تسلط الحملات العسكرية الجارية لمواجهة ما يسمى بالدولة الاسلامية (IS) في شمال العراق وسوريا من قبل التحالف الذي يضم قوات العمليات الخاصة (SOF)، الضوء على المتطلبات التي تحتاجها البيئات العملانية المعاصرة (COE).
تواصل قوات العمليات الخاصة العراقية (ISOF)، ووحدات البشمركة الكردية الخاصة وشركاء تدريب من حلف ناتو وغيرها من الفرق عملياتها الهجومية في الموصل وتنتقل فيها من عمليات المناورة التقليدية المصممة لإلتقاط عناصر داعش وبالتالي تنظيف المناطق المدنية من الارهابيين الى عمليات عسكرية اكثر تعقيدا في المناطق العمرانية (MOUT) بهدف مسح المباني وتنظيفها والسيطرة على المناطق المتنازع عليها.
في الآونة الاخيرة، شملت العمليات بداية المناطق الجوفية وذلك من خلال مراقبة شبكات الانفاق التابعة لداعش والتي كان يستخدمها التنظيم للقيام بهجمات انتحارية وتزويد الفرق الارهابية الاخرى بالمواد اللازمة من دون علم القوات الامنية التي كانت تحاصر المناطق جميعها.
يوضح هذا المفهوم من العمليات تماما مبدأ الحرب الهجينة تشمل مزيجا من الصراعات منخفضة وعالية الوتيرة/التقليدية وغير التقليدية والتي يتوجب على منظمات SOF الحديثة مناقشتها بنجاح في COE.
بعد استعادة الرمادي، هيت، الرطبة والفلوجة بنجاح من أيدي داعش، تواصل وحدات المهام الخاصة في البشمركة وقوات ISOF اتمام مهام العمليات المباشرة مع فرق تابعة لها يبلغ عددها ٨٠ مجموعة مدربة من قبل قيادة العمليات الخاصة الاوسترالية.
في هذا الصدد، شرح عدد من المسؤولين الاوستراليين امام الاعلام في ١٨ تشرين الاول/اوكتوبر الماضي كيف ان مجموعة مهام المشورة والمساعدة تتوقع مواصلة العمل بشكل ناجح في الاشهر القليلة المقبلة من خلال الدعم المكثف لقوات العمليات الخاصة.
ساعد مدربون من القوات الخاصة الاوسترالية، من فوج الخدمة الجوية الخاصة وفوج المغاوير الاول قوات ISOF عبر توجيه عناصرها في ساحة القتال اضافة الى تنفيذ اكثر من ١٠٠٠ ضربة جوية من منصات التحالف الجوية.
كذلك حصلت قوات البشمركة وISOF من القوات الخاصة الاميركية على دعم مماثل مع ادخال عناصر من قيادة العمليات الخاصة الكندية الذين بدوهم قدموا دعماً كبيراً لوحدات البشمركة. حاليا، تضم قوات المهام الكندية ٦٩ مشغلا من فوج العمليات الخاصة الكندية وقوات المهام المشتركة الثانية (JTF-2) حيث بعض المجموعات كلفت إجراء التدريبات اللازمة، تقديم النصائح ومساندة العمليات.
فضلا عن ذلك، نفذ مشغلون كنديون طلبات رماية من منصات للدعم الجوي القريب اضافة الى التدريب على تكنولوجيا CBRN ومكافحة عبوات IED.
شرحت مصادر دفاعية ايضا كيف ان عناصر CANSOFCOM كانوا يخططون لإنشاء، دعم وتجهيز قوات كردية Kurdish SMU لتصبح قادرة على اجراء مهام COIN وCT الخاصة بما في ذلك عمليات انقاذ الرهائن على الحدود العراقية - السورية.
وفقا للجنرال Stephen Townsend، قائد قوات التحالف الدولي لدعم عمليات ISOF، أسس تنظيم الدولة الاسلامية IS منطقة تعطيل خارجية حول محيط الموصل من شأنها ابطاء تقدم قوات التحالف وقوات ISOF ذلك في ظل وجود ترسانة دفاع في العمق قوية جدا الى جانب فرق قوات خاصة راجلة ومحمولة خاصة بمهام مسح المباني من الالغام.
الى ذلك، شرح Townsend في ٢٦ تشرين الاول/اوكتوبر الماضي كيف أن ميليشيات داعش استخدمت الاحزمة الناسفة الشديدة الانفجار (SVIED) ضد قوات التحالف وذخائر مضادة للدبابات ناضجة ضد اهداف مدرعة بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية M1A1 التابعة للجيش العراقي.
تستمر عناصر قوات ISOF في استخدام عربات الكمين المحمية المقاومة للإنفجارات السوداء M-ATV المنتجة حديثاً كما شوهد استخدام وللمرة الأولى قاعدة القيّارة الجوية في حزيران/يونيو الماضي.
ومع ذلك، وبعد اشهر من تنفيذ عمليات قوات الاقتحام البري (GAF) للسيطرة على المناطق الريفية الواسعة والمفتوحة الى جنوب الموصل، تعتمد مكونات ISOF اليوم على عناصر الحماية من M-ATV لاجراء عمليات MOUT في المناطق المبنية في المدينة.
تجدر الاشارة الى أن عربات اخرى من نفس اللون تستخدم من نوع العربات المدولبة متعددة الاغراض عالية الحركة (HMMWV) وعربات تقليدية اخرى من اسطول ISOF.
صمم نموذج القوات الخاصة M-ATV من Oshkosh Defense مع قدرات رؤية واسعة وتخزين بالحد الأقصى على اعتبار انه يستخدم للمهام الاكثر تطوراً.
شرح مسؤول في شركة Oshkosh عن اهمية نماذج M-ATV وقال: صنعت نماذج القوات الخاصة للاستخدام في حالات عدم الاستقرار في ساحة القتال،
توفر نظم C4ISR المدمجة قدرات ادراك الوضع الميداني لساحة القتال كما تؤمن التنوع العملاني وفقاً لمتطلبات المعركة. تقدم عربات M-ATV المزودة بنظام التعليق TAK-4 حركية لا مثيل لها في الطرقات غير المعبدة وتلك المزدحمة في حين ان نظام حماية الأطقم Core 1080 يحسن من قدرات السلامة الشخصية ضد التهديدات المتنامية.
جهزت الآليات بمستويات عالية من الحماية البالستية بالاضافة الى محطات سلاح تعمل عن بعد مع اسلحة رشاشة عيار 7.62 ملم و 12.7ملم بالاضافة الى خيارات تشمل قاذف رمانات عيار ٤٠ ملم.
العمليات التقنية في البيئات المدنية
بالرغم من كل الفوائد التي تقدمها مثل هذه العربات في القتال الا ان هذه الاخيرة فشلت في تزويد عناصر قواتISOF بالقدرات التي يحتاجونها لتنظيف المساحات المبنية في مدينة الموصل. في هذا الاطار، شرحت مصادر دفاعية كيف ان فرق الاقتحام كانت بحاجة الى أعتدة ازالة ألغام يدوية قادرة على استخدامها داخل الغرف.
من جهته، شرح مصدر في قوات SOF قائلاً: ان تزويد القوات بأعتدة يدوية لازالة الالغام يتطلب وقتاً كبيراً والحقيقة ان عناصر IS حفروا شبكات تحت الارض للتواصل في ما بينهم ولاقامة خطوط دفاعية جاهزة لحماية المدينة. وقد دفعت الحاجة الى هذه الاعتدة قوات SOF لطلب المزيد منها بغية تفعيل ازالة الشبكات من الانفاق بفعالية تامة.
قالت مصادر من شركة Obsidian Technologies، وهي شركة رائدة في مجال الاتصالات ان التكنولوجيا هي المفتاح الاساس في هذا النوع من العمليات مع الفهم العميق للأحداث الحاصلة في المنطقة ككل، يغذي استخدام الكلاب والصور الفيديوية قدرات اكتشاف المتفجرات وبالتالي الوصول الى الهدف لتدميره.
وأضافت: يمكنك وضع تكنولوجيا التصوير الفيديو على الكلاب ويركب السلاح على نفس قطر عين المشغل لمشاهدة الصورة من الأمام والخلف مع الاشارة الى ضرورة الانتباه الى تغير الضوء وضبطه خصوصاً في ظروف الاضاءة الخافتة في بعض الأحيان.
تعتبر البيئة الجوفية واحدة من اصعب الحالات التي يقاتل فيها الجنود. و يعد تنظيف شبكات الانفاق التابعة لداعش مشكلة جوهرية بالنسبة لقوات ISOF، القوات الكردية وتلك الشريكة مع ارتفاع مستوى التهديد في ما خص نصب الكمائن ونقاط الاختناق وتأتي الافخاخ المتفجرة على رأس القائمة. بالاضافة الى ذلك، يتسلح العدو بأفضل التجهيزات مما يهدد بتدمير المعدات الموجودة مع القوات وبالتالي ابطال مفعول البنادق الصغيرة ناهيك عن اعتماد تكنولوجيا C4ISR لزيادة الفتك والدقة.
يكمن التحدي الأكبر في ادراك الوضع الميداني وقدرات القيادة والمراقبة، فالقوات المهاجمة تحتاج الى رزمة بيانات صغيرة لدفع معلومات بشأن الوضع الميداني كما توجد خرائط خاصة تضم مواقع العمليات والشبكات الموجودة داخل الانفاق مع العلم ان ذلك لا ينطبق في البيئات التكتية.
كشفت المصادر أيضا معلومات خاصة بمتطلبات نضج الإتصالات وسماعات لحماية الأذن في عمليات المناطق الضيقة: يحتاج الجندي الى نظام سماعة رأسية او ميكروفون يسمح له في سماع ما يدور حوله في زوايا البيئات الهادئة جدا. تحتاج الإتصالات الراديوية لأن تكون منفصلة عن قناة الأذن حتى أن بعض المشغلين يفضلون الميكروفون بدلاً من السماعات في الأذن.
قد تنتقل العمليات الحاصلة في الأماكن الضيقة من الهدوء الى الضجة الصاخبة لذا يحتاج المشغل الى نظام سماعات رأسي مزود بقدرات لتعزيز السمع لكن أيضا يحمي الأذن.
أضافت المصادر. اخيرا، برزت تقارير عدة تفيد بأن قوات SOF طالبت بتسليمها ذخائر فراغية لمساعدتها في عمليات MOUT وعمليات إزالة الألغام من الأنفاق، وأعرب قادة ISOF عن امتنانهم لتفهم مختلف الحكومات الداعمة لهم طلبهم هذا وبالتالي تزويدهم بمثل هذا السلاح.
إن الذخائر الفراغية غير الدقيقة والتي يمنع إستخدامها في العمليات المعاصرة من قبل العديد من حكومات حلف شمال الاطلسي مع إستحالة نشرها بين حكومات الطرف الثالث مثل العراق. لا تزال هذه التكنولوجيا متاحة في السوق الدولية على الرغم من أنه لا يزال يتعين تأكيد ما إذا كانت عناصر ISOF والقوات الكردية تتلقى مثل هذه الأسلحة لاستخدامها في اقتحام الموصل وعمليات مماثلة أخرى ضد التنظيم.
كشفت الشركة الاردنية Jadara Equipment and Defence Systems خلال فعاليات معرض SOFEX في عمان عن نموذجها الجديد من نظام RPG-32 Nashshab وهو عبارة عن قاذف يحمل على ركيزة مطور بالتعاون مع الشركة الروسية SPA Bazalt. يستطيع هذا القاذف رمي ذخائر ATG-32 الفراغية مع نظام استهداف كهر - بصري Quad-1 قادر على التعرف على الأهداف خلال الليل في ظل الظروف المناخية الصعبة كما بمقدوره الاشتباك مع أهداف متحركة بفضل نظام التحكم بالنيران المدمج المستخدم ضمنه فيمكن المشغل من التعامل مع مختلف الأهداف المنحرفة، السريعة أو حتى الطائرة.
على الرغم من أن الإعلام خفف مؤخرا من تغطية المعارك الدائرة في العراق، تستمر عمليات الكفاح لإستعادة السيطرة التامة على الموصل بوتيرة عالية. وبالطبع، فإن الحلول الناضجة المزودة لقوات ISOF والقوات الكردية ستعزز ليس فرص النجاح فحسب، بل أيضا ستخفض من وتيرة حدوث أضرار ناهيك عن السرعة الزمنية في إستعادة المنطقة.
مصدر