خلال الحرب العراقية –الإيرانية وفي السابع من حزيران عام 1981م، قام الطيران الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي، العديد في الغرب حاول إعطاء كل الحق للكيان الصهيوني بضرب المفاعل العراقي، كضربة استباقية لحماية الدولة الصهيونية.
وقد كتب احد المعلقين بالقول:
"ان أمريكا والتحالف الذي معها كان ممكن أن يواجهوا القوة النووية العراقية مرتين الاولى خلال حرب الخليج في عام 1991م، والثانية عند احتلال العراق في عام 2003م، لو لم يدمر مركز الابحاث النووية العراقي بضربة استباقيه من قبل الكيان الصهيوني في عام 1981م".
وفي شهر حزيران 1991م صرح وزير الدفاع الأمريكي ديك جيني بالاتي :
Back in June of 1991, then-Defence Secretary Cheney gave a photograph of the Iraqi nuclear reactor at Osirak to the man who had commanded the Israeli air force during the raid on the site in 1981. "With thanks and appreciation for the outstanding job he did on the Iraqi Nuclear Program in 1981," Cheney wrote, "which made our job much easier in Desert Storm." Cheney may have forgotten that the Reagan administration condemned the raid when it took place, as did most nations. And he may not be aware that the Israeli raid, far from crippling Iraq's nuclear program, actually accelerated it. The raid was a tactical success but a strategic failure.”
But Ivry recalled that in 1991, then-US secretary of state Dick Cheney gave him a black and white aerial photo of the bombed reactor in ruins. Cheney wrote on the photo: “It made our work much easier.” The quiet, non-public gesture was made after the end of the first Gulf War.
Begin, in a public statement after the operation was successfully concluded, said: “The decision to bomb the nuclear reactor in Iraq was taken many months ago and there were many obstacles. There were also many considerations, but we finally reached a stage at which we knew that if we failed to act now, it would be too late.”
معظم العراقيون اعتبروا الغارة الصهيونية جريمة وعمل إرهابي قامت به دولة راعية للإرهاب وهي الكيان الصهيوني.
العمل الإرهابي الصهيوني بضرب مركز الابحاث النووية العراقي أحدث تساؤلات وتفسيرات عديدة طبقا للاتفاقيات الدولية ومن منظور القانون الدولي.
السؤال هو هل هذا مسموح به وممكن إعتباره عمل قانوني ودفاعا عن النفس ومن منظور القوانين الدولية وخاصة الفقرة الخاصة رقم 51 من اتفاقيات الأمم المتحدة؟
ممكن تخيل الغضب إزاء الهجوم الإسرائيلي، وكان الحدث على الصعيد العالمي موضع ناقشات مكثفة حول موقف وكالة الطاقة الذرية [I AEA] وهل ينبغي أن يتدخل ويتخذ المجلس الامن الدولي اية اجراء بما يتعلق بالهجوم؟ هل الوكالة للطاقة الذرية [IAEA] تسارع وتكون في المقدمة بإدانة هذا الاعتداء؟ أو ان هذه المسألة تترك كونها من اختصاص "مجلس الأمن التابع" للأمم المتحدة؟
من ردود الافعال الدولية تصريح السفير الامريكي في عمان وقوله:
ومن جهة ان مركز الابحاث النووية العراقي كان ضمن غطاء وضمانات ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية [I AEA] مما يجعل عمله في نهاية المطاف قانونياً ، على العكس من المنشاءات النووية التابعة للكيان الصهيوني حيث ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية [ IAEA] ليس لها حضور وليست مشرفة وليس لها الحق بفحص المفاعلات النووية الاسرائيلية.
ومن جهه أخرى، المفاعل كان ممكن ان يستخدم لإنتاج البلوتونيوم لصنع الأسلحة وأن العراق كان يسعى للحصول على معدات التخصيب من فرنسا.
هنا نتساءل ماذا ستكون ردود الفعل لو أن الدول المجاورة للكيان الصهيوني استخدمت نفس المنطق الصهيوني ومن أيدها بجريمتها هل سوف يقبلون ويؤيدون تلك الدول ان تضرب المفاعلات الصهيونية كونها تمثل تهديد مباشر من قبل العدو الصهيوني لأقطارهم وشعبهم؟
لنبدأ بوصف منظومة الدفاع الجوية العراقية حول مدينة بغداد وتلك المخصصة لموقع المفاعل النووي العراقي في التويثة في جنوب بغداد قبل الغارة الصهيونية عام 1981م.
من ضمن الاحتياطات والحماية التي وفرت لموقع مركز الابحاث النووية العراقي في التويثة قرب العاصمة العراقية بغداد، تمت إحاطة المفاعل النووي العراقي بساتر أو سد ترابي بلغ ارتفاعه 50م، ومن كل الاتجاهات، وكانت الفكرة من وراء وضع هذا السد أو الساتر الترابي هو إجبار الطائرات المعادية في حالة الإغارة او التقرب وتكون بارتفاعات واطئة من الموقع إجبارها على الارتفاع قبل الوصول للهدف وهو المفاعل مما يسمح لوحدات الدفاع الجوي العراقية بكشفها والتصدي لها، وهو ما قامت به الطائرات المغيرة الإسرائيلية عند العملية.
لقد كان لموقع المفاعل النووي العراقي وحدات دفاع جوية خاصة به مختلفة الأنواع، صواريخ مقاومة للطائرات سام 3 وكذلك مدافعAA المضادة للطائرات واجهزة رادار للارتفاعات المنخفضة P15 و P12 إضافة الى وحدات الدفاع الجوية المنتشرة حول بغداد وبطريات الصواريخ المضادة للطائرات من نوع سام 2 وسام 3 والبالغ عددها 12 بطرية صواريخ إضافة إلى وحدات المدافع المضادة للطائرات ومنظومات رولاند الفرنسية المتحركة والثابتة ومنظومات للدفاع جوية ومقاومة الطائرات روسية الصنع مشابه وهي للارتفاعات المنخفضة.
"في دراسة لعدد كبير من المواد التقنية المفصلة المتاحة الآن حول المنظومات السوفييتيه انواع سام-2، سام-3، سام-5 ، سام-6 وسام-8 والمناقشات مع من خبراء الصواريخ من "حلف وارسو" السابق، تشير إلى أن فعالية وإمكانية أداء هذه الاجيال الأولى والثانية " منظومات سام السوفياتية " يتطلب من الأطقم ان تكون على على مستوى عالي من الذكاء مع مستوى جيد من التعليم التقني، وان تكون الاطقم مدربه تدريبا عاليا جداً وتتقن العمل الجماعي كفريق عمل واحد لمراقبة القذائف وهذا أمر أساسي، وكون عمل الطاقم يتطلب دمج وتفسير الاشارات من أجهزة استشعار متعددة ومختلفة لعمل محطة كشف وتوجيه الصواريخ وباستخدام شاشات راداريه عادية. في اوقات العمل والمهام الحقيقية والحرجة مثل كشف الهدف والقفل عليه في المراحل الأولى، فان نطام التتبع يكون يدوي وهو المطلوبً.
في اوقات العمل الحقيقية، ففي نفس الوقت وفي كثير من الأحيان فان الطاقم او الشخص المختص بالكشف ومتابعة الهدف بحاجة إلى معلومات أكثر من شاشات العرض الاخرى المتوفرة في محطة الكشف وتوجيه الصواريخ. ان تدابير مكافحة التشويش الإلكتروني متاحة في محطة الكشف وتوجيه الصواريخ لكنها محدودة ، والتي تتطلب فني ذكي للرد وفهم انواع التشويشات المعادية ويتم هذا كله يدوياً لتحديد الترددات البديلة ونظم العمل.
وهناك اعتبار آخر، ومن الصعب تحديده من خلال المصادر المنشورة، وهو ما يخص والتعليم، والتدريب والكفاءة وكفاءات أطقم نظم التشغيل لبطاريات سام في سوريا والعراق خلال هذه الفترة."
وكان يعلو سماء موقع المفاعل النووي العراقي بالونات مملؤة بغاز الهيدروجين أو غاز الهيليوم وعلى إرتفاعات عالية لإعاقة تحليق الطائرات فوق الموقع وخاصة ذات الارتفاعات الواطئة.
إضافة إلى ما تقدم فإن مدينة بغداد كانت تحوي على نظم دفاعات جوية أخرى أقل تقنيةً غير التي ذكرناها.
وكانت هناك محطات إنذار مبكرة خارج مدينة بغداد (أجهزة رادار مختلفة الأنواع ومراصد بشرية وغيرها) تتوزع على المناطق الحدودية من الغرب والجنوب وكذلك الشرق قبل العدوان الإيراني. ولطول الحرب العراقية –الايرانية تم سحب بعض من تلك محطات الإنذار المبكر وبالذات من الغرب موقع H-3 للتركيز على الجبهة الشرقية للعراق.
عند بدء العدوان الإيراني على العراق أخذت محطات الدفاع الجوية (سام 2 & 3) بالعمل 24 ساعة بدون توقف وبعد مرور سنه من العدوان وبسب الاستهلاك للأجهزة والمعدات، وكون المحطات جهزت في بداية السبعينيات وهي أصلا من المعدات المصنعة في الخمسينيات وتم بعض التحديث عليها وبيعت للعراق وفي ذلك الحين اتخذ الاتحاد السوفيتي السابق موقف سياسي خاص به وقام بتقنين أو إيقاف تصدير المواد الاحتياطية للعراق، صدر توجيه من القيادة العسكرية أن يكون تشغيل محطات الصواريخ كلاتي:
1. تشغيل صباحي مبكر (قبل شروق الشمس) لمدة ساعة لغرض فحص الصلاحية لمحطات ومنظومة الدفاع الجوي والتأكد من جاهزيتها بعدها يتم إطفاء المنظومات ويبقى الطاقم القتالي جاهز داخل المحطات القتالية للدفاع الجوي لأي طارئ.
2. تشغيل مسائي (بعد غروب الشمس) وهو أيضا لغرض الفحص والجاهزية لمحطات ومنظومة الدفاع الجوي مع بقاء الطواقم القتالية جاهزة داخل المحطات القتالية للدفاع الجوي لأي طارئ.
3. وكان الطيران العراقي مكلف بمراقبة الأجواء العراقية، وكانت هناك فوق مدينة بغداد مظلة جوية (طائرات مقاتلة اعتراضية) للمراقبة تبدأ صباحا عند الفجر وتنتهي مساءا عند الغروب.
في يوم 7 حزيران 1981م مساءاً حيث ان جميع محطات الرادار ومحطات الصواريخ أطفأت والمظلة الجوية لمدينة بغداد أنهت الواجب وهبطت، وما هي إلا دقائق سمعنا أصوات إنفجارات تهز العاصمة الحبيبة.
وقتها كنا في بطرية صواريخ سام 3 في موقع البلديات (جنوب غرب مدينة بغداد) وصادف الحادث ان كان أمر اللواء (لواء الصواريخ 145 للدفاع الجوي لمدينة بغداد) العقيد ناطق ( وهو من الآمرين الذين أحترمهم ذو كفاءة ومقدرة عسكرية رائعة) في زيارة تفقدية للموقع والإطلاع على جاهزية العمل.
بعدها ان سمعنا صفارات الإنذار المتواجدة في الموقع (وهي تستخدم للإنذار بوجود طارئ او هجوم جوي) فتم بسرعة إعادة تشغيل المحطات وحسب المواصفات تحتاج إلى حوالي 5 دقائق لتكون محطات بطريات الصواريخ سام3 جاهزة للعمل. وأنا بدوري هرعت إلى محطة الرادار P15 وتم التشغيل ولكن شاشة الرادار بدت بيضاء (لا يمكن روية أي هدف، انها مضاءة كلها) وهذا يعني هناك تشويش الكتروني على محطات الرادار وقد حاولنا تلافي الامر بتغير نطاق التردد (الذبذبة) التي تعمل عليها المحطة، هناك12 إختياراً لتغيير نطاق الذبذبات استخدمت جميعها ولكن بدون فائدة حيث أن التشويش كان قوي وذو نطاق واسع غطى نطاق الترددات لمحطات الرادار العاملة.
وقد تمكن الطاقم القتالي المتواجد في محطة توجيه الصواريخ سام 3 من كشف الطائرات الصهيونية مدبرة (مغادرة) وعلى مسافة 60 كم باتجاه الجنوبي الغربي لمدينة بغداد وباتجاه الحدود السعودية وهذا يعني انها خارج منطقة القتل للصواريخ سام 3 (اذا كانت الاهداف متجه نحو المحطة، فان منطقة القتل لمنظومة سام 3 هي 25كلم، وسام 2 هي 60كلم).
متى وكيف تم كشف الطائرات الصهيونية
لقد تم الكشف عن الأهداف الصهيونية أولا من خلال اتصال قادم من قاطع الدفاع الجوي أو الإنذار المبكر المتواجد في منطقة عرعر على الحدود الجنوبية –الغربية قرب حدود المملكة العربية السعودية، وحسب ما تم سماعه لاحقا أن احد أفراد وهو نائب ضابط /رئيس عرفاء يعمل في محطة الإنذار المبكر ( محطة رادار) عند ذهابه للوضوء لصلاة المغرب لمح طائرات تطير على إرتفاع منخفض جدا وكانت رمال الصحراء تتطاير خلفها وكانت مطلية بالعلم العراقي ولكنه شك انها عراقية فسارع إلى الاتصال والإخبار بما رأى.
وقدتم نقل التبليغ لقيادة القاطع الأول في بغداد ولكن كما تم تناقله ان القاطع الأول أعاد الطلب بالتأكد من المخبر حول صحة ما رأى وتم التأكد منه وتم الرجوع للقاطع الأول بالتأكيد، وحسب التوقيتات التي سجلت لتلك الأحداث والـتأخر الذي حصل في صدور أمر الإنذار إلى محطات الصواريخ حول بغداد كان هناك مدة خمسة دقائق تأخير وهي كانت نقطة حاسمة للموقف كله.
Peter Scott Ford's study mentioned that king Hussein of Jordan did warn Iraqis there was an Israeli attack.
"King Hussein of Jordan was vacationing in Aqaba during the attack. Seeing the planes pass over his head, he immediately notified the Iraqis to warn them that they may be the targets of an Israeli attack. It appears that Iraq never got the message as communication errors prevented the message from reaching Iraq."
أن ما ذكره بيتر سكوت اعلاه حول مشاهدة الملك حسين للطائرات الصهيونية عندما كان في زورقه في العقبة إما هو كذبة يريد بها أن يفاخر بها للطيران الإسرائيلي والقوة الجوية وهذا مشكوك فيه، أو هو فعلا صحيح وغير متوقع وقد تم التشويش / قطع الاتصال حينه من قبل الصهاينة لمنع الملك حسين رحمه الله من إعلام القيادة العراقية حينها.
ملاحظة:
ان الطائرات التي استخدمت لضرب المفاعل النووي العراقي هي الطائرات التي كان مفترض ان ترسل الى ايران وفق العقد المبرم مع شاه ايران، ولكن عند سيطرة الخميني على الحكم تم اعطاء تلك طائرات الى اسرائيل.
ردة الفعل العراقية والتعقيدات ما بعد الحادث
بعد حصول الحادث الغادر تم إرسال مجموعة محققين من القصر الجمهوري لبحث في الأسباب للحادث وعدم إسقاط أو إعتراض الطائرات الصهيونية المهاجمة.
وكانت أيام صعبة حيث شعر كل الضباط في الدفاع الجوي بالإحباط لما جرى وكذلك التأثر الواضح لكل القادة في الدفاع الجوي وكيف فوتت هذه الفرصة من أيدينا إضافة للمسؤولية المناطة بنا للدفاع عن العاصمة الحبيبة.
بعد الإنتهاء من التحقيقات والتي شملت كل وحدات الدفاع الجوي ومن ضمنها محطات الصواريخ حول مدينة بغداد والرجوع ودراسة التوقيتات للحادثة وهي كلها مسجلة وهو أسلوب وسياق عمل متبع في حينه وظهور الأسباب وكما ذكرنا أعلاه، كانت للنتيجة بعض الأرتياح ولكن بقيت الغصة والتأثر في صدورنا.
الدروس والحسابات الصهيونية للغارة على موقع المفاعل النووي العراقي:
1. ان اختيار الوقت المناسب للغارة الصهيونية كان اختياراً دقيقاً ومدروساً جيدا من جميع الجوانب للتقليل من المخاطر التي قد يواجهها الطيارون الصهاينة في العملية. وللرجوع لما تقدم كان الإختيار لموعد إطفاء محطات الدفاع الجوي وكذلك هبوط المظلة الجوية فوق مدينة بغداد إضافة الى أن وقت الغروب قد اختير لتحييد المدافع المقاومة للطائرات المتواجدة فوق الساتر الترابي لمحيط موقع المفاعل النووي العراقي من جهة الغرب وهو إتجاه غروب الشمس وهو الإتجاه الذي سلكته الطائرات بعد ضرب الهدف والهروب من المكان.
2. النقطة الاخرى هو التركيز على الجبهة الشرقية كون الحرب تدور هناك وكل الجهود كانت صوب الجبهة الشرقية.
3. المفاعل النووي العراقي كان قريبا مهيأ للفحص الاولي والتجهيز الكامل. وحسب مصادر مختلفة ومنها صهيونية وهذا قد يكون أحد الأسباب في إختيار التوقيت لتدميره لتقليل الأضرار النووية و البيئية (وهي نوع من الدعاية يستغلها الصهاينة لبثها للعالم وتصوير أنهم يكترثون بحياة الناس الأبرياء رغم انهم منذ 1948وقبل إعلان الأمم المتحدة وقرارها بتقسيم فلسطين ما انفكوا من قتل وتهجير وإخراق قرارات وقوانين الأمم المتحدة التي تخص حقوق الإنسان المشروعة) .
4. According to Israeli intelligence, the summer of 1981 would have been the last chance to operate against the reactor, without putting the population of Iraq in danger of nuclear fallout, since by then, the reactor wasn't operational and was not loaded with it's nuclear fuel.
حسب الاستخبارات الاسرائيليه فأن صيف 1981 كانت اخر فرصه للطيران الاسرائيلي لتدمير المفاعل العراقي بدون تعريض الشعب العراقي لخطر الاشعاع النووي حيث ان المفاعل النووي لم يكن يعمل انذاك ولم يتم تزويده بالوقود النووي بعد
5. الطاقم الفرنسي الذي كان مكلفا بنصب وتشغيل المفاعل كان في اجازة صيفية الا واحدا منهم قتل في الغارة.
"ولكن السيد توفيق منصور يشير إلى أن : الخسائر البشرية فقد تمثلت في شخص واحد فرنسي ويقال أنه كان عميلاً للموساد حيث تواجد حين القصف داخل المفاعل لمتابعة الموضوع وإرشاد الطائرات لبعض الأمور أو تحضير بعض ما يتطلبه الموقف داخل المفاعل لكنه تأخر في الخروج أو الهروب ساعة الصفر !!."
ردة الفعل الأمريكية والدولية بعد الغارة الاسرائيلية
بعد أن قامت إسرائيل بقصف المفاعل العراقي في 7 يونيو 1981، باستخدام F-16s و F-15s التي باعتها الولايات المتحدة لإسرائيل، فأن إدارة ريغان، اصدرت بيانا بعد ثلاث ايام جاء فيه:
"حكومة الولايات المتحدة تدين الغارة الجوية الإسرائيلية كما ذكرت على المنشأت النووية العراقية، وهذا العمل الغير المسبوقة والذي لا بل انه خطيرة ليضيف إلى الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة ".
وقد انضمت معظم الدول الأخرى منددةً بالغارة على المفاعل النووي العراقي.
جانب الكيان الصهيوني
يقول احد الطيارين لصحيفة (TIMES OF ISRAEL )ممن شاركوا في الضربة على المفاعل النووي العراقي وهو الطيار أيان رامون
"ذهبنا إلى هناك كقافلة في نهاية تنفيد الضربة. الطائرة الأولى شاهدناها – ثم الطائرة الثانية ظهرت – وكان الهدف هو مشاهدة الطائرة الثالثة – وهذا يعني صفر لا خسائر، وقد حصل إطلاق النار على الطائرة الرابعة [من المدافع المضادة للطائرات] ". وكانت طائرة رامون الطائرة الأخيرة في السرب – المكون من ثمانية مقاتلات هي الاخيرة من مجموعتين تضم كل منها اربعة مقاتلات."
وقد قال افيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للإعلام العربي، إن في مثل هذا اليوم قبل 32 سنة أي في السابع من يونيو1981، دمرت 8 مقاتلات من طراز F-16 إسرائيلية مفاعل ''تموز'' النووي العراقي في ضربة جوية سريعة وقوية استمرت 15 ثانية فقط، فعندما تسترجع الذكريات والانجاز التاريخي الكبير فنحيي ابطال سلاح الجو انذاك واليوم حماة الوطن وذراعها الطويلة. شكرًا لكم!
البيان الرسمي من القيادة العراقية:
في 8/6/1981، أصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بياناً، كشف فيه النقاب عن حقائق جديدة، تؤكد تواطؤ الكيان الصهيوني ومساندته للعدو الفارسي، العنصري، وقيام طائراته بغارة جوية على مدينة بغداد، استهدفت المنشآت النووية.
وفيما يلي نص البيان.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي العظيم.
يا أبناء الأمّة العربية المجيدة.
لقد كان معروفاً لنا، منذ البداية، أن جهات عديدة، محلية ودولية، وقفت، وما تزال تقف وراء اندفاع النظام الإيراني المتخلف، والمشبوه، لإثارة النزاع مع العراق، والاعتداء عليه، وإثارة الحرب ضده. كما كانت وراء استمرار هذه الحرب طيلة أشهر عديدة، بما قدمته، وما تزال تقدمه لإيران، من دعم وإسناد، سياسي وعسكري، بما في ذلك المعلومات والاستشارات، الفنية والاستخبارية، المباشرة وغير المباشرة، لتحقيق مآربها الشريرة ضد العراق. وكان في مقدمة تلك الجهات الكيان الصهيوني، الذي يعرف تماماً، بأن العراق المتحرر، والمتطور، والمقتدر، يشكل، اليوم وغداً، عنصراً حاسماً في تقرير نتائج الصراع العربي ضده.
وإن الكيان الصهيوني، يدرك بأن من أهم العوامل الحاسمة في تقرير مستقبل الصراع، الذي تخوضه الأمّة العربية ضده، هو بقاء الفجوة، التقنية والعلمية، بينه وبين الأمّة العربية. لذلك، فإنه يسعى، بكل الوسائل، إلى إبقاء هذه الفجوة ضمن الحدود، التي لا تمكن الأمّة العربية من بلوغ مستوى الاقتدار، في إدارة الصراع ضده، وبما يحقق لها النصر عليه.
وانطلاقاً من هذا الهدف الاستراتيجي، فقد اشترك العدو الصهيوني، في أكثر من مناسبة، وبأشكال مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب إيران، في الحرب ضد العراق. ومن ذلك تزويده لإيران بالمعدات العسكرية وقطع الغيار. كما أغارت طائرات العدو الصهيوني على العراق، منذ الأيام الأولى للحرب، مستغلة ظروف الحرب مع إيران، وبالتواطؤ مع النظام المشبوه فيها، واستهدفت، بوجه خاص، المنشآت النووية العراقية.
وكانت أول محاولة أدركناها وكشفناها، هي تلك التي جرت يوم 27 أيلول 1980. وقد أذَعنا، في حينه، بياناً، يشير إلى حدوث غارتَين على مدينة بغداد. ولكننا لم نذكر العدو الصهيوني بالاسم، لأسباب عسكرية وسياسية ومعنوية، ولأننا نعرف، من التجربة، بأن إعلان الأنظمة العربية عن مشاركة أطراف أخرى في النزاعات، التي تقوم بينها وبين الأعداء، غالباً ما كان يقترن بالعجز، وبتقديم الذرائع والمبررات لهذا العجز. لذلك، فإننا ألمحنا إلى الحقيقة، في حينه، ولم نكشف كل تفاصيلها بصورة رسمية.
أيها المواطنون.
إننا نعلن، اليوم، أن طائرات العدو الصهيوني الغادر، قامت، يوم أمس، بغارة جوية على مدينة بغداد، وذلك في الساعة 1837. وقد استهدفت في تلك الغارة المنشآت النووية.
وكما فعلنا يوم 27 أيلول 1980، فإننا آثرنا عدم الاستعجال في الإعلان عن هذه الغارة. وفي الوقت الذي كنا نُعِد فيه هذا البيان، بعد استكمال كل الدلائل عنها، أعلن العدو الصهيوني، بعد ظهر اليوم، مسؤوليته عن الغارة.
وبهذه العملية الغادرة، يتكشف لكم، أيها الأخوة، أبناء العراق، وأبناء الأمّة العربية، جانب أساسي ومهم، من الأسباب التي دفعت النظام المشبوه في إيران، إلى إشعال نيران الحرب مع العراق، وإلى الاستمرار في هذه الحرب عشرة أشهر، رغم كل الجهود التي بذلت للحيلولة دونها، ولإيقافها على أُسُس عادلة، وشريفة، تضمن الحقوق والمصالح المشروعة لكلٍّ من العراق وإيران. وها هو العدو الصهيوني، يحقق لأغراضه، ونيابة عن حكام طهران وقُمّ، ما عجزوا عن تحقيقه، طيلة عشرة أشهر من الحرب الغادرة.
أيها الأخوة.
إننا نعلن، ومن موقع الاقتدار والتفاؤل بالانتصار النهائي، في ساحات الصراع مع كل أعداء الأمّة العربية، الذين يحاولون إيقاف مسيرتها الظافرة، على طريق الحرية والنهضة والوحدة، أن هؤلاء الأعداء، الصهاينة والفرس، وكل من يقف معهم ويساندهم في السرِّ والعلن، لن يتمكنوا من تحجيم قدرتنا على النهضة والتقدم، سواء في الميدان التقني العلمي، أو في ميدان التحولات، الاقتصادية والاجتماعية. ولن يزحزحوا هذه الثورة العملاقة عن نهجها، في التلاحم مع الجماهير، والتعبير عن آمالها وتطلعاتها.
وإننا لواثقون من أن الرجال الذين استطاعوا، بإخلاصهم لشعبهم وأمّتهم، وبإيمانهم بقضيتهم، ومن خلال عقولهم ومجهوداتهم، أن يمكنوا العراق من التكنولوجيا النووية، وبالمستوى الذي أثار هذا القدر من الحقد والعدوان السافر، من جانب الأعداء، الصهاينة والفرس، لقادرون على الاستمرار في هذا النهج، مهْما كانت محاولات الأعداء، ومهْما استطاع هؤلاء الأعداء، أن يحققوا، في محاولاتهم، من أذى، مباشر أو غير مباشر.
إن الطريق الذي يسير عليه العراق، في ظل ثورته الظافرة، طريق الحرية والاستقلال والتقدم، وطريق الالتحام بين القيادة والجماهير ـ لا رجعة عنه. وإن آفاقه، ستبقى رحبة ومفتوحة ـ بعون الله ـ والنصر لشعبنا البطل، والمجد لأمّتنا العربية.
مجلس قيادة الثورة
بغداد في 6 شعبان 1401هـ
وقد عقّب مصدر مسؤول على بيان مجلس قيادة الثورة، حول الغارة الصهيونية. وفيما يلي نص التعقيب:
في يوم السابع والعشرين من أيلول عام 1980، وعندما كان نشاط الطائرات الإيرانية المعادية في أَوْجه، حدثت غارتان على مدينة بغداد، استهدفتا المنشآت النووية. وفي ذلك الوقت، اكتشفت القيادة العامة، بأن طبيعة تَينِك الغارتَين، تختلف عن طبيعة وأساليب الغارات، التي كانت تقوم بها الطائرات الإيرانية. كما كانت القيادة العامة، قد لاحظت، قبْل ذلك، أن بعض الطائرات المعادية، التي أسقطتها نيران مدافعنا، كان صمام الأمان للطيارين فيها، مقفلاً، مما كان يؤدي إلى احتراق الطيارين في الطائرات المصابة، وعدم قدرتهم على النجاة والهبوط، كما يحدث، عادة، في الغارات الجوية.
وعندما حدثت الغارتان، في يوم 27 أيلول 1980، لم تعلن عنهما القيادة العامة مباشرة، بانتظار ما ستعلنه سلطات النظام الإيراني، التي كانت، في تلك الفترة، تذيع بيانات متتالية عن عملياتها العسكرية، وتعلن عن غاراتها الجوية على العراق، فور وقوعها.
وحتى وقت متأخر من مساء ذلك اليوم، لم تعلن سلطات النظام الإيراني عن تَينِك الغارتَين، مما أكد حسابات القيادة العامة وتقديراتها، بأن الغارتَين كانتا من تدبير السلطات الإيرانية، بل ورد في البيان ما يلي:
حصلت غارتان، من قِبل أعدائنا، فلم تعلن، في حينه، من قِبلنا، لحسابات خاصة، تتعلق بالمعركة، من الجانبَين، السياسي والعسكري، تعبوياً وسوقياً. وإن الإعلان عن تلك الغارات، في حينها، قد يضيع الدروس المتوخاة منها.
ويوم أمس الأول، الساعة 1837، قام عدد من الطائرات المعادية بالإغارة على مدينة بغداد، وعلى المنشآت النووية. وعلى الفور، أصبح واضحاً لدينا، أن تلك الطائرات، كانت صهيونية. وقد كشفتها أجهزة الرادار العراقية، وأجهزة الرادار في القطْر الأردني الشقيق، وبخاصة عند عودتها إلى الأرض المحتلة. آثرنا عدم الاستعجال في الإعلان عن الغارة، لاستكمال كل المعلومات الفنية عنها. وفي الوقت الذي كان يُعَدّ فيه بيان مجلس قيادة الثورة، عصر أمس، أعلن العدو الصهيوني مسؤوليته عن الغارة، فانكشفت الحقيقة كاملة.
وهكذا، أيها الأخوة، يتوضح، يوماً بعد آخر، المغزى الحقيقي لقادسية صدام، باعتبارها معركة المصير العربي، ليس ضد العدو الفارسي المكابر فحسب، وإنما ضد العدو الصهيوني، وضد كل أعداء الأمّة. أَفَلاَ يكفي هذا دليلاً لاؤلئك السادرين في غيهم، عن جهل أو عمد، ممن وقفوا مكتوفي الأيدي إزاء معركة العراق الشريفة، وممن أعلنوا انحيازهم السافر إلى العدو الفارسي، وهم يدّعون، زيفاً، ادعاءات الوطنية والقومية؟ ألا يكفي هذا دليلاً على معرفة من هي القوة الحقيقة؟ ومن هي القيادة الوطنية والقومية الحقيقية، التي يستهدفها العدو الصهيوني؟
ملاحظات :
- وقع العراق على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عام 1969، كما تبادل مع فرنسا خطابات رسمية للتأكيد على عدم استخدام اليورانيوم النقي الذي ستمدها به فرنسا في الأغراض العسكرية، وأُوْدِعَتْ تلك الخطابات لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية المنوط بها مراقبة النشاط النووي في العالم.
- أجمعت المراجع، التي تكلمت على موضوع الغارة الإسرائيلية الثانية، على المفاعل النووي العراقي، أنها حدثت في 7 يونيه 1981، وذكر أحدها أنها شُنَّت في 6 يونيه 1981، الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق مساءً، إلاّ أن البيانَين الرسميَّين للدولتَين، حددا 7 يونيه، تاريخاً للحدث.
- أشار بعض الكتاب إلى احتمال التفجير من الداخل في نفس الوقت مع القصف بواسطة عميل من داخل المنطقة يظن أنه الخبير الفرنسي الوحيد الذي كان موجود في المفاعل رغم أنه يوم عطلته.
- كان الطريق الأقصر ذهاباً، يمر فوق مناطق تمركز بطاريات صواريخ ` Hawk ` الأردنية، وفي مجالات الكشف الراداري للأردن وسورية، وهو ما يعرض الطائرات الإسرائيلية لو أبلغوا بها العراق كما فعلوا خلال حرب أكتوبر 1973 عندما نفذت الطائرات الإسرائيلية قصف المطار العراقي ` H-3 ` على الحدود العراقية السورية.
- حددت قاعدة ` Atzeon ` الجوية على مسافة 20 كم من ميناء ايلات جنوب إسرائيل. بعض المصادر الأجنبية رجحت أن مطار الإقلاع كان في جنوب سيناء المصرية ـ وكانت ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 ـ وهو مطار عصيون؛ الذي أنشأته إسرائيل بعد احتلالها لشبه جزيرة سيناء عام 1967، وهو احتمال يضيف زيادة في طول المسافة من جهة، وابتعاد آمن عن الكشف الراداري من جهة أخرى، إلا أنه غير مؤكد.
- قدرت الاستخبارات الإسرائيلية، أن الطائرات المنفذة للمهمة قد تتعرض للاعتراض من طائرات معادية تنطلق من 7 مطارات قريبة من خط السير.
- ثماني هجمات لمجموعة القصف من 8 طائرات F-16، ثم هجمة واحدة للتصوير.
- ذكر في بيان مجلس قيادة الثورة العراقي أن الغارة الثانية كانت في الساعة 1837، بينما تذكر المصادر الإسرائيلية أن الساعة 1735 (اختلاف التوقيتان مرجعه فرق التوقيت المحلي للبلدين)، وبعض المصادر الأخرى ذكرت الساعة 2305.
الكاتب:
صلاح الامين، مهندس خريج الجامعة التكنولوجية، خدمت الخدمة الإلزامية من 1978-1980م بصفة ضابط احتياط حيث تم تدريبنا من قبل خبراء روس في دورة استمرت ستة اشهر في معسكر التاجي وكنت الاول على مجموعة مهندسي الرادار P15 حيث كرمت بهدية من السيد الرئيس احمد حسن البكر رحمه الله عبارة عن ساعة يد.
تم استدعائنا للحرب الايرانية وترقيت الى رتبة ملازم اول وسرحت عام 1985م وخدمت في الجامعة كمعيد وتم استدعاؤنا مرة اخرى لحرب الكويت وكنت مع لواء الصواريخ في الجهراء.
.