[rtl]الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
يُناقش مؤتمر هرتسليا للدراسات السياسية والإستراتيجية مجمل التحديات الأمنية والسياسية الماثلة أمام إسرائيل، في ظلّ المتغيرات الإقليمية في شرق أوسط ينعدم فيه الاستقرار، على حدّ تعبير الكثير من المتداخلين.
ويكتسب المؤتمر أهميته من طبيعة المشاركين فيه من قادة سياسيين وعسكريون إلى جانب أكاديميين ودبلوماسيين وخبراء إستراتيجيين من إسرائيل وخارجها، حيث يناقشون على مدى أيام المؤتمر المخاطر الأمنية المحدقة بإسرائيل، وكذلك الفرص الإيجابية التي تجلبها المتغيرات بالمنطقة.
وهذا العام حذر قائد سلاح الجو أمير إيشيل، أمس، من استهداف إسرائيل منازل مدنية في لبنان بزعم وجود منصات صاروخية فيها، لافتًا إلى أنّ سلاح الجو سيعمل بكلّ قوّته من اليوم الأوّل في المُواجهة القادمة مع حزب الله بهدف تحقيق الإنجازات، على حدّ تعبيره.
على النقيض، أطلق نائب وزير الأمن السابق أفرايم سنيه، تحذيرًا ممّا أسماها حالة النقص الدفاعيّ لإسرائيل في مواجهة الترسانة الصاروخية للمقاومة، الأمر الذي قد يستدعي خيار العملية البريّة المكلفة والمشكوك في جدواها، والتي كانت أحد أسباب الإخفاق الإسرائيليّ في حرب لبنان الثانية صيف العام 2006.
وبحسبه فإنّ الدولة العبريّة لا تملك إجابة لمواجهة التهديد الإيرانيّ الفوريّ المتمثل، بحسب رأيه، بـ150 ألف صاروخ منتشرة في لبنان. وتابع قائلاً إنّ إسرائيل موجودة في حالة نقص دفاعي، وهي لا تستطيع منع كل صاروخ يطلق نحوها، وأضاف: حتى لو أصبحت ناجحة جدًا، فإنّ جزءً من هذه الصواريخ سيصيب أهدافه.
علاوة على ذلك، شدّدّ سنيه، وهو جنرال متقاعد، على أنّه بسبب دقة هذه الصواريخ ستكون إسرائيل أكثر عرضة للضرر في مختلف أنواع بنيتها التحتية، ولذلك يحتمل أنْ لا يكون لديها خيار، وستحتاج إلى عملية برية، وقد تدفع الثمن من دون أن تقطف الثمار، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ منع الحرب القادمة مع لبنان أفضل من الانتصار فيها، لأنها ستتسبب الدمار في البنى التحتية على جانبي الحدود.
الجنرال أيشيل شدّدّ على ضرورة الحفاظ على حرية العمل لدى إسرائيل، وبشكلٍ خاصٍّ حرية العمل العسكري، لأنها في الحرب قد تضرب أشخاصًا لا علاقة لهم بها، مثلما قد يحصل في لبنان. وتابع قائلاً إنّه في لبنان يوجد في بعض القرى منازل يزورها أصحابها من وقت لآخر، وهذه المنازل هي منصات لإطلاق الصواريخ. أقدّم لهم نصيحة جيدة لا أكثر. هم يعرفون أنّ المباني المغلقة تشكل منصة إطلاق صواريخ. إذا غادروها فلن يتضرروا.
وشدّدّ إيشيل على استعداد الجيش الإسرائيليّ للحرب في الجبهة الشمالية وفي كل الجبهات، مُشيرًا إلى أنّه في الحرب المقبلة في الشمال، فإنّ سلاح الجو يتحتّم عليه العمل تحت النيران بهدف ضمان تحقيق تفوق جوي، وتحديدًا في الساحة اللبنانية. وأضاف: العدو يتجهّز هناك على كل المستويات، وحزب الله قد عزّز قوته، لكني أقول إن ّتلك الاستعدادات لن توقف سلاح الجو، قد تعيقه، لكنها لن توقفه، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، رأى قائد سلاح الجو الإسرائيليّ أنّه نتيجة ما يحصل، خصوصًا في سوريا، لكن ليس فقط فيها، هناك الكثير من الجهات التي لديها مصلحة في لجم إمكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله أو آخرين. ولفت إلى أنّ هذه الجهات مشغولة بأمورها، وذلك ينعكس ضبطًا لاحتمال الحرب.
وحذّر الجنرال أيشيل من المس بالتفوق النوعي لإسرائيل من خلال صفقات الأسلحة التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، مُشيرًا إلى أنّ مجموع مبيعات الأسلحة يزيد في السنوات الماضية على 200 مليار دولار، وهذا أمر لا يمكن تجاهله. وفي حال حدوث تحول استراتيجي يؤدي إلى زعزعة استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط، فإنّ هذه الأسلحة المتطورة قد توجه ضدّ إسرائيل.
ولفت الجنرال الإسرائيليّ إلى وجود فرصة نادرة والتقاء مصالح استثنائي بين إسرائيل ودول المنطقة في ما خصّ مكافحة الإرهاب، مُعتبرًا أنّ ذلك أمرًا فريدًا من نوعه. وقال أيضًا إنّ لسلاح الجو دور مهم في ما يجري، لأنّه يستطيع تحقيق مصالح إسرائيل ودعم مصالح شركاء آخرين في المنطقة، على حدّ تعبيره.
وفي ورقةٍ بحثيةٍ أصدرها المؤتمر، الذي أنهى أعماله اليوم الخميس، أكّد على ضرورة تغيير العقيدة القتاليّة لإسرائيل، مُوضحًا أنّ الأسباب لذلك تعود إلى عمليات العولمة، الثورات المعلوماتيّة- التكنولوجيّة، السايبر، والتغييرات الإقليميّة والعالميّة، بالإضافة إلى تغيّر طبيعة الحرب القادمة والتغييرات الاجتماعيّة التي مرّ بها المجتمع الإسرائيليّ. وخلُصت الورقة إلى القول إنّ هذه العوامل مجتمعةً تُحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب إيجاد عقيدة قتاليّة تُناسب المائة الـ21.[/rtl]
http://www.raialyoum.com/?p=697013