كشفت مصادر عراقية رفيعة في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، عن تعثر مساعي العراق للحصول على منظومات متطورة للدفاع الجوي والرادار من فرنسا.
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد قدّمت توصية بشأن تطوير قدرات العراق في الرصد والتصدي بالتزامن مع تزايد القلق من دخول العراق ضمن خريطة التصعيد المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد تبني فصائل مسلحة في العراق استهداف مواقع للاحتلال في أم الرشاش فضلاً عن ضرب مواقع وقواعد أميركية في سورية والعراق.
وكشفت وثيقة صادرة عن رئاسة أركان الجيش العراقي، مطلع الشهر الماضي، عن توجيهات عاجلة لوحدات وتشكيلات القوات العراقية المشتركة طالبتها بالتهيؤ بسبب "الأحداث الإقليمية"، وشملت الوثيقة طلبات لـ"تهيئة المقرات البديلة وتفعيلها وتأمين الاتصالات، وتأمين مستودعات مخازن العتاد والأسلحة والتجهيزات". كما تضمنت الوثيقة "قيام قيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بنشر الطائرات بكافة أنواعها إلى القواعد الجوية وتأمين الحماية اللازمة لها بما لا يتعارض مع الواجبات التي تكلف بها مستقبلاً".
و قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد لـ"العربي الجديد"، الخميس، إن جهود بلاده في "الحصول على منظومة دفاع جوي متطورة من فرنسا تعثرت"، محملاً الطرف الفرنسي سبب ذلك، وأكد المسؤول أن "ثلاثة اجتماعات عقدها مسؤولون عسكريون مع الجانب الفرنسي لم تفض لأي نتائج، رغم تعهدات سابقة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالمساعدة في تطوير قدرات العراق".
وأضاف المصدر أن "العقوبات الأميركية على موسكو والصين، دفعت العراق إلى الاتجاه نحو فرنسا ورغم وضع الحكومة العراقية موازنة مالية كافية إلا أن مساعي تزويد الجيش العراقي بمنظومة دفاع جوي قادرة على التصدي للطيران الحربي ما زالت متعثرة وآخرها مع الجانب الفرنسي".
وأكد أن "العراق يتوقع ضربات إسرائيلية تستهدف مواقع لفصائل مسلحة على غرار ما يحدث الآن في سورية أو لبنان، ولهذا فإن جهوده الحالية تنصب في الحصول على منظومة متطورة للتصدي، لكن يظهر أن الأسباب السياسية الأميركية تعيق هذه المساعي".
وكان قائد الدفاع الجوي العراقي، الفريق الركن معن السعدي، كشف العام الماضي عن قرب دخول منظومات رادار جديدة للبلاد في بداية لسلسلة من إجراءات تطوير الدفاع الجوي بمستوى الدول المتقدمة، متحدثاً عن عقود مستقبلية للحصول على منظومات جديدة، دون أن يكشف عن هوية الدول التي تم الاتفاق معها، ولكن العراق لم يعلن عن دخول أي تحديث على منظومات الدفاع الجوي بعد.
وعقب الغزو الأميركي للعراق، عام 2003، تم حل سلاح الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي كباقي تشكيلات الجيش العراقي، واستحدثت منظومة أخرى على أنقاض القديمة، تم تزويدها بأنظمة تُوصف بأنها محدودة القدرات مثل هوك وافينجر ورادارات قريبة المدى.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، بدر الزيادي، عن توجه لشراء منظومة دفاع جوي من ثلاث دول، لتغطية كل أراضيه، مبيناً أن "أسعار هذه المنظومات عالية، لكن هناك توجها عراقيا نحو فرنسا وكوريا وروسيا للحصول على هذه المنظومة".
العربي الجديد