في أحدث تقرير له عن الجزائر نشر الجمعة، أشار صندوق النقد الدولي إلى “تباطأ نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بدرجة حادة، مدفوعا أساسا بانكماش الإنتاج الهيدروكربوني”.
وفي اختتام المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي مشاورات المادة الرابعة مع الجزائر أكد أنه “لا تزال الجزائر تواجه تحديات مهمة يفرضها هبوط أسعار النفط منذ أربع سنوات. ورغم ما حققته من ضبط مالي كبير في عام 2017، فلا يزال العجز كبيرا في المالية العامة والحساب الجاري. وتباطأ نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بدرجة حادة، مدفوعا أساسا بانكماش الإنتاج الهيدروكربوني، رغم أن النمو في القطاع غير الهيدروكربوني كان مستقرا”.
وتستند هذه التعليقات على أرقام محددة تشير إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي قد تباطأ إلى 1.6٪ في عام 2017 من 3.3٪ في عام 2016 ، ويرجع ذلك أساسًا إلى انكماش إنتاج الهيدروكربون. حيث سجل القطاع غير الهيدروكربوني زيادة بنسبة 2.6٪ في عام 2017 مقابل 2.3٪ في عام 2016.
معلومات متناقضة على الجانب الجزائري
وتجدر الإشارة إلى تغيير في المعلومات التي قدمتها السلطات الجزائرية مع مرور الوقت، حيث كانت المعلومات الرسمية الأولى عن النمو الاقتصادي في عام 2017 متماشية إلى حد كبير مع الأرقام التي ذكرها صندوق النقد الدولي.
ويفسر ذلك الارقام التي أعطاها محافظ بنك الجزائر محمد لوكال في فيفري الماضي أمام البرلمانيين الجزائريين ، حيث قال “سجلنا نموًا اقتصاديًا بنسبة 2.2٪ في عام 2017 على الرغم من الانخفاض الحاد في معدل نمو المحروقات”، وكان ذلك خلال جلسة علنية بالبرلمان خصصت لعرض التطورات المالية والنقدية في عامي 2016 و 2017.
تشير مصادر “TSA” إلى أن هذه التقديرات المبكرة كانت تستند في الواقع إلى “توقعات الإغلاق” التي لم يتم تأكيدها بشكل كامل من نتائج الأداء النهائية التي سجلها قطاع النفط والغاز خلال العام الماضي.
كما تناقض هذه الارقام أيضا تلك التي قدمتها سوناطراك، حيث أوضح المدير التنفيذي للإستراتيجية و التخطيط و الإقتصاد لمجمع سوناطراك, فريد غزالي، ارتفع إجمالي أعمال الشركة بنسبة 2٪ ، مرتفعا من من 192.3 مليون مكافئ بترول في عام 2016 إلى 196.5 مليون مكافئ بترول في عام 2017، مرجعا سبب هذا الارتفاع إلى برنامج الصيانة و تحسين إعادة تدوير الغاز الطبيعي.
ومع ذلك سجلت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك تراجع بـ 3 بالمائة من حجم صادرات النفط خلال الثلاثي الأول لـ 2018 مقارنة بنفس الفترة لـ 2017 بسبب الامتثال إلى الحصة المطلوبة بموجب اتفاق “أوبك” وفقاً لمسؤولي سوناطراك، الذين يرمون الكرة إلى ملعب الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها الجزائر.
الكاتب محمد بلعليا
كاتب وصحفي جزائري مهتم بالشأن السياسي والاقتصادي للجزائر والقضايا الإقليمية.
.