تستعد الهيئة العربية للتصنيع لبدء تصنيع مدرعة جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة لمواجهة عدد من التحديات الأمنية التى لا تستطيع المدرعة المطورة محلية الصُنع «فهد 300» إنجازها، مثل اقتحام الأماكن الضيقة، وذلك بنسبة تصنيع محلى نحو 70%، بالتعاون مع إحدى الدول الأوروبية.
وقال المهندس عبدالصادق عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، التابع لـ«العربية للتصنيع»، إن تصنيع المدرعة الجديدة يأتى لتلبية احتياجات الأجهزة الأمنية المعنية فى استخدام مركبة مدرعة ذات حجم أصغر من «فهد 300» لاستخدامها فى اقتحام المناطق الضيقة، مع امتلاكها درجة حماية كبيرة وإمكانيات متطورة فى مواجهة التحديات الأمنية المختلفة، مثل مكافحة الإرهاب، والشغب، وتأمين الحدود، وفرض الأمن بمختلف أشكاله.
وأضاف «عبدالصادق»، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، أن تصنيع المدرعة الجديدة لا يعنى التوقف عن تصنيع «فهد»، مشيراً إلى أن لكل منهما استخداماً تتميز به، موضحاً أن رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية يرتاحون للمدرعة «فهد»، خاصة مع التطويرات التى حدثت بها فى الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن مصنعه بحث، عقب تلقى مطالب من وزارة الداخلية بتصنيع مدرعة يمكن استخدامها فى الشوارع والمناطق الضيقة، فى عدد من الدول الأجنبية التى تُصنع المدرعات بتكنولوجيا متطورة، سواء فى غرب أو شرق أوروبا، واستقروا على العربة المدرعة «KOMBAT T 98»، التى تلائم مطالب الشرطة بنفس الحمولة، والوزن، والتسليح.
وأشار رئيس «قادر» إلى أنه تم التواصل مع الشركة المنتجة لتلك السيارات المدرعة فى إحدى دول شرق أوروبا، وجرى إرسال سيارات لاختبارها بواسطة لجان من القوات المسلحة، والشرطة المدنية، وأنهم عقب اختبارها كان لديهم طلبات إضافية فى العربة، وحالياً يجرى تصنيع عينة مشتركة مع الشركة التى تتبع إحدى دول شرق أوروبا مع وضع الإضافات التى طلبتها اللجان الأمنية.
وكشف «عبدالصادق» عن وجود اتفاقية مع الشركة الأوروبية للتصنيع المشترك للمدرعة «KOMBAT T 98»، فى مصنعه، موضحاً أنهم سيمدون المصنع بـ«شاسيه» المدرعة، فيما سيعمل «قادر» على تصنيع الجسم المدرع للسيارة بالكامل، وغيرها من التجهيزات التى سيتم تصنيعها على أرض مصر، مشيراً إلى أن لها نفس مستوى حماية المدرعة «فهد 300»، ولكنها تتميز بأن حجمها ووزنها أقل منها، وسرعتها أكثر منها بكثير، وتستطيع المدرعة أن تنقل 8 أفراد، عبارة عن سائق، وقائد للمهمة، و6 جنود فى السيارة، كما أن بداخلها 6 فتحات لإطلاق النيران من داخل «المدرعة»، وكاميرات خلفية، وأمامية، وهى تغطى متطلبات الأجهزة الأمنية حالياً.
ولفت «عبدالصادق» إلى أن المدرعة الجديدة لديها سرعة تتراوح بين 160 و180 كيلومتراً فى الساعة على الطرق الممهدة، وهى سرعة كبيرة فى السيارات المدرعة، مقارنة بـ«فهد»، التى سرعتها قرابة الـ100 كيلومتر فى الساعة، موضحاً أن «المدرعة» لديها تجهيزان مميزان، الأول هو «سلم اقتحام»، وهو مثبت أعلى السيارة، والذى يستخدم فى اقتحام أماكن الإرهابيين أو الخارجين على القانون لو كانوا فى أدوار عليا، كما أن السيارة بداخلها «مانع طريق»، والذى تستخدمه القوات الأمنية فى غلق الطرق أو الشوارع لو كانت هناك دواعٍ أمنية لذلك، موضحاً أن هذا الحاجز يتم فرده هيدروليكياً، ويكون بعرض 10 أمتار تقريباً، مشيراً إلى أن عقب شهرين من الآن سيتم تقديم «العينة»، والتى يتم تغطية متطلبات الأجهزة الأمنية فيها، وأنها لو لاقت قبولاً، سيكون عليها طلب سيبدأ فيه المصنع على الفور.
وعن نسبة التصنيع المحلى بالمدرعة الجديدة، قال رئيس «قادر»، إن مصنعه وصل لتصنيع جسم العربة المدرعة بالكامل، وهو ما سيتم تنفيذه فى الإنتاج الجديد، ولكن سيتم استيراد الشاسيه الخاص بها فقط، ما يعنى أن نسبة التصنيع المحلى ستتراوح بين 60 إلى 70%، بالتعاون مع إحدى دول شرق أوروبا، مشدداً على أن التصنيع المحلى لأغلب أجزاء السيارة المدرعة سيخفض قرابة نصف تكلفتها لو تم استيرادها كاملة من الخارج، لتكون ميزة إضافية لأجهزتنا الأمنية، والدول الصديقة والشقيقة الذين سيتم تسويق المدرعة لديهم عقب البدء فى إنتاجها، مضيفاً: «فى مجمل السيارة المدرعة، سيوفر التصنيع المحلى لها ثلث ثمنها كاملاً، لأننا سنستورد الشاسيه من الخارج». وتابع: «وصلنا لإمكانيات تجعلنا نصنع كل احتياجات رجال قواتنا المسلحة والشرطة المدنية، ونوفرها لهم بتصنيع محلى يخفض كثيراً من سعرها لو استوردت من الخارج، وذلك عبر التعاون مع شركائنا من دول تمتلك تكنولوجيات متطورة».
وأكد رئيس «قادر» وجود رغبة لدى كثير من الشركات التى تعمل فى مجال تكنولوجيا السيارات المدرعة الحديثة للتعاون مع مصنعه، وأنه سيتم دراسة هذه العروض، وعرضها على الجهات الأمنية المختصة؛ موضحاً أن ما يتطابق مع احتياجات تلك الأجهزة ندخل فيه بشكل فورى، مشيراً إلى أنه كان ضمن وفد من «العربية للتصنيع» فى زيارة لدولة كوريا الجنوبية لبحث التعاون فى مجالات تصنيعية خلال المرحلة المقبلة داخل مصنعه.
أما عن إمكانية إضافة أجهزة اكتشاف المتفجرات والتعامل معها على غرار المدرعة «MARP»، والتى حصلت عليها مصر من الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، فقال: «تلك تكون إضافات تقرها الجهات الأمنية المعنية، ونرى إمكانية تصنيع تلك الاحتياجات، أو التعاون مع الدول التى تصنعها»، مضيفاً: «وهناك خطط مستقبلية فى هذا الصدد بإذن الله»، مشيراً إلى أن المدرعة الجديدة لديها القدرة على تشتيت الموجة الانفجارية للعبوات الناسفة، مثل قدرة حماية العربة «فهد 300» تماماً.
وعن تسويق المدرعة الجديدة فى الخارج عقب بدء إنتاجها، قال: إن الفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، كان فى جولة أفريقية منذ أيام، وشهد معرضاً لمنتجات (الهيئة) فى نيجيريا، وهو ما يفتح مجالات وسوقاً للمنتج المصرى، وسنعرض منتجاتنا باستمرار، ونتواصل مع الجهات المعنية والمسئولة فى سبيل التعاون.
وأكد «عبدالصادق» أن الخطة التسويقية للهيئة العربية للتصنيع تقوم على إتاحة جميع منتجات الهيئة، والتكنولوجيا الحديثة المتوافرة لديها إلى الدول الصديقة والشقيقة، مشيراً إلى أنه سيتم تسويق المدرعة الجديدة فى كامل دول الشرق الأوسط، والوطن العربى، وأفريقيا.
وعن الطاقة الإنتاجية للمصنع فى المدرعة الجديدة، قال: «نقدر نتحكم فى الطاقة الإنتاجية حسب الطلب؛ فطاقة الخط 20 عربة شهرياً، ولو طلب 40 عربة يعمل خطان، ولو طلب 60 سيعمل أكثر من خط فيها؛ فبقدر الطلب يكون الإنتاج»، لافتاً إلى أنه لن يتم ضخ استثمارات جديدة لإنتاج العربة المدرعة «KOMBAT T 98»، حيث إن الاستثمارات الحالية فى الهيئة تكفى لإنتاج تلك المدرعة، وباقى منتجاتها المختلفة، ومنها «فهد 300». وحصلت «الوطن»، على بطاقة الوصف الكاملة للمدرعة «KOMBAT T 98»، التى تظهر أنها مدرعة خدمة شاقة للعمل داخل الطرق وخارجها والمدقات ومخصصة فى الأساس للاستخدامات الحربية. وتعمل العربة المدرعة على أحد محركين، إما بنزين أو «ديزل»، حسب طلب العميل، بقدرة 360 حصاناً، وسرعة على الطريق تتراوح بين 160 و180 كيلومتراً فى الساعة، وطاقمها مكون من 8 أفراد، عبارة عن سائق، وقائد، و6 أفراد، وتحقق المدرعة مستويات وقاية ضد طلقات الرصاص المدببة حتى مستوى الحماية السادس طبقاً للمواصفات الأوروبية.
وتزود «العربة» بسلالم للسقف، بطول نحو 4 أمتار، وفتحات لضرب النار جانبية وخلفية، ونظام مركز معلومات للعربة، ونظام تسجيل للرؤية من 4 كاميرات، بالإضافة إلى كاميرا خلفية، فى حين أن بوابة الأغراض الأمنية الملحقة بالعربة ارتفاعها 10 أمتار، وعرضها 2 متر ونصف المتر، حيث يعمل ونش كهربائى موجود بالعربة على رفع وخفض البوابة، ويعمل الونش بواسطة بطارية العربية، فيما يتم تثبيتها خلف العربة بواسطة قضبان خاصة، فيما تخزن فوق سقف العربة المدرعة، ويبلغ طول المدرعة 5.2 متر، وعرضها 2.15 متر، وارتفاعها 2.15 متر، بوزن كلى مسموح 6.15 طن، وحمولة صافية 1.05 طن.
http://www.elwatannews.com/news/details/2407286