الجزء الثالث
استخدام المتمردين للصواريخ الموجهه المضاده للدروع في العام 2015
شهد هذا العام توحيد فصائل المتمردين لقواها ( من القوى المعتدله في الجيش السوري الحر الى القوى المتطرفه في جبهة النصره ) وتم تسميه التشكيل الجديد باسم ( جيش الفتح ) وهذا الامر سمح للتمردين بدمج مصادرهم واسلحتهم وقواهم البشريه المتخصصه مما اهلهم للقيام بحمله عسكريه كبيره ضد الجيش السوري في محافظه ادلب باستعمال عمليات الاسلحه المشتركه Combined Arms Operations , وقد استعمل المتمردون صواريخ TOW الى جانب مايمتلكونه من صواريخ ATGM في تدمير عدد كبير من دبابات ومدرعات الجيش السوري والتي كانت موجوده بمواضعها الدفاعيه المكشوفه , كما نجح المتمردون بصد معظم هجمات الجيش السوري المدرعه المضاده مع السماح لقوات المشاه والمدفعيه الخاصه بالمتمردين بالهجوم ومسك النقاط السوريه الحكوميه الرخوه وذات الدفاعات الضعيفه
كانت القوات الحكوميه السوريه في بدء الهجوم تسيطر على نتوء طول في محافظة ادلب وهذا الامر جعل المتمردين قادرين على الهجوم والتغلب على معظم المواقع الدفاعيه السوريه وخسائر متزايده في الافراد والمعدات لدى الجيش السوري
في نهاية ابريل 2015 كان ( جيش الفتح ) يحاصر 250 عسكري سوري في مستشفى جسر الشغور مما جعل الرئيس السوري بشار الاسد يظهر على التلفاز متعهدا بفك الحصار عن القوه السوريه المحاصره , وبالفعل حرك الجيش السوري اعداد ضخمه من القوات والاسلحه الثقيفه من شرق حمص الى ادلب وشن عدة هجمات من اجل فك الحصار عن القوه السوريه في جسر الشغور الا ان كل الهجمات الحكوميه فشلت ويعود هذا جزئيا الى ان مواقع المتمريدن كانت في تلال مشجره اما القوات الحكوميه فكانت تتحرك في سهل ( سهل الغاب ) بالاضافه الى استعمال المتمردين المكثف للصواريخ الموجهه المضاده للدروع
وفي النهايه تمكنت القوه المحاصره في مستشفى الشغور ان تشق لها طريقا للخروج من الحصار لكن بثمن باهض حيث ان 10-15% فقط من القوة المحاصره بقي على قيد الحياه
ونتيجه لتحريك الجيش السوري لقوات النخبه من شرق حمص نحو ادلب , انتهز تنظيم داعش هذا الامر وشن هجومه الاول المحدود حول السخنه وحققت نجاحات سريعه لم يتوقعها مما ادى الى توسيع نطاق هجومه والذي ادى الى احتلاله لمدينه تدمر والمناطق المحيطه بها والتي كانت محميه بقوات سوريه قليله العدد وضعيفة التدريب والتسليح والتجهيز
وبنهايه صيف 2015 وعندما كانت القوات السوريه تقوم بهزيمه الجبهه الجنوبيه للمتمردين في محافظة درعا كانت تستنزف على عدة جبهات ( افرادا وتجهيزات ) , استغل جيش الفتح هذا الوضع وشن هجوما ضخما احتل فيه مطار ابو الظهور العسكري وحقق تقدما في محافظة اللاذقيه الساحليه , كما انه كان يحضر لهجوم واسع لاحتلال محافظة حماه وكان نجاح هذا الهجوم سيؤدي الى شطر الجيش السوري الى ثلاثة اقسام : قسم في محافظات الساحل والقسم الاخر في دمشق وجنوب حمص والجزء الثالث في حلب
وهنا قرر الروس التدخل لدعم الجيش السوري , وارسل الروس عشرات المروحيات والمقاتلات الى قاعدة حميميم الجويه السوريه مما ساعد على استعاده الموازين نسبيا , في اكتوبر 2015 شن الجيش السوري هجوما لاستعاده شمال حماه والتوجه بعدها الى ادلب , لكن اندلعت معارك شديده مع المتمردين استخدموا فيها صواريخ ATGM بكثره وصلت الى 140 صاروخ في ذلك الشهر لوحده ( اكتوبر 2015 ) مما ادى الى خسائر شديده في دروع الجيش السوري
وعموما ساهمت العمليات البريه السوريه والقصف الجوي الروسي في استعادة الوضع شمال حماة واجهاض هجوم واسع للمتمردين
في تلك الفتره قامت المليشيات الايرانيه ( المواليه للحكومه ) بالهجوم والوصول الى بلده العيس جنوب حلب , وشهدت المعارك بين الطرفين استعمالا مكثفا للصواريخ ATGM من قبل المتمردين مما ادى الى خسائر في الدروع لدى الطرف الايراني المهاجم
كما تعرضت الفرقه الساحليه الاولى ( احدى وحدات الجيش السوري الحر المتمركزه في محافظه اللاذقيه والمعروفه باستعمالها لصواريخ TOW ) الى هجمات حكوميه سوريه مسنوده بالطيران الروسي اواخر 2015 مما ادى الى تعرضها الى خسائر كبيره
الاستخدام الموثق مرئيا لصواريخ ATGM من قبل المتمردين ارتفع عام 2015 ليصل الى 497 مرة ( بعض المصادر تقول ان عدد المرات الكلي الموثق وغير الموثق مرئيا يتجاوز 600 مره في عام 2015 وحده )
استعمال المتمردين للصواريخ الموجهه المضاده للدروع ATGM في عام 2016
في هذا العام استلم الجيش السوري امدادات من ايران ( المزيد من القوات والمستشارين ) وروسيا ( الدعم الجوي وشحنات من دبابات T-72 و T-90 ولاحقا دبابات T-62M ومدرعات MT-LB ) وبالتالي ازدادت قوة الجيش السوري وانتزع المبادأه
الهجمات المتزايده للجيش السوري وحلفائه على مواقع المتمردين ادت الى استعمال متزايد للمتمردين لصواريخ ATGM , الهجمات الحكوميه استهدفت اولا فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء شمال حلب ثم التوغل وتطويق قوات المتمردين في الجزء الشرقي من حلب وفصلها عن باقي مناطق سيطرة المتمردين
وفي نفس الوقت قام المتمردون بالهجوم على الجيش السوري لاستعاده المناطق التي استولت عليها المليشيات الايرانيه في هجماتها اواخر 2015
بعد وقت قصير من قيام القوات السوريه من تطويق شرق حلب , قام المتمردون بهجوم واسع جنوب حلب وتحديدا تجاه كلية المدفعيه مما ادى الى فك الحصار عن قوات المتمردين في الجزء الشرقي من مدينة حلب لبضعه اسابيع قبل ان تتمكن القوات الحكوميه السوريه من استعاده المنطقه بعد خسائر كبيره
واحده من الحوادث المهمه جرت في سبتمبر 2016 في اثناء هجوم المتمردين شمال حماه ( كانت القوات السوريه قد سحبت معظم قواتها شمال حماه للمشاركه في استعاده حلب ) واثناء الهجوم وصلت قوات المتمردين الى اطراف مطار حماه العسكري حيث استعمل المتمردون ( جيش العزه ) صاروخ TOW في اسقاط مروحيه غازيل سوريه
وفي تلك الفتره حصل المتمردون على المزيد من صواريخ ATGM وخاصه صواريخ (9K111 Fagot (AT-4 Spigot بالاضافه الى استمرار توريدات صواريخ TOW
بنهايه 2016 استعادت القوات السوريه وحلفائها كل مدينة حلب من ايدي المتمردين , واثناء شهور القتال الطويله خسر كلا الطرفان خسائر مهمه واستطاع المتمردون وباستعمالهم المكثف لصواريخ ATGM من تعطيل تقدم قوات الجيش السوري لشهور عده ( استعمل المتمردون صواريخ ATGM في حلب بمعدل اكثر من 10 صواريخ / اليوم )
المثير ان صواريخ TOW 2A واجهت للمرة الاولى دبابات T-90 مزوده بمنظومات حمايه فعاله ودروع تفاعليه متفجره كانت روسيا قد زودت الجيش السوري بها حديثا
وقد كان من اللافت ان ال T-90 استطاعت الصمود امام TOW 2A على الاقل في ثلاثة مناسبات موثقه مرئيا , حيث ظلت ال T-90 تعمل بالرغم من اصابيتها بصاروخ TOW 2A
نتيجه لضعف تدريب بعض الطواقم الحليفه للقوات السوريه فقد فقد الجيش السوري مالايقل عن دبابتين T-90 استولا عليهما ثم استعملها لاحقا فصيل جبهة فتح الشام
كما فقد الجيش السوري دبابه T-90 اخرى بعد ان هجرها طاقمها اثر اصابتها من الجانب بصاروخ TOW وتركت في منطقه سيطر عليها المتمردين لاحقا
كما ان هنالك 3 دبابات يعتقد انها T-90 دمرت تماما بصواريخ TOW ( نتيجه للمسافه البعيده للتصوير فان التأكد من كون الدبابه T-90 او T-72 كان صعبا الا اذا كانت منظومه شتورا موجوده )
وبعد ادراك القوات السوريه لتأثير صواريخ ATGM التي يستعملها المتمردين بكثافه , قرر السوريون صنع منظومتهم الخاصه للتغلب على صواريخ المتمردين الموجهه وهكذا في اوائل 2016 ظهرت منظومة سراب-1 ثم تبعتها سراب-2 في اواخر 2016 ثم سراب-3 في عام 2017
جميع نسخ منظومه سراب السوري تستخدم الاشعه تحت الحمراء من اجل التشويش على توجيه صواريخ ATGM الخاصه بالمتمردين
لكن يعتقد انه لم يكن فعالا , حيث انه غير قادر على كشف الصواريخ القادمه وابطال توجيهها خلال وقت كلفي وبالرغم من تقديمه قبل سنتين الا ان استعماله بشكل رئيسي كان على العربات المدرعه وليس الدبابات بسبب كونه غير فعال
الوسيله الافضل التي انتهجها الجيش السوري للتقليل من تاثير صواريخ ATGM الخاصه بالمتمردين هو قيام الجيش السوري بنشر طواقمه المسلحه بصواريخ Kornet من اجل اصطياد طواقم صواريخ TOW من المتمردين بالاستفاده من تفوق ال Kornet بالمدى على TOW 2A ( مدى ال Kornet يبلغ 5500 متر مقابل 3750 متر ل TOW 2A ) مما ادى الى خسائر فادحه في صفوف طواقم ال ATGM المتمرده
في العام 2016 تم توثيق مرئي ل 621 استخدام للمتمردين لصواريخ ATGM
يتبع ......