قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن عددًا من الدول العربية تدخلت لدى إسرائيل، لحل أزمة البوابات الإلكترونية بمحيط المسجد الأقصى، خشية أن تؤدي لانتفاضة فلسطينية تشعل معها "ربيعًا عربيًا جديدًا".
وأفادت الصحيفة العبرية اليوم الأحد، بأن تل أبيب إسرائيل لم تكن الوحيدة التي باتت تخشى انطلاق انتفاضة فلسطينية، إذ أن الكثير من الزعماء العرب يشاركون الإسرائيليين الخوف ذاته.
وأردفت بأن احتواء أزمة الأقصى هدفت إلى منع تحولها إلى شأن عالمي، ودعوة الأمم المتحدة إلى التدخل، والحد من انتشارها لمدن عربية وإسلامية.
ونوهت إلى أن وصول الأزمة لبلدان عربية وإسلامية كان سيؤدي إلى فقدان الأنظمة العربية السيطرة على تطورات الأزمة وتهديد العلاقات الحساسة بينها وبين الشعوب.
وتابعت هآرتس: "دلت تجارب سابقة إلى أن معظم الاحتجاجات، خاصة تلك التي تنبع من مشاعر دينية، يمكن أن تتطور إلى احتجاجات ضد السياسات الداخلية، وضد انعدام حرية التعبير، والمصاعب الاقتصادية، وانعدام الديمقراطية".
واعتبرت أن الانتفاضة الفلسطينية "لم تعد شأنًا داخليًا وانعكاس لنضال وطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل بإمكانها إطلاق حراك تضامني هائل من شأنه أن يضع الأنظمة العربية في مواجهة مباشرة مع شعوبها".
ورأت الصحيفة، أن القدرات الكامنة في انتفاضة الأقصى لحشد الجماهير، وما تشكله من تهديد، تحول دون أن تقدم الأنظمة المسلمة على قمع أي مظاهرات تولدها الأزمة، وذلك لما يعلوها من هالة مقدسة تفرض عليهم أن يبدوا كما لو كانوا يدعمون المطالب الشعبية باتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين ينتهكون حرمة المكان.
وأشارت إلى أن جميع العوامل التي أدت إلى انطلاق الانتفاضة الثانية (عام 2000) متوفرة في الأحداث الحالية التي شهدها الأقصى؛ انتهاكات يهودية للموقع المقدس، استيلاء يهودي على ترتيبات الدخول إلى الموقع، وغياب عملية السلام، ولامبالاة عربية ودولية، وصراع فلسطيني داخلي.
يشار إلى أن صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية المقربة من دوائر اليمين الإسرائيلي نفت المزاعم بأن تدخل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز هو من أقنع إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية.
وادعت الصحيفة عبر موقعها، أن السعودية كانت أكثر الدول العربية التي أبدت تفهمًا لقيام إسرائيل بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، على اعتبار أن ذلك تفرضه الإجراءات الأمنية في المكان.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات غير المباشرة التي جرت بين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسعوديين عبر الولايات المتحدة، بينت أن الرياض اقتنعت بحجة نتنياهو الذي ذكّر السعوديين بأن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الأقصى تشبه تلك التي تتخذها الرياض في المسجد الحرام في مكة.
وكانت الأراضي الفلسطينية المحتلة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين مواجهات واسعة النطاق، احتجاجًا على قيام الاحتلال بنصب بوابات الكترونية أمام أبواب المسجد الأقصى، متذرعة بالعملية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة أم الفحم شمال فلسطين المحتلة عام 48، وأسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين.
المصدر