هكذا تستعد إسرائيل لحرب الصواريخ القادمة
الأحد 12 جمادي الأول 1439هـ - 28 يناير 2018م
صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية
القدس - زياد حلبي
لا تخفي إسرائيل قلقها من سيناريوهات الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية، ليس لأن جغرافيتها تد تشمل لبنان وسوريا معا فقط، بل بسبب دقة الصواريخ التي ستستخدم فيها وستستهدف العمق الإسرائيلي.
فخلافا لحرب تموز 2006 التي أطلق خلالها
#حزب_الله ٧٨٠٠ صاروخ على إسرائيل لمدى قصير ومتوسط، ولم تكن دقيقة، بحيث كانت نسبة دقتها بقطر مئات الأمتار من الهدف أحيانا، فإن
#إيران بحسب ادعاء مصادر أمنية إسرائيلية تسعى إلى جعل أكثر من مئة ألف صاروخ يملكها حزب الله وعشرات الآلاف بحوزة النظام السوري، صواريخ دقيقة بحيث يمكن إصابة الهدف بقطر عشرات وأحيانا بضعة أمتار فقط، ما يعني أنها ستصبح دقيقة وفتَّاكة.
وتضع في بنك الأهداف أهدافا استراتيجية وحيوية في إسرائيل، مثل وزارة الدفاع والمفاعل النووي في ديمونا ومحطة الكهرباء وغيرها من الأهداف.
أشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن إيران تمتلك تكنولوجيا تحويل صواريخ "غبية" أي لا تصيب الأهداف، إلى صواريخ "ذكية" من خلال تزويدها بمنظومة ملاحة وزرع رقائق إلكترونية تتيح السيطرة على الصاروخ وتصحيح مساره حتى باستخدام هاتف ذكي، وهو ما تحاول إيران أن تفعله من خلال بناء مصانع لتطوير الصواريخ في لبنان وسوريا.
وكانت إيران أجرت تجربة ناجحة مؤخرا لصاروخ الفاتح ١١٠، وهو صاروخ باليستي أصاب سفينة في عرض البحر أي هدف صغير!!
وعليه فإن جزءا من الغارات الإسرائيلية في العمق السوري تستهدف محاولة نقل إيران صواريخ دقيقة أو مركبات لتحويل صواريخ حزب الله إلى دقيقة.
وكان لافتا أن الناطق بلسان جيش الاحتلال قام بنشر مقالة تبين قلق إسرائيل، حيث حذّر فيه "من أن إيران تسعى لبناء مصنع صواريخ دقيقة في لبنان وتحويله إلى قاعدة صواريخ إيرانية.
وكتب أن تحت كل بيت ثالث في جنوب لبنان يقوم حزب الله بتخبئة صواريخ، وأن هذه المواقع كلها ستستهدف وقت الحاجة، ورأى أن العام ٢٠١٨ سيكون اختبارا لهذه الجبهة".
القبة الحديدية لا تكفي
ما قد يجعل إمكانية أن تستهدف إسرائيل ما تصفه بمصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة في كل من لبنان وسوريا محتملا حتى بثمن إشعال حرب شاملة، هو إدراكها أن تحويل نحو مئتي ألف صاروخ بيد حزب الله والنظام السوري إلى صواريخ فتاكة ودقيقة قد يحصد ثمنا كبيرا من جبهتها الداخلية، فتوقعات السيناريو الأسوأ في الحرب المقبلة بالنسبة لإسرائيل هو أن تتعرض لقصف بنحو ألفي صاروخ يوميا، وإن أصبحت دقيقة فهذا يعني أن عدد القتلى والجرحى بين المدنيين سيكون مضاعفا عن عدد العسكريين في الجبهة القتالية.
وما يثير قلق الإسرائيليين هو أن
#بطاريات_منظومة_القبة_الحديدية والصولجان السحري والسهم، مصممة لاعتراض
#الصواريخ التي في طريقها إلى إصابة محققة للهدف، أي أنها تهمل تلك غير الدقيقة ولا تعترضها.
وفي حال أطلقت صواريخ دقيقة بالعشرات في كل مرة فقد تعجز عن اعتراضها كلها، ومن هنا قد تقوم باستهداف هذه المحاولات لتطوير الصواريخ قبل أن تتحقق واقعا.
وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية أيضا إن ما سيتغير دراماتيكيا في حرب الشمال الأولى، كما تسمي إسرائيل حربا محتملة مع لبنان وسوريا وحتى قطاع غزة معا، إن هدفها سيكون الحسم على الأرض وليس خلق ردع يستمر سنوات إلى أن تأتي المواجهة المقبلة، وتحاول إسرائيل أن تؤلب الرأي العام اللبناني والعربي بالحديث عن أنها ستمحو قرى لبنانية بأكملها في الحرب المقبلة التي تريدها إن حدثت خاطفة وحاسمة.
اللافت أن التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية لا ترى أن هناك احتمالات قوية لحدوث اندلاع الحرب، ولكن فرص الانزلاق إليها باتت أكبر بكثير من التقديرات التي كانت سائدة العام الماضي .
https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2018/01/28/%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85%D8%A9.html