أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: معركة ممر متلا لعنة ظلت تلاحق شارون السبت 12 نوفمبر 2016 - 13:49
* كمين في متلا
اعتمدت النظرية الأمنية الإسرائيلية خمسة أوضاع لا يمكن تجاوزها، واعتبرت تجاوز أي واحد منها خطاً أحمر من شأنه دفع إسرائيل بإتجاه شن حرب استباقية وقائية، وهذه الأوضاع هي:
1 ـ زعزعة الحياة الطبيعية في دولة إسرائيل جراء العمليات الفدائية الفلسطينية.
2 ـ إغلاق المعابر البحرية.
3 ـ خرق ميزان التسلح بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية.
4 ـ دخول قوات سورية وعراقية إلى الأردن.
5 ـ عقد تحالفات عسكرية ثلاثية بين مصر وسوريا والأردن.
وخلال عامي 1955 ـ 1956 تحققت جميع هذه الظروف الواحد تلو الآخر، إذ بدأت مصر ومنذ أغسطس 1955 بتفعيل وحدات من الفدائيين للقيام بتنفيذ سلسلة من الهجمات بحيث اتسعت دائرتها ووصلت إلى تنفيذ هجمات انطلاقاً من الأراضي الأردنية، وبلغت ذروتها في ابريل 1956.
وفي سبتمبر 1955 فرض المصريون حصاراً بحرياً وجوياً على ميناء إيلات، وفي الشهر نفسه عقدت مصر صفقة عسكرية مع تشيكوسلوفاكيا، وفي أبريل 1956 وقعت سوريا صفقة أسلحة مع الاتحاد السوفييتي،.
وإلى جانب كل ذلك وقعت مصر وسوريا اتفاقية حلف استراتيجي مشترك في عام 1955 وبتاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر 1956 انضم الأردن لهذا الحلف، وفي غضون ذلك تم وضع فرقة عراقية على الحدود مع الأردن، بما جعل الأمور كلها تجتمع دفعة واحدة كحبل يلتف حول عنق الدولة اليهودية الشابة وبدأت الأمور تتجه نحو الحرب.
وفي مقابل هذه التحركات العربية حاولت إسرائيل الحصول على أسلحة حديثة تقلص الفارق والفجوة الكمية والنوعية مع الجانب العربي، غير أن كبار منتجي السلاح أغلقوا أبوابهم في وجه إسرائيل، إذ اعتبرت بريطانيا نفسها وصية على الدول العربية فرفضت بيع أسلحة ودبابات لحكومة تل أبيب.
في حين اتخذت واشنطن موقفاً مشابهاً للندن ولكن بحجة رغبتها بالظهور كطرف محايد، أما الدولة الوحيدة التي وافقت على بيع السلاح لإسرائيل فكانت فرنسا، وفي ابريل 1956 فتحت فرنسا أبواب مستودعات السلاح لديها أمام إسرائيل.
وفي أقل من نصف عام تمكنت تل أبيب من نقل 60 طائرة ومئات الدبابات والمدافع المتحركة من عيار 105 ملم والسيارات المجنزرة وقذائف الهاون ومدافع مضادة للطائرات وكميات هائلة من الذخيرة.
وبعد فترة بسيطة ظهرت إمكانية العمل المشترك بين إسرائيل وفرنسا وبريطانيا ضد مصر، وذلك بعدما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر في السادس والعشرين من يوليو 1956 تأميم قناة السويس، الأمر الذي ألحق ضرراً بالمصالح التجارية والدولية للدولتين الأوروبيتين، وبشكل خاص بريطانيا التي استمرت هيمنتها على قناة السويس حتى عام 1954.
حيث توصل الجانبان المصري والبريطاني في ذلك العام إلى اتفاق يتم بموجبه إخلاء القواعد العسكرية البريطانية في قناة السويس، إلا أن المعاهدة أعطت بريطانيا الحق في التدخل حال نشوب حرب في المنطقة لتحافظ على مصالحها في منطقة القناة.
والآن وبعد قرار التأميم أرادت بريطانيا أن تشن القوات الإسرائيلية هجوماً على مصر. وبعدها تتدخل هي لصالح الطرف الإسرائيلي.
إلا أن بن غوريون تحفظ على هذا الاقتراح الذي يُظهر إسرائيل كمعتد وبريطانيا وفرنسا كدولة صديقة تتدخل لحل النزاع من أجل السلام، عدا عن عدم ثقة بن غوريون في بريطانيا التي نظر إليها باعتبارها صديقةً للعرب وخشيته من تخليها عن إسرائيل عند لحظة الحقيقة واندلاع الحرب.
وفي نهاية هذا الخلاف تم التوصل إلى حل وسط بين الدول الثلاث، وبدلاً من أن تبدأ إسرائيل في حرب شاملة ضد مصر سيقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات انتقامية واسعة النطاق.
وعمليةً من هذا النوع ستكون مبررة تماماً في أوساط الجمهور الإسرائيلي والرأي العام العالمي حيث سينظر لها الجميع باعتبارها رداً على الهجمات المتكررة المنطلقة من الحدود المصرية.
وحتى يتسنى تدخل بريطانيا وفرنسا بالاستناد إلى بنود معاهدة 1954 اقترح موشيه دايان تنفيذ عملية إنزال لكتيبة المظليين في ممر متلا، حتى يظهر الأمر كخطوة عسكرية واسعة تهدد مرور السفن البريطانية والفرنسية في المضائق مما يتيح للدولتين التدخل، وبتاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر وقع بن غوريون في إحدى ضواحي باريس على صيغة هذه التسوية التي عرفت «باتفاق سوار».
في صبيحة اليوم التالي لهبوط بن غوريون عائداً من فرنسا أي في السادس والعشرين من أكتوبر تلقى أريك شارون أوامر بجعل قواته في حالة تأهب قصوى، وترك جميع مشاغله والتوجه نحو قيادة المنطقة الوسطى من أجل تلقي التعليمات المفصلة حيث اتضح أن الوحدة 202 في كتيبة المظليين ستعلب دوراً مهمامً في الحرب الوشيكة.
*عملية كاديش
واستكمالاً لتحضيرات العدوان الثلاثي المسمى بعملية «كاديش»، تم استدعاء شارون للقاء شخصي مع بن غوريون حيث تلقى التعليمات من رئيس الحكومة ووزير الدفاع إزاء ما يتعلق بالعملية وأهدافها، وشرح له الطرفان الأمر بالقول «في الوقت الذي يستعيد فيه الفرنسيون والبريطانيون السيطرة على بورسعيد وقناة السويس، سيكون دور إسرائيل فتح مضائق تيران لضمان حرية الملاحة إلى ميناء إيلات وإبعاد خطر الفدائيين عن الحدود الإسرائيلية».
كما أكد له بن غوريون أن الأمر لا يتعلق بحرب في جميع القطاعات لأن الحكومة تنوي الحفاظ على كافة الخيارات، فالمقصود هو عملية واسعة ومن ثم التراجع للوراء.
لقد كانت المهمة الأساسية الملقاة على عاتق الوحدة 202 هي إطلاق الرصاصة الأولى إيذاناً بالشروع بعملية كاديش، من خلال إنزال كتيبة مظليين في ممر متلا بعمق سيناء بعيداً عن قناة السويس بحوالي ثلاثين كيلو متراً.
وفي موازاة ذلك، من المفترض أن تجتاز باقي قوات الفرقة الخطوط الحدودية البرية مع مصر متقدمةً حوالي 18 كيلو متراً في صحراء سيناء ومن خلال المحور الجنوبي تستمر القوات بالتقدم إلى أن يتم الارتباط بالكتيبة الأمامية التي تم إنزالها في متلا.
وبناءً على ذلك قام شارون بإعداد خطة قتالية بالتعاون مع العقيد أسان سمحوني قائد المنطقة الجنوبية، وكانت المشكلة الرئيسية التي واجهت القائدين هي عملية إنزال الكتيبة الأمامية بسلام دون إصابتها من القوات المصرية عند المدخل الجنوبي لمضيق متلا بالقرب من موقع باركر.
وإصدار الأوامر للكتيبة للتمسك بالمكان والصمود فيه مدة 48 ساعة إلى أن تتمكن كتائب الفرقة من اجتياز الصحراء براً والارتباط بها. أما مهمة الإنزال فقد ألقيت على كاهل كتيبة المظليين 890 بقيادة «رفائيل إيتان».
صبيحة يوم الأربعاء 31 أكتوبر طلب أريك شارون من هيئة الأركان السماح له بتقدم قواته داخل ممر متلا خشية أن تكون المنطقة الأمامية المحيطة بنصب باركر مكشوفة لهجوم مصري مدرع، لكنه تلقى جواباً سلبياً من موشي دايان، الأمر الذي أثار غضب شارون.
والذي كان يجهل أن رفض دايان يعود في الأساس لرغبته تأخير الوحدة 202 عند المخرج الشرقي لمتلا ليمنع تقدمها باتجاه شرم الشيخ ومضائق تيران بناءً على اعتبارات سياسية وليست عسكرية، إذ أجلت بريطانيا وفرنسا عملية بدء الهجوم على مصر حوالي خمس وعشرين ساعة.
وبالتالي أراد دايان إعادة الفرقة 202 إلى الوراء للاحتفاظ للجيش بحرية التحرك والمناورة والادعاء بأن الأمر يتعلق بعملية رد فعل واسعة وليست حرباً.
وأمام جهل أريك للأسباب التي جعلت موشي دايان يرفض تقدم القوات في متلا، وعدم إدراكه لفحوى هذا الإجراء الذي بدا له غير منطقي من الناحية التكتيكية العسكرية، أراد شارون حسم المعركة وجني ثمار المجد له وللمظليين.
وفي غضون ذلك لاحظ أريك وجود قوة مدرعة مصرية متمركزة على بعد خمسين كيلومتراً شمال غرب نصب باركر، توجه مرة أخرى لهيئة الأركان طالباً دخول ممر متلا بهدف تحسين موقع كتيبته إلا أن طلبه جوبه بالرفض مرة أخرى،.
ولتهدئة شارون الثائر أرسل إليه رئيس الأركان موشي دايان وعلى وجه السرعة رئيس هيئة قيادة المنطقة الجنوبية المقدم «رحبعام زئيفي» حاملاً معه رسالة واضحة بعدم دخول المضيق والتورط في القتال، فجن جنون أريك وطلب من زئيفي السماح له القيام بعملية دورية داخل متلا ، فوافق على طلبه شريطة أن يرسل أريك قوة دورية فقط ولا يسعى إلى الالتحام مع قوات العدو.
غادر زئيفي متلا وقبل إقلاع طائرته تمكن من رؤية أريك يقوم بإعداد طاقم قتالي بقيادة «موطي غور» يفوق حجمه ما تحتاجه الدورية، وعند الظهر انطلق «غور» على رأس سريتين من المجنزرات وفصيل دبابات وبطارية هاون ومركبة تموين باتجاه المضيق باعتبارهم دورية فقط، لكن أريك أمر «غور» بالتقدم بحذر داخل المضيق، وانضم إلى طاقم «غور» نائب قائد الفرقة «يتسحاق حوفي» وخلفهم تحركت قوة احتياط صغيرة بقيادة «أهرون دفيدي».
لم يكن أريك يعلم بأنه يرسلهم إلى داخل كمين مصري قاتل، فعند دخول قوة رأس الحربة بقيادة «غور» تفاجأ بمئات الجنود المصريين المختبئين داخل الثغور.
وأصبحت القوة عالقة حيث أخذ المصريون يطلقون وابلاً من الرصاص من الخلف والأمام، وعلقت القوة بالوسط، والمجنزرات بما فيها من جنود تعرضت للإصابة فسارع «غور» لإنقاذ الجنود العالقين، لكنه علق معهم، وتمكن قسم من الكتيبة ومن ضمنهم «يتسحاق حوفي» من اختراق شبكة النار الكثيفة باتجاه الغرب أي باتجاه العمق المصري .
والتمركز عند المخرج الغربي لمتلا محاولاً إنقاذ قوة رأس الحربة التي كانت لا تزال عالقة في قلب المضيق ولكن دون جدوى، خاصة أن الطائرات المصرية كانت تهاجم المركبات التابعة للقوة العالقة، وخلال تلك المرحلة لم يكن أمام أريك سوى خيار إدخال جميع أفراد الوحدة 202 على مسافة ثماني كيلومترات عند المخرج الشرقي للمد إلى قلب المعركة.
كما أن السبيل الوحيد لإخراج القوات العالقة في متلا هو إسكات المصريين عبر معارك مباشرة وجهاً لوجه عند السفوح والمنحدرات وفي الثغور الجبلية الضيقة. ولتنفيذ ذلك أرسل أريك الكتيبة 890 بقيادة رفائيل إيتان والوحدة الخاصة التابعة للفرقة من أجل الارتباط بقوة «أهرون دافيدي» التي لم تدخل المضيق بعد لإنقاذ العالقين هناك.
لكن إيتان ودفيدي فشلا في تحديد مكان اختباء الجنود المصريين، لذا بحثا عن متطوع يوافق على التقدم بسيارة جيب إلى داخل المضيق ويلفت أنظار النيران المصرية إليه، وبذلك يتمكنوا من تحديد مصادر النيران ومواقع الجنود المصريين.
لقد استمرت المعركة سبع ساعات، أرسل شارون خلالها سريتين تسلقتا قمم الجبال من أجل تطهيرها من القوات المصرية تمهيداً لمساعدة جنوده العالقين في متلا، لكن المصريين قاتلوا بضراوة حتى آخر قطرة من دمهم وقد سقط خلال هذه المعركة حوالي 260 مصرياً في حين أن خسائر المظليين الإسرائيليين وصلت إلى 38 قتيلاً و120 جريحاً.
في أعقاب هذه المعركة ثار جدل حاد بين رئيس الأركان «موشي دايان» وقائد المظليين «شارون»، حيث اتهمه دايان بخرق الأوامر، أو بعبارة أخرى، حصل على إذن للقيام بأعمال دورية وليس تنفيذ هجوم، متهماً شارون بدخول معركة غير ضرورية أدت لقتل عشرات الجنود دون جدوى قائلاً له:
«لقد استخدمت مصطلحاً ضبابياً «دورية» كذريعة من أجل القيام بهجوم واسع، فمنذ البداية أعددت قوة كبيرة يشير حجمها إلى حجم قوة هجومية وليس قوة دورية أو مراقبة».
وفي كتابه «يوميات سيناء» وجه موشي دايان انتقاداً شديداً لشارون حول هذه القضية دون أن يحدد اسم شارون بشكل واضح، حيث جاء في الكتاب «لقد لفت انتباهي عدد من ضباط هيئة الأركان باستياء شديد بأنني أتساهل جداً مع المظليين. أنني أعلم بأنهم هاجموا ممر متلا خلافاً لأوامري فكان لعمليتهم نتائج قاتلة، لا حاجة للقول إلى أي مدى نحن آسفون على الخسائر الفادحة في معركة متلا لكن الغضب كبير في قلبي على قيادة المظليين الذين خدعوا هيئة الأركان في قولهم بأنهم خارجون في دورية».
وبصفته رئيساً للأركان عيّن موشي دايان الضابط «حاييم لاسكوف» للتحقيق فيما حدث في معركة متلا ، وعرض شارون موقفه القائل أن الموقع الذي نزلت فيه الكتيبة 890 وتواجدت فيه لاحقاً الوحدة 202 لم يوفر الحماية الكافية في وجه المدرعات المصرية المتمركزة على بعد خمسين كيلو متراً شمال غرب الممر.
وأخذ يبرر موقفه، بأنه تلقى الإذن من رحبعام زئيفي بشأن إرسال دورية إلى ممر متلا وأنه التزم بأوامر زئيفي بعدم التورط في القتال، وبناءً على ذلك، كان كل ما فعله هو تنظيم قوة دورية حذر قادتها من التورط في القتال والدخول بحذر .
ولكن منذ اللحظة التي دخلت فيها الدورية تعرضت لإطلاق النار، وتصرف كل من «غور وحوفي» بشكل صحيح وتوجها لإنقاذ جنود القوة الأولى العالقين، وأضاف شارون «عندما رأيت عشرات المقاتلين في الكمين يصرخون طالبين النجدة لم يكن أمامي سوى الزج بالقوة الرئيسية لفرقة المظليين إلى داخل متلا».
ولم يستطع «لاسكوف» وضع نتائج واضحة للتحقيق، لذا انتقل الخلاف بين شارون ودايان إلى ديوان رئيس الوزراء. وبعدما قرأ بن غوريون تقرير لاسكوف، قام باستدعاء قائد فرقة المظليين «شارون» ورئيس الأركان «دايان» لعقد اجتماع ثلاثي وسماع وجهة نظر الطرفين، إلا أن الإجتماع لم يتمخض عن شيء، حيث لخص بن غوريون رأيه بالقول «لا أرى نفسي مخولاً بما فيه الكفاية من الناحية العسكرية المهنية لكي أحكم في الخلاف بينكما».
من هنا أخرج بن غوريون قائد المظليين أريك شارون من عملية التحكيم تلك دون أية عقوبة، إلا أن ذلك لم ينهِ الجدل العام حول معركة متلا التي ظلت كلعنة تطارد شارون لسنوات طويلة خاصة مع تصاعد اتهامات قائد دورية متلا «موطي غور» والتي جاء فيها أن «شارون امتنع وبشكل غريب عن الإقتراب بشكل شخصي من خط النار في المعبر، متنصلاً من القيم التي طالما دعا إليها، بأن القائد ينبغي أن يشكل قدوة لجنوده».
يمكن القول إن عملية «كاديش» انتهت، إلا أنها بالنسبة لشارون لم تنتهِ بعد، ففي أعقاب أحداث معارك متلا ونظام العلاقات المتعكر مع رئيس هيئة الأركان موشيه دايان وعملية التحكيم من جانب حاييم لاسكوف والإتهامات التي أطلقها موطي غور والإنتقادات التي غدت تلاحق شارون في صفوف الوحدة 202 كان واضحاً لدى الجميع أن إنتهاء فصل المظليين في حياة أريك شارون غدا وشيكاً.