خلال فترة الحرب العالمية الأولى، كانت ألمانيا سبّاقة في مجال الابتكارات العسكرية الفتّاكة، فقد كانت أول من استعمل الغاز الكيمياوي وقاذف اللهب. كما لم تتردد البحرية الألمانية في اعتماد حرب الغواصات المفتوحة، التي استهدفت سفن البضائع وناقلات النفط بالمحيط الأطلسي دون سابق إنذار.
لكن مع دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب بشكل رسمي سنة 1918، جلب الأميركيون معهم سلاحاً جديداً أرعب الألمان لدرجة أنهم لقبوه بالسلاح غير الإنساني والمخالف للأعراف الدولية.
إلا أن هذا السلاح الجديد، لم يكن سوى بندقية شوزن (Shotgun)
فمنذ البداية ساند الجنرال الأميركي جون جوزيف بيرشينغ (John J. Pershing) فكرة استخدام هذا النوع من البنادق ضد الألمان عقب سماعه بالنجاح الباهر الذي حققه هذا السلاح سنة 1900 أثناء الحملة ضد مسلمي المورو (Moro) بالفلبين، حيث ساهمت هذه البندقية في إبادة أعداد كبيرة من الفلبينيين المسلحين بالسيوف والرماح ، أثناء هجومهم على الفرق العسكرية الأميركية.
وخلال الحرب العالمية الأولى، أقدم الأميركيون على إدخال تعديلات على بندقية شوزن من نوع Winchester Model 1897 والتي يعود تاريخ ظهورها لسنة 1897 كي تكون ملائمة مع ظروف الحرب حينها.
فقد راقب الخبراء الأميركيون تطور البنادق خلال السنوات الثلاث الأولى للحرب العالمية الأولى، قبل أن يقدموا على تجهيز بندقية Winchester Model 1897 بغطاء حديدي على السبطانة لحماية يد الجندي من ارتفاع حرارتها عقب إطلاق الرصاص.
إلى ذلك، زودت هذه البندقية بحربة وأصبحت قادرة على إطلاق ست طلقات متتالية كسبت على إثرها قوة نارية مرعبة، كما توفرت لها خراطيش جديدة لزيادة ثباتها ودقتها خلال إطلاق النار.
وبفضل هذا السلاح الجديد، تمتع الأميركيون بقوة نارية هائلة قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بجنود العدو.
وبحسب شهادات جنود فرنسيين، لم تتردد القوات الأميركية في استخدام هذا السلاح للتصويب على القنابل اليدوية، التي ألقاها الجنود الألمان، لتدميرها قبل بلوغها الأرض.
خلال تلك الفترة، تمكنت المؤسسة العسكرية الأميركية من توفير حوالي 50 قطعة سلاح من بنادق شوزن لكل فرقة من فرقها العسكرية.
وقد تراوحت أنواع هذه البنادق بين Winchester Model 1897 والملقبة أيضا ب (M97) و Winchester Model 1912 الملقبة ب (M12) إضافة إلى عدد من بنادق أخرى من نوع ريمينغتون (Remington).
هكذا تمكن الأميركيون، بفضل خاصيات الطلقات المتتالية والقوة النارية الهائلة، من قتل أعداد كبيرة من الجنود الألمان خلال فترة وجيزة، عند النزول في الخنادق الألمانية، ولذلك لقّب هذا السلاح بمطهّر الخنادق.
ومع تتالي خسائرها، احتجت السلطات الألمانية على استخدام الأميركيين لبنادق "شوزن" على الجبهة، مؤكدة أن القانون الدولي يحرم مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية والمسببة بآلام فظيعة.
ومع رفض القيادة الأميركية سحب هذا السلاح، كشف مسؤولون عسكريون ألمان عن قرار جديد يقضي بإعدام كل جندي أميركي مزود ببندقية شوزن يقع في قبضة جنودها.
اضغط هنا