مباشرة
بعد انتهاء المباراة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري، وإعلان
الجزائر ممثلا للعرب في مونديال جنوب إفريقيا، خرجت أعداد كبيرة من أفراد
الجالية الجزائرية المقيمة في الدار البيضاء إلى شوارع العاصمة الاقتصادية
للتعبير عن الفرحة بإنجاز من رحم المعاناة، شبهه الجزائريون بانتصار في
موقعة عسكرية.
وعلى غرار باقي احتفالات الجزائريين في مختلف ربوع العالم، جابت
عشرات السيارات أهم شوارع الدار البيضاء، وعلت الزغاريد من على شرفات
المنازل التي يقيم بها الجزائريون. وانضم إلى مئات من الجزائريين في
الشوارع عشرات المواطنين المغاربة الذين دعموا مسيرة الفرح الجزائري عبر
إطلاق منبهات السيارات التي غطتها الأعلام الجزائرية والمغربية، وعلى
امتداد شارع أنفا توقف الموكب الاحتفالي طويلا للتعبير عن الفرح وترديد
لازمة «وان تو تري فيفا لالجيري»، مع إشعال شهب اصطناعية خاصة قبالة فندق
إيدو أنفا، وانضم عشرات مناصري الرجاء البيضاوي إلى الموكب الجزائري،
وحملوا الأعلام الرجاوية الخضراء وهم يرددون «خضرا وبيضا يا مون أمور».
وتعزز الحضور الأمني في تلك الأمسية تحسبا لأي طارئ، بينما سجل حادث عرضي
بعد تحطم زجاج إحدى السيارات بشارع أنفا، كما رفعت الأعلام الوطنية
المغربية في مشهد تضامني رائع.
يذكر أن الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط،
تشير إلى أن الجالية الجزائرية تهيمن على نسبة الحضور المغاربي بنسبة 75
في المائة، وأضافت أن 68 في المائة من الجالية الجزائرية من النساء، من
بينهن 6268 جزائرية مقيمة بطريقة غير شرعية، علما بأن غالبية الجزائريين
تتواجد في الجهة الشرقية.
وعلمت «المساء» بأن القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء قد نظمت لقاء
لأفراد الجالية المقيمة في العاصمة الاقتصادية، تمت خلاله مشاهدة وقائع
مباراة أم درمان بشكل جماعي وفي أجواء حماسية، كما نظمت بعض العائلات
حفلات مشتركة تابعت من خلالها المباراة الفاصلة في طقوس لا تختلف كثيرا
عما عاشته مدرجات ملعب المريخ مساء أول أمس.
وإذا كانت الدار البيضاء قد شهدت مواكب احتفالية في الشوارع، فإن
مدنا أخرى خاصة شرق البلاد قد عاشت ليلة بيضاء فرحة بالتأهيل التاريخي
لـ«محاربي الصحراء».