.
[rtl]عام 1948، ومباشرة بعد إعلان تأسيس إسرائيل، نشب جدل عام حول تصميم علم الدولة الوليدة. أعرب قادة الحركة الصهيونية عن خشيتهم من أن يأتي العلم الإسرائيلي مماثلاً لعلم حركتهم، وكان عبارة عن لونين أزرق وأبيض تتوسطهما نجمة داود، لأن ذلك سيثير غضب أعضائها المنتشرين حول العالم، كما سيثير غضب معارضي الحركة الصهيونية. في ضوء تلك المخاوف، أطلقت حكومة إسرائيل دعوة طلبت فيها تصميم علم جديد للدولة الوليدة. تلبية للنداء.[/rtl]
[rtl] اشتعلت عاصفة الجماهير اليهودية. اعتبروا نجمة داود شعاراً دينياً ووطنياً لا يجوز التنازل عنه، ولاقت تلك الاعتراضات استجابة في 28 أكتوبر عام 1948، حينما اختار المجلس الوزاري الإسرائيلي العلم الصهيوني الذي تتوسطه نجمة داود علماً رسمياً لإسرائيل.[/rtl]
[rtl]في الوقت نفسه، كان العالم في الكبالا (مذهب صوفي يهودي)، البروفيسور غيرشوم شوليم يجلس في مكتبه في الجامعة العبرية، وانفجر بالضحك. [/rtl]
[rtl]كان شوليم متنبهاً للغاية لأهمية الرموز الوطنية في تشكيل وجدان الأمة، وحمل إرث تاريخي وثقافي ديني عميق. لكنه تساءل: نجمة داود؟ ففي نهاية المطاف، ظهر هذا الرمز في وقت متأخر نسبياً على مسرح التاريخ اليهودي، وبالتأكيد هو لا ينطوي على أية علاقة بداود الملك. وبعد الضحك الهستيري، تبدّلت ملامح شوليم إلى الغضب، وبدأ في كتابة بحث تحت عنوان "نجمة داود: تاريخ الرمز".[/rtl]
[rtl]فنّد شوليم في مؤلفه فكرة الجذور القديمة لنجمة داود في التراث اليهودي. [/rtl]
[rtl]أثبت شوليم أن شعار نجمة داود كان منتشراً جداً بين الشعوب القديمة، واعتبروه تميمة سحرية لطرد الأشباح والأرواح الشريرة. وصحيح أن الشعار ظهر في العديد من الحفريات اليهودية التي تنتمي إلى عصور قديمة، وكان في الغالب يُستخدم للتزيين، لكن أيضاً، فإن الصليب المعقوف هو الآخر، على سبيل المثال، كان يُستخدم للتزيين، ولم يفكر أحد في تحويله إلى رمز وطني.[/rtl]
[rtl]لم تُذكر "نجمة داوود" في التوراة ولا في الإنجيل ولا في التلمود ولا في أي مصدر ديني يهودي. حتى العصور الوسيطة، لا يوجد أي ذِكر للنجمة السداسية، سواء كان ذلك في الكنس أو في المناسك الدينية، أو حتى على شواهد القبور. وبشكل عام، يكتب شوليم أن "الرسومات والرموز السحرية كانت تنتقل من شعب إلى آخر... وجالت ذهاباً وإياباً المرة تلو الأخرى".[/rtl]
[rtl]وبالطبع، فإن ظهور نجمة داود كرمز لليهودية بدأ في أعقاب ظهور مذهب الكبالا الصوفي، المعروف بسر الأسرار والذي يتضمّن قبولاً عملياً للسحر. وكان هناك رسم شائع يحمل دلالات سحرية هو "ختم سليمان"، ويرتبط بأسطورة الملك سليمان الملك وخاتمه الذي كان يحمل اسم داود ونجمته. وكان الختم يُعتبر وسيلة فعالة للقيام بمعجزات منها طرد القوى الشريرة. [/rtl]
[rtl]بدأ استخدام نجمة داود في أوساط اليهود في براغ في عام 1648 (حيث كان مذهب الكابالا منتشراً) حين أمر الإمبراطور لليهود باختيار علمهم الخاص, فاختاروا نجمة.[/rtl]
[rtl]شهد مذهب الكابالا اليهودي انتشاراً كبيراً بين يهود وسط أوربا في القرنين السابع عشر والثامن عشر.[/rtl]
[rtl]في العام ١٨٠٠، وضع ماير روتشايلد النجمة السُداسية على باب قصره في فرانكفورت/ ألمانيا, ويُقال بأنّه كان من أكثر المتعبّدين للشيطان، حتى أنه كان يترك صحناً فارِغاً على مائدته في قصره، مخصَّصاً له.[/rtl]
[rtl]في سفر النبي عاموس في التوراة، يخاطب الرب شعبه فيقول: (هل قرّبتم لي ذبائح وتقديمات طوال أربعين سنة في البرية؟ بل إنّ الملك الذي حملتم خيمته ونصبَ تماثيله، لم يكن سوى نجم صنعتموه لأنفسكم، وعبدتموه كإله، لذلك أسبيكم إلى ما وراء دمشق).[/rtl]
[rtl]وكان الشعب في تلك الأيام قد ترك عبادة الإله الواحد وعبد الأوثان، والتي يشار إليها في هذا النص برمز النجم، ما يعني بوضوح أنّ النجم هو رمز وثني.[/rtl]
[rtl]وجاء في أعمال الرسل: (هل قدّمتم إليّ الذبائح والقرابين مدّة أربعين سنة في البرّية؟ لا، بل حملتم خيمة مولوخ ونجمة إلهكم ريفان: أصناماً صنعتموها للعبادة، وسأنفيكم إلى ما وراء بابل.)[/rtl]
[rtl] .[/rtl]