اكتسبت ايران خبرة عملية واسعة جراء تصميم انظمة دفاع جوي سابقة وعلى الرغم من كون الانظمة السابقة استنساخ سيء او صناعة غير ناجحة او افتقار

 لمفاهيم وموارد كافية لأنجاز منظومة دفاع جوي فعالة الا انها نجحت في تحقيق وتصميم منظومة دفاع جوي حديثة مؤخراََ وهي تالاش-3 حيث تُعد هذه

 المنظومة نموذج ناجح مستنبط من الدروس التي تعلمها الخُبراء والمهندسين الايرانيين جراء تصميم وانتاج انظمة دفاع جوي سابقة مثل

 (حرز-9 وكمين-2 وشاهين1 و2 وطبس وتالاش-1 و2 ) والتي لم تكن انظمة ناجحة بشكل كبير . 

وعلى الرغم من الحضر الدولي المفروض على الايرانيين لأستيراد انظمة دفاع جوي وخصوصاََ مع رفض الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف

تسليم الاس-300 الى ايران بضغط غربي وجد الايرانيون ضالتهم مع قطع متنوعة من انظمة الدفاع الجوي حيث على سبيل المثال امتلكت ايران نسخ قديمة

 من الصواريخ الامريكية "ستاندرد" او RIM-66B وهي صواريخ بحرية خاصة بالسفن حصلت عليها ايران في فترة حكم الشاه وتميزت هذه الصواريخ بكونها كلاسيكية

 بسيطة التصميم وذات تكلفة معقولة ولها فعالية قوية تجاه الاهداف الجوية المختلفة فهي كانت مصممة لصد صواريخ كروز السوفيتية .

وعلى هذا الاساس اعتمد الايرانيون هذا الصاروخ مع منصات اطلاق ارضية مع تعديلات بسيطة ليتم انتاجها محلياََ تحت الاسم صياد-1 بمدى 120 كم (وهو نفس مدى صاروخ ستاندرد)

 وتم تعديلها لاحقاََ الى صياد-2 بمدى معزز يبلغ 150 كم وتم تعزيز المدى لاحقاََ مع النسخة صياد-3 لتصل الى 200 كم ..

تتكون المنظومة الواحدة من 4 منصات متحركة TEL والتي تشمل كل منصة حاويتين او 4 حاويات اطلاق (يحتمل ان تكون مصنوعة من مواد بولمرية او الياف الزجاج)

 وشبيهة بحاويات نظام "باتريوت" الشهير ومنصة تحكم رقمية مزودة بشاشات كريستال LCD وبنظام رصد حراري فوق المنصة يوفر رصد للأهداف الجوية  لمدى 50 كم

ومتعددة القنوات "بالأشعة تحت الحمراء" كما ويتموضع نظام هوائي بتصميم القطع المكافيء بجانب الكاميرا الحرارية وضيفته توجيه الصواريخ ، وتوظف المنظومة

 رادار الاشتباك "حافظ" ورادار المسح والتتبع "آرش-2"

النسخة الثالثة من الصاروخ (صياد-C3) اشتملت على تغييرات تعتبر جذرية حيث انه تم تقصير الاجنحة المدمجة مع البدن للصاروخ لزيادة عامل المناورة وزيادة

 وقود الصاروخ الصلب ذو المرحلة الواحدة ليحقق بلوغ مدى 200 كم (110 ميل بحري) ويلاحض انه اصبح بتصميم مماثل لصاروخ باتريوت PAC-2 ، واصبح

 الاعتماد على جنيحات التوجيه الخلفية ومحرك الدفع الموجه TVC الذي يؤمن المناورة العالية وتم تزويد الصاروخ بوصلة بينات احادية الاتجاه one-way link لتوفير

 التوجيه الطرفي في منتصف المسار Mid-course وتشغيل الطيار الالي للصاروخ اثناء تحليقه وقبل بلوغ الصاروخ مرحلة منتصف المسار فأنه يتسارع لسرعة 4-5 ماخ

 ضمن الحدود القصوى له لكي توفر هذه السرعة القدرة الكافية لأعتراض المقاتلات السريعة 

وابرز تغيير طرأ في هذه النسخة هو استبدال صمام الانفجار التقاربي السابق والذي يعمل بأستشعار الاشعة تحت الحمراء IR الى صمام راديوي RF حيث 

سيؤمن قدرة للصاروخ على اعتراض صواريخ كروز والطائرات من دون طيار الصغيرة وتحفيز الرأس الحربي الذي هو عبارة عن شحنه متفجرة شديدة الانفجار ومتشظية F-HE . 

وبعد مرحلة منتصف المسار فأن الصاروخ سيعتمد على توجيه وارشاد من قبل رادار التوجيه والاشتباك "حافظ" بواسطة مرحلة التوجيه شبه النشط SARH ويُرجح

 ان  باحث الصاروخ قد تم تغييره ايضاََ عن الباحث السابق . 

يوفر الرادار آرش-2 الذي سبق ذكره المسح والاكتشاف والتعقب للأهداف الجوية منخفضة الارتفاع وذات المقطع الراداري الصغير Low RCS مثل طائرات الدرونز

 حيث يستغل الرادار الطول الموجي المتري الواقع بين S و L-band لتحقيق ذلك كما ويستعمله اطقم المنظومة لرصد الصواريخ  المضادة للاشعاع والتي تقوم بتتبع

 انظمة الدفاع الجوي ، يستغل الرادار طاقته كذلك والبالغة 40 كيلو واط لمقاومة التشويش واكتشاف الاهداف من مديات بعيدة حيث يصل مدى الرصد 

من 5-400 كم وارتفاع 200 متر الى 30 كم وتتبع 200 هدف في ان واحد ضمن قدرات التتبع اثناء الكشف TWS ، وهو يستعمل مزيجاَََ من قدرات

 مكافحة التشويش ECCM واخفاء الاشارة عن مستقبلات الخصم عبر توظيف قدرات نبض-نبض والتي تتيح تبديل الترددات اثناء الارسال وتشفير النبض والقفز الترددي FH

 كما وتدعي المصاادر الايرانية ان الرادار يوظف قدرات LPI او احتمالية الاعتراض المنخفضة والتي تتيح الرادار التملص من مستقبلات الخصم الرادارية نظراََ لكونه

 يستعمل هوائيات الحالة الصلبة المصفوفة SSA .

الرادار المخصص للأشتباك "حافظ" والذي ايضاَََ سبق ذكره ايضاََ هو رادار مصمم لتوجيه الصاروخ وتقديم الاحداثيات اليه هذا الرادار يُعد افضل رادار ايراني انتج حتى

 الآن واحدثهم فهو يستعمل مرسلات الحالة الصلبة ونظام معالجة رقمي والهوائيات المصفوفة النشطة AESA وقد صمم وانتج من قبل شركة الالكترونيات الايرانية IEI .. 

يستطيع هذا الرادار رصد الاهداف من مدى 250 كيلومتراََ وتعقب 100 هدفاََ في آن واحد وله دقة في تقديم  احداثيات الهدف على مستوى الزاوية والسرعة

 والارتفاع لكونه رادار 3D ويستعمل نظاماََ رقمياََ في المعالجة وقنوات استقبال متعددة وقدرات تشكيل الشعاع الرقمي Beamforming وقدرات في مكافحة

 التشويش ECCM عبر توظيف القفز الترددي والرشاقة ضمن الشعاع والطيف الترددي والتحكم في مستويات الفصوص الجانبية بالنسبة للشعاع وقد اضاف

 الايرانيون هوائي IFF في اعلى الرادار وضيفته تعريف صديق/عدو وهو هوائي محلي مستنسخ من الانظمة الروسية والامريكية وهنالك هوائي في اسفل

 الرادار لايعرف حتى الان مانوعيته ولكن يُرجح انه هوائي SLC اضافي وضيفته منع اي اجراء تشويش والتعرف عليه وحجبه وهي تقنية متطورة في مجالات الرادار.

والمنظومة يمكن ان تستوعب رادارات اخرى كـرادار مطلع الفجر العامل بالموجات المترية والترددات العالية جداََ حيث يوفر هذا الرادار مثلاَ

اكتشاف الاهداف الشبحية من مسافات قصيرة .

وعلى عكس الانظمة الاخرى فالمنظومة لاتستعمل وصلة بيانات التي تكون على شكل صار او هوائي لتبادل البيانات في مابينها بل تعتمد على كابل سلكي قصير

لغرض اداء هذه المهمة على الرغم ان هذه توفر ميزة لمنع استغلال الخصم للتشويش على وصلات البيانات ولكن قصر المسافة بين وحدات الانظمة يجعل من

 السهل تدميرها .. عموماََ السبب يعود لعدم قدرة الايرانيين على توفير وصلات البيانات المتقدمة والتي تتوفر من خلال خبرة طويلة في هذا المجال ومجهود ضخم لتحقيق ذلك .

الخلاصة : المنظومة تعتبر خروجاََ عن المألوف بالنسبة لدى الايرانيين فعلى عكس الانظمة السابقة التي كانت بأغلبها (ان لم نقل معظمها) مجرد تطويرات واضافات

 بسيطة لأنظمة قديمة كان يملكها الايرانيون فأن المنظومة الجديدة تعتبر مجهود ذاتي وهي ستقدم فعالية عالية في اي صراع خصوصاََ ضد مقاتلات

 الجيل الرابع والرابع + حيث ان استعمال قدرات الرقمنة والتوجيه برادار AESA يقدم فعالية عالية تجاه هذه الطائرات كما ان اضافة رادارات بقدرات LPI 

زاد من قدرة المنظومة بشكل كبير ، قد يتسائل البعض عن  سبب تفوق رادارات هذه المنظومة وتطور الايرانيين في هذا المجال مؤخراََ , السبب يعود الى

 الصينيون حيث تتوجه اصابع الاتهام كالعادة الى الصينيين والشركات الصينية مثل CETEC حيث يرجح ان الصينيون وفروا المعدات والقطع والخبرات اللازمة

 الى الايرانيين لتنفيذ هذه الرادارات كما ان الايرانيين لديهم رادارات صينية متنوعة في دفاعهم الجوي ولكن بتسميات خاصة لغرض التمويه .