د. يحي الشاعر
كبير المؤرخين العسكريين
الـبلد : العمر : 86 التسجيل : 23/02/2008 عدد المساهمات : 381 معدل النشاط : 464 التقييم : 59 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: معاهدة "سيفر" ومؤامرة العدوان الثلاثي دبرت في " فيلا" فرنسية ولعبت باريس الدور الأساسي في تحقيق "زواج" إيدن وبن غوريون ... وحصلت إسرائيل علي اللتقنية والمعمل ا الخميس 4 أكتوبر 2018 - 10:04 | | |
معاهدة "سيفر" ومؤامرة العدوان الثلاثي دبرت في " فيلا" فرنسية ولعبت باريس الدور الأساسي في تحقيق "زواج" إيدن وبن غوريون ... وحصلت إسرائيل علي اللتقنية والمعمل الذري
في إطار تغطيتها الخاصة لذكرى مرور خمسين عاماً على أزمة السويس أو الغزو الثلاثي لمصر ، ركزت صحيفة “ ذي غارديان ” حول هذه القضية على قصة التواطؤ الذي أدى إلى بدء الحرب . بدأت الحكاية في منطقة ويرال مقر الدائرة الانتخابية لوزير الخارجية البريطاني آنذاك سلوين لويد حيث كان الوزير يزورها يوم 21 اكتوبر/ تشرين الأول عام 1956 . ومن هناك استدعاه رئيس الوزراء الراحل انتوني إيدن للحضور إلى مقره الريفي في شيكرز جنوبي انجلترا وذلك للمشاركة في اجتماع سري “ سيرتبط إلى الأبد بكذبة مشؤومة وسيترتب عليها عواقب وخيمة ” . وكانت مهمة لويد تتمحور حول أزمة السويس بعد تأميم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر قناة السويس . وتقول المطبوعة الرصينة إن الأزمة هزت أركان الشرق الأوسط والسياسة البريطانية والعالم بأسره منذ نصف قرن .
في اليوم التالي بعد هذا الاجتماع السري فإن السكرتير الخاص لوزير الخارجية ، واسمه دونالد لوغان ، قام بقيادة سيارة الوزير الذي كان متخفياً إلى منطقة هندون في شمالي لندن ، حيث استقل طائرة تابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني إلى خارج باريس ، وكان الساتر الذي لجأ إليه المسؤولون في وزارة الخارجية للتغطية على هذه الزيارة السرية هو أن لويد قد أصيب بنوبة برد ، ولذلك فإنه اضطر إلى التغيب عن ممارسة أعبائه الرسمية ، ومن هذا المطار الفرنسي توجه الوزير البريطاني إلى فيلا في ضاحية سيفريز حيث التقى مع ممثلين من فرنسا و ”إسرائيل ” لتدبير مؤامرة الهجوم على مصر ، وكان الخطأ الفادح الذي وقع فيه المتآمرون انهم سجلوا كتابة كل تفاصيل المؤامرة .
إيدن رئيس الوزراء المحافظ طلب تدمير كل هذه الأدلة والمستندات ، لكن كانت هناك تسريبات عنها منذ البداية ، وعندما برز الدليل والبرهان بعد 40 عاماً من ذلك اللقاء أصبحت ضاحية سيفريز ترتبط كما يقول أحد المؤرخين “ بأفضل مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ” .
من الجدير بالذكر أن المستر لوغان الذي أصبح في ما بعد السير دونالد لوغان وعمره الآن 88 عاماً ، هو آخر من تبقى على قيد الحياة من هؤلاء الأشخاص الذين حضروا ذلك الاجتماع في تلك الضاحية الفرنسية ، ويعود لوغان بالذاكرة إلى الوراء ليقول إن لويد كان حزيناً وحالته سيئة وغير راضٍ للغاية ، لتكليفه بمثل هذه المهمة الخطرة . ووفقاً لما ذكره السكرتير الخاص السابق للوزير الراحل ، فقد كان معنى ذلك نهاية التحركات الدبلوماسية التي كان يقوم بها منذ 26 يوليو/ تموز عندما أمم الرئيس المصري الراحل قناة السويس .
وكان هذا القرار قد أثار أزمة هددت وقوضت مكانة بريطانيا في الشرق الأوسط كما كان إيدن يقول . وكان رئيس الوزراء المحافظ الراحل يرى أيضاً أن تأميم شركة قناة السويس عرضت للخطر إمدادات النفط الأوروبية ، وكذلك عززت مصالح الاتحاد السوفييتي عندئذ . كذلك كان إيدن كما توضح الصحيفة “ مهووساً ” بالزعيم المصري الراحل ، وكان يقارنه غالباً بموسوليني ديكتاتور إيطاليا الراحل .
وكانت إدارة إيدن المحافظة ترى ان “ الاستيلاء على قناة السويس “ يعتبر بداية لحملة مخطط لها لإنهاء كل النفوذ والمصالح الغربية في الوطن العربي ” .
وقد بعث إيدن برسالة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت إيزنهاور يقول فيها : “ إن توحد العالم العربي بقيادة مصر وتحت النفوذ الروسي يعتبر خطراً كبيراً ” .
وقال إيدن في هذه الرسالة التي كان قد بعث بها في شهر سبتمبر/ أيلول عام 1956 “ إن الفشل والاخفاق في اتخاذ الاجراءات المناسبة سيؤديان إلى كارثة ” ، ولكن الرئيس الأمريكي كان يصر على ضرورة التوصل إلى حل سلمي .
وتشير الصحيفة في هذا الملف الساخن عن أسرار هذه المؤامرة ، إلى أنه مع حلول منتصف شهر اكتوبر عام 1956 أصبحت الحرب أمراً لا مفر منه ، وذلك نتيجة للتحالف الوثيق بين الفرنسيين و ” الإسرائيليين ” الذين كانوا يصرون على ضرورة شن حرب “ وقائية ” ضد مصر بعد غارات على الحدود المصرية “ الإسرائيلية ” في الأشهر التي سبقت ذلك .
وكان رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي آنذاك جي موليه يعرب عن “ تصميمه الذي يتسم باليأس ” لوقف مصر وإغامها على التخلي عن تأييد الثورة في الجزائر ، وتعطي هذه التفاصيل الانطباع بأن فرنسا و ”إسرائيل ” قامتا بالزج بإيدن في المؤامرة . كما أن رئيس الوزراء البريطاني نفسه كان غاضباً من تصرفات ناصر ، ويريد التخلص منه .
وفي الوقت نفسه استمرت الاتصالات “ عن طريق قناة خلفية سرية ” بين باريس وتل أبيب . وكان وزير الدفاع الفرنسي عندئذ موريس بورغيز ماونوري أحد “ أبطال المقاومة ” خلال الحرب العالمية الثانية ، أما وزير الخارجية الفرنسي كريستيان بينو فكان متشككاً للغاية بالنسبة لأي روابط مع “ إسرائيل ” ، حيث كان بينو يخشى أن تمتد الحرب لتشمل الأردن . وكان الفرنسيون على حد قول أحد المؤرخين “ الإسرائيليين ” ، وهو آفي شلايم ، يعتبرون بمثابة “ صانع الزيجات ” أي الخاطبة التي توفق بين العروسين .
وكان إيدن قد اتخذ قراره يوم 14 اكتوبر/ تشرين الأول من عام 1956 خلال اجتماع سري مع مبعوثين فرنسيين تم حذف اسميهما من دفتر الزيارات الخاص الموجود في شيكرز المقر الريفي لرئيس الوزراء .
وأبلغ إيدن سكرتيره الخاص جاي ميلارد بألا يدون أي محضر عن هذا اللقاء السري . وأصدر إيدن أوامره إلى سكرتيره : “ لن تكون هناك حاجة إلى مثل هذا المحضر يا جاي ” .
في الفيلا الفرنسية
وبعد ذلك بثمانية أيام عندما وصل سلوين لويد إلى فيلا في شارع عمانويل جبروت ، وهو منزل آمن كانت تستخدمه المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال النازي لفرنسا ، كانت المحادثات جارية بالفعل بين الطرفين الفرنسي و ”الإسرائيلي ” ، وكان يمثل “ إسرائيل ” رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون الذي كان متشككاً للغاية من البريطانيين .
وكان هناك أيضاً موشي ديان وزير الدفاع الذي كان يدون الخطط العسكرية على “ ظهر علبة سجائر ” . وكان هناك أيضاً أحد المشاركين في الاجتماع الذي لا يزال على قيد الحياة وهو مساعد ديان واسمه موردخاي بار أون . وقال الأخير إن “ سلوين لويد كانت ملامحه توضح إنه كان يرى المسألة برمتها تثير الاشمئزاز العميق ” .
وبطبيعة الحال كان هناك ممثلون عديدون لفرنسا في اللقاء وفي يوم 24 اكتوبر/ تشرين الأول ، وبعد أن زار بينو لندن لمقابلة إيدن ، “ فإن الأطراف المتآمرة وضعت بروتوكولاً تمت كتابته على الآلة الطابعة باللغة الفرنسية في مطبخ هذه الفيلا الفرنسية ” .
وتعهدت “ إسرائيل ” وفقاً لهذا البروتوكول بأن تهاجم مصر ، ومن جانبهما تعهدت بريطانيا وفرنسا بغزو مصر بحجة الفصل بين الطرفين المتقاتلين ، وكذلك لحماية قناة السويس ” ، وكانت هذه الرواية التي تتسم بسعة الخيال تعتبر بمثابة المحور أو القلب لهذه المؤامرة أو التواطؤ . وقد أصبح هذا التواطؤ بمثابة “ رمز شهير لأزمة السويس ” كما تقول “ ذي غارديان ” . وكانت “ إسرائيل ” ستحصل وفقاً للاتفاقية السرية على دعم بحري وجوي ، بينما تهاجم بريطانيا وفرنسا مصر .
وكان من المفترض ان تظل هذه الوثيقة “ سرية للغاية ” . وقد وقع عليها بالأحرف الأولى بالنيابة عن بريطانيا باتريك دين مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية عندئذ . وكان هذا المسؤول قد ذكر ان الجو خلال حفل التوقيع كان “ صحيحاً ولكنه لم يكن ودياً للغاية ” . واحتسى المشاركون في اللقاء الشمبانيا وأخذ الفرنسيون و ”الإسرائيليون ” يتحدثون جانبياً عن التعاون النووي بينهم . وقال مساعد موشي ديان للصحيفة إنه بعد مغادرة المندوبين البريطانيين الذين حضروا الاجتماع ، فإن الفرنسيين و ”الإسرائيليين ” كانوا عبارة عن الأصدقاء الحقيقيين “ بينما كان البريطانيون بمثابة طرف خارجي ” .
تدمير البروتوكول
ولدى عودته إلى لندن أصدر إيدن أوامره بتدمير هذا البروتوكول ، وقام سكرتير الحكومة نوران بروك بإحراق النسخة البريطانية منه ، وكذلك تم إحراق بقية المستندات الخاصة التي يمكن أن تدين بريطانيا ، وذلك داخل مدفأة “ عشرة داونيننج ستريت ” . وأصدر إيدن أوامره إلى الدبلوماسيين البريطانيين الذين شاركوا في الاجتماع بأن يعودوا إلى باريس في اليوم التالي لإقناع الفرنسيين بأن يقوموا أيضاً بإحراق كل الوثائق الخاصة بهذا الاتفاق . ولكن بعد انتظارهم ساعات في غرفة استقبال في وزارة الخارجية الفرنسية أخفق الممثلون البريطانيون في إقناع وزير الخارجية الفرنسي بالتخلص من هذه الوثائق حرقاً .
ويقول السير دونالد لوغان : “ لقد عنفنا بينو ولم يستمع إلى طلبنا ، وكان “ الإسرائيليون ” قد عادوا إلى تل أبيب ومعهم النسخ الخاصة من البروتوكول ” .
“ وبذلك أصبح سر إيدن غير آمناً على الاطلاق ” ، ومن اللحظة الأولى التي بدأت فيها الحرب بعد الهجوم “ الإسرائيلي ” على صحراء سيناء وفقاً للموعد المقرر له يوم 29 اكتوبر/ تشرين الأول ، 1956 فإن الكثيرين افترضوا ان كل هذه العملية كانت مدبرة مسبقاً ، وبدأت قصص وروايات التواطؤ بين فرنسا وبريطانيا و ”إسرائيل ” تنتشر على نطاق واسع .
غضب إيزنهاور
وبعد ذلك ذكر عضو في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ان الأمريكيين حصلوا على أدلة تثبت هذا التواطؤ وذلك وفقاً لبرقية بعثت بها السفارة البريطانية في واشنطن إلى سلوبن لويد . وقالت البرقية “ إن هذا الأمر يتطلب عملاً عاجلاً لإقناع الإدارة الأمريكية بأنه لم يكن هناك تواطؤ أو مؤامرة ” .
ولكن كانت هناك بالفعل مؤامرة ، كما تؤكد الصحيفة ، وكان إيزنهاور الذي استشاط غضباً يعرف ذلك أيضاً ، وأبلغ الرئيس الأمريكي وزير خارجيته جون فوستر دالاس إنه “ ليس هناك أي مبرر لهذا الخداع الذي تعرضنا له ” .
ولكن حكومة إيدن تمسكت بنفي وجود أي مؤامرة ، ووجهت اسئلة إلى وزير الخارجية البريطاني في البرلمان عما إذا كانت هناك مؤامرة أو تواطؤ ، وكان رد سلوين لويد “ لم يكن هناك اتفاق مسبق بيننا حول هذا الأمر ” . وكان لويد يكذب . وفي يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول كان إيدن قاطعاً على نحو أكبر حيث أبلغ البرلمان “ إنه لم يكن هناك لنا علم مسبق بأن “ إسرائيل ” ستهاجم مصر ، ولم نعلم بذلك ” . وكانت هذه هي آخر مرة تحدث فيها أمام مجلس العموم ، فقد أصابه المرض وأصبح شبحاً تطارده أكاذيبه ومؤامرة الغزو الثلاثي .
ولكن مساعد ديان ، وهو بار أون ، احتفظ بمحضر مفصل للقاء سيفريز ، وظل هذا المحضر سرياً وفي طي الكتمان لمدة 35 عاماً ، مراعاة لوضع بريطانيا وإيدن .
“ ولكن “ إسرائيل ” وبن غوريون بالذات لم يكن لديهم أسباب للمحافظة على سرية هذه الوثائق ” وفقاً لما يقوله مساعد ديان .
بل إنه يوضح “ لقد كان من مصلحتنا ان يعرف العالم أننا لم نكن وحدنا في شن هذا العدوان ” ، وفقاً لكلامه حرفياً .
أما لوغان الموظف العمومي الذي يلتزم باللوائح ، فقد التزم الصمت . وقال للصحيفة : “ إنني لم أكن أرغب في أن أكون الشخص الذي يفشي الأسرار ، ويكشف عما قام به إيدن أو سلوين لويد ” .
ولكنه حصل في ما بعد على نسخة من البروتوكول من “ إسرائيل ” وأودعها في “ الأرشيف القومي ” في منطقة كيو غربي لندن ، الذي يتم فيه حفظ كل الوثائق الحكومية .
ويوضح البروفيسور “ الإسرائيلي ” شلايم ان المؤامرة كانت سجلاً وبرهاناً على “ انتهازية الفرنسيين وخداع إيدن وكذلك الخوف القهري البارانوبا “ الإسرائيلية ” ” .
ولا يزال لقاء سيفريز يثير عبر السنين جواً من الإثارة والفضول . وكان الموظفون العموميون البريطانيون مثل دين يشعرون بالغضب والقلق ، وعندما قام لويد بنشر مذكراته ومن بينها رواتبه حول مؤامرة السويس في عام 1978 فإن دين شعر بهذا الغضب ، أما كيث كايل “ عميد المؤرخين عن حرب السويس ” كما تقول الصحيفة ، فإن النتائج الرئيسية بالنسبة له هي أن المشكلة لم تكن تتمثل في أن “ اجتماع سيفريز كان سرياً ، فقد كان هذا اسلوباً مقبولاً دبلوماسياً ، وكذلك فإن المشكلة لم تكن هي التواطؤ مع “ إسرائيل ” ، حيث كانت “ إسرائيل ” لها شعبية كبيرة بين دوائر عديدة في بريطانيا ، وبصفة خاصة لدى المعارضة السياسية الرسمية (يقصد حزب العمال) ” ، وعلاوة على هذا فإن الأزمة لم تكن بسبب فشل هذه السياسة التي ارتبطت بهذا اللقاء السري ، والكلام لا يزال لشيخ المؤرخين .
ويضيف الرجل قائلاً : “ إن المشكلة كانت مزدوجة ، فقد كان اشتراك بريطانيا في الغزو وهو بمثابة العنصر الجوهري في شن هذه الحرب العدوانية ، وكذلك فإن الأمر كان بمثابة مصدر كبير لسوء التفسير لدى الرأي العام حول الأوامر التي صدرت للقوات المسلحة البريطانية ” في إطار هذه المؤامرة .
توقيع معاهدة سيفر للحرب ضد مصر بعيداً عن العيون في يوم24 أكتوبر ـ بعيدا عن العيون ـ بعد رحلة سريعة تسلك الطرق والشوارع المهجورة مضي رفقاء الحرب الي سيفر احدي ضواحي باريس يناقشون الخطوط النهائية فى الخطة موسكتير المعدلة النهائية. ثم وقعوا المعاهدة وتحمل ذات الاسم..
وهذا هو نص المعاهدة بالحرف: ' لا تنشر الي الأبد
بروتوكول سيفر
24 أكتوبر سنة1956
* تقوم القوات الاسرائيلية بخلق حالة صراع مسلح علي مشارف قناة السويس لتستغلها بريطانيا وفرنسا كذريعة للتدخل العسكري ضد مصر. * توفر القوات الجوية الفرنسية الحماية الجوية لاسرائيل كما توفر القوات البحرية الفرنسية الحماية البحرية للمياه الاقليمية الاسرائيلية. * تصدر بريطانيا وفرنسا إنذارا مشتركا لكل من مصر واسرائيل لوقف اعمال القتال والابتعاد عن القناة مع قبول مصر احتلال منطقة القناة احتلالا مؤقتا بواسطة القوات الانجلو فرنسية لحماية الملاحة البحرية فيها. * تقوم القوات الجوية البريطانية بتدمير المطارات والطائرات والأهداف العسكرية المصرية وتحقق السيطرة الجوية في سماء مصر. * تدافع فرنسا عن موقف اسرائيل في الأمم المتحدة وفي الوقت نفسه تبذل بريطانيا جهودها بصفة سرية بالاتصالات الخاصة لمساندة اسرائيل دون ان تكشف علانية عن ذلك حتي لا يضار مركزها في الوطن العربي'.
ووقع الاتفاق كل من:
باتريك دين المستشار القانوني للحكومة البريطانية وكريستيانبينو وزير خارجية فرنسا ودافيد بن جوريون رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل, واتفق علي ان يحتفظ كل طرف بنسخته ولا يظهرها أبدا..!! *** موشى ديان ــ جى موليه ــ دافيد بن جوريون ـــ انتونى ايدن وقد حصل بن جوريون علي الاتفاق بسرور بالغ وعاد في اليوم نفسه إلي إسرائيل لتبدأ خطوات العمل التنفيذية ففي اليوم التالي مباشرة
وأنقل هذا عن موشي ديان( يوميات معركة سيناء):
.. وبعد المباحثات الداخلية الكثيرة وبعد الاتصالات والتفسيرات مع العناصر الخارجية التي بدأت منذ نحو شهرين يمكن اليوم تلخيص الأمور التالية: ـ
1- أقر بن جوريون رئيس الحكومة ووزير الدفاع مبدئيا خطة المعركة وأهدافها.
2- ستبدأ قواتنا عملها يوم الاثنين1956/10/29 مع الظلام وعلينا أن ننهي احتلال شبه جزيرة سيناء بسرعة ليتم الاحتلال خلال7-10 أيام.
3- القرار علي المعركة وكذلك تخطيطها يعتمدان علي فرض انه من المنتظر أن تعمل قوات بريطانية وفرنسية ضد مصر. لأننا لا نستطيع العمل بمفردنا أكثر من أسبوع واحد. 4- ومن المعلومات الموجودة لدينا فانه من المنتظر أن تقوم القوات البريطانية والفرنسية بعمليتها يوم1956/10/31 وهدفها السيطرة علي منطقة قناة السويس ولهذا يجب عليها النزول من البحر أو اسقاط قوات من الجو وسيعملون هذا بالطبع تحت تغطية جوية مناسبة.
وفي نفس هذا اليوم10/25 وضع موشي ديان بصفته رئيسا لهيئة الأركان العامة الرتوش النهائية لخطة قادش ـ الخاصة بدور إسرائيل ـ ثم وقعها وارسلها الي القادة وأبرزهم:' دان تلكوفسكي' قائد القوات الجوية و' صمويل تانكوس' قائد القوات البحرية و' اساف سمحوني' قائد القوات البرية والي رئيس شعبة العمليات.. وهذا الأخير ننقل ـ طبقا للوثائق الاسرائيلية ـ نص ما ارسل اليه:
للمرسل اليه فقط
الي رئيس شعبة العمليات الموضوع: توجيهات عمليات الغرض: ( أ) خلق تهديد عسكري علي القناة باحتلال أغراض مجاورة لها. ( ب) احتلال مضيق ايلات( أي خليج العقبة). ( ج) احداث ارتباك في تشكيل قتال القوات المصرية.
الطـــريقة:
( د) عام:
يوم ع( أي يوم بداية العمليات): يوم الاثنين29 أكتوبر سنة1956. ساعة الهجوم: الساعة1700.
( هـ) المراحل:
1- المرحلة الأولي(3) ليلة ع(10/29 ـ10/30).
وكانت هذه هي المهمة المباشرة للمنطقة الجنوبية:
( أ) احتلال تقاطع الطرق عند صدر الحيطان باستخدام قوات ابرار جوي. (ب) احتلال نخل. ( ج) احتلال الكونتلا ورأس النعيت. (د) تأمين مدخل القصيمة ـ نخل. ( هـ) تأمين محور الكونتلا ـ نخل. ( و) تأمين محور رأس النقب ـ نخل. (ز) تستعد القيادات الأخري( خلال قيادة المنطقة الجنوبية للدفاع أول ضوء يوم30أكتوبر). (ح) يستعد سلاح الطيران والسلاح البحري استعدادا تاما ابتداء من ساعة الهجوم لتنفيذ ما يكلفان به من مهام بالاسبقيات التالية:
ـ الدفاع عن سماء البلاد. ـ مساندة القوات البرية. ـ مهاجمة المطارات المصرية.
2- المرحلة الثانية( ب): في ليلة ع+1(10/30 ـ10/31).
( أ) التقدم في محور رأس النقب ـ شرم الشيخ. ( ب) الاستعداد لصد الهجوم المضاد من القطاع الأردني. ( ج) الاستيلاء علي القصيمة. ( د) الاستعداد للدفاع عن الحدود الاسرائيلية المتاخمة لسوريا ولبنان.
3- المرحلة الثالثة( ج) ليلة4+2(10/31 ـ11/1) والأيام التالية:
( أ) احتلال مضايق ايلات. ( ب) احتلال رفح وأبو عجيلة والعريش. ( ج) تأمين طريق الاقتراب من صدر الحيطان ـ الطور ـ وفتح محور الي شرم الشيخ. ( د) فتح محور أبو زنيمة الي دهب. (هـ) التقدم الي صوب القناة والتشبث بخط يبعد عنها بما لا يقل عن15 كيلو مترا. رالف الوف( لواء) موشي ديان رئيس هيئة الاركان العامة
ثم تتوالي الأحداث بعرض بن جوريون الخطة علي حكومته يوم56/10/28 ويذيع بيانا مخادعا يقول فيه ان التعبئة جرت عقب النشاط المعادي العربي فلا نقف أمام هجوم مفاجئ بدون دفاع كاف ويطرد ديان مراقبي الأمم المتحدة من بير سبع والعوجة.. يقول كان خيرا لنا أن يتقدموا بشكوي ضدنا للأمم المتحدة من أن يشاهدوا تحركاتنا ويبلغوا عنها..
الهجوم الرئيسي
كان دور اسرائيل ثانويا.. أما المجهود الرئيسي للحرب فقد كان يقع علي عاتق القوات الانجليزية والفرنسية وكان هدفه شن غزو بحري بحرير علي إمتداد الخط التعبوي ـ الاستراتيجي ـ لقناة السويس وفيما يلي نص أمرعمليات الغزو البحري الانجلو فرنسي:
* المهام:
بعد تمهيد جوي مركز ابتدائي لمدة ستة أيام وتمهيد مباشر بالطيران وبمدفعية الأسطول من س ـ3 تقوم قوات الغزو المشتركة أول ضوء يوم9 باقتحام منطقة بورسعيد والاستيلاء علي رأس الشاطئ بها بمواجهة10 كيلو مترات وعمق40 كيلو مترا كمهمة مباشرة لها علي أن تتم يوم11 وتطور الهجوم وتستولي علي منطقة الإسماعيلية يوم12 كمهمة أساسية لها طبقا للخطة( أ) أن تكون مستعدة لاستغلال النجاح لحسم الحرب بالاندفاع صوب السويس والقاهرة للاستيلاء عليهما و تحقيق المهام الأساسية طبقا للخطة( ب).
التشكيل التعبوي لعملية الغزو البحري ومهام القوات:
أ ـ نسق أول قوات لغزو البحري:
1 ـ قوة الاقتحام الجوي:
القائد: بريجادير بتلر قائد مجموعة اللواء16 مظلات.
القوات: مجموعة اللواء16 مظلات عدا كتيبتين وآلاي مظلات من الفرقة10 مظلات.
المهام: اقتحام منطقة بورسعيد جوا أول ضوء يوم9 ـ وتأمين مخارجها و الاستيلاء علي الأهداف الحيوية بها.
2 ـ قوة الاقتحام البرمائي:
القائد: الرير أدميرال هولاندمارتن.
القوات: مجموعة اللواء3 الفدائين البحريين رئاسة الفرقة10 مظلات.
كتيبة مظلات من الفرقة10 مظلات ـ أورطة دبابات خفيفة ـ ثلاث كتائب قدائيين بحريين.
المهام: الاستيلاء علي رأس الشاطئ وتأمينه كمهمة مباشرة يوم ي11 بمواجهة10 كيلو مترات وعمق40 كيلو مترا وتطوير الهجوم والاستيلاء علي منطقة الاسماعيلية كمهمة أساسية يوم12 طبقا للخطة( أ).
( ب) نسق ثان قوات الغزو البحري:
* القوات اللاحقة:
* القائد جنرال هيوستوكويل
القوات: الفرقة3 مشاة. مجموعة اللواء51 المشاة المستقل مجموعة اللواء50 المشاة المستقل كتيبتان من مجموعة اللواء16 المظلات الآلاي6 المدرع آلاي سيارات مدرعة كتيبة مظلات من الفرقة الأجنبية الفرنسية الآلاي الخفيف.
المهام: استغلال نجاح قوة الاقتحام البرمائي وتطوير الهجوم نحو القاهرة و السويس معا للاستيلاء عليهما وحسم الحرب.
( ج)الاحتياطي العام:
القوات: الكتيبة الأولي رويال وست كنت ـ2 آلاي مظلات فرنسية.
ومن هذه الخطة العسكرية تتضح الأهداف السياسية والتي يمكن اجمالها في الآتي:.
1 ـ الاستيلاء علي قناة السويس 2 ـ ابادة القوات المسلحة المصرية ومعداتها. 3 ـ القضاء علي الحكم الثوري في مصر والسيطرة علي العرب. علي هذا النحو إذن كان دور الغزاة.. وكانت أهدافهم من القتال فإذا نظرنا إلي المجهود المصري فإننا نجد أن القتال دار خلال4 مراحل استراتيجية.
* المرحلة الأولي:
مرحلة حصر العدوان الإسرائيلي المدعم بالجهود الجوي و البحري الانجلو فرنسي وقد استغرقت هذه المرحلة47 ساعة بدأت في الخامسة مساء يوم10/29 وانتهت في الرابعة مساء يوم10/31 وفيها نجحت القوات المصرية في حصر العدوان و تثبيته و استعدت لتدمير قواته نهائيا تمهيدا لنقل المعركة الي قلب اسرائيل ذاتها.
* المرحلة الثانية:
مرحلة النضال من اجل تحقيق التوازن الاستراتيجي في مسرح العمليات. وقد استغرقت86 ساعة بدأت في الساعة الرابعة مساء يوم10/31 عندما تكشفت نوايا العدوان وانتهت في السادسة صباح يوم11/4 وخلالها صدر قرار توحيد الجبهة المصرية غرب السويس في الوقت المناسب لتحقيق الاتزان الاستراتيجي وتركيز قوي النضال في مثلث( بورسعيد ـ السويس ـ القاهرة).
* المرحلة الثالثة:
مرحلة الصراع في اتجاه المجهود الرئيسي وقد استغرقت68 ساعة من السادسة صباح يوم11/4 حتي الثانية صباح يوم11/7 وكان الصراع المسلح فيها بين القوات البريطانية والفرنسية من جهة وبين القوات المسلحة المصرية, وقوي النضال الشعبي من جهة أخري, وكان القتال دفاعا عن العقيدة والأرض تحت شعار' الحرب من بيت إلي بيت'
* المرحلة الرابعة:
مرحلة فشل العدوان الثلاثي وقد استغرقت120 يوما بين7 نوفمبر سنة1956 ـ وقف اطلاق النار ـ وبين6 مارس1957 نهاية الانسحاب, و تميزت هذه المرحلة بصمود الإرادة الممثلة في الإنسان المصري و تحفزه متأهبا لآي طارئ.
هذه هي مراحل القتال من وجهة النظر الإستراتيجية المصرية.. وهي ـ هنا ـ مقدمة نبدأ بعدها في يوميات القتال ـ الذي استمر201 ساعة ـ والمهم كيف جري.
اختارت القيادة الاسرائيلية منطقة' صدر الحيطان' بسيناء لتبدأ فيها أولي عملياتها تنفيذا لدورها في اتفاق' سيفر'.. ولقد أثير في هيئة الأركان الاسرائيلية أن' صدر الحيطان' بعيدة عن القواعد الاسرائيلية.. وهي في ذات الوقت قريبة من القواعد المصرية( نحو65 كيلومترا من القناة) كما انها تحت أنف مطار كبريت المصري( نحو70 كيلو مترا) لكن ديان رد بأن المهمة هي: جذب الجيش المصري إلي أعماق سيناء و ترك قلب الدولة المصري خاليا من القوات وفي ذات الآن: خلق صراع مسلح علي مشارف القناة.. كذلك فإن الهجوم سيكون تحت حماية مظلة جوية فرنسية علما بأن منطقة' صدر الحيطان' خالية من القوات المصرية.
وعلي هذا الأساس انطلقت في الساعة الخامسة من بعد ظهر هذا اليوم(10/29) أو بالضبط قبل تمام الخامسة بدقيقة و احدة16 طائرة داكوتا منتظمة في4 تشكيلات كل منها يحمل سرية من جنود المظلات واتجهت إلي الهدف الا أن الطيارين ـ طبقا ليوميات ديان ـ' اخطأوا وأسقطوا الجنود بالمظلات شرق المكان المحدد بخمسة كيلو مترات'
علي أي حال لقد هبطت القوة وهي تضم395 فردا بأمتعتهم وأسلحتهم ومعداتهم وهؤلاء يشكلون الكتيبة890 مظلات ثم سار الجنود علي أقدامهم مسافة الخمسة كيلومترات التي أخطأوها فوصلوا مكانهم المحدد في الساعة السابعة و النصف مساء.. و في الساعة التاسعة مساء أسقطت لهم الطائرات كمية من الامدادات وذلك قبل أن تأتي الطائرات الفرنسية المتعاونة وهي من نوع نورد أطلس لتلقي في الواحدة بعد منتصف الليل امدادات جاءت بها من قاعدة قبرص وهي عبارة عن8 عربات جيب و4 مدافع عديمة الارتداد106 مم ومدفعين هاون120 مم وصناديق الذخيرة اللازمة.
هذا وقد صدرت الأوامر لهذه الكتيبة بالتحصين في موقعها بمنطقة' صدر الحيطان' دون أن تتقدم او تتحرك حتي لا تتورط في قتال مع القوات المصرية و في العاشرة من مساء ذات اليوم ـ29 أكتوبر ـ تحرك اللواء202 مظلات الاسرائيلي عبر الحدود المصرية عند الكونتيلا بهدف مساندة كتيبة المظلات التي اسقطت في صدر الحيطان.
خلال هذا الوقت وعندما أيقنت قيادة المنطقة الشرقية المصرية من بدء العدو عملياته الغادرة أصدرت أوامرها بالسيطرة علي ممر متلا وسرعة القضاء علي القوة المعادية المسقطة مع تعطيل تقدم القوات البرية المعادية التي تنضم إلي القوة المسقطة وقد كلف بالمهمة الأولي اللواء الثاني المشاة' كتيبة مشاة' أما المهمة الثانية فقد كلف بها الآلاي الثاني حدود كما أمرت قيادة المنطقة الشرقية المصرية: قوتها الاحتياطية بالاستعداد لعبور قناة السويس والتحرك غربا بهدف القضاء علي قوات العدو الاسرائيلي.
وفي الساعة الحادية عشرة بدأت وحدات اللواء الثاني المشاة المصري في عبور القناة متجهة إلي صدر الحيطان عبر ممر متلا.. وقد استغرقت عملية العبور وقتا طويلا اذ لم تنته الا في الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم التالي'10/30' وكان السبب في ذلك أنه رئي عدم تعطيل الملاحة في القناة والعبور في الفواصل التي تتخلل عبور قوافل السفن مستخدمة في ذلك' المعدية'.. وقد استطاعت العناصر المتقدمة من اللواء المصري أن تصل إلي المدخل الشرقي لممر متلا في نحو الساعة الثامنة صباحا تعليق أيزنهاور .
أيزنهاور الرئيس الأمريكى السابق يقول : ايزنهاور نفسه وبعد سنوات من العدوان الثلاثي اقر بان عدم مساندته ايدين فيما يعرف ايضا باسم ازمة السويس كان خطأ سياسيا عظيما
توقيع معاهدة سيفر للحرب ضد مصر بعيداً عن العيون
وفي يوم24 أكتوبر ـ بعيدا عن العيون ـ بعد رحلة سريعة تسلك الطرق والشوارع المهجورة مضي رفقاء الحرب الي سيفر احدي ضواحي باريس يناقشون الخطوط النهائية فى الخطة موسكتير المعدلة النهائية. ثم وقعوا المعاهدة وتحمل ذات الاسم..
نص المعاهدة بالحرف
: ' لا تنشر الي الأبد بروتوكول سيفر 24 أكتوبر سنة1956 * تقوم القوات الاسرائيلية بخلق حالة صراع مسلح علي مشارف قناة السويس لتستغلها بريطانيا وفرنسا كذريعة للتدخل العسكري ضد مصر. * توفر القوات الجوية الفرنسية الحماية الجوية لاسرائيل كما توفر القوات البحرية الفرنسية الحماية البحرية للمياه الاقليمية الاسرائيلية. * تصدر بريطانيا وفرنسا إنذارا مشتركا لكل من مصر واسرائيل لوقف اعمال القتال والابتعاد عن القناة مع قبول مصر احتلال منطقة القناة احتلالا مؤقتا بواسطة القوات الانجلو فرنسية لحماية الملاحة البحرية فيها. * تقوم القوات الجوية البريطانية بتدمير المطارات والطائرات والأهداف العسكرية المصرية وتحقق السيطرة الجوية في سماء مصر. * تدافع فرنسا عن موقف اسرائيل في الأمم المتحدة وفي الوقت نفسه تبذل بريطانيا جهودها بصفة سرية بالاتصالات الخاصة لمساندة اسرائيل دون ان تكشف علانية عن ذلك حتي لا يضار مركزها في الوطن العربي'.
ووقع الاتفاق كل من: باتريك دين المستشار القانوني للحكومة البريطانية وكريستيانبينو وزير خارجية فرنسا ودافيد بن جوريون رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل, واتفق علي ان يحتفظ كل طرف بنسخته ولا يظهرها أبدا..!! *** موشى ديان ــ جى موليه ــ دافيد بن جوريون ـــ انتونى ايدى
وقد حصل بن جوريون علي الاتفاق بسرور بالغ وعاد في اليوم نفسه إلي إسرائيل لتبدأ خطوات العمل التنفيذية ففي اليوم التالي مباشرة وأنا أنقل هذا عن موشي ديان( يوميات معركة سيناء):
.. وبعد المباحثات الداخلية الكثيرة وبعد الاتصالات والتفسيرات مع العناصر الخارجية التي بدأت منذ نحو شهرين يمكن اليوم تلخيص الأمور التالية:
1- أقر بن جوريون رئيس الحكومة ووزير الدفاع مبدئيا خطة المعركة وأهدافها. 2- ستبدأ قواتنا عملها يوم الاثنين1956/10/29 مع الظلام وعلينا أن ننهي احتلال شبه جزيرة سيناء بسرعة ليتم الاحتلال خلال7-10 أيام.
3- القرار علي المعركة وكذلك تخطيطها يعتمدان علي فرض انه من المنتظر أن تعمل قوات بريطانية وفرنسية ضد مصر. لأننا لا نستطيع العمل بمفردنا أكثر من أسبوع واحد.
4- ومن المعلومات الموجودة لدينا فانه من المنتظر أن تقوم القوات البريطانية والفرنسية بعمليتها يوم1956/10/31 وهدفها السيطرة علي منطقة قناة السويس ولهذا يجب عليها النزول من البحر أو اسقاط قوات من الجو وسيعملون هذا بالطبع تحت تغطية جوية مناسبة.
وفي نفس هذا اليوم10/25 وضع موشي ديان بصفته رئيسا لهيئة الأركان العامة الرتوش النهائية لخطة قادش ـ الخاصة بدور إسرائيل ـ ثم وقعها وارسلها الي القادة وأبرزهم:' دان تلكوفسكي' قائد القوات الجوية و' صمويل تانكوس' قائد القوات البحرية و' اساف سمحوني' قائد القوات البرية والي رئيس شعبة العمليات.. وهذا الأخير ننقل ـ
طبقا للوثائق الاسرائيلية ـ نص ما ارسل اليه: للمرسل اليه فقط الي رئيس شعبة العمليات
الموضوع: توجيهات عمليات الغرض:
( أ) خلق تهديد عسكري علي القناة باحتلال أغراض مجاورة لها. ( ب) احتلال مضيق ايلات( أي خليج العقبة). ( ج) احداث ارتباك في تشكيل قتال القوات المصرية.
الطـــريقة:
( د) عام:
يوم ع( أي يوم بداية العمليات): يوم الاثنين29 أكتوبر سنة1956. ساعة الهجوم: الساعة1700.
( هـ) المراحل:
1- المرحلة الأولي(3) ليلة ع(10/29 ـ10/30).
وكانت هذه هي المهمة المباشرة للمنطقة الجنوبية:
( أ) احتلال تقاطع الطرق عند صدر الحيطان باستخدام قوات ابرار جوي. (ب) احتلال نخل. ( ج) احتلال الكونتلا ورأس النعيت. (د) تأمين مدخل القصيمة ـ نخل. ( هـ) تأمين محور الكونتلا ـ نخل. ( و) تأمين محور رأس النقب ـ نخل. (ز) تستعد القيادات الأخري( خلال قيادة المنطقة الجنوبية للدفاع أول ضوء يوم30أكتوبر). (ح) يستعد سلاح الطيران والسلاح البحري استعدادا تاما ابتداء من ساعة الهجوم لتنفيذ ما يكلفان به من مهام بالاسبقيات التالية: ـ الدفاع عن سماء البلاد. ـ مساندة القوات البرية. ـ مهاجمة المطارات المصرية.
2- المرحلة الثانية( ب): في ليلة ع+1(10/30 ـ10/31).
( أ) التقدم في محور رأس النقب ـ شرم الشيخ. ( ب) الاستعداد لصد الهجوم المضاد من القطاع الأردني. ( ج) الاستيلاء علي القصيمة. ( د) الاستعداد للدفاع عن الحدود الاسرائيلية المتاخمة لسوريا ولبنان. 3- المرحلة الثالثة( ج) ليلة4+2(10/31 ـ11/1) والأيام التالية: ( أ) احتلال مضايق ايلات. ...
د. يحي ألشاعر
مقتطف من سطور كتابى " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006 الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
|
|
د. يحي الشاعر
كبير المؤرخين العسكريين
الـبلد : العمر : 86 التسجيل : 23/02/2008 عدد المساهمات : 381 معدل النشاط : 464 التقييم : 59 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: معاهدة "سيفر" ومؤامرة العدوان الثلاثي دبرت في " فيلا" فرنسية ولعبت باريس الدور الأساسي في تحقيق "زواج" إيدن وبن غوريون ... وحصلت إسرائيل علي اللتقنية والمعمل ا الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 14:37 | | | ... د. يحي ألشاعر مقتطف من سطور كتابى " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد" بقلم يحى الشاعر الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة رقم الأيداع 1848 2006 الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5 |
|