الفصل الأول العقيدة العسكرية.
ماهيَ العقيدة العسكرية؟!
هيَّ مجموعة من المفاهيم المعتمدة من الدولة، والإجراءات المتخذة لمواجهة التهديدات الخارجية، وضمان الأمن الداخلي، لمنع الحروب و النزاعات العسكرية، وهيَّ أيضًا نظام الرؤية السياسية للدولة لبناء قوات مسلحة قادرة على صد التهديدات العسكرية المُحتملة، بالمعنى الأدق، إعلان سياسة الدولة في مجال الدفاع عن الوطن.
-العقيدة العسكرية الروسية
بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وضعت روسيا عام 1995 عقيدة عسكرية جديدة، وكانت تستند على خطرين أساسييّن، على إثرهما يجب على روسيا التصدي لهما.
الخطر الأول هوَّ تمدد حلف الناتو في شرق أوروبا، تحديدًا الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي.
الخطر الثاني هوَّ مخاوف تعرض الأقليات الروسية للخطر في تلك الجمهوريات.
تَّمت الموافقة على تحديث العقيدة الروسية عام 2008 ثُمَّ وقعت من جديد عام 2010، لكن في عام 2014 وقع بوتن على وثيقة مراجعة العقيدة العسكرية، والتي جعلت من حلف الناتو خطرًا أساسيًا للروس، بسبب برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي، أيضًا بسبب نظام الضربة الفورية الأمريكية "PGS" الذي يتيح للأمريكان بتوجيه ضربة عسكرية بالأسلحة التقليدية فائقة الدقة بظرف ساعة واحدة من دون استخدام الأسلحة النووية، بالإضافة إلى نشر الأسلحة الأمريكية في الفضاء وذلك يشكل خطرًا مُحدقًا بالروس بسبب الهيمنة الجيوستراتيجية الأمريكية!
-العقيدة العسكرية الأوكرانية
عام 2015، وقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، على قانون العقيدة العسكرية و الأمن القومي، ونصّت العقيدة الجديدة على اعتبار الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية خطرًا مُلحًا، التي تشمل شبه جزيرة القرم، وبعض مناطق مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
أيضا تستند العقيدة الأوكرانية على عدة أخطار فيما يخص روسيا، منها التحشيد الروسي على الحدود، واحتمالية نشر أسلحة نووية، وتواجد القوات الروسية في في إقليم ترانسنيستريا بمولدافيا وتنامي النشاط الاستخباراتي والتخريبي للأجهزة الخاصة الروسية في أوكرانيا بهدف زعزعة استقرار الأمن الداخلي.
أيضا خطر المجاميع المسلحة الروسية غير النظامية، التي تعتبرها أوكرانيا خطرًا على السلم المجتمعي، وتهديدًا داخليًا.
وحددت العقيدة الأوكرانية بعض النقاط لتطوير المنظومة العسكرية تمهيدًا للانضمام لحلف الناتو.
الخلية التكتيكية