Hamdan كتب:

الفساد ليست مشكلة الحكومة فقط  ..وانما هي ثقافة مجتمعية والمسؤول الفاسد لايأتي من المريخ وانما هو جزء من ثقافة المجتمع فالمجتمع مسؤول عنه والفساد *الإختلاسي* العام يتوقف بين لحظة واخرى وربما يتوقف لفترة طويلة والمختلس بالتأكيد لا يختلس بتآمر من كامل الطاقم الحكومي مثلا كما قد يفهم اما الرقابة فبشكل بسيط لن تستطيع مراقبة ممارسة مجتمعية *لأن الممارسون للرقابة هم من نفس المجتمع فضلا عن المشكلات التي تتعلق بإستحالة الرقابة على مجتمع بأكمله* الحكومة والبنك المركزي الأمريكي فشل بمراقبة البنوك التجارية والعقارية التي تسببت بأزمة الرهون  فمثلا البنوك كانت تتجاوز البند الخاص بالإحتياط المالي الموجب تواجده في البنك وايضا البنود الخاصة بحجم الإنفاق والإقراض ومع هذا بالتأكيد الرقابة جيدة وافضل من اللاشيء لكن ليست هنا المشكلة ...الفساد الأساسي هو في ثقافة المجتمع منظومة القيم والعادات والتقاليد وفهم الدين هي اس الفساد طالما انك لاتملك مؤسسات دولة حقيقية *ولازالت مؤسسات قبلية* فكل صنوف الفساد موجودة وعندما اقول مؤسسات قبلية اقصد انها قائمة على مشترك عاطفي بين البشر *ولن افصل في هذا* وليس مشتركا علميا وقانونيا كما في الدول العلمانية والديمقراطية *وعلى هذا لايوجد دولة عربية علمانية او ديمقراطية هناك تجربة تونسية لكن لازالت قاصرة* لازال البعض يحسب ان بلاده مثل البلاد الأخرى ولاينقصها الا اصلاح الإقتصاد فقط *وهذا ماروج له الإسلاميون*

ثقافة المجتمع تحدد شكل الدولة ومؤسساتها ..المؤسسات الحكومية لاتأتي من فراغ وانما هي انعكاس مباشر للمزاج الشعبي والمجتمعي *بما تمثله من عادات وتقاليد وفهم عام للحياة* ربما البعض ينتظر فقط ان تعلن الحكومات الجهاد على العالم حتى يقتنع.. طالما انك تحمل منظومة قيم وعادات وتقاليد بالية (من القرون الغابرة) فلا فائدة من الحديث عن اصلاح اقتصادي وما الى ذلك الإصلاح الإقتصادي يشترك فيه المجتمع ولايمكن ان تقوم به الحكومة فقط نعم تستطيع ان توقف الإختلاس والنهب وقد تتمكن من ايقاف البيروقراطية لكنك ستخلق مشكلات اخرى ..وبالنسبة لي ارى ان الحديث عن الإصلاحات الإقتصادية هو لتغطية المشاكل الحقيقية الخفية *الأهم* فهناك دول كثيرة لديها مستوى من الرفاه المعيشي والإقتصادي لكنها على مجال الحريات والثقافة المجتمعية تقارب الصفر او دون الصفر حتى.. لا ثقة بمن يحتفظ بمنظومة قيمية بالية ولا ثقة بمن يعتقد بالدوجما ولاثقة بعادات وتقاليد لا انسانية لاتتوافق مع المواثيق العالمية لحقوق الإنسان والحريات *لا اقصد ان يخرج شخص وينتقد الحكومة هنا ليست هذه هي الحرية كما يفهم الكثير* هناك انفصال تام عن المشوار الذي قطعته الدول والحضارات الأخرى..والمشكلة ان لا الأنظمة ولاالمجتمعات قد تقبل بهذه الإصلاحات الحقيقية والجذرية والراديكالية..
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/656710.aspx

كلام من ذهب  اخي  وكلامك صحيح ...لكن في نقطه انت تغافلت عنها وهي فساد الاداريين هيؤدي الي فساد الناس غصب عنهم علي سبيل المثال لو حابب انجز شئ ف اي مصلحه حكوميه  ف عشان اخلص  اللي عايز اخلصه بدون روتين وتعقيدات اضطر ادفع رشوه كذلك ف مؤسسة الشرطه مثلا لو حابب اخلص مشكله بسرعه لازم ادفع رشوه وهكذا... ف فساد اصحاب السلطه هيجبر باقي المواطنين علي ممارسة الفساد لان لا يوجد اي خيار اخر وقيس علي ذلك المثال باقي انواع الفساد ...مصدر الفساد هو الاداريين ولن تتقدم اي دوله بدون اداريين اكفاء ذوات ثقه  وحب  الناس.... غير ذلك لن يفيد اي شئ مهما كان الجهد المبذول

Hassan Hamed كتب:

كلام من ذهب  اخي  وكلامك صحيح ...لكن في نقطه انت تغافلت عنها وهي فساد الاداريين هيؤدي الي فساد الناس غصب عنهم علي سبيل المثال لو حابب انجز شئ ف اي مصلحه حكوميه  ف عشان اخلص  اللي عايز اخلصه بدون روتين وتعقيدات اضطر ادفع رشوه كذلك ف مؤسسة الشرطه مثلا لو حابب اخلص مشكله بسرعه لازم ادفع رشوه وهكذا... ف فساد اصحاب السلطه هيجبر باقي المواطنين علي ممارسة الفساد لان لا يوجد اي خيار اخر وقيس علي ذلك المثال باقي انواع الفساد ...مصدر الفساد هو الاداريين ولن تتقدم اي دوله بدون اداريين اكفاء ذوات ثقه  وحب  الناس.... غير ذلك لن يفيد اي شئ مهما كان الجهد المبذول

الفساد ممارسة مجتمعية و الإداريين والموظفين هم ابناء الطبقة الوسطى في المجتمع (ان كان هناك طبقة وسطى في الحقيقة) *بالمختصر طالما ان الدولة ليست علمانية ولاتعددية* فالفساد سيعم لأن المشترك العام بين المواطنين هو مشترك عاطفي عائلي او قبلي او ديني ..ان كان هناك حل فهو بإصلاح ثقافة المجتمع السماح للمفكرين بممارسة النقد لثقافة وعادات المجتمع ودعم الدولة لهم وتشكيل احزاب حقيقية والغاء تهم ازدراء الأديان او ازدراء الرئيس وغير ذلك..وكذلك من المهم اصلاح منظومة التعليم كمثال استدعاء مدرسين اجانب من الخارج وبناء العديد من المدارس والجامعات الاجنبية وابتعاث الكثير الى الخارج والتركيز على الدراسات الإنسانية لأنه لايصلح ان تتعامل مع الإنسان كعنصر انتاج او رقم فالفرد قبل الدولة وقبل المجتمع ..عندها ستشكل تيارا عقلانيا يستطيع ان يتحدى مراكز القوى في الدولة ويحول دون التغول على القانون وتشكل طبقة وسطى مستنيرة وراس مال مستنير اما حاليا فالفساد مستشري حتى في الأعمال الفنية وذلك من راس المال اللاعقلاني واللانساني الذي يشجع العنف ولايملك اي قيمة انسانية الا ما ندر وليس فقط في الاعمال الفنية وانما في مختلف مجالات الحياة ..اما الفورات العاطفية التي تطالب بإسقاط الرئيس *فهي تملك رؤية انتقامية رجعية ولاتملك اي رؤية مستقبلية*