اسد كنعان
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 18/08/2017 عدد المساهمات : 151 معدل النشاط : 227 التقييم : 12 الدبـــابة : المروحية :
| موضوع: حول دور الجيش العراقي في حرب 1948 الجمعة 8 سبتمبر 2017 - 7:16 | | | حول دور الجيش العراقي في حرب 1948 كتبها الدكتور محمد عقل
اهتم بطباعتها أ.عبدالعزيز عرار أخذت عن كتابه المفصل في تاريخ عارة
دخول الجيش العراقي منطقة المثلث
في ليلة 10/5/1948 دخل جيوش الدول العربية أرض فلسطين لتحريرها. يقول عبد الله التّل إن الخطة العامة لهذه الجيوش كانت تقتدي بأن يلتقي الجيش العراقي والجيش السوري في حيفا، غير إن الجيش العراقي سارع إلى فك الحصار عن مستعمرة "غيشر" الواقعة بالقرب من جسر المجامع، وانسحب في 21/5/1948 إلى منطقة نابلس تاركاً الجيش السوري مكشوف الجناح الأيسر، وهو ما كان يرمي إليه غلوب باشا لضمان عدم التعرض للمواقع اليهودية الهامة مثل العفولة( ). بينما يرد في التقارير السرية لمخابرات إسرائيل أن القيادة اليهودية كانت، في ذلك الوقت، تخشى من قيام الجيش العراقي بالوصول إلى طوباس ومنها إلى جنين فاللجون ومهاجمة حيفا من الشمال؛ ومن قيام جيش الإنقاذ المرابط في المثلث الشمالي بمهاجمة حيفا من الجنوب عن طريق وادي الملح؛ أو ما أسمته بخطة فكيّ الكماشة( )، ولكن جيش الإنقاذ انسحب من المثلث( )، ولم يحدث ما كان متوقعاً.
تبنت القيادة العراقية فيما بعد الخطة المذكورة، وشرعت بالتحضير لها أكثر من مرة، ولكنها لم تخرجها إلى حيز التنفيذ( ). وهذا ومن الجدير بالذكر، أن إسرائيل بقيت حتى أواخر عام 1948م تخشى من اتحاد الجيش العراقي مع الجيش الأردني وقيامهما بتوسيع نفوذهما حتى حيفا( ). كان عدد أفراد الجيش العراقي آنذاك 2500 رجل( ). ثم بلغ عددهم نحو 4500( )، وزاد هذا العدد خلال الهدنة الأولى حيث بلغ 8000 رجل( ). في منتصف شهر تشرين أول 1948 بلغ عدد القوات العراقية 16000 رجل يرافقهم 2000 من المناضلين الفلسطينيين( ).
وطّد الجيش العراقي أقدامه في المثلث، حيث جعل قاعدته الرئيسية في نابلس ومحيطها( ) وبسط ذراعيه إلى جنين، طولكرم وقلقيلية وأقام فيها مراكزاً وقيادات( ). امتدّت الجبهة العراقية من جسر المجامع إلى جنين ومن مقبيلة إلى رأس العين ومجدل الصّادق، باستثناء قطاع صغير بين جنين وبيسان كان قد دخله الجيش الأردني( ).
كانت معنويات الجيش العراقي عالية جداً( )، ولكنها مع مرور الوقت انخفضت بسبب عدم تمكينه من المشاركة في القتال، إذ لم يتعدّ هذا الجيش حدود التقسيم، ولم يشتبك مع اليهود في أيّة معركة جدّية طوال مدّة الحرب، باستثناء الهجوم المعاكس الذي قام به فوج عراقي بقيادة المقدّم عمر على واسترد فيه مدينة جنين في 3/6/1948( ).
كان الجيش العراقي يعاني من مشكلتين رئيستين: الأولى عدم قيام حكومة العراق بتزويده بجميع ما يحتاج إليه من الأسلحة والعتاد، وهناك دلائل كثيرة على أن هذه الحكومة كانت تملك كميات كبيرة من الأسلحة رغم الخطر المفروض على تصدير السلاح إليها( )؛ والثانية كونه تحت إمرة عبد الإله وغلوب باشا، وقصة "ماكو أوامر!" مشهورة. كان لهاتين المشكلتين انعكاسات خطيرة على المناضلين الفلسطينيين الذي قام الجيش العراقي بتجنيدهم في إطار أربعة أفواج، كما سنبيّن ذلك لاحقاً.
وصول الجيش العراقي إلى منطقة وادي عاره
في الفترة الممتدة ما بين معركة كفرقرع ومعركة جنين واجهت اهالي وادي عاره مشاكل في الدفاع عن قراهم، أفرزتها ظروف المرحلة الانتقالية المرتبطة باستبدال جيش بجيش. إذ انسحب جيش الإنقاذ من يعبد وجميع قرى وادي عاره ما عدا عرعره التي بقي فيها عدد من الجنود العراقيين التابعين لجيش الإنقاذ. يبدو أن هؤلاء كانوا ينتظرون قدوم جيش بلادهم لينضموا إليه، فقد ورد في النشرة 28 للواء إلكسندروني أنهم كانوا يرابطون في المدرسة بسلاحهم الشخصي فقط بعد أن أُخذت منهم الرشاشات والراجمات، وكانت وظيفتهم حماية القرية والمدخل الغربي لوادي عاره ريثما يصل إلى المنطقة جيش جديد. وجاء في النشرة، كذلك، أن الجيش العراقي كان يرسل في كل ليلة أربع دبابات وأربعة مدافع للقيام بدوريات على شارع وادي عاره؛ فكانت ليلة تقف بجوار قرية عاره وليلة أخرى بجوار اللجون؛ ثم يعود ويسحبها في النهار على جنين عن طريق يعبد بهدف مساندة الأهالي في حالة قيام اليهود بهجوم( ).
في تلك الفترة كان مسعود الجزماوي يقود شاحنته ليلاً إلى عين السهلي بدون أضواء ثم يعود بها ومصابيحها مضاءة حتى يصل إلى عماير سويس، ثمّ بكر راجعا مع رفاقه وهكذا دواليك ... ليوهم اليهود المرابطين في جبهة كفرقرع بأنّ في عاره وعرعره قوات عربية كبيرة. هذا ومن الجدير بالذكر، أنّ العراقيين تعلموا، فيما بعد، هذه الحيلة الذكية وواظبوا على استعمالها( ).
يبدو أن الرئيس خليل جاسم العراقي كان قد وصل إلى عرعره في العشر الأواخر من أيار( )، إذ يؤكد عدد من الرّواة أنه قام في 3/6/1948 بنقل قسم من الجنود والمناضلين من عرعره للدفاع عن جنين؛ وعن ذلك يقول نائب عريف في سريّة الخطاف( ):
"احتل اليهود جنين وحاصروا حامية عراقية ومناضلين في عمارة الشرطة الواقعة عند المدخل الغربي للمدينة، في حين اجتازت دباباتهم العمارة متوغّلة في قواته إلى دير شرف متجهاً صوب طولكرم لمهاجمة كفار يونا, فلما سمع باللاسلكي استغاثات الحامية المحاصرة توجه للتو إلى هناك. في السهل المذكور جرت معركة ضارية بين الدبابات العراقية والدبابات اليهودية استشهد فيها عدد كبير من الجنود العراقيين, وقبورهم لا تزال قائمة وتسمى بقبور الشهداء ولهم هناك نصب تذكاري... تمكن المقدم عمر علي من دحر القوات اليهودية – وتحرير جنين – ولاحقها في سهل مقيبلة وصندلة فبدأ سكان العفولة بالرحيل... ولكن قيادته أمرته بالتوقف عن الزحف والانسحاب, فثارت ثائرته وأطلق النار على جهاز اللاسلكي وأخذ يشتم عبد الآله والقيادة العراقية, ولهذا السبب أعيد إلى العراق!".
وأضاف الرّواي: " خرج من عرعرة لنجدة جنين قسم من الجيش العراقي وعدد كبير من مناضلي عرعرة وعارة, حيث نقلتنا سيارات عسكرية عراقية عن طريق عين السهلي إلى يعبد ومنها إلى حفيرة عرابة على طريق جنين – نابلس. هناك علمنا بأن قوات المقدم عمر علي قد وصلت لإبلا جنين فلحقنا بها وبقينا في المدينة كقوة احتياط, ثم عدنا إلى بلدنا. المسؤول عنا كان شاويش عراقي. أما الرئيس خليل جاسم فلم يترك عرعرة لأنها كانت مُعرضة للهجوم بحكم وقوعها على الخط الأمامي للجهة.
المقدم عمر علي – من كركوك – جاء على رأس الفوج الثاني التابع لجحفل اللواء الخامس, ويعود له الفضل في إنقاذ ليس المحصورين فحسب بل جنين بأسرها. وقيل بأن اليهود, بعد هذه المعركة أخذوا يفكرون بتشكيل وفد منهم لإعداد حيفا مدينة مفتوحة( ).
ذكر لورك أنه أثناء الهجوم على جنين وقع هجوم محدود على عرعرة بهدف تخفيف الضغط على القوات اليهودية المنسحبة من جنين( )؛ غير أن رواتنا لا يذكرون وقوع هجوم كهذا ولعله وقع عند المدخل الغربي لوادي عارة.
بعد انتهاء معركة جنين وصلت, على الفور, إلى منطقة وادي عارة قوات عراقية لا بأس بها. في النشرة رقم 36 للواء إلكسندروني( ) ورد أنه في 4/6/1948 وصل إلى عرعرة جيش عراقي جديد في سيارات قدمت من أم الفحم, وقد طلب هذا الجيش من اللاجئين العودة إلى قراهم, فعاد في اليوم التالي الرجال إلى قرية عارة. انقسم الجيش الجديد إلى قسمين: الأول رابط في قرية عارة, والثاني رابط في أسفل قرية عرعرة. في كلتا القريتين حوالي 80 جندياً من الجيش العراقي النظامي ولهم قيادة مُوحدة, قائدهم ضابط عراقي برتبة ثلاثة نجوم, ولديهم: مًصفحتان, ست راجمات عيار 3" عقدة, عشرة برنات, سلاح شخصي من صنع إنجليزي, جهازا لا سلكي يُحملان على الظهر, وجهاز ثالث مُركب في مُصفحة. الاتصال مع أم الفحم, حيث تُوجد القيادة العليا, يتم بواسطة سيارات تحمل المؤن والذخائر. في برطعة ويعبد لا يوجد جيش عراقي, بينما وصل إلى أم الفحم جيش كبير. أهالي كفر قرع يستعدون للعودة إلى بلدهم وسيفعلون ذلك إذا ما دخلها جيش نظامي, وهم يجرون بشأن ذلك محادثات مع القيادة العراقية في أم الفحم.
يؤخذ مما رواه لفيف من الرّواة( ) أن الجيش العراقي, عندما وصل إلى منطقة وادي عارة, رفض دخول قرية كفر قرع لأنه تلقى أوامر بأن لا يجتاز الوادي شمالاً؛ ويُعزى الفضل في دخول هذا الجيش قرية عارة إلى محمد عبد القادر يونس (الملقب بالأفندي) الذي اتصل بالعقيد الركن غازي الداغستاني( ), وهو زميله أيام دراسته في بيروت, وهذا قام بدوره بزيارة عارة وترك فيها ثلاثين جندياً مع شاويش. بناءً على ذلك فإن عدد الجنود الذين رابطوا في عرعرة بلغ حوالي 50 جندياً, عيّن الداغستاني الرئيس خليل جاسم قائداً للقطاع الغربي من منطقة وادي عارة, وعين الرئيس نجيب حبوش قائداً للقطاع الغربي من منطقة وادي عارة, وعين الرئيس نجيب حبوش قائداً لأم الفحم والقطاع الشرقي حتى اللجون؛ وكلاهما برتبة ثلاثة نجوم( ).
المزيد على .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/11/11/457413.html#ixzz4s9iOZE47
|
|
mi-17
المدير وزيــر الدفــاع
الـبلد : المزاج : الحمد لله التسجيل : 23/02/2013 عدد المساهمات : 43833 معدل النشاط : 58585 التقييم : 2418 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: حول دور الجيش العراقي في حرب 1948 السبت 11 نوفمبر 2017 - 8:43 | | | ضباط ركن عراقيين اثناء تواجدهم في حرب فلسطين ١٩٤٨ ويبدو من بينهم عبدالكريم قاسم : |
|