في الحرب القادمة مع سورية او ايران سيسقط على اسرائيل نحو 300 صاروخ بعيد المدى و 5000 صاروخ قصير المدى ... خلال 20 يوما صواريخ ايرانية
- توقع قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقا، إيتان بن إلياهو، أنه في الحرب
القادمة لإسرائيل، مع سورية أو إيران، ستتعرض الجبهة الداخلية إلى ما
يقارب 300 صاروخ بعيد المدى (شهاب)، بالإضافة إلى 5000 صاروخ قصير المدى
(كاتيوشا). وفي محاضرة، في مطلع الأسبوع، حول الأنظمة الدفاعية من
الصواريخ والعلاقة مع طبيعة الحرب، تناولت "عدد الصواريخ التي ستضرب
الجبهة الداخلية في الحرب القادمة"، بالإضافة إلى سيناريوهات مختلفة
مشتقة، استعرض قائد سلاح الجو الإسرائيلي، سابقا، التغييرات التي تمر في
الفهم الأمني الإسرائيلي، نظرا للطابع المتغير للحروب. وقد بادر
إلىالاعداد للمحاضرة منظمة تأسست بعد الحرب الثانية على لبنان وتدعي
"عايط"**، وتعني "الجمعية الإسرائيلية للدفاع من الصواريخ".
في بداية محاضرته تناول بن إلياهو الفهم الأمني الإسرائيلي والتغييرات
التي مر بها منذ مطلع سنوات الخمسينيات، حيث ساد مفهوم القوة العسكرية في
المبادرة إلى الحرب ( الضربة الرادعة)، أو في حال عدم التمكن من ذلك،
توجيه "ضربة استباقية" لعرقلة استعداد "العدو" للحرب. وبعد اندلاع الحرب،
فعلى الجيش أن يشن حربا رادعة لتحقيق التفوق الجوي،ثم لتسديد ضربات جوية
للتوصل إلى حسم المعركة.
وقال إن هذا الفهم ينبع من سيناريو تكون فيه إسرائيل في حالة حرب على
جبهتين أو ثلاث جبهات (مصر وسورية والأردن)، ولذلك بنت إسرائيل قوتها
العسكرية حتى حرب تشرين 1973، وفي إطار ميزانيات تتراوح ما بين 30-35
مليارد دولار، صرفت في الأساس على التسلح بالطائرات والمدرعات والسفن
الحربية، من خلال الحفاظ على تنوع هذه الأنظمة ومرونة استعمالها.
وبموجب هذا الفهم، فإن الجيش الإسرائيلي يستند في المعركة البرية على
وسائل قتالية توفر له عنصر المفاجأة والحركة والمبادرة. أما في الجو فإن
الاستناد يكون على سلاح طيران يتيح مهاجمة وتدمير المطارات، وتحقيق
انتصارات في المعارك الجوية، وعلى تطوير أسلحة دقيقة تستطيع تدمير أسلحة
أرض- جو.
ويتابع : أن حرب الاستنزاف (1968-1970) وحرب تشرين 1973 شوشت هذه
الفرضيات. فالدول العربية استخلصت درسين مركزيين من حرب 1967؛ حيث قاموا
بإخفاء طائراتهم في مخازن تحت الأرض وامتلكوا الصواريخ، التي تسببت بضربة
شديدة لسلاح الجو (تضررت أكثر من 100 طائرة). وردا على التحدي الجديد عمل
الجيش على تدمير بطاريات صواريخ أرض- جو، وحاول جر طيران "العدو" إلى
معارك جوية تتيح له إسقاطها. وهذا الأمر تجلى في الحرب الأولى على لبنان
بعد قصف بطاريات صواريخ سورية وإسقاط 99 طائرة سورية.
ويتابع أن الاحتياجات العسكرية الجديدة أدت إلى زيادة ميزانية الأمن بـ
15%-20%، بحيث وصلت إلى 35-40 مليارد دولار. وفي نهاية سنوات الثمانينيات،
وخاصة في أعقاب حرب الخليج الأولى (1991)، حيث أطلق العراق 39 صاروخ سكاد،
واجهت إسرائيل تهديدات أخرى، منها تعرض الجبهة الداخلية للقصف، وقصر وقت
التحذير، وزيادة أمد الحرب، وتهديد أسلحة غير تقليدية.
وقال إنه نتيجة لذلك اضطرت إسرائيل إلى رفع ميزانية الأمن مرة أخرى إلى
50 مليارد دولار، وإعادةصياغة المفهوم الأمني القومي، وذلك بهدف الاستعداد
لسيناريوهات حروب مقابل إيران وسورية ولبنان وهجمات أخرى.
ومن أجل توضيح حجم هذه السيناريوهات، عرض بن إلياهو معطيات من الحرب
الثانية على لبنان. وبحسب قوله ، فإن مخزون الصواريخ لدى حزب الله كان يصل
إلى 14 ألف صاروخ، أطلق منها 4200 صاروخ، و 200 صاروخ متوسط المدى. وخلال
أيام الحرب التي دامت 34 يوما، نفذ سلاح الطيران الإسرائيلي 11,870 غارة
جوية (بمعدل 340 غارة يوميا)، ودمر 39 منصة إطلاق صواريخ، دمر منها 50
منصة في اليوم الأول للحرب، في حين دمرت 33 أخرى من قبل طائرات كانت تمكث
في الجو لـ"اصطياد" منصات الإطلاق.
وبحسب تقديراته، وبناء على ما حصل خلال حرب الخليج الأولى، فإنه يعتقد
أنه في الحرب القادمة سيطلق باتجاه إسرائيل (من سورية وإيران) 250-300
صاروخ بعيد المدى (سكاد أو شهاب)، بالإضافة إلى 5000 صاروخ قصير المدى
(كاتيوشا). ومن أجل اعتراض الصواريخ البعيدة المدى فإن إسرائيل بحاجة إلى
ما معدله صاروخين معترضين بحيث يصل المجموع إلى 005-700 صاروخ. أما
بالنسبة للصواريخ القصيرة المدى فإن هناك حاجة لقوات برية من أجل تدميرها.
وتابع أنه على إسرائيل أن تستعد لحرب قد تستمر لمدة 20 يوما. ومقابل
سورية فإنه يجب على إسرائيل أن تتمتع بتفوق وتهاجم أهدافا استراتيجية،
بينها مواقع الصواريخ. أما مقابل لبنان فإن لإسرائيل تفوقا جويا، ولذلك
فيجب عليها أن تتركز في الهجوم الجوي على مواقع الصواريخ المتوسطة المدى،
ومهاجمة مواقع الصواريخ القصيرة المدى بقوات برية.
.
كما تطرق إلى قطاع غزة، وقال إن تهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية
التي تطلق من القطاع هو "محدود ومرهق وغير مباشر"، وأنه يجب مواجهته من
خلال توفير تحصينات للمستوطنين في محيط قطاع غزة، وتطوير أنظمة إنذار أكثر
نجاعة، بالإضافة إلى عمليات أمنية أخرى.
ولخص الوضع بالقول إن الأمر الأهم هو أن تعطي إسرائيل أفضلية عليا لتطوير وسائل لمواجهة تهديدات الأسلحة غير التقليدية.
______________
** هذه الجمعية أقيمت من قبل آفي شنيؤور، وهو مهندس في الصناعات
الأمنية الأمريكية سابقا. هاجر إلى البلاد بهدف العمل على تطوير دفاعات من
الصواريخ. وينشط في الجمعية عدد ليس بالقليل من كبار المسؤولين في الأجهزة
الأمنية، خبراء صورايخ ووسائل قتالية متطورة، بينهم المدير العام للجنة
للطاقة الذرية، عوزي عيلم، وقائد سلاح الجو والمدير العام لوزارة الأمن
سابقا، دافيد عبري، وعوزي روبين الذي عمل على تطوير صاروخ "حيتس" وآخرون.