الجزء الثالث
خسائر الدروع في الجيش السوري للعام 2015
في الاشهر التسعه الاولى من عام 2015 كان الجيش السوري يناضل من اجل استلام زمام المبادأه لتعويض الخسائر الثقيله التي مني بها في النصف الثاني من عام 2014
ابتداءا من اواخر فبراير 2015 وحدت فصائل المعارضه قواها في تنظيم واحد سمي بجيش الفتح , وقد شن هذا التنظيم هجوما قويا ومنسقا في محافظة ادلب , وقد تم تجهيز القوات المهاجمه باعداد جيده من صواريخ TOW المضاده للدروع والتي كان لها الفضل في صد الهجمات المدرعه المعاكسه للجيش السوري
في اواخر ابريل 2015 حاصر المتمردون قرابه 250 عسكري سوري في مستشفى جسر الشغور مما ادى الى ان يظهر الرئيس السوري على التلفاز متعهدا بفك الحصار عن القوه السوريه
وعلى الرغم من قيام الجيش السوري بتحريك اعداد ضخمه من القطعات والدروع خاصه من شرق حمص لفك الحصار عن القوه السوريه في جسر الشغور , الا ان جميع الهجمات السوريه فشلت وكان سبب فشل الهجمات هو :
- استعمال المتمردين المكثف للصواريخ الموجهه المضاده للدروع
- التضاريس الوعره المتكونه من هضاب مشجره كان على الجيش السوري تسلقها للوصول الى جسر الشغور
في النهايه نجحت القوه المحاصره باختراق الحصار لكن بعد ان فقدت 85% من عديدها
ملاحظه : الخسائر المدرعه السوريه في تلك المعارك كانت خسائر جديه الا انه في تلك الفتره بدأ يوتيوب بمسح معظم الافلام التي تصور تدمير الدروع السوريه
القتال الشديد في جنوب محافظه ادلب ادى الى سحب معظم قوات النخبه الميكانيكيه السوريه والتي كانت متمركزه في شرق حمص مما جعل تلك المنطقه مكشوفه امام تنظيم داعش ومحميه فقط بوحدات سيئه التدريب مما ادى الى قيام داعش بالهجوم واحتلال مناطق السخنه وتدمر وحقول الغاز والنفط في المنطقه
كان هذا الموقف حرج بالنسبه للحكومه السوريه والتي باتت انذاك تسيطر فقط على 20% من مساحه سوريا كما اصبحت القوات المعارضه تمتلك قوه ناريه متفوقه في بعض الجبهات
وعلى الرغم من كون الجيش السوري مسيطر على اغلب المدن الكبرى في سوريا الا ان داعش كان يهدد شرق حمص بشكل خطر وكانت قوات المعارضه تعد العده لتكرار هجوم ادلب لكن هذه المره للاستيلاء على مدينة حماه , وكان من شأن نجاح هكذا هجوم هو عزل القوات السوريه في حلب وتهديد محافظات الساحل ( اللاذقيه ) بشكل جدي
في تلك الفتره قررت روسيا وايران التدخل في الحرب الى جانب الجيش السوري , حيث حركت روسيا عشرات المقاتلات والمروحيات الى قاعده حميميم السوريه كما ضاعفت ايران اعداد مستشاريها العسكريين في سوريا مع ارسال المزيد من المليشيات العراقيه والافغانيه والمزيد من قوات مليشيا حزب الله اللبنانيه
ونتيجه لهذا الدعم الكبير استطاع الجيش السوري استلام المبادره وشرع بهجوم واسع في اكتوبر 2015 لاستعادة مناطق شمال حماه وادلب
جرت معارك طاحنه استخدم فيها المتمردون 140 صاروخ Tow في شهر واحد مما ادى الى خسائر جسيمه في الدروع السوريه ادى الى ان تخسر القوات الحكوميه بعض مواقعها شمال حماه
الا ان المتمردين تكبدوا ايضا خسائر كبيره بفعل قصف سلاح الجو الروسي المركز على مواقعهم مما ادى الى الغاء هجوم وشيك للمتمردين نحو حماه
في العام 2015 : خسر الجيش السوري 291 عربه مدرعه مختلفه الانواع مع ملاحظه ان كثير من الفديوات تم محوها من قبل يوتيوب
خسائر الدروع في الجيش السوري للعام 2016
في هذه السنه ازداد الدعم الايراني البري والدعم الروسي الجوي مع بدء توريد دفعات من دبابات T-72 و T-90 ولاحقا دبابات T-62M و مدرعات BMP
ادى كل هذا الى زيادة قوة الجيش السوري في الحرب الاهليه
ولكن واجهت الجيش السوري مشكله خسارته لبعض المواقع عندما يهاجم في جبهه اخرى بالرغم من الدعم الجوي الروسي ويرجع السبب بالعاده الى استنزاف الجيش السوري بالخسائر سواءا من قبل الصواريخ الموجهه المضاده للدروع لدى المتمردين او بسبب التكتيكات التي ينتهجها تنظيم داعش في الصحراء
وللاستفاده من تفوقه بالقوه الناريه : شن الجيش السوري عده هجمات منها لفك الحصار عن قرى مواليه شمال حلب ولاستعادة تدمر ولتطويق قوات المعارضه المتمركزه في شرق مدينة حلب
الهجمات السوريه كانت تتم بواسطه الهجوم الجبهوي بالدبابات والمدرعات امام مواقع دفاعيه معده جيدا وباسناد سلاح الجو الروسي
لقد كان اداء سلاح الجو الروسي جيدا وان كان يتسم بالبطئ وقد تحقق النصر في معظم المعارك لكن بعد خسائر كبيره للقوات الحكوميه المهاجمه
من ناحيه اخرى كان المتمردين يستغلون انشغال القوات الحكوميه في القتال في جبهه واحده للهجوم على مواقع ذات حمايه ضعيفه
فمثلا اثناء انشغال الجيش السوري باستعاده تدمر استغل المتمردون الفرصه وهاجموا شمال حماه وعندما حول الجيش السوري قواته للقيام بهجمات معاكسه لطرد المتمردين من شمال حماه باسناد من سلاح الجو الروسي كانت الخسائر الحكوميه في الدروع بالعشرات في خلال فترة زمنيه قصيره
نفس الشئ حصل اواخر صيف 2016 عندما ركز الجيش السوري قواته من اجل تطويق قوات المعارضه في شرق حلب , فوجئ الجيش السوري بقيام المتمردين بهجوم جنوب حلب فتح الحصار عن شرق حلب لمدة اسابيع وبنفس الوقت عزل القوات الحكوميه في غرب المدينه لنفس الوقت
وعندما حاولت القوات الحكوميه استعاده المناطق التي سيطر عليها المتريدين في هجومهم الاخير جنوب المدينه , قام المتمردون بهجوم شمال حماه كادوا فيه ان يستولوا على المدينه
وعموما استطاعت القوات الحكوميه من استعاده معظم المناطق التي خسرتها باسناد الطيران الروسي وبخسائر كبيره في الدروع
في نهايه 2016 وعندما كانت قوات المعارضه في شرق مدينه حلب على وشك الهزيمخ بفعل القوه الناريه للجيش السوري واسناد سلاح الجو الروسي , استغل تنظيم داعش الفرصه وشن هجوما مباغتا استطاع فيه اعاده احتلال مدينة تدمر مرة اخرى ! وقد تركت القوات السوريه المنسحبه من تدمر خلفها 24 دبابه تم تدميرها لاحقا من قبل سلاح الجو الامريكي
في العام 2016 : خسر الجيش السوري 321 عربه مدرعه مختلفة الانواع
خسائر الدروع في الجيش السوري للعام 2017
في اوائل 2017 انتقلت المبادره بقوه الى يد قوات الجيش السوري , حيث كانت قوات داعش تحارب على عدة جبهات وتواجه ضغوط عسكريه بريه وجويه من عشرات الدول
اما قوات المتمردين فقد انهكها القصف الروسي
في العام 2017 كان تنظيم داعش والمتمردون قادرين فقط على شن هجمات محدوده قصيره الزمن قد تسبب اضرار بالقوات السوريه لكنه غير قادره على وقف تقدمها
توريدات صواريخ TOW تراجعت بشكل كبير كما ان برنامج دعم وتدريب المتمردين تم ايقافه من قبل الامريكان
وامام هذه الحقائق اصبح داعش والمتمردين قادرين فقط على ابطاء تقدم القوات الحكوميه دون وقفها ( الا بمناسبات نادره ولفترة محدوده لم تتجاوز اسابيع )
كما انشغل المتمردون بالحروب الداخليه بين فصائلهم المختلفه والتي ادت الى استزافهم ايضا
في العام 2017 : خسر الجيش السوري 243 عربه مدرعه مختلفه الانواع
خسائر الدروع في الجيش السوري للعام 2018
لايزال العام 2018 بعيدا عن النهايه وكذلك هو الحال في الحرب الاهليه السوريه
القوات الحكوميه تقوم بسحق جيب المعارضه في الغوطه الشرقيه ( المقاله بتاريخ مارس 2018 ) وتتفاوض مع المسلحين للاستسلام في جيب شمال حمص
كما ان هنالك فرص للاشتباك بين القوات السوريه وقوات سوريا الديمقراطيه
ونتيجه لتراجع قوات المعارضه امام القوات الحكوميه فقد تراجعت اعداد مايتم توثيقه من خسائر في الدروع السوريه ويعود هذا جزئيا الى ان القوات السوريه تستعيد معظم المناطق التي تهاجمها
الى حد مارس 2018 : خسر الجيش السوري قرابه 40 عربه مدرعه مختلفة الانواع
الخلاصه والتحليل :
منذ بدء الحرب الاهليه السوريه الى حد مارس 2018 خسر الجيش السوري 2037 عربه مدرعه مختلفه الانواع تم توثيقها عن طريق الصور والفديوهات
وعندما يتم معرفه انه هنالك العديد من الفديوات تم محيها او ان بعض الحوادث غير موثقه فان الخسائر الحقيقيه للدروع السوريه ستكون اعلى من الرقم اعلاه حتما
لماذا خسر الجيش السوري هذا الكم من الدروع في الحرب ؟
- عدم كفاءه القوات السوريه في العديد من القطاعات ( سوء الاداره والمحسوبيه وعدم التدريب الكافي على ادارة المعارك بالاسلحه المشتركه والمعدات القديمه )
- ترك القوات السوريه للعديد من مخازن الذخيره والاسلحه بدون حمايه كافيه مما ادى الى سقوطها بسهوله بيد المتمردين او داعش
- الاستعمال المكثف للصواريخ المضاده للدروع من قبل القوات المناوئه للجيش السوري
.