كان فقيدنا فارس رجلاً عظيماً, التحق بالقوات الخاصة في سن الثامنة عشرة ، وحارب أول جيوب الإرهابيين في جيجل ثم باتنة والبابور، أصيب بجروح بالغة وفقد ساقه اليمنى في انفجار قنبلة, على الرغم من كل شيء, والإعاقة, والمعاناة, والحركة القسرية في سن مبكرة, كان سعيدًا بالعيش والامتنان للأطباء الذين أنقذوه ولله سبحانه وتعالى.

واصل كفاحه على الإنترنت من خلال إنشاء منتدى عسكري ومشاركة تجربته وأفكاره مع المبتدئين والشغوفين للمواضيع العسكرية, لقد فعل ذلك في وقته في مجتمع يخفي جرحاه بدلاً من تمجيدهم.

لم يشترك في النشاط من أجل حقوق المحاربين القدامى لأنه شعر أن الضرر قد حصل بالفعل, ضحك على الألف دينار الذي كان سيستفيد منه بعد نشر المرسوم الأخير بشأن إعادة تقويم معاشات جرحى الجيش, كان أب لطفلتين صغيرتين لم يتخلف أبداً عن اقتيادهما للمدرسة.

سأحتفظ بجملة منه مرة عندما سألته كيف كان بامكانهم مواجهة ضغوط وخطر العمل في الجيش, أخبرني أن بعض الناس تناولو الشراب لتخفيف الضغط و الآخرين كانو يتناولون مضادات القلق أو الحشيش في الخفاء, لكن في النهاية الجميع أدرك في وقت ما أننا سنموت وأننا سنموت من أجل هذا البلد ولأنبل مهمة في الحياة, ولهذا السبب كان علينا أن نموت واعيين وطاهرين حتى نكون أنقياء حين ملاقاة الخالق.

فارس أخي, عشت نظيفا تركتنا نظيفا, رحب بك الله في جنته الواسعة, لن ننساك أبدا.

بقلم السيد : أكرم خريف