حرب المعلومات(warfare) اخطر حروب الجيل الرابع
بقلم: اللواء / محمود الرشيدىلا يمكن ان ننكر اهميه المعلومات وقيمتها في حياتنا المعاصره حيث تلعب دورا اساسيا في اداره و تنظيم كافه مناحي حياتنا اليوميه…فهي ركيزة اساسيه في البحث العلمي واتخاذ القرارات الرشيده وهي مورد هام لا ينضب بالاستخدام بل تزداد قيمته الي الحد الذي اصبحت فيه المعلومات سلعه ثمينه تباع و تشتري وصارت من اهم معايير التفرقه والتمييز بين الدول و الافراد علي السواء فمن يملك المعلومه الدقيقه المتكامله وفي توقيتها المناسب دائما يكون هو الطرف الاقوي والاكثر تأثيرا في الاخرين ويكون قادرا علي تحقيق اقصي درجات الاستفاده والربحيه في اقل وقت ممكن و باقل جهد وتكلفة او خساره ممكنه.
ويشهد عالمنا المعاصر ثوره تكنولوجيه غير مسبوقه في مجالي المعلومات والاتصالات احدثت انقلابا جذريا في كافه مفاهيم و سلوكيات وانماط حياتنا الاجتماعيه المعاصره و كذلك علي جميع الاصعده السياسيه والعسكريه والأمنية والافتصاديه….الخ.
وفي ضوء هذه الاهميه المتزايده للمعلومات اطلق علي عصرنا الحالي عصر المعلومات وقد اصبحت المعلومات و تكنولوجياتها ونظمها هي وقدصناعه العصر الرائده وثروته المميزه ومن يمتلكها يمتلك زمام القوه و التطور و التحكم في الغيرممن هم دون ذلك.
….ومن ثم فان مصطلح حرب المعلومات (warfare) كاحد اهم انواع حروب الجيل الرابع(4GE) من الحروب مصطلح علمي مواكب للثوره التكنولوجيه في المعلومات و الاتصالات وهي حرب من نوع خاص و متميز فهي حرب خاصه باستهداف او استخدام او اداره نظم المعلومات والاتصالات للحصول علي ميزه تنافسيه او مكادب واهداف و تأثيرات متنوعه علي الخصم في اسرع وقت ممكن و باقل جهد و تكلفه و بدون اراقه دماء او مواجهه مباشره مع الخصم كما ان اسلحه هذه الحرب غير تقليديه كما كانت في حروب الاجيال السابقه (كالاسلحه التقليديه من طائرات و مدافع و صواريخ او اسلحه كيماويه او نوويه). بل اسلحه ترتبط باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات و الاتصالات والخبرات و المهارات التكنولوجيه في كافه انماط و أساليب هذه النوعيه من الحروب التكنولوجيه وفي جميع مراحلها في عمليات الهجوم و الدفاع و الحمايه و الوقايه.
..ولم تعد الجيوش مكونه كما كانت الجيوش التقليديه من وحدات اسلحه الجو و البر و البحر فقط بل استحدثت بها وحدات تكنولوجيه تتواكب ما التطور التكنولوجي و الحروب التكنولوجيه بانواعها …وتتزايد اهميه هذه الوحدات التكنولوجيه (cyber units)في الوقت الراهن حيث تقوم بعده عمليات اهمها حمايه المرافق العامه و المدنيه و الفضاء الإليكتروني من اي هجمات اليكترونيه خارجيه او داخلية تتسبب في أحداث ايه اضرار او خسائر ماديه او معنويه تضر بأمن واستقرار الدوله من دون اطلاق رصاصه واحده بل باستخدام اساليب و نظم معلوماتصلاتيه تكنولوجيه.
……وفي حقيقه الامر فإم حروب المعلومات هي في الاصل اقتراح أمريكي لزعزعه امن و استقرار الدول دون شن عدوان عسكري عليها وكان اول من اطلق هذا المصطلح ..حرب المعلومات warfare هو البروفيسور الأمريكى ماكس مايورانج في محاضره له بمعهد الامن القومي الاسرائيلي حيث عرفها بانها حرب الاكراه لافشال الدولهو زعزعه الاستقرار ثم فرض امر واقع جديد عليها يتوافق مع كافه المصالح الأمريكيه.
ويتفق جميع الخبراء و المحللين في مختلف القطاعات علي ان الولايات المتحده الأمريكيه قد غيرت استراتيجياتها في حروبها السابقه لتظهر بشكل جديد يقيها فقد الارواح و عداء شعبها فكانت فكره حروب الجيل الرابع وعلي الأخص حرب المعلومات استثمارا لما تملكه من خبرات تكنولوجيه في مجال المعلومات والاتصالات وسيطرة وسائل الإعلام الجديد والشبكه العنكبوتيه(internet) و مواقع التواصل الاجتماعي (social media) المتعدده و كذلك جميع الوسائل و نظم التشغيل التكنولوجية و يضاف الي ذلك ان محركات البحث الاليكتروني و شبكات التواصل الاجتماعي و مشغلات الهواتف الذكيه امريكيه الصنع و ال(know how) أيضا أمريكي مما يعزز قدراتهم التكنولوجيه المتفوقه هم ومذلك الدول المتقدمه تكنولوجيا علي تحقيق المكاسب المرجوة بدون ايه مواجهات مباشره مع الخصوم ممن يعتمدون اعتمادا شبه مطلق علي نظم المعلومات والاتصالات التكنولوجيه و لا يعدو دورهم علي كونهم مستخدمون فقط لهذه التكنولوجيا الهامه في مختلف جوانب حياتهم اليوميه.