- منجاوي كتب:
- اسرائيل هاجمت الطائرات المصرية في القسم الشرقي. ماذا عن بقية القواعد الجوية المصرية التي لم تضرب. الم تكن تحتوي على مقاتلات جوية؟ و لماذا لم ترسل هذه المقاتلات للاعتراض؟
اعتقد انه وكجزء من خطه الاستنفار والتعبئه المصريه نقل اغلب المقاتلات الى قواعد جويه في سيناء والدلتا
كما ان نظره بسيطه على الخارطه تظهر لنا ان الكثافه العمرانيه في مصر متركزه في شرق البلاد
وعموما الضربات الاسرائيليه وصلت جنوبا الى حد ضرب مطار الاقصر
نقطه اخرى اثارها الرئيس المصري حسني مبارك حول مطاري الوادي الجديد والاقصر بأنهما كانا غير مجهزين : مطار الوادي الجديد مدرجه قصير جدا ومطار الاقصر كان ذو امكانيات ضعيفه
" الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان قائدا لقاعده بني سويف والتي ضربت في الحرب "
- اقتباس :
- اما بخصوص القاذفات ال تو١٦ فاضن ان حسني مبارك قد هرب بعدد منها الي مطار الخرطوم
وهنا انتهز الفرصه لانشر روايه الرئيس السابق حسني مبارك حول هذه الحرب :
عماد أديب: سيادة الرئيس أنت كشاهد عيان ومعاصر لحادث5 يونيو1967، أين كنت وماذا حدث؟
مبارك: كنت قائد لواء قاذفات وقائد قاعدة بني سويف الجوية، وفي ذلك الوقت كنا في حالة طواريء مستمرة لمدة15 يوما، ولدينا طائرات محملة بالقنابل والذخائر وغيرها وفقا لتعليمات قائد القيادات الجوية والقيادة العامة، ومن الطبيعي ان يستمر الطيار لمدة15 يوما يطير ليلا ونهارا، حتي تتعود يده علي الطيران، لكن يوم5 يونيو كان الطيارون منذ15 أو14 يوما لم يضعوا أرجلهم في أي طائرة.
عماد أديب: وما السبب؟
مبارك: كانت هناك عملية تحديث مكثفة للطيران ليتحمل مزيدا من الاستعدادات لعمليات قادمة، ولم نكن نعرف ما هي العمليات، وفي5 يونيو صباحا، اتخذنا قرارا بإعادة تدريب الطيارين، لأن الطيار عندما يبتعد لفترة طويلة عن الطائرة القاذفة الكبيرة والثقيلة قد يهاب الطائرة.
- وفي التاسعة وعشر دقائق صباحا تحركت خمس طائرات واحدة تلو الأخري في تشكيل، وكانت السحب تغطي منطقة بني سويف، ولكنا طرنا واخترقنا السحب، واتجهنا في الصحراء ناحية الفيوم قليلا، وكنا سنعود مرة أخري، ولكن بعد الاقلاع بخمس دقائق، أبلغنا برج المراقبة ان هناك هجوما علي المطار، فسألت: هجوم إيه فقال: المطار بيضرب والطائرات المحملة بتضرب فكررت السؤال في دهشة: انت بتقول إيه، قال: الطيران المحمل بيضرب، وهناك طائرات انفجرت واشتعلت بها النيران، وجار ضرب الممر.. أصابني الذهول مما قاله، وسألت: وأين سوف ننزل؟ قال: لا تنزل حتي غرب القاهرة.
- اتصلت بالقيادة العامة للجيش وسألتهم من جديد، هل هناك ضرب؟ ولكني وجدت الضرب مستمرا منذ10 دقائق، وهناك طائرات كثيرة تغطي القنال، فسألت ثانية عن المكان الذي يمكن الهبوط فيه، فالطائرة كبيرة الحجم وتحتاج لممر طوله3 كيلو مترات تقريبا. ولكن لم يجبني أحد فكررت مرة ثالثة، بدون جدوي لأن هناك ربكة، وبدأت أفكر في مكان مناسب للهبوط، فلم أجد سوي مطارات الوادي الجديد والأقصر وأسوان، ولكن مطار أسوان لم أستطع الدخول إليه لأنه مليء بصواريخ الدفاع الجوي، وطبعا عندما جاءهم انذار بأن هناك ضربا، فإن أي طائرة ستدخل الي المطار سوف يتم ضربها دون تمييز بين صديق أو عدو.
فما دام هناك هجوم سيضطر للضرب ولن ينتظر، أما مطار الوادي الجديد، فممره قصير جدا، وإذا هبطنا إليه ستحدث حوادث. وبالتالي لم يبق أمامي سوي مطار الأقصر، فاتجهت إليه لأنه المطار الوحيد الذي يمكن النزول فيه وبالفعل هبطت في هذا المطار، وكان به خمس طائرات: اثنتان أو ثلاث انتينوف نقل كبير، وطائرة لشركة مصر للطيران، وطائرتان اخريان، وكانت المشكلة ان مطار الاقصر ليست به أي تجهيزات للتموين واللوازم، فاضطررنا لجر تموين لها بطنبة تتسع لـ35 طنا، وبمجرد بدء التموين فوجئنا بالهجوم علي المطار، وأول ما تم ضربه كان الطائرات الخمس.
عماد أديب: كيف كان المشهد عندما تأتي طائرة تضرب علي المطار؟
مبارك: المشهد كان سيئا، يكاد يجن له الفرد، فالطيار عندما يكون علي الارض من السهل ضربه ولكن اذا كان الصراع في الهواء، فإما ان تقتله أو يقتلك، وإذا قتلت فهذا أكرم لك، ولكن لأن الهجوم بدأ ونحن علي الأرض، فقد أصاب جميع الطيارين حزن رهيب، بالاضافة طبعا الي أن سرب الطيران تم ضربه، ولم تكن لدينا القدرة علي الاتصال بالقيادات التي لم تكن موجودة، فاضطررنا للعودة بالقطار مساء.
عماد أديب: كيف تعودون الي بني سويف مرة أخري؟
مبارك: وصلنا الي بني سويف حوالي الثالثة أو الرابعة صباحا، ولكن أين سنذهب؟!.
عماد أديب: عندما ركبتم القطار، هل علم الناس والشعب بما حدث في الحرب؟
مبارك: ما حدث لم يكن واضحا تماما للناس لكن عندما ركبنا القطار جلسنا وقد خيم علينا حزن شديد.
عماد أديب: معلوماتنا تقول إن كل الطائرات تم ضربها علي الأرض علي مستوي مصر.
مبارك: لم نعرف ان كل الطائرات تم ضربها علي الأرض، فلم يبلغنا احد بأن مطاراتنا انضربت.
عماد أديب: سيادة الرئيس قبل ان نستكمل ما حدث في بني سويف، هل كنت تستشعر من الأسابيع القليلة التي سبقت عام1967 أن هناك ضربة آتية لا ريب فيها، وانه في حالة حدوث حرب فإن شكل الاستعداد والوضع القائم يؤكد انه ستحدث خسائر كبيرة؟
مبارك: ما كنا نسمعه من تدريبات للطيران والجيش يؤكد اننا قادرون، ولكن قبل الضرب بأسبوع، جاءني أحد المسئولين الكبار في القيادة العامة، وكنت وقتها متجها الي غرب القاهرة، كقائد لسرب من الطيران في غرب القاهرة في بني سويف، قال لي المسئول إن كل هذا مجرد مظاهرات، وسوف نحل الموضوع، وبإمكانك ان تصرح باجازات، وهو ما أدي الي ثورة بين الطيارين والملاحين، لانهم أرادوا ان يحصلوا علي اجازة يوم2 أو3 يونيو، فقلت لهم: انتظروا قليلا، لأن وكالات الأنباء تقول انهم قد استدعوا الاحتياط، وبعد جهد استطعت أن أقنع الطيارين، وبدأوا يهدأون وعدنا الي بني سويف، وحدث ما حدث يوم5 يونيو.
عماد أديب: عندما عدت الي بني سويف ما الذي اكتشفته؟
مبارك: كانت الطائرات لاتزال موجودة، ومحملة في أطقم جاهزة لتنفيذ عمليات محددة.
عماد أديب: بعد ذلك هل استطعتم المشاركة في أي عمليات؟
مبارك: لا.. لأنهم ضربوا الطائرات كلها، وأولي الطائرات التي ضربوها كانت في بني سويف وغرب القاهرة، ولم يهتموا بأي شيء سواء طائرات المواصلات أو غيرها.
عماد أديب: أسوأ شيء هو شعور الطيار المقاتل بالرغبة في ان يقاتل ويحارب ولكن ليس معه سلاح؟
مبارك: هذا صعب جدا علي مواطن كل عمله هو أن يحارب دفاعا عن الوطن.
عماد أديب: ومن هنا يكون لديه نوع من التراكم ومن الحرص ومن القلق الصحي دائما، حتي لا يتكرر ما حدث مرة ثانية، بعدما حدث عام67 ؟
مبارك: لا أعتقد ان هناك أي فرد من القوات المسلحة إلا ويلوم كل من كان وراء هذا الاهمال، في وقت كان الناس يريدون الانتقام بأي طريقة عايزه تنفث.
عماد أديب: هل كان بداخلك غضب؟
مبارك: طبعا ولا شك، ولست وحدي بل كل من كان في بني سويف، فلم نذهب الي بيوتنا لعدة شهور، ولم نقابل أو نشاهد الأهل أو غيرهم، ظللنا في القاعدة طوال شهور يونيو ويوليو واغسطس وسبتمبر حتي علمنا ان هناك طائرات قادمة، فبدأت معنوياتنا في التحسن.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4490000/4490579.stm