تهديــد مقذوفــات الطاقــة الكيميائيــة
لحظـــــــــة إرتطـــــــــام الــــــــــرأس الحربــــــــي بجســـــــــم الهــــــــــدف
تهديد مقذوفات الطاقة الكيميائية Chemical energy threats ، يشكل خطر حقيقي وجدي لعموم عربات القتال في ساحة المعركة . الرؤوس الحربية في هذا النوع من الذخائر تعمل على توظيف أو تركيز طاقة المادة المتفجرة وبالتالي إحداث ضغط حاد ومتطرف على سطح الهدف بقصد اختراقه ، لذا هي تدعى في الغالب باسم "الشحنات المشكلة" shaped charges . هذه الذخيرة في أبسط أشكالها تشتمل على اسطوانة أو حاوية مملوءة بمادة شديدة الانفجار مع تجويف مخروطي من جهة المقدمة . التجويف مبطن بطبقة معدنية قليلة السماكة . وعندما الشحنة المتفجرة مبدوءة ، تنهار البطانة لتشكيل سيل أو نفاث عالي الكثافة ومرتفع السرعة من المادة (كثافة المبطن عامل مسيطر ومهم جداً dominant parameter لتحديد عمق اختراق النفاث في مادة الهدف) . مقدمة أو رأس النفاث عالي السرعة يكون متبوع بكتلة بطيئة نسبياً وأقل ضرراً بالهدف . وبشكل عام وكما أظهرت الاختبارات ، نفاث الشحنة المشكلة قادر على اختراق دروع فولاذية متجانسة لها سماكة مكافئة إلى بضعة مرات من قطر مخروط الرأس الحربي المستخدم في الهجوم .. ويفترض أن تنفجر الشحنة المشكلة عند مسافة مباعدة مثالية بعد اتصال الرأس الحربي بالسطح الخارجي للعربة . إن معظم المقذوفات العاملة بالدفع الصاروخي المستقرة بزعانف والتي تحمل شحنات مشكلة في رؤوسها الحربية ، تسير بسرعة منخفضة نسبيا عند الارتطام بالهدف . مثال على ذلك ، القذيفة الروسية PG-7V (خاصة بالسلاح RPG-7) والتي تبلغ سرعتها تقريبا 294 م/ث . لذلك ، التأثير الأعظم للرأس الحربي ضد دروع العربة يكتسب من النفاث المكون بواسطة الشحنة المشكلة (سرعة رأس النفاث في المقذوف المشار إليه تبلغ تقريبا 7620 م/ث) وليس بتأثير سرعة المقذوف كما هو الحال مع مقذوفات الطاقة الحركية .
لحظة الارتطام بالهدف والانفجار ، الشظايا والتجزؤ الناتج عن اسطوانة أو غلاف الشحنة المشكلة سيكون لها انتشار شعاعي في محيط موضع الاصطدام . إذ سيتسبب الانفجار على سطح الهدف في إحداث تمزق لغلاف القذيفة ، بحيث يمكن ملاحظة آثار الكشط والسحج لأجزاء الغلاف في محيط الثقب الذي أحدثه النفاث على سطح الهدف المدرع . مصدر أجزاء الغلاف casing fragments سيكون على الأرجح ناتجاً عن قاعدة القذيفة ، وسيكون لهذه الأجزاء والشظايا سرعة أمامية منخفضة بعض الشيء ، بالإضافة لحجمها الأكبر نسبياً (أكبر بكثير من الثقب المنتج بالنفاث) . ومن المحتمل أنها غير قادرة على تحقيق اختراقات هامة خلال درع العربة . أجزاء وشظايا أخرى ناتجة عن غلاف القذيفة ستكون أخف وزناً لكنها مع سرعة أعلى . وعلى الأرجح هذه الشظايا كسابقتها لن تحقق تأثيرات بالستية مهمة على درع العربة . هكذا ، التأثيرات والأضرار خلف الدرع ستكون في الغالب ناتجة عن طاقة النفاث jet power . لقد أظهرت الاختبارات أن قطر ثقب النفاث يمكن أن يتفاوت بين سطح وآخر . فعلى سبيل المثال النفاث سوف ينتج ثقب صغير القطر نسبيا في الدرع الفولاذي ، لكنه سيتسبب في فتحة أكبر خلال درع الألمنيوم . وعندما يحدث الاتصال مع خزان أو خلية الوقود الداخلية في العربة ، فإن النفاث سوف يثقب مكون النظام (قد يتسرب وقود العربة من خلال الجانب المقابل في حال أكمل النفاث طريقه) . هذا العمل سيتسبب في تتبع ولحاق كمية صغيرة من بخار الوقود fuel vapor لأثر النفاث خلال الفتحة في داخل حائط خلية الوقود واحتراقها بالتالي على هيئة كرة نارية fireball داخل العربة . هذه النتائج عرضت مراراً وتكراراً في الاختبارات .. وحيث أن خلية الوقود قد تعرضت للتصدع والتمزق ، فإن رذاذ الوقود يدخل مقصورة العربة على شكل سحابة . هذه السحابة قابلة للاشتعال بسهولة ، خصوصاً مع توفر مصادر الإيقاد الأقوى الناتجة على ما يبدو عن الارتطامات اللاحقة للنفاث بالمكونات الداخلية ضمن المقصورة compartment components ، بما في ذلك الجدار أو حائط العربة البعيد . إن إيقاد مزيج سحب بخار الوقود أو رذاذه مع الهواء ضمن المقصورة سوف يؤدي إلى حدوث كرة نارية هائلة ، التي ستتسبب في حروق شديدة وقاسية لأفراد الطاقم . وقود إضافي يمكن أن يسكب على أرضية المقصورة من خلال الثقب والتمزق الذي أحدثه النفاث . هذا الوقود يمكن أن يتبخر بتأثير حرارة الكرة النارية سابقة الذكر . وفي حالة استمرار الهواء بالدخول والتسرب لمقصورة القتال ، الاحتراق الناتج يمكن أن يعزز ويتواصل .. أما في حالة ارتطام النفاث بشحنة الذخيرة والدوافع ، فإن تفاعل كيميائي chemical reaction يمكن أن يبدأ مباشرة ، وسينتج عنه عملية إيقاد مفاجئ ثم انفجار شديد .