أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟ الأربعاء 4 يناير 2017 - 19:14
يقول الجنرال ميخائيل هايدن عن مقابلة له مع رئيس الموساد السابق مائير داغان في الطابق السابع من مقر المخابرات المركزية: " كانت اكثر محادثاتي معه صراحة منذ التقيته". كان ذلك في نيسان 2007 في مكتب الجنرال هايدن مدير سي آي أيه آنذاك حينما تحدث الجنرال بابتسامة عريضة عن " مصارحة من القلب"، والتي عنى بها مصارحة بين شعبين عرفا بعضهما منذ سنوات عديدة وكانت بينهما خلافات عميقة. دارت تلك المصارحة في لانغلي حول مسألة واحدة: " كيف يستطيع هذا الشيء الذي بلا شك يهدد السلام في المنطقة ان يدمر دون ان يؤدي الى حرب شاملة في الشرق الاوسط؟". "هذا الشيء" كان المفاعل النووي السوري الذي بني سرا في ذاك الوقت في دير الزور وليس بعيد عن نهر الفرات. يروي هايدن انه قبل ذلك بعدة شهور، وعلى نفس المكتب أطلع رئيس الموساد هايدن على صور لهذا الموقع السري وهي صور التقطها الموساد لاول مرة . ومنذ ذلك الوقت جمعت مخابرات الدولتين معلومات كثيرة من كل انحاء العالم في جهد لفهم ما كان يحدث بالضبط في دير الزور في اي مرحلة وصل البناء في المفاعل. الاستنتاج الذي توصلا اليه حسب هايدن هو نفسه: " كوريا الشمالية تبني مفاعلا نوويا في سوريا يشبه ذاك الذي يقع في عاصمتها بيونغ يانغ، وهذا المشروع السري يمكن ان يكون له هدف واحد : "تطوير اسلحة نووية". كان رئيسا المخابرات مختلفين في التفكير تجاه هذه المسألة: ما الذي ستفعله دولتاهما بتلك المعلومات؟. يقول هايدن ان مائير داغان حاول اقناعه ان يذهب بها الى المكتب البيضاوي وان يقنع بوش بارسال قاذفة B2 ستيلث لتدمير المفاعل، اما هايدن الذي بنى موقفه مما سمعه من خبرائه ومحلليه كان متأكدا ان الولايات المتحدة اذا فعلت ذلك فان الاسد سيفتح حربا شاملة. ويقول هايدن انه "بعد ادراك متأخر" ، تبين ان مائير كان على حق في تفكيره بان الاسد سوف يظهر كظم الغيظ ولن يثأر، وكان محللي وخبرائي على خطأ". ما حدث بعدها لمن يكن سرا. ففي ايلول عام 2007 قامت اسرائيل بضربة جوية على المفاعل ودمرته. وبرغم سنوات تسع مرت وبرغم تمزق سوريا الان في حربها الاهلية، فان هذه العملية المعقدة التي بقيت ملفعة بالغموض لا زالت تلهب خيال الصحفيين من كل انحاء العالم والذين يستمرون في نشر تقارير متناقضة حول الضربة. لقد التقيت هايدن مؤخرا في زاوية مكتبه الذي يطل على مدينة واشنطن ومناظرها الجميلة، في مجموعة تشيرتوف، وهي احدى اكبر مكاتب الاستشارات الامنية في الولايات المتحدة، حيث يعتبر هايدن شريكا في المجموعة. كان اللقاء على شرف اصدار سيرة ذاتية " اللعب على الحافة" والذي يحتوي فصلا عن اكتشاف وتدمير المفاعل. وافق هايدن على المشاركة في تقديم شهادته المبهرة حول شؤون المفاعل من لحظة اطلاعه على الصور لاول مرة من داغان الى النقاشات التي دارت في المستويات العليا في اسرائيل وامريكا الى الاجتماع الحاسم في البيت الابيض. الى مهاجمة المفاعل وسلسلة الاحداث التي تبعتها في الشرق الاوسط وفي واشنطن. وروى هايدن كل لحظة في احدى اكثر الاحداث دراماتيكية ذاك الوقت، مع بوش ومع اولمرت في القمة وهايدن وداغان كرئيسي جهازي مخابرات في الدولتين. من بين ماكان على بنود الاجندة: سوريا كعدوة لدولة اسرائيل مع علاقاتها القوية بايران وحزب الله والتي كانت تعمل للحصول على قنبلة نووية والتي تستطيع تغيير موازين القوى في الشرق الاوسط.
ترسانة سوريا الصاروخية
الاهداف: ترسانة سوريا الصاروخية بما فيها الرؤوس الحربية الكيماوية والتي يمكن ان تغطي كامل مساحة اسرائيل، حذر الخبراء الامريكيون من ان تفجير هذا المفاعل يمكن ان يقود الى حرب لا تعرف نتيجتها. في الجانب الآخر وضع داغان صورة واضحة جدا بأن " اسرائيل لا تستطيع ان تقبل وضعا تكون فيه دولة عدوة مسلحة بالنووي". الان كان يجب ان يصدر القرار المصيري والذي يمكن ان يغير مسار التاريخ.
المدفع المدخن، او : رمز العراب السوري
في عام 1991 عقد الرئيس السوري حافظ الاسد في ذاك الوقت اتفاقية تحالف عسكرية مع النظام الدكتاتوري في كوريا الشمالية. لقد اشترى صواريخ كما اشترى معلومات عن كيفية تطوير وانتاج صواريخ متطورة . لقد نظر الى هذه الترسانة كقوة موازنة للسلاح النووي الذي تلكه اسرائيل. لقد اعتقدت المخابرات الاسرائيلية ان القيادة السورية فكرت في ان اسلحتها الكيماوية تكفي للحفاظ على توازن القوى وان سوريا لا تنوي الحصول على النووي. لكن ما لم تعرفه اسرائيل ان اشيئا ما تغير في نهاية التسعينيات ، شيء ما تغير لدى الرئيس السوري، ربما يكون له علاقة بالمأساة التي حصلت حينما سقط ابنه الاثير باسل صريعا في حادث سيارة. في حين اعتبر ابنه الثاني ماهر ذو رأس حام ( اذا لم يكن اسوأ من ذلك)، وكان لدى الاسد الاب خيار واحد للتوريث، انه ابنه الثالث بشار الذي كان في لندن ذاك الوقت حيث ينهي دراسته التخصصية في طب العيون. ظاهرا كأنه الاكثر شرودا للذهن، خجول وحالم بين اخوته، لم يستدع بشار ولو مرة من لندن من قبل والده وحتى وفاته عام 2000، لاجل تدريبه ليكون الرئيس القادم لسوريا. في تلك الاوقات- وليس واضحا من بادر- برزت احتمالية لدى الاسد الاب لشراء مفاعل نووي من كوريا الشمالية والذي يمكن ان ينتج درجة عسكرية من البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع قنبلة نووية . لقد وقع الاسد فعليا عقدا مع الكوريين الشماليين لبناء المفاعل، لكن انجاز البناء كان على مستوى متمهل. يقول هايدن: " ان من المحتمل جدا ان يكون الاب قد فكر بالسلاح النووي لانه كان قلقا من ضعف ابنه الذي كان يراه غير ملائم لحكم سوريا بعد موته، وسعى لان يترك لبشار سلاحا قويا يضمن بقاءه". ربط بشار نفسه بايران وحزب الله، كان ممثله في هذا التحالف الذي يسميه قسم الابحاث الاستخبارية في الجيش الاسرائيلي "الجبهة الراديكالية"، رجل غامض هو اللواء محمد سليمان، والذي كان اسمه وظهورة سريا حتى موته، وبالرغم من كونه لواء فان سليمان مهندس من خريجي جامعة دمشق تلقى دورات عديدة تكنولوجية وعسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق وكان رجلا كل موهبته انه متطرف. قادت العلاقات القوية مع ايران وحزب الله الى تورط سوريا في النشاط الارهابي وتجارة المخدرات واطالة امد وجودها في لبنان ما دفع المخابرات الامريكية الى الحط من قدر الرئيس السوري الجديد. خلال النقاش الذي سمتد سنوات بين هايد وداغان حول مالذي يجب فعله بالنسبة للمفاعل السوري، يقول هايدن: "كان بشار الاسد يعرف في السي اي ايه " الخطأ الحسابي المتسلسل، لقد حاولنا التعاون معه ضد الارهابيين الذين يحاربوننا في العراق، لكن دون نجاح، لقد نظر السوريون نحو طريقة اخرى حينما دخل الارهاب مناطقهم". ربما خسر الاسد رهانات متسلسلة، لكن لم يكن له فرص في شيء واحد: خوفه من مدى معرفة الموساد والاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لما يحدث في بلده. لقد اصيب بشار بهوس القرف – والاعجاب- بالمخابرات الاسرائيلية وكان مقتنعا ان كل مكالمة هاتفية او رسالة الكترونية في سوريا تخترقها اجهزة المخابرات الاسرائيلية ، انه مقتنع دائما ان مصطفى كان يكلم محمد وان موشي كان يتصنت كما يقول مبتسما احد الضباط الكبار في وحدة النخبة 8200 في المخابرات. لتجنب مراقبة المخابرات الاسرائيلية الدائمة، استمر اللواء سليمان في مهماته السرية من خلال غرفة عمليات وجهاز بيروقراطي مفصولة عن مؤسسة الدفاع السورية. لقد فوض الاسد سليمان المحافظة على معرفة وجود والعمليات التي يقوم بها هذا الجسم سرا حتى على رئيس الاركان ووزير الدفاع. وحينما اكتشفت اسرائيل نشاطه – متأخرة- سمته دائرة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي: جيش الظل". اعطى سليمان تعليماته لرجاله بأن يرسلوا اي رسالة مهمة ، اي خطة، فقط في مظروف مغلق ومختوم بالشمع الاحمر، ومن خلال استخدام شبكة موصلين يستخدمون الدراجات النارية. لقد نجح ذلك، فقد كانت كل عمليات سليمان مخفية عن اسرائيل ومخابراتها رغم كل المصادر الهائلة التي استثمرت لضمان ذلك لكنها لم تصل لشيء مهم. حافظ سليمان على السر الاعظم لكل ما هو مفي في دير الزور، هذه البقعة البعيدة المعزولة، حيث كان البناء يجري على قدم وساق في المفاعل النووي المشترى من كوريا الشمالية والممول من ايران( لا زال هناك خلاف بين المخابرات الاسرائيلية والامريكية فيما اذا استخدمت الاموال الايرانية في شراء المفاعل). مثل هذا المفاعل يمكن ان ينتج البلوتونيوم لقنبلة نووية، والذي يعتقد الاسد الشاب انها يمكن ان تساعد سوريا في الوصول الى التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل. لقد كان مشروع المفاعل سريا جدا وحصري حتى ان رئيس الاركان علىي حبيب لم يكن يعلم اي شيء عنه، وحين سمع ان اسرائيل هاجمت موقعا في المنطقة فكر انهم اخطأوا الهدف. منذ عدة سنوات، لم تكن لدى اسرائيل اية فكرة عما يحدث في بناية معزولة في دير الزور. وحقيقة ان اسرائيل لم تعرف ان المفاعل يبنى هو فشل يعادل فشل مفاجأة حرب تشرين للمخابرات الاسرائيلية. هكذا قال لي احد رؤسات المخابرات السابقين. يقول هايدن انه في عام 2001 بدأت السي اي ايه في جمع معلومات متفرقة وغير متحقق منها وغامضة حول العلاقات النووية بين سوريا وكوريا الشمالية، ومضت سنين قبل ان تتضح المعاني الحقيقية لهذه المعلومات ، فقط عندما جاء داغان الى هايدن بالصور. في 2004 وحسب ملاحظات هايدن اكتشفت الوكالة الوطنية للمخابرات الجيومكانية، -وهي وكالة في الولايات المتحدة تتبع البنتاغون تجمع وتحلل وتوزع الاستخبارات عن الاماكن- اكتشفت الوكالة موقع المفاعل واشارت اليه ك "لغز"، لكن لم يستطع احد التأكد ماذا كان. في تلك السنة، اخترقت وكالة الامن القومي الامريكية سلسلة من اشارات البث من دير الزور الى كوريا الشمالية، وكانت الاشارات مشفرة بالكورية، حيث لم تستطع سي اي ايه فك رموزها. نقطة الانعطاف كانت عندما استطاع الموساد الحصول على صور كان رئيس هيئة الطاقة النووية السورية ابراهيم عثمان يحملها معه في رحلة الى اوروبا، وادعت الصحيفة الالمانية (دير شبيغل) ان الموساد استطاع ان يحصل على الصور منه في لندن، بينما قالت نيويوركر ان ذلك حدث في فيينا. بغض النظر، فان المعرفة بان سوريا كانت في مراحل متقدمة في مشروع نووي وان اسرائيل كانت غافلة عنه قد ضرب المخابرات الاسرائيلية ضربة صعبة. ويتذكر ايهود اولمرت بقوله: " ان مائير قد جاء اليه بمواده ( الصور من حاسوب عثمان المحمول)، وكان وقعها كالزلزال، وتأكدت انه من الان فصاعدا فان كل شيء مختلف".
الخيارات على الطاولة، او خدعة داغان العبقرية
حسب تقارير قليلة ، فان مديرية الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي والموساد شرعتا في عملية واسعة المدى لجمع معلومات استخبارية حول المفاعل وحول سليمان وجيش الظل. وادعى تقرير اعده الصحفي ديفيد ماكوفسكي في نيويوركر انه في حزيران 2007 اعطى اولمرت تعليماته بارسال وحدة عمليات خاصة تصل الى حدود كيلومتر واحد من المفاعل لجمع التربة وجلب الماء وعينة من الخضار والتي ستساعد في تقرير فيما اذا كان المفاعل قد باشر عمله ولاجراء فحوصات حول الوضع الامني في المنشأة. كما ارسل اولمرت في نفس الوقت داغان مع رئيس اركانه يورام تيربوفيتش ومستشاره السياسي شالوم ترجمات الى واشنطن لتقديم معلومات الى هايدن والبيت الابيض. خلال هذا الوقت، وعندما استقل المصعد الى الطابق السابع في قيادة السي اي ايه، بات داغان شخصا مرحبا به، التقى داغان اولا بهايدن عام 2003، حيث كان هايدن يشغل رئيس الوكالة الوطنية للامن، كان هايدن كما وصفه داغان مباشرا ورجل امن في كل عظمة من جسده، وقد اصغى لكل ما اقترحته وكانت نتائج اللقاء مدهشة وارست عصرا من التعاون العميق بين جهازي المخابرات. وبهذا نجح داغان الذي لا يملك اناقة ولمعان النخبة الامريكية ، والذي كانت انجليزيته فقيرة في تأسيس ثقة مشتركة هي الاعمق بين رجال المخابرات في الطرفين. يقول هايدن" لم اخدع ولا لمرة بداغان، كان يمثل سياسة اسرائيل وكان يمثل الموساد ايضا، ولكني لم يتشكل لدي اي انطباع ابدا انه كان يحاول ان يضللني من اجل مصلحة اسرائيل". وكان داغان بالنسبة لهايدن: "مباشر ومستقيم واضح في كلامه، وامين، غير مستعرض مخلص، ويمتلك معرفة كبيرة". كما وصف هايدن العلاقة بين جهازي المخابرات بقوله: " نحن كبار، نحن اغنياء، متقدمين تكنولوجيا، ونحن عالميون، فيما الاسرائيليون صغار، مركزون، اذكياء ثقافيا ولغويا وقادرين على فهم الاهداف (الجهاديون، ومحاولات بعض الدول لتصنيع اسلحة دمار شامل). عندما تم تعيين هايدن كرئيس للسي اي ايهعام 2005، عمق من التعاون مع الموساد، وفي كل مرة كان داغان يزور الولايات المتحدة كان يحمل معه معلومات حساسة واقتراحات- بعضها كان خيالي- للتعاون المشترك. لكن في ذلك اللقاء الذي عقد في نيسان، لم يكن حتى للخبير هايدن ان ينتظر القنبلة. " جلس داغان فتح حقيبته واخرج نسخا ملونة من صور المفاعل في دير الزور. بعد ساعة مضى داغان بي في العمل المخابراتي محاولا ان يعرف ما اذا كان خبراء السي اي ايه يتفقون مع محللي الموساد حول المادة الاستخبارية. ويقول هايدن: " ايقن داغان انه مع كل الاحترام الواجب لقدرات الموساد في سوريا، فان وكالته حتى الان لا تملك معلومات حول ما كان يجري في الطرف الاخر من اتفاقية التعاون النووي مع كوريا الشمالية" . لذا طلب داغان من هايدن ان يأخذ المعلومات التي بحوزته ويربطها مع معلوماتهم حول كوريا الشمالية". بالصدفة فان مجرد مشاركة داغان المعلومات الاستخبارية السرية جدا مع الزملاء الامريكيين قد ادهشت مدير السي اي ايه، آخذا بعين الاعتبار سجل الادارة الامريكية الاقل سحرا في عدم الاحتفاظ بالاسرار. خلال المقابلة، تساءل هيادين بصوت عال فيما اذا كان هذا الكرم له اسبابه الاخرى التي لم يقلها داغان بشكل محدد ويقول: " اراد مني ان اوثر على السياسة الامريكة في شأنه هو". بمعنى آخر ان داغان اراد من المخابرات الامريكية ان تبلغ صانع القرار في البيت الابيض انهم يشاركون تقديرات اسرائيل حول الحقائق في الواقع، والتي يمكن ان تؤثر على نوع الاجراءات التي يمكن ان تطلبها اسرائيل من الولايات المتحدة في ضوء التطورات الجارية. بعد هذا الاجتماع، ترك داغان مقر السي اي ايه وتوجه نحو البيت الابيض مع تربوفيتش وترجمان من اجل ابلاغ ستيفان هادلي رئيس مجلس الامن القومي آنذاك حول الوضع. وبالعودة الى مقر المخابرات اجتمع هايدن مع مجموعة من مقربيه من المساعدين ، وقال: " مائير لم يخبرني ابدا من اين حصلوا على الصور، كان تقديرنا انهم انزلوها من لكمبيوتر لاحد العلماء السوريين اللامبالين، لكن لاشيء مهم هنا، ما اراني اياه مائير كان مقنعا. السؤال الذي برز هو هل كان مصدر الوثيقة اصلي ام انها حالة تزوير متقنة". اول مهمة اعطاها هايدن لخبرائه هي التأكد من الصور، لم يكن هايدن يشك في دقة فحص الموساد، ولكن لانه لا يعلم من اين حصلت اسرائيل على الصور، كما اصدر تعليماته للخبراء لبذل اي جهد للتقرير بشأن حقيقية الصور. شك خبراء هايدن في احدى الصور، لقد كبروها وفحصوا جانب احدى الشاحنات فيها، وفكروا ان الكتابة المرسومة عليها يمكن ان تكون عمل فوتوشوب. لكن باقي الصور نجحت في الاختبار الدقيق وثبت انها اصلية. ان مختبر الصور لدى السي اي ايه يستطيع ان يحول الصور الى ثلاثية الابعاد، وفعل هذا مع الصور وقارنها بصور اخرى ، وكل شيء كان على ما يرام. في اليوم التالي لاجتماعه مع داغان ، دعي هايدن الى البيت الابيض للقاء طاريء، فقد تلقى بوش معلومات من هادلي حول الموضوع، وبينما تجمع المسؤولون بانتظار بوش توجه هايدن الى نائب الرئيس ديك تشيني والذي كان قد ادعى ان سوريا تحاول الحصول على سلاح نووي منذ زمن طويل، همس في اذنه : " كنت على حق دائما". قدم هايدن لبوش عرضا بالصور التي حصل عليها من داغان. ويروي هايدن: " كان هذا هو الشيء الاخير الذي يحتاجه من اجل ان يتخذ اجراء في المنطقة حيث ان كل اجراء يمكن ان يشعلها حربا مع حليف لديه القدرة والرغبة للعمل وحده". لقد تعلم بوش درسا قاسيا عندما ابلغته وكالات الامن ان صدام حسين لديه اسلحة دمار شامل، والتي قادت الى حرب دموية طويلة في العراق. لقد لخص اللقاء بامرين قاطعين لكن متناقضين: الاول: كن متأكدا والثاني هذا لا يجب ان يسرب. عاد هايدن الى مقره وهو يتسائل كيف يعزز المعلومات الاسرائيلية دون ان تنتشر في كل العالم وقال في داخله: " حتى تضمن ذلك، يجب ان تشرك آخرين وهذا يزيد من مخاطر افتضاح السر" . ومازح هايدن مساعديه المقربين بقوله: اذا علم الاسد ان مفاعله قد عرف وان الامريكان والاسرائيليين يحققون في الموضوع، فانه وبسرعة سيتخلص من كل الدلائل وسيدعي انها كانت مجرد حضانة، وفوق هذا تظهر المنشأة من الجو كمخزن او مول. لكن مدير السي اي ايه كان واعيا تماما انه اذا تم فضح المعلومات، فان النكتة سترتد عليه، وفي محاولة لتسوية امري الرئيس، شكل هايدن فريق عمل ، والذي وصفت مهمته بعدها من قبل كونداليزا رايس بـ "جهد مكثف طوال شهور للتأكد من ولتعزيز المعلومات التي قدمتها اسرائيل عن المفاعل وجمع مزيد من التفاصيل من مصادرنا وبطرقنا". كان استنتاج الفريق _ المكون من خبراء السي اي ايه والبنتاغون ووكالة الامن الوطني مربكا بشكل كبير : " المنشأة هي في الحقيقة مفاعل نووي من نفس نمط المفاعلات الكورية الشمالية كما في منشأة يونغ بيون، لدينا اسباب جيدة للاعتقاد ان هذا المفاعل ليس للاغراض السلمية". وقال هايدن انه شكل "فريقا احمر" والذي لديه تعليمات لبناء نموذج حالة بديلة تكون فيها المنشأة ليست مفاعلا نوويا. هذا الفريق المكون من محللين الذين لم يسبق لهم المعرفة بالعمل المخابراتي بشأن المفاعل السوري، قدمت اليه كل المعلومات وبعد فحص سري ومن خلال التحقيق خلصوا الى النتائج التالية: " اذا لم يكن مفاعلا نوويا يمكن ان يكون مفاعلا مزيفا". بمعنى آخر: " انها خطة سورية تحاول ان تظهر المبنى وكأنه مفاعل نووي، طبعا مثل هذا الشيء غالبا غير صحيح، وبهذا اكد الفريق الاحمر الاستنتاج السابق ان ما يبنى في دير الزور هو بالفعل مفاعل نووي. في لقاء بين اولمرت وبوش وكما يروي بوش في مذكراته، طلب اولمرت من الامريكان قصف المفاعل السوري، ولما عاد الى البلاد قدم اولمرت تقريرا لمجموعة صغيرة في الكابينيت عن فهمه ان بوش في طريقه لقصف المفاعل. لكن خلال ذلك الوقت ، ثار جدال ساخن بين هايدن وفريقه من جهة وبين داغان ورجاله من جهة اخرى، كانت خلفية الجدال، عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري حيث اتهم فيها حزب الله وسوريا. والتي ادت تحت ضغط العالم وخصوصا بوش وجاك شيراك الى خروج القوات السورية من لبنان. قال هايدن: " لا يمكن للاسد ان يتحمل احراجا اخر بعد انسحابه من لبنان عام 2005، وللخروج من حالة الضعف هذه يمكن ان يضطر لابراز قوته وان ينتقم بحرب". وقف داغان في الاتجاه المعاكس وقال: " يجب عليك ان تنظر الى ذلك من وجهة نظر الاسد، فمن جهة كان دائما يسعى للوصول الى توازن استراتيجي مع اسرائيل ولذا مد يديه نحو السلاح النووي، ومن جهة اخرى فان بشار يفضل دائما ان لا يدخل في مواجهة معنا مباشرة". يضاف الى ذلك انه اذا ذهب نحو حرب بعد القصف فان هذا سيفضح وجود المفاعل- اي انه بنى مفاعلا نوويا في خرق لتوقيعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي- والتي لا يعرف بها حتى حلفائه الروس، وبالتأكيد لن يكون الروس سعداء. واذا اردنا قصف المفاعل بشكل سري والحفاظ على ذلك كليا تحت غطاء وبدون تعميم يحرجه فان الاسد لن يفعل شيئا. كانت توصية داغان بتنفيذ القصف بسرعة خاطفة ، وقبل ان يصبح المفاعل عاملا، وتدميره حينها سيؤدي الى تلوث اشعاعي . اما هايدن فقال: ان داغان كان صلبا في موقفه، بان اسرائيل لا تقبل وضعا تكون فيه دولة عدوة ممتلكة للسلاح النووي. من جانب آخر اذا اندلعت حرب مع سوريا فان الاكثر امانا ان نفترض انه اذا انتصرت فيها اسرائيل سيكون ثمن النصر باهظا: آلاف الضحايا، وتغيير نوعي في الوضع السياسي في المنطقة. قادت نبوءات محللي هايدن السوداء الى تكثيف الاستشارات من خلال سلسلة من الندوات في اوساط المخابرات الامريكية وفي البيت الابيض ومجلس الامن القومي. ويقول هايدن: " كان واضحا لنا ان توجها دبلوماسيا محددا لم يكن مطروحا "، فنظريا يمكن للامريكيين ان يجعلوا من وجود المفاعل خبرا شائعا وان يقدموا المعلومات التي جمعوها الى وكالة الطاقة الدولية . لكنهم ايقنوا ان ذلك سيؤدي الى مماطلة غير نهائية من الاسد، والذي سيكرر تأجيل زيارات مفتشي وكالة الطاقة للمفاعل. وسيكون الدمار هنا ضخما : فكل العالم سيفهم ان الولايات المتحدة كانت تخبيء معلومات وفشلت في التدخل بحزم. في نفس الوقت الذي سيقوم الاسد باخفاء الدليل، وبالتالي سنظهر مثيرين للشفقة. امكانية اخرى برزت وهي عبارة عن تنفيذ عملية كوماندو من قبل قوات (دلتا) من البحرية ، او من اي وحدة قوات خاصة امريكية. ميزة مثل هذه العملية انها لن تكون ضخمة ، ولن تسبب في توجيه اصبع الاتهام لاحد، ويمكن ان توقف سوريا عن شن اي حرب شاملة بناء على ذلك. الجانب الآخر وهو ان سوريا ستلوم الولايات المتحدة . حتى لو" لم يتضح فيما اذا كانت القوة قادرة على حمل متفجرات كافية لتدمير المفاعل كليا، وطبعا هناك خوف ان يتم القبض على المنفذين". عملية ثالثة على الطاولة: قصف المنشأة من خلال B2 ستيلث التي يمكن ان تقلع من قواعدنا في الخليج العربي او من البحر المتوسط وتصل الى المنشأة وتدمرها. كان الدفاع الجوي السوري محترما، لكن لا شيء لا نستطيع التعامل معه". لكن محللي المخابرات الامريكية اعتقدوا ان مثل هذا الهجوم العلني يحمل مخاطرة اندلاع حرب ويقول هايدن: " كلما فكرنا اكثر في هذا كلما وصلنا اكثر الى استنتاج عن خيار مهجن ومفضل: عمل دبلوماسي يستتبع انذارا عن عمل عسكري". كانت توصية وكالة الامن الوطني الامريكية هي " السعي لتهديد سوريا، عبر نشر الصور الجرمية في تصريح خاص للبيت الابيض ، واعطاء سوريا مهلة ايام او اسابيع لتفكيك المنشأة والسماح لمفتشي وكالة الطاقة الدولية الوصول الى الموقع للتأكد ان كل شيء قد تم. واذا رفض السوريون سيتم متابعة ذلك بقصف سريع للمفاعل. نقطة ضعف هذا الحل انه يعطي الاسد وقتا كافيا لتجميع حوالي 7000 مواطن امريكي في سوريا واحتجازهم كرهائن". بهذه المواقف دخل هايدن الى مكتب الرئيس، فقد حان اوان القرار.
اللقاء في الغرفة البيضاوية الصفراء، او لا معلومات جوهرية، لا حرب
حدث اللقاء الحاسم في البيت الابيض. كان الامر سريا، لم يتم عقد الاجتماع في الجناح الغربي، بل في الطابق الثاني من منطقة السكن في البيت الابيض- في الغرفة البيضاوية الصفراء- كي تكون خارج جدول الاعمال العام للرئيس. ضم الاجتماع بوش وتشيني ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومستشارة الامن القومي ورؤساء اجهزة المخابرات وآخرين. وبينما جلس الضيوف على المقاعد الوثيرة، قدم لهم الشاي، توجه هادلي لهايدن بسؤال حول آخر المستجدات الاستخبارية. بدأ هايدن مخاطبا الرئيس بوش: " لدي مستجد يتضمن اربع نقاط. الاولى: انه مفاعل نووي، الثانية: " ان السوريين والكوريين الشماليين قد تعاونوا منذ عقد في الموضوع النووي، الثالثة: الكوريون الشماليون هم من يبنون المنشأة في دير الزور والرابعة: ان المنشأة هي جزء من خطة (اكبر) لانتاج السلاح النووي. اتخيل انه بعد ان قلت هذه الاشياء، ان كل فرد سيفكر بما جرى في الشأن العراقي، وهذا ما دفعه الى شرح الحالة السورية بسرعة ولماذا تختلف عن سابقتها، ولماذا تم التوصل الى اعلى درجات من الدقة بأن المنشأة هي بالفعل مفاعل نووي. شرح هايدن بعدها ان المفاعل كان نسخة بالضبط عن مفاعل يونغ بيون وان الكوريين هم الوحيدون الذين يبنون مثل هذه المفاعلات منذ ان اختلسوا التصميمات من بريطانيا في الستينات. عند هذه النقطة توقف هايدن للحظة فاسحا المجال للمسؤولين المجتمعين ان يتنفسوا الصعداء، ثم اكمل بطريقة درامية: " لكن سيدي الرئيس لم استطع ان احدد الاقسام الاخرى لبرامج الاسلحة النووية السورية: لا منشآت المعالجة ( الفصل الكيماوي، او استخراج البلوتونيوم من الوقود النووي المنضب)، ولا " مجموعة الاسلحة( من علماء ومهندسين يصنعون القنبلة نفسها وآليات تفجيرها). ولهذا سيدي الرئيس هناك فقط درجة متدنية من التأكد في هذه الاقسام". بعد فترة صمت قالت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس انها ترغب لو كان لديها مثل هؤلاء الضباط من المخابرات مبكرا، متذكرة البحث عن سلاح الدمار الشامل في العراق والذي لم يعثر له على اثر. تدرك رايس خطر وجود مفاعل نووي، لكنها عارضت هجوما امريكيا ضده. اما تشيني فقد عارضها واكد على ضرورة شن هجوم لتوجيه رسالة قوية الى سوريا وكوريا الشمالية وايران – ان الولايات المتحدة لن تتسامح مع هذا السلوك. وقال هايدن ان شيئا واحدا كان واضحا له، " اننا استخدمنا كل ضرباتنا الاستباقية واستنفذنا اشكالها سابقا، وبقينا ملتصقين في الشعار: " لا نواة.. لا حرب"، لا استطيع التأكيد ان السوريين لا يملكون مجموعات تسليح او مراكز معالجة، كما انني لا اعرف اذا كان لدى الاسرائيليين ما يثبت ذلك. بوش الذي تورط عميقا في حربين ضد مسلمين، لخص النقاش بقوله: " ما اخبرنا به هايدن ان هذا ليس خطرا محدقا، ولذلك لن نفعل هذا". الخيار الذي برز بعد ذلك – والذي تم قبوله من قبل اغلبية المسؤولين الحاضرين- هو توجيه انذار الى سوريا. لكن تنفيذ هذا الخيار يعتمد على موافقة الاسرائيليين، الذين زودوا الولايات المتحدة بالصور والمعلومات في الموافقة على تعميم هذه المعلومات، لكن داغان لن يسمح بذلك ابدا. ورغم الوصول الى نهاية محتومة تذكر هايدن انه " كان مرتاحا لانني كنت اقدر انه اذا لم نقصف نحن المفاعل فسيقصفه الاسرائيليون". يذكر بوش في مذكراته ان اولمرت شعر بالخيبة من قرار الامريكيين بعدم توجيه ضربة ، كثيرون في اسرائيل رأوا في الرفض الامريكي لتوجيه ضربة عسكرية اشارة على ان الولايات المتحدة لا تريد ان تخاطر في هذا العمل الكبير لاجل حماية اسرائيل، خاصة فيما بعد غزو العراق وافغانستان. في النقاس الداخلي الاسرائيلي وصلوا الى خلاصة: "نستطيع ان نعتمد على انفسنا".
الضربة
في ليلة 6/7 من ايلول 2007 قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية الموقع ودمرته كليا، وقع السوريون في حرج كبير، حيث بات معلوما انهم يتقدمون في مشروع يتناقض بشكل صارخ مع معاهدة حظر السلاح النووي والتي وقعتها سوريا. المنتصر الاساس في هذه العملية كان داغان، حيث كانت مؤسسته هي التي جاءت بالمعلومات التي تفضح المشروع النووي السوري، وقد كان شخصيا: " الوحيد الذي فهم الاسد اكثر من اي شخص آخر" هكذا وصفه هايدن. في البداية رفضت سورية منح تصاريح لمفتشي وكالة الطاقة الدولية للوصول الى الموقع المدمر، ثم في النهاية قبلت بعد ضغط دولي كبير ، كان ذلك بعد شهور وبعد ان استطاع اللواء سليمان وجيشه كسب الوقت في تنظيف الموقع ومحو اي دليل لتطور نووي. ورغم ذلك وجد المفتشون دلائل عن اليورانيوم والجرافيت وخلصوا الى ان الموقع وملامحه يشبه مفاعلا نوويا غير معلن. بعد ذلك طلبت لجنة الرقابة النووية في الامم المتحدة ارسال مفتشيها الى ثلاثة مواقع اخرى في سوريا والتي يشتبه انها جزء من المشروع النووي، لكن السورييين رفضوا. وفي حزيران عام 2011، اعلنت الوكالة ان سوريا فشلت في الحصول على سلاح نووي وبناء مفاعل، والذي كان غير منسجم مع معاهدة الحظر النووي. خلال هذا الوقت كان اللواء سليمان مرعوبا، وخلال شهور فقد كلا من عماد مغنية زميله وصديقه المقرب، وانجاز حياته وهو المفاعل النووي في دير الزور. وحسب الوثائق التي حصلت عليها ويكيليكس، كانت الصواريخ السورية المنقولة في درجة تأهب قصوى بعد الضربة، لكن بشار الاسد قرر ان لا يضغط على الزناد، هذا النوع من السلوك " يتطلب ضبطا ذاتيا"، وبعدها ابلغ اولمرت رئيس البيت الامريكي اليهودي جون بويهنر ان "الاسد ليس غبيا على الاطلاق". كان لاولمرت رأي مختلف حول اللواء سليمان فيقول: " سليمان كان قطعة من الغائط مع قدرات لوجستية وتنظيمية فوق العادة". في نيسان 2008 وصل خبراء السي اي ايه الى استنتاج ان الاسد لم يكن ليذهب الى حرب انتقاما للضربة، ولم يعد بالامكان الحفاظ على الموضوع سرا . يمكنهم استخدام المواد التي جمعوها لاغراض اخرى . في نفس الوقت دار جدال ساخن في الادارة الامريكية حول ما اذا كان ممكنا توقع اتفاق نزع سلاح نووي مع كوريا الشمالية، اسوة باتفاقات سابقة تم توقيعها في الماضي ثم خرقت. يتذكر هايدن متنهدا: " لقد عارضت اسرائيل بشراسة تعميم صور المفاعل علنا، لكن رئيس السي اي ايه قرر بشكل مختلف: " نحن نحتاج لان يكون ذلك اكثر اعلانا لاننا كنا على وشك الدخول في اتفاقية مع كوريا الشمالية ، والتي ادينت باعظم جريمة توالد في التاريخ. كان يجب ان نعلم الكونغرس. لقد اعدت السي اي ايه شريط فيديو عن الاكتشاف والقصف للمفاعل النووي، لقد عرضه هايدن مع ضباط مخابرات كبار امام لجنة الامن في مجلس الشيوخ وامام مجموعة من الصحفيين الامريكان، كان اكتشاف المفاعل انتصار مدهشا للمخابرات، والوكالة تشعر بالفخر في عرض هذا الانتصار. لاضافة بعد درامي وربط ظلال الفاعلين في دمشق مع بيونغ يانغ، اضافت السي اي ايه ايضا صورة حصلت عليها من احد عملائها السريين – اللواء سليمان مع قادة المشروع النووي الكوري الشمالي- وفيها كثير من التفاصيل عن اللواء السوري وتأثيره وقوته. في آب عام 2008 اغتيل قائد جيش الظل السوري بينما كان يتعشى في بيته الصيفي في مدينة طرطوس الساحلية . وحسب وثائق امريكية نشرتها ويكيليكس، فان الكوماندوز البحري الاسرائيلي (شاييتت 13) هي التي وراء اغتياله.
موضوع: رد: يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟ الأربعاء 4 يناير 2017 - 20:18
الرجاء متابعة الفيديو أعلاه من الدقيقة 13 أكاذيب ملفقة حول حقيقة المفاعل النووي السوري
فينا – كوثر سلام – القيت مساء أمس الجمعة في مقر المنتدى العربي للطب والثقافة في الحي الرابع في العاصمة النمساوية فينا محاضرة حول ما يشتبه به انه كان موقعا نوويا في صحراء دير الزور السورية الذي قصفته اسرائيل عام 2007 . وقد القى المحاضرة الدكتور يسري ابو شادي, الذي شغل منصب كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا
وكشف الدكتور ابو شادي في محاضرته التي هي جزء من كتابه (حقيقة المفاعل النووي السوري) زيف الإدعاءات الامريكية والإسرائيلية وزيف الصور الملفقة والكاذبة التي اعتمدتها أجهزة الإستخبارات الامريكية مدعية بان المنشأة السورية كانت مفاعلا وليدا من تصميم كوريا الشمالية أنشأ بهدف إنتاج الوقود للقنابل النووية, الأمر الذي نفته في حينه وما زالت تنفيه سوريا جملة وتفصيلا. واشار ابو شادي الى ان تلك الاتهامات الملفقة والكاذبة انما جاءت من اجل تبرير ضرب سوريه والوصول الى المراكز الحساسه في مواقع دفاعاتها مشيرا الى ان ما يتردد في هذا الشأن حول مفاعل سوريا انما هو إشاعة وأكذوبة إسرائيلية واضحة
ودحض الدكتور ابو شادي في محاضرته الشيقة والهادفة بطلان ما جاء في سياق تقرير الوكالة الدولية للطاقة وتقرير المخابرات الامريكية المتعلقة في الموضوع ذاته مشيرا الى ارتفاع المفاعل الكوري هة في حدود الخمسين مترا ما فوق الارض دون الجزء المفترض وجوده تحت الارض. فيما تؤكد التقارير الموثوقة والصور ان المقر الذب قصفته اسرائيل لا يزيد ارتفاعه عن عشر امتار. كما لا يوجد حوله من المباني المساعدة الموجودة في المفاعل الكوري والتي بدورها تؤدي الى تأدية الكاملة للمفاعل
واضاف دكتور ابو شادي” بان الصور المرفقة بالتقرير يستطبع اي خبير في مجال الصور الإلكترونية كشف زيفها وعدم مطابقتها للواقع. حيث انها بمجموعها صور مفبركة جاءت من اجل استباحة وتبرير ضربة اسرائيل
وقال ابو شادي أثناء مناقشة كتابه الجديد حول حقيقة المفاعل النووي السوري في المنتدى العربي في فينا: انه لا يوجد دولة يمر عليها سبع مرات من مجلس المحافظين في الوكالة الدولية ولا يحول ملفها إلى مجلس الأمن ، وتساءل قائلا: وإذا كانت سوريا متهمة فلماذا لم يتم إحالتها إلى مجلس الأمن؟ واجاب على تساؤله بقوله: ذلك لأنه لا يوجد مفاعل نووي في سوريا وان ما يقال في هذا الخصوص انما هو حديث وتقارير مزيفة
اقتباس :
واشار ابو شادي الى أهمية نشر كتابه الذي يعود الى يوم الرابع والعشرين من شهر نيسان عام 2008 اذ انتشرت معلومات مفادها بأن المخابرات الأمريكية عرضت على الرئيس الأمريكى قيام إسرائيل بعملية ضرب لمبنى في سوريا يحتوي على مفاعل نووي كان على وشك التشغيل وهذا المفاعل يتكون من (يورانيوم طبيعي وجرافيت)، مشيرا الى أن هذه النقطة كانت بداية لخلافي مع وكالة الطاقة الذرية, مؤكدا في حديثه على ان سوريا كانت قد وافقت على تفتيش موقع المفاعل النووي من خلال وفد من الوكالة
واضاف بان هذا الوفد قد قدم معلومات مغلوطة لاسباب غير معروفة او مفهومة حتى هذه اللحظة وقد ادت في محصلتها الى خلف مزيد من المشاكل حتى يومنا هذا
جدير بالذكر الى ان اسرائيل تمتلك سلاحا نوويا وترفض الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووى ووضع جميع منشآتها النووية تحت الرقابة الشاملة لوكالة الطاقة الذرية. فيما لا تنفك هذه الدولة الخارجة عن القوانين الدولية تحريضا ضد سوربا ودول الشرق الأوسط وايران تساعدها في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين عرقلوا في 24 سبتمبر الماضي القرار الذي يقضي بوضع القدرات النووية الإسرائيلية على طاولة البحث والنقاش
وكانت الدول العربية قد نجحت العام الماضي فى استصدار قرار أسفر عن تكليف مدير عام الوكالة اليابانى “يوكيا أمانو” بإعداد تقرير عن القدرات النووية الإسرائيلية لعرضه على مجلس حكام الوكالة، المكون من 35 دولة، ومناقشته فى مؤتمر هذا العام الذي انعقد ما بين 22-24 في شهر سبتمبر الماضي. اذ لم يقدم “أمانو” في تقريره ما يجب تقديمه حول قدرات إسرائيل النووية بالوسائل المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات مثل الأرشيف الخاص بالوكالة أو الاستعانة بالدول الأعضاء والمصادر المفتوحة، كما تم استخدام هذه الوسائل مع ملفات أخرى
اضافة الى ذلك لم يوجه مدير عام الوكالة دعوة صريحة إلى إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووى وإخضاع جميع مرافقها النووية لاتفاقية الضمانات الشاملة للوكالة، وإنما اكتفى بدعوة إسرائيل فقط للنظر فى الانضمام على الرغم من أن تفويض المؤتمر العام لمدير الوكالة للقيام بهذا الإجراء. الأمر الذي لم يلتزم به مدير الوكالة الدولية ويعد مؤشرا واضحا على تطبيق معايير مزدوجة فى التعامل مع هذا الملف
موضوع: رد: يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟ الخميس 7 سبتمبر 2017 - 21:24
10 سنوات على تدمير المفاعِل النووي السوري : ماذا كان سيحدث في حال لم يُدمر المفاعل النووي في سوريا؟
مضت هذا الأسبوع عشر سنوات على تدمير المُفاعِل النووي في سوريا، وهي عملية كانت إسرائيل مسؤولة عنها وفق تقارير أجنبية.
وأجرى رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، اللواء في الاحتياط، عاموس يدلين، هذا الأسبوع مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" ورغم أنه رفض أن يتطرق مباشرة إلى تفاصيل الدولة المهاجمة قال: "حقيقة أن إسرائيل عرفت في عام 1981 أهمية اتخاذ القرار وتدمير المُفاعِل النووي الخاص بصدام حسين في العراق، ووفق مصادر أجنيبة دمرت مفاعل نووي في سوريّا أيضا بعد أن حصلت عليه سوريا من كوريا الشمالية، تشير إلى أن المسؤولين اتخذوا قرارا حكيما".
وقال يدلين، الذي يعد شخصية بارزة في مجال الأمن الإسرائيلي، إنه على حد معرفته، كان الأمريكيون مطلعين على هذه الأحداث وهذا وفق ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، كوندوليزا رايس، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، جورج بوش.
وقال يدلين على حد معرفته أن الأمريكيين أرادوا بشدة التوجه دبلوماسيا إلى مجلس الأمن لمعالجة المشكلة ولكن الدولة المهاجمة، وعلى ما يبدو وفق التقارير الأجنبية أنها كانت إسرائيل، أرادت أن تفاجئ المسؤولين عن بناء المفاعل وأن تدمر هذا المشروع إلى الأبد. وسُئل يدلين ماذا كان سيحدث في حال لم يدمر المُفاعِل النووي؟ فأشارت تقديراته إلى أن سوريا التي تشهد حربا أهلية مضرجة بالدماء منذ عام 2011 كانت ستبدو على نحو مختلف. لو لم يُدمر المفاعل النووي فكان في وسع الأسد استخدام قدرات نووية. ونحن نعرف أن كل الأسلحة التي بحوزة الأسد تصل في النهاية إلى حزب الله أو ربما كان سيسقط المفاعل النووي من كوريا الشمالية على ضفاف نهر الفرات في عامي 2014 و 2015 بأيدي داعش. فكنا سنشهد شرق أوسط مختلف تماما، شرق أوسط لا يرغب أحد العيش فيه"، قال يدلين. ويقدر يدلين أنه بعد مرور ست سنوات من الحرب الضروس في سوريا، أصبح الجيش السوري أضعف، وأنه دُمّرت المعدات، وأطلِقت الصواريخ التي كانت معدة لإطلاقها باتجاه إسرائيل على المعارضة السورية. "من جهة أخرى هناك حزب الله، التنظيم الذي تطور بفضل سوريا وإيران ولديه أسلحة روسية متقدمة وهو يشكل في وقتنا هذا التهديد التقليدي الأهم على دولة إسرائيل"، وفق رأي يدلين. ولكن ماذا كان سيحدث لو أن المُفاعِل النووي ما زال قائما حتى يومنا هذا، وسقط في أيدي الدولة الإسلامية؟ يبدو أن علينا أن نتخيل فقط. عند النظر إلى الماضي، يمكن القول إن شن هجوم على ذلك المبنى الذي كان يتضمن المفاعل النووي، كان بمثابة نقطة في محور الوقت في الحرب الهمجية التي تدور رحاها في الشرق الأوسط. في تلك الأيام، كان تأثير سوريا هاما، خلافا للسنوات الستة الماضية، ومن ألقى القنبلة حينها، قد خاطر جدا. وتعتقد المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله يشكل اليوم التهديد الأساسي على إسرائيل، برعاية إيران، التي تبذل جهود كبيرة لتعزيز قوة نصر الله وأتباعه. بالتباين، باتت قوة الأسد في سوريا تقهقر، رغم النجاحات المحلية الأخيرة فإن قوته قد تضعضعت.
موضوع: رد: يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟ الجمعة 23 مارس 2018 - 6:40
أكدت إسرائيل للمرة الأولى أنها قصفت ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري عام 2007 قائلة اليوم الأربعاء إن الضربة أزالت خطرا كبيرا على إسرائيل والمنطقة وكانت "رسالة" إلى آخرين وذكر وزير إسرائيلي إن الرسالة موجهة خصيصا لإيران. ويأتي أول اعتراف علني من قبل إسرائيل بأن طائراتها من طراز إف-16 نفذت القصف في السادس من سبتمبر أيلول 2007 واستهدفت منشأة الكبر تحت الإنشاء قرب دير الزور بعد أن رفعت الرقابة العسكرية أمرا استمر ساريا لما يربو على عشر سنوات وكان يحظر على المسؤولين الإسرائيليين الحديث عن الضربة. ووردت أنباء عن الضربة في وسائل الإعلام الأجنبية كثيرا كما تحدث عنها مسؤولون أمريكيون. وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن الضربة الإسرائيلية رسالة إلى إيران بأن إسرائيل لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية. وكشف الجيش الإسرائيلي عن مواد نزعت عنها صفة السرية وتشمل لقطات من مسرح العملية وصورا ووثائق من المخابرات بشأن القصف وتظهر لحظة إصابة المفاعل كما تورد تفاصيل عملية المخابرات التي أفضت إلى الضربة.
موضوع: رد: يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟ السبت 24 مارس 2018 - 14:31
معركة بين الموساد واستخبارات الجيش الاسرائيلي بشأن النووي السوري
تحولت "الاحتفالات" في إسرائيل بالإنجاز الذي كشف عنه الجيش الإسرائيلي، الاربعاء الماضي، تدمير مفاعل نووي سوري عام 2007، إلى معركة اتهامات بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، وجهاز الاستخبارات العسكرية، أمان، حول أهمية الدور الذي لعبه كل جانب، ومسؤولية الطرف الآخر في فهم الصورة بوضوح.
وقد فجّر هذه المعركة، رئيس الموساد في السابق، تمير بردو، الذي وجه انتقادات شديدة لعمل الاستخبارات العسكرية بخصوص اكتشاف البرنامج النووي السوري قائلا إن اكتشاف المفاعل جاء في وقت متأخر، بعد 7 سنين من العمل عليه، وذلك إخفاق عظيم. وشبه بردو إخفاق أمان بشأن المشروع السوري بالإخفاق الاستخباراتي قبيل حرب أكتوبر 1973، أو حرب الغفران حسب تسميتها الإسرائيلية. وأضاف بردو أن دخول الموساد إلى الصورة كان العامل الأهم في تدمير المفاعل في آخر لحظة، مشيرا إلى أن الموساد استطاع بطرقه الخاصة الحصول على الأدلة الدامغة التي تثبت أن سوريا تملك مشروعا نوويا وتبني مفاعل نووي بالقرب من دير الزور. وردّ رئيس الاستخبارات العسكرية في السابق، عموس يلدين، على هذه الأقوال بتوجيه الاتهام للموساد قائلا: لقد توجهت لرئيس الموساد حينها، مئير دغان، وقلت له أن لدينا مؤشرات أولية تدل على أن سوريا بصدد بناء مفاعل نووي، فقال إنه سيفحص الأمر وكان جوابه "لا يوجد شيء". وأضاف يلدين أن الاستخبارات العسكرية هي التي انتبهت أولا لوجود المشروع النووي السوري لأن الموساد كان مشغولا بالمشروع النووي الإيراني، ولولا الاستخبارات العسكرية لكان الأسد استطاع بناء مشروع نووي بمساعدة كوريا الشمالية تحت أنف إسرائيل. وعقّب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على المعركة بين الجهازين المروقين بالقول إنه يشعر بالندم على قراره منح الضوء الأخضر للجيش بأن يكشف عن تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007. وأضاف أن هذه المعركة بين الطرفين، الموساد وأمان، تضر بأمن إسرائيل وتوتر العلاقات بين الجهازين الذين يجب أن يتعاونا وينسقا العمل بينهما بدل الاقتتال.
.
يديعوت احرنوت الاسرائيليه : كيف تمت عمليه ضرب مفاعل دير الزور النووي ؟