التقييم الامريكي لتحديث واعادة تأهيل ايران لمقاتلات SU-22 والذخائر المصاحبه
لتعزيز قوتها الرادعة وقدرتها الهجومية، أعلنت القوة الجوية الفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري» في 25 تموز/يوليو أن عشر طائرات مقاتلة- قاذفة نفاثة من طراز "سوخوي سو-22" كانت عائدة للعراق سابقاً قد بدأت بدخول الخدمة بعد سنوات من أعمال الإصلاح، بمساعدة خبراء سوريين وبيلاروسيين وأوكرانيين وفقاً لبعض التقارير.
وقد ذكرت مجلة "كومبات إيركرافت" خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي أن عدة طائرات نفاثة يتراوح عددها بين 16 و22 طائرة يمكن إعادتها إلى الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، والكثير منها سيُطرح للاستعمال قريباً.
والجدير بالذكر أن الحفل الإعلامي الذي رافق الإعلان الشهر الماضي ألقى الضوء على مجموعة من الأسلحة التي تم تطويرها محلياً والتي يمكن تسليح الطائرات بها، من ضمنها قنابل شراعية بوزن 500 باوند، وجراب ( بود ) استهداف مطور محلياً، وصواريخ "بينا" موجهة بالليزر مع رأس حربي بوزن 500 كلغ ومدى يبلغ 20 كلم، بالإضافة إلى نسخة إيرانية من القنبلة العنقودية البريطانية "بي أل-755" التي تحمل اسم "سيمرغ"
. كما يدّعي «الحرس الثوري» أن مقاتلة "سوخوي" قادرة على تلقي بيانات استهداف من طائرات بدون طيار تحلّق على مسافة قريبة منها.
وعلى الرغم من أن منظومة صواريخ "سو-22" أصبحت قديمة، إلا أنها هبة من السماء بالنسبة لدولة مثل إيران تعذّر عليها الاستحواذ على طائرات حربية حديثة أو تطويرها لعقود من الزمن.
وقد وضعت القوة الجوية الفضائية الطائرات النفاثة الجديدة في قاعدة "سيّد الشهداء" في شيراز، مع إمكانية نشرها في الخطوط الأمامية في مدن بوشهر أو بندر عباس أو جاسك أو كنارك وفقاً للضرورة.
وتستطيع المقاتلة من نوع "سو-22 أم-4" ضرب أهداف سطحية بشحنة متفجرة وزنها 2000 كلغ ومدى يصل ما بين 600 - 700 كلم في مهمة ذات ارتفاع منخفض، وما يصل إلى 1150 كلم إذا كان الجزء الهجومي فقط من المهمة منفّذ على ارتفاع منخفض. وبالتالي، حتى إذا كانت المقاتلات المسلحة من طراز "سوخوي سو-22 فيتر" تعمل انطلاقاً من قاعدتها الرئيسية، فهي قادرة على بلوغ مسافات بعيدة تصل إلى الرياض، وهذا المدى يشمل كافة مناطق الدوريات ومحطات الناقلات والقواعد التابعة للبحرية الأمريكية في الخليج.
وبالطبع، قد لا تتمكن الطائرات الإيرانية الجديدة من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً والطائرات الاعتراضية وطائرات الإنذار المبكر التي تنشرها قوات دول الخليج والقوات الأمريكية. ولكن في الحرب الحديثة، قد يكون للأسلحة التي تحملها الطائرات أهمية أكبر من الطائرة نفسها، وبذلك تستطيع مقاتلات "سوخوي" أن تشكل منصةً لتوسيع مدى الصواريخ الجوالة.
وقد زعم «الحرس الثوري» خلال حفل الإعلان عن الطائرات أنه يعمل على تطوير صاروخ كروز (جوال) يطلق من الجو ويناهز مداه 1500 كلم لاستخدامه في المستقبل على مقاتلات "سوخوي". وإذا صحّ الأمر، فمن الممكن للطائرات الإيرانية المنطلقة من "بندر عباس" أن تهدد يوماً ما بالهجوم الدقيق أهدافاً بعيدةً تصل إلى سيناء ومضيق باب المندب وبحر العرب المركزي.
وفي الوقت الحالي، لا يتطابق أيّاً من الصواريخ الإيرانية المعروفة بأنها قيد التطوير مع هذا الوصف لصاروخ جوال يُطلق من الجو والبالغ مداه 1500 كلم. ففي آذار/مارس 2015، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عمّا زعمت بأنه خط إنتاج لصواريخ "سومار" - وهي نسخة عن صواريخ كروز الروسية من طراز "خ-55". وتملك هذه المنظومة إمكانية بلوغ أهداف يصل مداها إلى 2500 كلم، ولكن حجمها الكبير يحول دون إمكانية نقلها في مقاتلات "سوخوي".
فضلاً عن ذلك، يعمل «الحرس الثوري» على تطوير صاروخ كروز أصغر حجماً يُدعى "يا علي"، لكن وفقاً لبعض التقارير يبلغ مداه الأقصى 700 كلم ولذلك فهو بحاجة إلى التطويل والتحديث المكثف ليتمكن من بلوغ المدى الذي زُعم بأنه يستطيع بلوغه خلال حفل إزاحة الستارة الشهر الماضي على مقاتلات "سوخوي".
وفي الوقت الحالي، يمكن تعديل الطائرات الجديدة بما يمكّنها من حمل الصواريخ الجوالة المضادة للسفن من نوع "قادر سي-803" والتي يتراوح مداها وفقاً للتقارير بين 200 و250 كلم وسبق تركيبها على مقاتلات "فانتوم أف-4 إي" المتمركزة في بندر عباس.
على الرغم من أن المقاتلات الجديدة من طراز "سوخوي" تمنح إيران بعض الإمكانيات الإضافية، إلا أنها لن تغيّر قواعد اللعبة إلى أن ينتج «الحرس الثوري» صاروخاً جوالاً بعيد المدى لتحمله تلك الطائرات.
اضغط هنا