صحيح أنه من الناحية العملية لا توجد حرب مباشرة وفعلية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، ولكنّ الدولتين تعيشان الحرب الباردة بكل ما للكلمة من معنى؛ وسباق التسلح القائم بينهما، يتّسم بدرجة عالية من التشنج ومن الاشتباك الحاد.
ومن أبرز عناوين هذا السباق: الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية وللطائرات التي تنقل قدرات تدميرية تقليدية أو نووية.
أهم المنظومات المضادة للصواريخ وللطائرات
• المنظومات الأميركية:
- هوك:
منظومة دفاع صاروخي متوسطة المدى تستطيع مهاجمة الطائرات التي تحلّق على ارتفاع منخفض، تعتبر هذه المنظومة قديمة، دخلت الخدمة في العام 1960، وحاليًا أصبحت خارجها.
- باتريوت:
يوجد نوعان منها، القديم باك -2، والحديث باك -3، وهي منظومة دفاع جوي، أرض - جو تستعمل لاعتراض الصواريخ البالستية.
- إس إم-3:
صاروخ مضاد للصواريخ، يُطلق من السفن الحربية.
- ثاد THAAD اختصار Terminal High Altitude Area Defense:
منظومة دفاع جوي متطورة، أرض – جو، تستعمل لاعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى، تتميز بتوافقها مع العديد من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية الأخرى، كالباتريوت الحديث باك -3، وتتقبل البيانات التوجيهية من راداراتها. كما تتميز بأنها لا تحمل رأسًا حربيًا، إنما تعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم مع الهدف لتحقيق الإصابة وتدميره.
• المنظومات الروسية
- إس 200 (سام - 5):
منظومة دفاع جوي بعيدة المدى، تعترض القاذفات المهاجمة والطائرات الأخرى الاستراتيجية، المتوسطة والعالية. وتتكون كل بطارية سام 5 من 6 قواذف صواريخ ورادار للتحكم بالنيران، ويمكن أن تتصل بمحطة رادارية بعيدة المدى.
- بانتسير- إس 1:
نظام دفاع جوي صاروخي- مدفعي، مصمم للحماية من التهديدات البرية والبحرية، يتميز بتكامل المنظومة المتعددة الأقنية لتتبع الأهداف، فضلًا عن استخدام السلاحين، الصاروخي والمدفعي.
- إس 300:
منظومة دفاع جوي ضد الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز، مجهزة برادار قادر على تتبع 100 هدف في الوقت نفسه، والاشتباك مع 12 منها. تحتاج هذه المنظومة إلى 5 دقائق فقط لتكون جاهزة للإطلاق.
- إس 400:
تتميز منظومة الصواريخ إس- 400 بقدرتها على تدمير جميع أنواع الأهداف الجوية وطائرات الشبح والصواريخ المجّنحة التي تحلّق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار، وحتى الرؤوس المدمرة للصواريخ ذات المسار البالستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية، وليس بمقدور أي منظومة أخرى متابعة مثل هذا المسار. تتميز إس 400 بقدرتها على توجيه 72 صاروخًا في وقت واحد، ويبلغ مدى اكتشافها لأهدافها 600 كلم. تتابع في آن واحد 36 هدفًا وتتعقب أهدافها ضمن مدى يصل إلى 300 كلم، أما زمن نشر الحركة فلا يتعدى الخمس دقائق فقط.
- إس 500:
تعتبر المنظومة الأكثر تطورًا في أنظمة الدفاع الجوي، وستحصل عليها قريبًا وحدات الدفاع الجوي الروسية. وتتميز بجميع قدرات المنظومة إس 400 بالإضافة إلى أنها قادرة على اكتشاف وإصابة حتى 10 أهداف بالستية بسرعة 7 كلم في الثانية في آن واحد. وهي كذلك تستهدف مجموعات الصواريخ المجنّحة والأهداف الجوية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتتفوق بذلك على منظومة إس 400، وعلى منظومتي الصواريخ الأميركية ثاد وباتريوت باك – 3.
المناورة الأميركية لمواجهة التفوق الروسي
بعد هذا العرض السريع لأهم أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية والأميركية، ومن خلال مقارنة بسيطة لما تتميز به الأولى عن الأخيرة، حيث تبيّن المعطيات العملية، والنتائج المحققة في المناورات أو في المعارك، أن المنظومات الروسية وخصوصًا إس 400 المنتشرة وإس 500 المرتقب وضعها قريبًا في الخدمة، تتفوق على الباتريوت الأميركية الحديثة باك - 3 وعلى نظيرتها الأخرى ثاد الأكثر تطورًا. وذلك لناحية عدد الأهداف التي يمكن ملاحقتها في الوقت نفسه، أو لناحية الكشف المبكر والاستهداف، فضلًا عن سرعة الاستهداف. فسرعة صواريخ إس 500 مثلًا تتخطى سرعة صواريخ ثاد ثلاث مرّات ونصف (3600 متر بالثانية مقابل 995 مترًا بالثانية).
من هنا، جاء الحراك الأميركي الناشط، في أوروبا الشرقية، وفي كوريا الجنوبية، واليابان وجزر المحيط الهادئ، ليغطي الفارق الذي أوجده تفوّق منظومات الدفاع الجوي الروسية.
في شمال غرب المحيط الهادئ، خلقت الولايات المتحدة الأميركية أزمة الصواريخ الكورية الشمالية. أدخلت منظومة دفاعها الجوي ثاد ونشرتها على السواحل القريبة من كوريا الشمالية، وهي عمليًا تستهدف الوصول إلى اقرب مسافة من السواحل الشمالية الشرقية لروسيا، وبالتالي تستهدف الاقتراب أكثر ما يمكن من مصادر إطلاق الصواريخ الروسية الاستراتيجية.
في أوروبا الشرقية، اتبعت المناورة نفسها تقريبًا، فقد حذّر المسؤولون الروس في الآونة الأخيرة من قيام الولايات المتحدة الأميركية بشكل سري، بتزويد منصات الدرع الصاروخية في رومانيا وبولندا صواريخ مجنّحة. وبذلك، تصبح جميع الأجزاء الأوروبية من روسيا تحت مرمى نيران تلك المنظومة، علمًا أن هذا يتعارض مع معاهدة الحدّ من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وتفيد المعلومات الروسية بأن وسائل الاستطلاع في منظومة الدرع الصاروخية الأميركية أصبحت منذ الآن قادرة على رصد إطلاق الصواريخ البالستية الروسية، ومتابعتها على مسارها في أثناء تحركها نحو الهدف. وهي قادرة على تزويد المنظومة الصاروخية الاعتراضية إحداثيات الصاروخ البالستي الروسي لاعتراضه في المراحل الأولى من انطلاقه. وبذلك تكون الولايات المتحدة الأميركية قد ألغت قدر الإمكان ميزة السرعة والتفوّق لدى الصواريخ الروسية، في الإطلاق وفي الاعتراض.
.