عند الشلامجه " ركزوا فيها مدفعيتهم لقصف البصره وعلى الرغم من وصول الايرانيين في هذه المعركه الى ضواحي البصره فأن العراقيين تمكنوا من ان يقوموا بهجوم معاكس وطردوا الايرانيين من معظم الاراضي التي حصلوا عليها
خسائر المعركه كانت شديده على الطرفين , فقد خسرت ايران 65 الف ضحيه وخسر العراق 20 الف ضحيه وقد قتل ربع قوات الباسدران الايرانيه التي شاركت في المعركه
مابعد المعركه :
استمرت ايران بقصف البصره في الايام المتبقيه من شهر فبراير 1987 ولكن بنهايه فبراير ظهر ان الهجوم الايراني تم اجهاضه
سكان البصره تناقصت اعدادهم بعد اجلاء الكثير منهم الى 100 الف نسمه , والجزء الشرقي من مدينه البصره لحقه دمار شديد بفعل القصف الايراني وفي كل الاحوال بقيت البصره تحت مرمى النيران الايرانيه الى اواسط عام 1988 عندما قامت القوات العراقيه بطرد القوات الايرانيه من الاراضي التي استولت عليها في هذا القاطع " معركة توكلنا على الله 1 " كما حرر العراق الفاو في معركة " رمضان مبارك " في ابريل 1988
ايران لم تكن قادره بعد هذه المعركه الا على شن هجوم واحد محدود في يوليو 1987 " عمليات كربلاء-8 " وبعدها لم تكن قادره على الهجوم في هذا القاطع حتى نهاية الحرب
كانت النتائج المترتبه على فشل الهجوم الايراني في هذه المعركه والخسائر المذهله التي لحقت بالقوات الايرانيه بانها لم تكن قادره بعدئذ على شن هجوم كبير على اي قاطع في الجبهه حتى نهاية الحرب فمعظم الجنود المحترفين في قوات الباسدران كانوا قد قتلوا في المعارك كما كانت معنويات الايرانيين في الحضيض وكان من نتائج هذه المعركه هو اعلان القياده العسكريه الايرانيه عن ايقاف الهجمات بالموجات البشريه واعلن محسن رضائي قائد قوات الباسدران " الحرس الثوري " بانه لن يكون هنالك هجمات كبيره على العراق وان ايران ستركز على دعم الجماعات المعارضه لنظام صدام حسين
من الجانب العراقي كانت نتائج المعركه كالتالي :
على الرغم من ان العراقيين تمكنوا ان يجهضوا الهجوم الايراني الكاسح الا ان القياده العسكريه العراقيه قامت بما يشبه التمرد على اوامر الرئيس العراقي صدام حسين وطالبوا بالمزيد من الحريه في العمل وعدم تدخل السياسيين في الحرب كما ان تقييم اداء " الجيش الشعبي العراقي " كان سلبيا في المعركه , حيث لم تصمد معظم قطعات هذا الجيش المكون من المتظوعين تجاه الهجمات الايرانيه كان الفضل الاكبر في دحر الهجوم الايراني يرجع للاداء الرفيع لقوات الحرس الجمهوري العراقي والتي حسمت المعركه
موضوع: رد: معركة حصار البصره 1987 " عمليات كربلاء 5 ايرانيا ومعركة الحصاد الاكبر عراقيا " الثلاثاء 24 يوليو - 3:03
منجاوي
لـــواء
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: معركة حصار البصره 1987 " عمليات كربلاء 5 ايرانيا ومعركة الحصاد الاكبر عراقيا " الثلاثاء 24 يوليو - 3:46
قد يكون هذا هو الهجوم الذي كلف الطرف الايراني الحرب. هجوم على المنطقة المتوقع منها الهجوم و هي منطقة محصنة و باستخدام الامواج البشرية هو انتحار. و فعلا خسرت ايران المبادرة في الحرب مقابل "حلم" احتلال البصرة. و حتى لو تم احتلال نصف المدينة مع هذا الحجم من الخسائر فلن يكون الطرف الايراني قادر على البقاء في المدينة.
موضوع: رد: معركة حصار البصره 1987 " عمليات كربلاء 5 ايرانيا ومعركة الحصاد الاكبر عراقيا " الثلاثاء 24 يوليو - 16:08
منجاوي كتب:
قد يكون هذا هو الهجوم الذي كلف الطرف الايراني الحرب. هجوم على المنطقة المتوقع منها الهجوم و هي منطقة محصنة و باستخدام الامواج البشرية هو انتحار. و فعلا خسرت ايران المبادرة في الحرب مقابل "حلم" احتلال البصرة. و حتى لو تم احتلال نصف المدينة مع هذا الحجم من الخسائر فلن يكون الطرف الايراني قادر على البقاء في المدينة.
حاول الايرانيون في هذا الهجوم محاكاة هجومهم الناجح على الفاو في فبراير 1986 ولهذا السبب كان الاسلوب هو اكتساح بشري للخطوط العراقيه مع وجود هجوم تضليلي في شمال قاطع هذا الهجوم قبل المعركه باسبوعين مع هجوم تضليلي في القاطع الاوسط ( بمستوى فرقتين وسمي كربلاء 6 )
نقطه اخرى قد لاتكون واضحه عند البعض : الخميني اعلن في 21 مارس 1986 وبسبب نشوه نصر الجيش الايراني ان السنه الفارسيه الممتده بين 21 مارس 1986 و 21 مارس 1987 سيكون عام حسم عسكري للحرب لصالح ايران ولذلك كانت اعصاب الايرانيين مشدوده
النقطه الثالثه : بعد تلك المعركه شرع الايرانيون بالفعل بدعم قوى المعارضه العراقيه بشكل لم يسبق له مثيل ولكن بسبب صمود القاطع الجنوبي من الجبهه كان التوجه شمالا نحو قاطع حلبجه والسليمانيه وكان دور مليشيا حزب الاتحاد الكردستاني بقياده جلال طالباني رأس حربه ضد حلبجه والسليمانيه بل وحتى وصل الخطر الى كركوك ( الغنيه بالنفط )
وكانت القوات الكرديه المدعومه بالايرانيين على وشك السيطره على سد دربندخان ومنه تستطيع اغراق العاصمه واحتلال مدينه السليمانيه وتشكيل خطر او ربما احتلال حقول كركوك مستغلين ان قوات النخبه العراقيه متوفره بالجنوب
هذا الامر وغيره كان الدافع للقياده العراقيه الى استعمال وسائل قتاليه غير تقليديه من اجل حسم الموقف هناك
في الربع الاول من عام 1988 او السنه الاخيره من الحرب كان العراق في موقف عسكري صعب للغايه ولم يتم قبل الموازين الا بعد معركه استعاده الفاو