موقع غطس جديد سيتم الترويج له، بعد إغراق الطائرة العسكرية اس 130 التي خرجت عن الخدمة، في أعماق خليج العقبة بحضور الأمير حمزه بن الحسين، وتم التبرع بها من قبل سلاح الجو الملكي بأمر ملكي من جلالة الملك عبدالله الثاني لتكون محطة لنمو المرجان ومنطقة جذب سياحي في خليج العقبة لرياضة الغوص التي تشهد تناميا متزايدا في العقبة ويؤمها الغواصون من مختلف دول العالم.
وقال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة إن من شأن ذلك إضافة لمسة سياحية جديدة للعقبة من خلال ايجاد موقع غوص جديد في خليج العقبة، حيث المياه الدافئة التي يبحث عنها سياح العالم وغواصيه وحيث الحيد المرجاني الأميز في الجزء الجنوبي من العالم والذي يتخذ من خليج العقبة موطنا له.
ويوضح الشريدة أن الهدف ليس إغراق الطائرة وإنما إحياء ودعم ورعاية رياضة الغوض وتشجيع الغطاسين على زيارة الطائرة التي تستقر على عمق 17 مترا في خليج العقبة مقابل متنزه العقبة البحري، مشيرا إلى أن الطائرة انضمت إلى شقيقتها الدبابة المغرقة في البحر منذ عشرات السنين لتشكلا معا مؤلاً نموذجيا للمرجان المهدد بالانقراض نتيجة عوامل طبيعية وبشرية.
وأثنى الشريدة على كافة الجهات التي شاركت في اتمام عملية الاغراق وعلى الجهود المتناغمة المبذولة من قبل كافة الشركاء لإتمام العملية بشكل متقن وتغطيس الطائرة في المكان الذي حدد لها بناء على دراسات فنية وعلمية مسبقة حددت مكان الإغراق ليكون قريبا من هواة الغطس ويمكن الوصول اليه بالغطس الحر والمباشر دون الحاجة الى معدات فنية مساندة للغوص وحيث يتمكن الغواصون والسباحون والقوارب الزجاجية مستقبلا من مشاهدة الطائرة والوصول اليها بسهولة ولتجول في أعماقها.
وكرم الأمير حمزة الجهات التي اشرفت على عملية الاغراق وهي القوة البحرية الملكية وشركة ادارة وتشغيل موانئ العقبة وشركة العقبة للخدمات البحرية وقوات الأمن والدرك والدفاع المدني والأجهزة الأمنية المختلفة، والخبراء البحريين من القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالبيئة البحرية.
وجاءت فكرة إغراق الطائرة العسكرية بهدف إتاحة الفرصة لزيارة مواقع غوص أكثر، وتخفيف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية والصناعية، وليتمكن الزوار والسائحون من الجو مشاهدة الطائرة في منطقة الحيود المرجانية إلى جانب إعطاء إضافة جديدة على ممارسة رياضة الغوص وليتمكن السبّاحون والسياح من ركاب القوارب الزجاجية والاستمتاع بمشاهدتها وهي مستقرة في قاع البحر.
ويقول الخبير البيئي البحري من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية محمد الطواها ان اختيار منطقة المتنزه البحري على الشاطئ الجنوبي للعقبة على مقربة من مشاريع سياحية ليتم إغراق طائرة النقل العسكرية طراز C130 أميركية الصنع، جاء بعد دراسة متخصصة من قبل الجهات المعنية لاستحداث موقع غطس جديد، مناسب للكائنات البحرية، مؤكداً أن إغراق الطائرة يعد خطوة بالاتجاه الصحيح نحو حماية المرجان والكائنات البحرية.
ويشير الطواها ان الدراسات البيئية تؤكد أن خليج العقبة هو الامتداد الشمالي النهائي للشعاب المرجانية في العالم، ويوجد فيه نحو 180 نوعا من المرجان الرخو، وتوصف الحياة المرجانية فيه بأنها واحدة من أهم ثروات البحر الأحمر، وبالإضافة إلى أنواع المرجان المختلفة في هذا الحيد -الذي يمتد عشرات الكيلومترات- توجد في خليج العقبة آلاف من الأسماك الزاهية الألوان.
ووصلت الشهر الماضي الطائرة الخارجة عن الخدمة مفككة الى قطع، من مطار ماركا العسكري الى الميناء الرئيسي في العقبة لإغراقها على عمق 17 متراً في جوف البحر في منطقة الحيود المرجانية مقابل متنزه العقبة البحري، بعد ان تم تنظيفها لتكون صديقة للبيئة بعد ان استخدمت لاغراض عسكرية.
وبدأت في الخدمة العسكرية العام 1956، وهي تستطيع الإقلاع من الاراضي الوعرة، وتستخدم بشكل رئيسي للأغراض التكتيكية.
وقبل اكثر من 9 اعوام اغرقت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الباخرة شروق التي غابت في أعماق البحر لتكون آخر قطعة معدنية موطناً للكائنات البحرية على اختلاف اشكالها وأصنافها.
وحضر الحفل وسائل اعلام عالمية واقليمية ومحلية كانت تبث مباشرة الحدث عبر كافة وسائل الإعلام وعدد كبير من السياح المتواجدين في العقبة الذين استمتعوا بالحدث الذي يرمي الى الترويج والتسويق لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وتشكيل عنصر جديد من عناصر الاستجمام البحري .
وكانت طائرات من سلاح الجو الملكي نفذت عدة طلعات من فوق الطائرة التي كانت تنتظر نزولها للبحر فيما حلقت ايضا طائرة من نفس النوع في اشارة الى حركة وداعية تقوم بها لشقيقتها التي تنتقل من الجو إلى البحر في مرحلة جديدة من عمرها.
وعزفت فرقة موسيقى القوات المسلحة عدة معزوفات موسيقية أثناء الحفل لاقت استحسان الجهور حيث تفاعل مع الحدث جمع كبير من المواطنين فيما شوهد العشرات من السياح الأجانب يحتفلون بالحدث وسط أجواء من البهجة التي عمت المكان.
وتحظى العقبة بشعبية كبيرة في مجال ممارسة رياضة الغوص في خليجها، حيث يوجد 23 موقعاً للغوص، يقع 21 موقعا منها داخل حدود متنزه العقبة البحري، ولا تزال المواقع الجديدة الأخرى في طور الاستكشاف.
http://alghad.com/articles/1943012