في 11 يناير 1943 وقفت دبابات الكتيبه Panzer-Abteilungen 103 الالمانيه في الثلوج والى جانبها جنود من فرقه المشاه 29 الالمانيه غرب مدينه ستالينغراد السوفييتيه حيث تم احتجاز القوات السوفييتيه داخلها ونجح الجيش الالماني السادس في داخل المدينه حيث نجح هجوم سوفييتي معاكس لاحق في تطويق الجيش الالماني السادس وتدميره لاحقا
قائد فرقه المشاه 29 الالمانيه الميجور جنرال Georg Leyser لاحظ مايبدو وكانه قرابه 3 دزينات من الدبابات السوفييتيه تتقدم من فوق التلال والتي وصفها لاحقا بانها من ذكريات القرون الوسطى
وقال القائد الالماني : شاهدت المشهد التالي اثناء تواجدي في مركز القياده , هجم السوفييت من فوق تله Kazachi وباتجاه الجناح الايمن لقواتي وعلى شكل تشكيلات منتشره ولكن دبابه تتبع الاخرى ومحاطه بقطعات المشاه وتحمل اعدادا هائله من الاعلام الحمراء يتبعها صفوف متراصه من جنود المشاة
كانت الدبابات السوفييتيه من نوع Churchill وهي دبابات ثقيله من صناعه بريطانيا واضاف : في البدايا شعرنا اننا شهود لدراما انسانيه في مسرح ضخم , كانت اسلحه المشاه التي لدينا ذات مدى قصير والاسلحه المضاده للدبابات التي نمتلكها كان تأثيرها على دبابات ضخمه مثل Churchill مثل تاثير لدغة البعوضه لا اكثر
اسلوب تقدم الجيش الاحمر بشكل مشابه لتقدم الجيوش في القرون الوسطى كان دليل على القوه والثقه التي اكتسبها بعد ان نجح في تطويق الجيش السادس الالماني داخل جيب ستالينغراد لكنه يمثل خطأ يسمح بمتابعه اطلاق النار
المؤرخ العسكري Jason Mark وصف هذا المشهد واقتبس كلام القائد الالماني Georg Leyser في الجزء الاول من كتابه Panzerkrieg: German
الجزء الاول من كتابه يغطي معارك ثلاثه كتائب دبابات المانيه من بينها كتيبة الدبابات Panzer-Abteilungen 103 والتي تاسست في فبراير 1942 من طواقم مجنده تم تقويتها بمعارك في فرنسا والجبهة الشرقيه وكان بعض الضباط في الكتيبه متطوعين ضمن العمليه الملغاه Sea Lion التي كانت موجهه لغزو بريطانيا وكان هؤلاء الضباط من افضل ضباط الجيش الالماني
الكثير من هؤلاء قتلوا في الاشهر التي سبقت القتال قرب تله Kazachi في يناير 1943
وقد نجحت الدبابات السوفييتيه في عبور الخطوط الدفاعيه الالمانيه قبل ان تواجه مقاومه اشد حيث بدات الاسلحه الالمانيه المضاده للدروع باطلاق نيرانها تجاه الدبابات السوفييتيه لكن تم كشف اماكنها للمهاجمين فقام السوفييت برمي مواقع هذه الاسلحه واجتياحها , كانت دبابات Churchill قد وصلت لمدى مدافع عيار 7.5 ملم المضاده للدروع الخاصه بالفرقه 29 مشاة الالمانيه
ونتيجه لدقه تصويب المدافع الالمانيه فقد اصيبت الكثير من الدبابات السوفييتيه , وكان اكثر من عانى هم طواقم العربات ذات التدريع الخفيف والعربات نصف المجنجزه والذين حاربوا تدمير عرباتهم
مع تعرض الدبابات السوفييتيه للنيران الالمانيه تحركت اربعه دبابات نوع Panzer III و Panzer IV من كتيبة الدبابات Panzer-Abteilungen 103 نحو جوانب الدبابات السوفييتيه المتقدمه مطلقه عليها نيران مدافعها التي اخترقت ابدان دبابات Churchill السوفييتيه المتقدمه
وحسب القائد الالماني Georg Leyser فان معظم الدبابات السوفييتيه المهاجمه نشبت فيها النيران والطواقم التي حاولت الخروج من دباباتها المحترقه تم قتلهم بواسطه رماة القنابل الذين تم وضعهم قرب المواقع الدفاعيه
الدمج بين الاسلحه المضاده للدبابات وبين نيران مدافع الدبابات كان فعالا ضد السوفييت وادى الى انسحاب دبابات Churchill المتبقيه , كما شرع المشاه الالمان بهجوم معاكس ادى الى خسائر متوسطه بالمشاه السوفييتي
كانت الخسائر السوفييتيه في هذا الهجوم الفاشل هو مابين 16-32 دبابه Churchill
كانت الوحده السوفييتيه المهاجمه هي فوج الدبابات الاقتحاميه رقم 47 حرس قد خسرت 13 ضابط واصبحت رابع تشكيل سوفييتي مدرع مجهز بدبابات اجنبيه يتم سحقه بواسطه كتيبة الدبابات الالمانيه Panzer-Abteilung 103
تاثير هذا النصر الالماني الصغير لم يؤثر على نتيجه المعركه الكبرى , في اواخر يناير 1943 هاجم السوفييت بكثافه ودفعوا الالمان الى الخلف داخل جيب ستالينغراد واجبروا كتيبة الدبابات Panzer-Abteilung 103 على الاستسلام
مصير مئات العسكريين في هذه الكتيبه غير واضح الا ان معظمهم قضي اثناء الاسر السوفييتي القاسي
اضغط هنا