صفقة لم تتم.. لماذا لن تطور روسيا طائرة "سو-57" مع الهند
رفضت روسيا الكشف عن أسرار إنتاج المقاتلات النفاثة من الجيل الخامس. وقررت الهند من جانبها أن الصفقة لطائرة لا ترقى لتكون مقاتلة في الألفية الجديدة، ليست مناسبة.
انسحبت الهند في نهاية شهر نيسان من برنامج مشترك مع روسيا لتطوير طائرات مقاتلة متقدمة من الجيل الخامس التي تعتمد على تصميم المقاتلة "سو-57". وبررت الهند موقفها بالقول بأن التصميم الروسي لا يلبي المتطلبات المحددة، في حين أن أجهزة الطيران القتالية التي تصممها روسيا، وأجهزة الرادار، وأجهزة الاستشعار عن بعد لا تصل لمعايير الجيل الخامس.
في الوقت نفسه، تقول الهند أنها على استعداد لمراجعة قراراتها في المستقبل، وحتى من الممكن أن تشتري طائرة من روسيا إذا ربحت المناقصة.
إذن لماذا رفضت الهند تمويل مشروع تصميم مقاتلة من الجيل الخامس لقواتها الجوية؟
واجه المشروع المشترك مع الهند مشاكل منذ البداية. ووفقاً للخبراء، فإن رفض تطوير "سو-57" الهندية لا علاقة له بفشل الطائرة في تلبية متطلبات العصر الحديث.
وقع الطرفان في عام 2007 عقداً، استثمر بموجبه الجانب الهندي 300 مليون دولار في تطوير التصميم والتخطيط الفني للطائرات المستقبلية. وبلغت في الوقت نفسه، تكلفة الأبحاث اللاحقة والنماذج الأولية وتطوير دورة الإنتاج ستة مليارات دولار، والتي دفعتها روسيا من ميزانيتها الخاصة.
وقال مدير مخبر الميكانيك وأنظمة الطاقة في جامعة تكنولوجيا المعلومات والميكانيك والبصريات "بافيل بولات" لموقع روسيا بيوند ذا هيد لاين: "هنا بدأت الخلافات، فإن إنتاج مقاتلات من طراز "سو-57" في الهند يعني تمرير تقنيات المقاتلات النفاثة الجديدة إلى الهند. حيث استثمر الهنود 300 مليون دولار في مشروع تكلفته الإجمالية 6 مليار دولار. وبما أنه لا يوجد مثل هذا البند في العقد، رفضت موسكو الكشف عن جميع المعلومات للمستثمرين".
وفي الوقت نفسه، بعد أول رحلة لنموذج تجريبي في عام 2010، قالت الهند أنها مستعدة لشراء 214 مقاتلة (والتي هي النسخة الهندية من "سو-57") ولكن فقط إذا تم إنتاجها على الأراضي الهندية.
وحسب "بولات"، فإن روسيا مستعدة لنقل كل التكنولوجيا إلى الهند وكشف أسرار إنتاج الطائرة المقاتلة "سو-57" مقابل ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار. ويقول الهنود بدورهم أنهم قادرون بهذا المبلغ أن يقوموا بتصنيع طائرة من الجيل الخامس من الصفر.وأوضح بولات: "تعتقد الهند أن هذا سيؤدي لتغطية كاملة لتكلفة تطوير "سو-57". ولكن منطق شركة "سوخوي" هو ما يلي: " ألا تريدون أن تدفعوا 5 مليارات دولار مقابل التكنولوجيا وإنتاج أفضل الطائرات النفاثة في العالم على أراضيكم؟ ثم تطورون هذه الطائرات بأنفسكم".
سيتمكن الهنود من شراء نماذج أولية تنتج من روسيا خلال عام أو عامين عندما تقوم شركة "سوخوي" بتطوير دورة إنتاج كاملة.في الوقت نفسه لا يخفي صانعوا هذه الطائرة أنها لا تزال بحاجة إلى الكثير من العمل. ومع ذلك فقد حققوا تقدماً كبيراً في أوائل كانون الأول من عام 2017، وحصلوا على أول طراز من "سو-57" مع محرك جديد.
ما هي فوائد المحرك الجديد؟
سيسمح المحرك الجديد للمقاتلة "سو-57" بعد الاختبارات بالوصول إلى سرعة تفوق سرعة الصوت، والحفاظ على هذه السرعة على طول الرحلة.
وقال البروفسور "فاديم كوزين": "سوف تتحرك بسرعة 1.6 ماخ أي ما يعادل حوالي 2600كم / ساعة اعتماداً على طبيعة المواقع التي تحلق فوقها". وقال إن المصممين سيكونون قادرين على تركيب المحرك بشكل كامل، والعمل على جميع التفاصيل بحلول عام 2020.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال يتعين على شركة "سوخوي" الانتهاء من تطوير الرادار المحمول جواً، والتعقيدات المتبقية والتي تعتبر وفقاً للخبراء الأكثر حداثة بين طائرات الجيل الخامس الحالية.
,