أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
يشكل تعامل جنود المشاة مع التهديدات غير المتوقعة السريعة وخصوصاً لدى بلوغ القتال البري أوجه، حداً فاصلاً بين الموت والحياة فالظهور المباغت لدبابات العدو او اكتشاف متاريس محفورة محصّنة لرشاشات العدو يتطلب رداً سريعاً للتعامل معه. غالباً ما تكون الطريقة الفضلى لمعالجة مثل هذه التهديدات امتلاك جنود المشاة اسلحة محمولة على الظهر او يدوية مضادة للدبابات او للهياكل الصلبة. تشمل هذه الاسلحة القذائف الصاروخية (RPG) روسية الصنع واسعة الانتشار نوع RPG-7 وملحقاتها، قذائف مضادة للقذائف الصاروخية نوع AT-4 من انتاج الشركة السويدية Saab Bofors Dynamics وصواريخ موجهة دقيقة اميركية الصنع نوع Javelin.
تمتاز هذه الاسلحة على غرار RPG-7 وAT-4 بمرونة عملانية مميزة نظرا لسهولة استخدامها وبساطتها اضافة الى سرعتها التي تمكنها من بلوغ الهدف المراد تدميره.
لسنوات عدة، جُهزت الاسلحة المضادة للدبابات والمحمولة على الظهر برؤوس حربية احادية شديدة الانفجار (HEAT) التي، ووفقا لعيارها، قادرة على احداث ضرر في معظم العربات المدرعة المحمية بنظم التدريع الصلبة التقليدية. ساهم ادخال نظم التدريع الردي المتفجر (ERA) في زيادة فرصة استمرارية عمل دبابات القتال الرئيسية لفترة اطول الأمر الذي ادى الى ادخال رؤوس حربية HEAT على الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات.
تساعد الرؤوس HEAT الاولى والصغيرة في اضعاف التدريع ERA وخلق ثغرة لتسهيل الطريق امام رؤوس HEAT كبيرة العيار لمهاجمة التدريع الاساسي للدبابات واختراقه. استخدم الجيش السوفياتي عدداً كبيراً من الاسلحة المضادة للدبابات في افغانستان عام ١٩٨٠ لكن رؤوسها الحربية HEAT كانت الامثل لهزيمة الدبابات عوضاً عن المتاريس، الكهوف وغيرها من الاهداف الموجودة في ساحة القتال. ادى ذلك الى تطوير وادخال رؤوس حربية حرارية اثبتت في ما بعد فعاليتها خلال العمليات المدينية واصبحت معيارا يحتذى به من قبل المستخدمين. تُصنّع اليوم معظم الاسلحة المضادة للدبابات مع خيار اضافة رؤوس HEAT او رؤوس حربية حرارية. طورت قذائف RPG-7 الكلاسيكية في الاتحاد السوفياتي العام ١٩٨٠ وتم تصديرها بشكل كبير الى الخارج. واليوم، تقوم اكثر من اثني عشرة دولة بتصنيع نسخها الخاصة من هذا السلاح واوجدت مجموعة كاملة من مشتقات RPG.
بدورها، حافظت صناعة الاسلحة الروسية على انتاج قذائف RPG-7 التقليدية وتقدم للمستخدمين المزيد من الاسلحة الجديدة والقوية. تعتبر(PRO-A Shmel (Rocket - propelled Infantry Flame thrower - A Bumblebee قاذفة قذائف صاروخية تُحمل على الظهر على الرغم من انها تصنف باعتبارها قاذفة لهب تُصنّع من قبل شركة KBP. دخلت الخدمة مع القوات المسلحة السوفياتية نهاية العام ١٩٨٠. الى ذلك، تعد RPO-A قاذفة متكاملة في ما بينها على شكل انبوب احادية الطلقة تعمل كبقية القاذفات كتلك الخاصة بقذائف RPG وLAW. تأتي هذه القاذفة كأنبوب مختوم يحمل منه الجندي اثنين كما انه قادر على تغيير الانبوب ووضعه في وضعية الاطلاق وبالتالي اطلاق القذيفة من دون طلب المساعدة من احد. بعد رمي القذيفة، يصبح الانبوب غير صالح للعمل مرة اخرى.
يحمل كل سلاح قذيفة صاروخية واحدة يوجد منها ثلاثة انواع :
النوع الاول القذيفة الصاروخية الاساس هي RPO-A المجهزة برأس حربية حرارية والمصممة لضرب الاهداف البسيطة المتواجدة تحت غطاء معتدل.
النوع الثاني اما قذيفة RPO-Z فهي مجهزة برأس حربية حارقة مصممة لنشر النيران واشعال الاهداف.
النوع الثالث RPO-M "Shmel-M". تشبه هذه النسخة القذيفة الصاروخية الاساسية لكن عيارها يبلغ ٩٠ ملم، وزنها ٨،٨ كلغ وطولها الاجمالي ٩٤٠ ملم.
يتسم هذا النظام ببيئة عملانية أفضل، قذيفة صاروخية محسَّنة وتأثيرات بالستية معززة. يعادل تأثير انفجار الرؤوس الحربية الحرارية ٥.٥ كلغ من مادة TNT مقارنة مع قذيفة المدفعية عيار ١٥٥ ملم.
يعتبر سلاح الهجوم متعدد الاغراض المُنطلق من على الكتف أميركي الصنع (SMAW) سلاحاً صاروخياً يطلق من على الكتف مجهز بوظائف جوهرية تكمن في القدرة على نقله بسهولة كونه سلاح هجوم محمول متحركاً كما يعد قاذفاً للصواريخ المضادة للتدريع. دخل الخدمة ضمن فرق مشاة البحرية الأميركية عام ١٩٨٤ ويبلغ مداه الأقصى ٥٠٠ متر ضد الاهداف بحجم دبابة.
يستطيع نظام SMAW تدمير المتاريس وغيرها من التحصينات خلال عمليات الهجوم كما يمكنه تدمير دبابات القتال الأساسية عبر استخدام رؤوس حربية مترادفة. ونتيجة للتجربة القتالية المكتسبة في افغانستان والعراق، تم تطوير القذائف الصاروخية الحرارية يطلق عليها تسمية NE أي المتفجرات الجديدة لأنها قادرة على التسبب بانهيار المباني. يتميز نموذج (Novel Explosive (SMAW-NE بفعالية ضد الكهوف والمتاريس لانه يستخدم رأسا حربية حرارية مما ينتج موجات ضغط زائدة قادرة على التسبب بانهيار مبنى. الى ذلك، تعاون مركز Indian Head Naval Surface Warfare مع مركز قيادة نظم مشاة البحرية الاميركية MCSC وTalley Defense Systems لتلبية حاجات فرق مشاة البحرية الطارئة في ما خص توفير رؤوس حربية معززة منفجرة تطلق من على الكتف العام ٢٠٠٣. استخدمت هذه الرؤوس خلال عمليات القتال التي دارت في الفلوجة - العراق عام ٢٠٠٤.
بدورها تنتج شركة Saab Bofors Dynamics نظام AT4 وهو عبارة عن سلاح مضاد للدروع غير موجه عيار ٨٤ ملم. يعد هذا السلاح فعالا ضد الدبابات وعربات القتال، السفن الصغيرة، الطوافات، الطائرات والعربات المدرعة. تستخدم هذا السلاح كلا من الارجنتين، البوسنة والهرسك، البرازيل، تشيلي، كولومبيا، الدنمارك، استونيا، فرنسا، اليونان، العراق، ايرلندا، لاتفيا، لبنان، ليتوانيا، ماليزيا، نيوزيلندا، تايوان، السويد، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الاميركية وفنزويلا. تجدر الاشارة الى ان النظام المضاد للدروع AT4 تم تطويره من نظام Pansarskott M68 عيار ٧٤ ملم المعتمد من قبل الجيش السويدي عام ١٩٦٠.
دخل العام ١٩٨٢ نظام AT4 الخدمة ضمن الجيش الاميركي قبل ان يتم اعتماده اصلا في السويد. اختبر الجيش الاميركي ستة انواع مختلفة العام ١٩٨٣ لكنه وجد ان نظام AT4 يلبي المتطلبات اللازمة ليحل محل نظام M72 LAW. يعتمد الجيش الاميركي نظام AT4 كسلاح M136 متعدد الاغراض خفيف الوزن بعد اجراء تعديلات على مصدات انبوب الاطلاق الخاصة بالسلاح، اجهزة التسديد وحبال الرفع، مع الاشارة الى ان الجيش السويدي اعتمد ايضا النسخة الاميركية من هذا السلاح. يتضمن نظام AT4 اجهزة تسديد بلاستيكية يتم ضبطها وفقا للمدى وتغطيتها من خلال اغطية متحركة كما يحمل ايضا أجهزة تسديد ليلية بصرية. تخترق الرأس الحربية الموجودة في AT4 اكثر من 17.5 بوصة من لوحة التدريع. يغطي هذا السلاح مسافة تسليح تبلغ حوالي العشرة امتار على الاقل مما يجعل منه نظاما فعالا وملائما لضرب الاهداف الواقعة ضمن مسافات صغيرة. لا تستطيع الهياكل الخشبية، حتى لو كانت ثقيلة البنية ومتينة، ان تقاوم ضربات AT4. يعتمد AT4 نظام الطلقة الواحدة ويتضمن مقذوفات مختلفة يتم تحميلها مسبقا ضمن القاذف. يخترق الرأس الحربية HEAT للمقذوف ما يفوق ال ٤٢٠ ملم من التدريع المتجانس الملفوف. يمكن استخدام الذخيرة ثنائية الاغراض شديدة الانفجار لضرب المباني والمتاريس كما انه قد يستعمل المقذوف لينفجر عند الارتطام بالهدف او مع تفجير متأخر. صممت رؤوس حربية مترادفة مضادة للمباني لتستخدم في الحروب المدنية.
يعتبر نظام AT8 مقذوفاً جديداً مطوراً ضد المتاريس المتفجرة اما نظام AT2 فهو عبارة عن مقذوف اشتباك مباشر عيار ١٣٠ ملم قادر على اختراق التدريع الامامي لأي دبابة قتال حديثة. تكمن سلبيات نظام AT4 في أنه يخلف وراءه شهباً خلفياً كبيراً قد يسبب الأذى لمشغله وللقوات الحليفة المتواجدة في منطقة مجاورة.
قدمت شركتا Raytheon وLockheed Martin مشروعاً مشتركاً اطلقتا عليه تسمية Javelin. انه نظام موجه محمول مضاد للدبابات. يطلق من على الكتف وقد يُركب أيضاً على العربات البرمائية، المدولبة والمجنزرة. في العام ١٩٨٩، منح الجيش الأميركي عقداً لتطوير نظام Javelin ليحل محل صواريخ M47 Dragon المضادة للدبابات اتى المشروع المشترك Javelin نتيجة عمل مشترك بين Texas Instruments حالياً Raytheon Missile Systems في Dallas، Texas وLockheed Martin Electronics and Missiles حالياً Missiles and Fire Control في Orlando، Florida، الولايات المتحدة. دخل نظام Javelin الخدمة العملانية في الجيش الاميركي ومشاة البحرية بالاضافة الى القوات الخاصة الاوسترالية خلال عملية تحرير العراق العام ٢٠٠٣ وهو اليوم مستخدم في افغانستان.
يمكن استخدام وحدة القاذف الأساسية (CLU) في عمليات المراقبة، فهي أثبتت فعاليتها في الكشف عن الاهداف وعمليات الاستطلاع القائمة في ساحة القتال ذلك اثناء نشرها في العراق وافغانستان. أطلقت الولايات المتحدة الاميركية وقوات التحالف أكثر من ٢٠٠٠ طلقة. تم انتاج حوالي ٢٥٠٠٠ صاروخ وبيع أكثر من ٦٦٠٠ وحدة (CLU) للجيش الأميركي ومشاة البحرية كما اشترى اكثر من عشر قوات مسلحة حول العالم صواريخ Javelin.
يرتكز نظام Javelin على CLU وطلقته. تتضمن CLU زنة ٤.٦ كلغ وحدة اكتساب الهدف هامدة وأخرى للتحكم بالنيران بالاضافة الى جهاز تسديد نهاري مدمج وقدرات تصوير حرارية. تستند الطلقة على صاروخ Javelin وعلى تجميع انبوب الاطلاق من ATK (Alliant Techsystems) يبلغ مدى الصاروخ ٢٥٠٠ متر. يعد صاروخ Javelin نظاماً قائماً على مبدأ ارمِ وانسَ مع قدرات ذاتية التوجيه اوتوماتية وميزات التركيز على الهدف. جهزت الرأس الحربية بحشوتين مجوفتين، تفجر الاولى التدريع الردي المتفجر والثانية وهي الاساسية تخرق التدريع الاساسي، اما نظام الدفع فهو عبارة عن تصميم دافع ثنائي الطبقة يولد الدخان في حدّه الادنى.
وينشر النظام ويصبح جاهزا للاطلاق في اقل من ٣٠ ثانية اما وقت اعادة التحميل فهو اقل من ٢٠ ثانية. يُركب الصاروخ على وحدة CLU ويشتبك الرامي مع الهدف مستخدماً جهاز التسديد الموجود على CLU ايضاً وذلك من خلال وضع المؤشر على صورة الهدف. يركز الرامي على جهاز تعقب الهدف الاوتوماتي الموجود في الصاروخ من خلال ارسال الأمر قبل الاطلاق للصاروخ. وعلى عكس التوجيه الشعاعي الليزري او الصواريخ الموجهة السلكية العاملة بالألياف البصرية، يتجه صاروخ Javelin بشكل مستقل نحو الهدف بعد الاطلاق، تاركاً الحرية للرامي في اعادة التموضع او اعادة التحميل مباشرة بعد الاطلاق. يختار الرامي نسق الهجوم المباشر للاشتباك مع الاهداف الخفية، المتاريس، المباني والطوافات. اما اختيار نسق الهجوم من الأعلى فيتم ضد الدبابات، وفي هذه الحالة يتركز صاروخ Javelin في الأعلى ويوجه ضرباته من فوق على الهدف لاختراق سقف الدبابة حيث الحماية تكون بحدها الادنى.
لدى جنود المشاة مجموعة واسعة من الاسلحة المحمولة المضادة للدبابات والبنى المتاحة لديهم. تعدّ قوتها في خرق التدريعات ودقتها متقدمين أكثر بكثير من التصاميم البسيطة والبدائية للأسلحة نوع RPG-7 التي تعود للستينات. يتميز جنود المشاة في القرن الحادي والعشرين بحزم وأسلحة فائقة التطور تلبي متطلباتهم العملانية العسكرية.