كان هناك دعوى قضائية في ستينيات القرن الماضي في بريطانيا العظمى عارضت فيها ملكة بريطانيا الكشاف الروسي ورجل الأعمال الناجح "السيد لونسديل". وكان السيد لونسديل مالكا ومليونيرا ورجل أعمال ناجح. وهو الذي أخترع القفل الإلكتروني، كما وتلقى من الملكة البريطانية شخصيا شهادة "دبلوم" عن نجاح أعماله التجارية. بشكل عام، كان السيد لونسديل رجلا غنيا وناجحا ووسيما.
ثم اتضح فيما بعد أن لونسديل كان رئيس مجموعة الاستخبارات التي كانت تعمل لصالح حلف وارسو. ونتيجة لذلك، كشفت المخابرات البريطانية شبكة كاملة من الأشخاص الذين عملوا لصالح الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو.
وسجن لونسديل لمدة 25 عاما، أمضى ثلاث سنوات منها فقط في زنزانة منفردة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن عادي حيث سمح له بممارسة الترجمة باعتباره متخصصا باللغة الصينية. وكتب كتابا كاملا ما زال الكثيرون يدرسونه حتى الآن.
ثم تم تبادله مع الجواسيس البريطانيين الذين تم القبض عليهم في الاتحاد السوفيتي (USSR). وقد أشير إلى أحد هذه المبادلات في فيلم "الموسم الميت / The Dead Season" حيث تحدث فيه الكولونيل أبيل عن صعوبات النشاط الاستخباراتي. ويعتبر هذا البطل التجسيد الأفضل للسيد لونسديل. كان الاسم الحقيقي للسيد لونسديل هو كونون تروفيموفيتش مولودي.
وقد عاش في المنفى في أمريكا لسنوات عديدة بعد الثورة، و كان يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة. درس اللغة الصينية في الاتحاد السوفيتي و شارك في الحرب، ومن ثم تم إرساله إلى كندا مع وثائق مزورة. في إنجلترا أصبح السيد لونسديل يقوم بأعمال تجارية ناجحة، وشارك في وقت واحد في التجسس على الغواصات البريطانية والأسلحة البكتريولوجية والكيميائية. وخلال وجوده في الخدمة كتب الكثير من الرسائل المشفرة حيث دمج فيها الكثير من المعلومات الهامة وأرسلها إلى الاتحاد السوفييتي.
وعندما ألقي القبض عليه تمت إدانته كمواطن بريطاني ثم بعد وقت من ذلك اكتشفت المخابرات أنه كان روسيا.
في النهاية لا نستطيع القول إلا أن السيد لونسديل كان رجلا فريدا من نوعه، مليونيرا عقيدا من المخابرات السوفيتية الأجنبية وتلقى شهادة من ملكة بريطانيا شخصيا . كسب الملايين من خلال عقليته الخاصة، وفي الوقت نفسه جر الآلاف من الأسرار العسكرية المختلفة من المملكة المتحدة إلى الاتحاد السوفييتي.
مصدر