في سبتمبر من كل عام تمر ذكرى اندلاع الحرب العراقيه-الايرانيه والتي ادت الى مقتل مئات الالاف من الطرفين
الكثير من الناس لاتعرف ان جزءا من هذه الخسائر كانت بنيران صديقه , ومن الجانب الايراني كان الطيارون الايرانيون ضحيه للنيران الصديقه في الاشهر الاولى من الحرب بشكل خاص
النيران الصديقه كانت عاملا هاما في مقتل العديد من الطيارين الايرانيين عندما هاجمت الطائرات القاصفه العراقيه العديد من القواعد الجويه الايرانيه ( حوالي 12 قاعده جويه ) بشكل مباشر في 22 سبتمبر 1980
في اليوم التالي شنت ايران هجوما جويا ضخما معاكسا على العراق عرف في الادبيات العسكريه الايرانيه باسم Kaman-99 حيث قامت 140 مقاتله ايرانيه بقصف القواعد الجويه والثكنات العراقيه بدون اي خسائر حسب المصادر الايرانيه
لكن اثناء عوده المقاتلات الايرانيه الى قواعدها تعرضت الى نيران صديقه بسبب فقدان التعاون والتوجيه والسيطره والتحليق بشكل منخفض فوق جبهات القتال مما ادى الى سقوط 4 مقاتلات F-5E ايرانيه بنيران صديقه في ذلك اليوم فقط
بمرور الوقت باتت الطائرات الايرانيه غير قادره على التحليق في ارتفاعات كبيره بسبب قوه سلاح الجو العراقي مما ادى الى ان تحلق الطائرات الايرانيه بارتفاع 100-200 قدم فوق سطح الارض مما يعرضهم لنيران المدفعيه الايرانيه المضاده للطائرات !!
حسب السجلات الايرانيه فقد خسرت ايران 67 طيارا في 1000 طلعه جويه خاصه بالدعم الجوي القريب جرت بين 22 سبتمبر و 23 اكتوبر 1980
العدد يشمل 39 طيار لمقاتلات F-4 D/E Phantom و 28 طيار لمقاتلات F-5 Tiger II
30 من ضمن 67 طيار قتلوا فوق جنوب غرب ايران حيث كانت المعارك محتدمه بين الجيشين العراقي والايراني والكثير منها اسقط بنيران الدفاع الجوي الايراني ( حسب السجلات الايرانيه )
اما مقاتلي الطائرات المقاتله- القاصفه الايرانيه والتي كانت مهمتها هو قصف الاهداف في العمق العراقي فقد كانوا في مأمن نسبي من النيران الصديقه
بين 22 سبتمبر - 23 اكتوبر 1980 خسرت ايران 44 طيار ( بين قتيل او اسير ) اثناء مهام قصف العمق العراقي والمهمات الخاصه
احد اهم اسباب النيران الصديقه الايرانيه هو غياب او ضعف منظومه التحكم والسيطره مع انتشار نوبه الذعر بين الطواقم الارضيه للدفاعات الجويه الايرانيه وقله تدريبها
نيران الدفاعات الجويه الايرانيه كانت السبب في مقتل نائب قائد سلاح الجو الايراني الكولونيل عباس باباي اثناء جلوسه في المقعد الخلفي لمقاتله F-5F في اغسطس 1987
في العديد من الاحيان كانت المقاتلات الايرانيه الاعتراضيه تقلع لاعتراض تشكيلات جويه يتضح بعدئذ انها تشكيلات جويه صديقه , في الكثير من الاحيان كان التأخير في الاتصالات بين طائرات النقل الايراني والتي كانت تقوم بمهام الاخلاء الطبي او المراقبه الجويه وبين المحطات الرادار الارضيه سبب في تحليق المقاتلات الاعتراضيه الايرانيه لمواجهه هذه الاهداف الصديقه كما يقول الكولونيل مازندراني احد طياري ال F-14 الايرانيه
ويضيف الطيار الايراني : في اواخر اكتوبر 1980 التقط رادار مقاتلتي نوع F-14 هدف جوي كبير اثناء التحليق في مهمه قتاليه غرب قاعده ديزفول الجويه جنوب غرب ايران وكان الهدف على بعد 120 ميلا غرب موقعي واشارات الرادار لاتبين فيما اذا كان هذا الهدف عدو او صديق , قمت بحساب سرعه الطائره وارتفاع تحليقها واتجاهها الى محطتي رادار ارضيتين واللتين ردتا بأن الهدف الجوي الكبير هو هدف معادي وطلبا مني الاشتباك معه !!, اخبرت زميلي في الطائره الملازم اول احمدي بالتحضير للاشتباك مع الهدف المعادي وقمت بتحضير ذخائر الطائره البعيده المدى ( ماوراء الافق BVR ) , وعندما وصل الهدف الى بعد 70 ميلا من موقعي ادركت بان هذا الهدف يحلق بارتفاع وسرعه ثابتين ( الهدف كان يحلق بارتفاع 500 قدم وبشكل ثابت ) وهذا الامر جعلني اعيد الاتصال بمحطه الرادار الارضيه القريبه واطلب اعاده التحقق من هويه الطائره وكان الرد مرة اخرى هو ان الهدف معادي ويجب اسقاطه !! , كانت سرعه الطائره وارتفاع التحليق الثابت سببا في جعلي اتريث في استخدام صاروخ AIM-54 Phoenix حيث قررت ان اتأكد من هويه الهدف الجوي الكبير بصريا , احتج مساعدي على هذا الاقتراح فقلت له انني لا اريد ان اهدر صاروخ Phoenix غالي الثمن في اسقاط هدف كبير وبطئ يمكن اسقاطه بالمدافع الرشاشه , بعد 12-15 ميلا لمحت الهدف الجوي ورغم انني لم اتبين نوع الطائره الا ان تمويهها كان تمويه طائراتنا , قمت باجراء دوران واسع حتى اصبحت خلف الهدف الجوي وبعد ان اصبح على بعد 8 اميال عني اتضح انها واحده من مقاتلاتنا نوع F-4 وطلبت من مساعدي عدم اطلاق اي شئ , اتضح لاحقا ان مقاتله F-4 الايرانيه كانت مصابه بنيران عراقيه عطلت فيها انظمه التعريف وقد كان طيارها محظوظا بلاشك لانه استطاع التحليق بها بدون ان يتم اسقاطها بنيران الايرانيين
شهدت الحرب العراقيه-الايرانيه مالايقل عن حاله واحده اشتبكت فيها المقاتلات الايرانيه مع بعضها البعض في قتال جوي !!
في 16 مارس 1985 تواجهت مقاتله F-4E ايرانيه ( يقودها الكابتن اكبري ) من قاعده همدان الجويه الايرانيه جويا مع مقاتله F-4E ايرانيه اخرى من نفس القاعده وقد قام باسقاطها فوق الخطوط الاماميه للجبهه , استطاع الطيار ومساعده ان يقذفا نفسيهما من الطائره الساقطه لكن الدفاعات الجويه الايرانيه اطلقت نيرانها نحو الطيارين الايرانيين الهابطين بالمظلات مما ادى الى مقتل الطيار الكابتن نجاد وجرح مساعده !!
استمرت النيران الصديقه بحصد ارواح وطائرات سلاح الجو الايراني الى حد الان , فهنالك شكوك حول كيفيه احتراق مقاتله ايرانيه تحمل الرقم التسلسلي 6062-3 نوع F-14A فوق مفاعل بوشهر الايراني في 26 يناير 2012
حيث حامت شكوك حول ان منظومات TOR-M1 الايرانيه حول المفاعل هي من اصابت الطائره الايرانيه وليس اصابه الطيار بالدوار
اضغط هنا