الشهيد "السيد عبد الله ابراهيم" ...
بطل شجاع والدبابة السنتوريون البريطانية تطلق قنابل مدفعها ضد زاوية الصلاة
صباح الثلاثاء 6 نوفمبر ، حوالى الساعة الحادية عشر .....
كانت الدبابات البريطانية قد تمكنت من إختراق شارع محمد على ، وعبرت نقطة تقاطع شارعى "محمد على وسعد زغلول " ...
....
..........
كان القول المدرع البريطانيون يتكون سبعة قطع مدرعة حسب الترتيب التل .......دبابة سنتوريون ... تليها ناقلة جنود مدرعة طراز ل ف ت LVT ....دبابة سنتوريون ... تليها ناقلة جنود مدرعة طراز ل ف ت LVT .... وهكذا
.....
.....
ولكن إختراقهم للشارع فى الطريق الى معسكر الجولف ، ومحطة الكهرباء وامبانى السجن ، كان لا يزال مملوءا بالعديد من رجال المقاومة ، ومنهم شابا يدعى "السيد عبدالله ابراهيم" .....
.....
.....
تقدم السيد عبدالله ابراهيم" ناحية الدبابة التى تتقدم القول (اتضح من تحرياتى فيما بعد أنها ناقلة جنود مدرعة طراز ل ف ت LVT يحمل كل منها 30 فردا) وكانت مفتوحة من أعلى ويطل منها أحد الضباط البريطانيين ، وتقدم الشاب والقى قنبلة يدوية ميلز 36 بعد أن سحب تيل الامان منها ....
..... فدخل الضابط فورا ليحتمى داخل الدبابة ، وفى التو صدر انفجار اهتزت له الدبابة ووقفت .... "فقد قتل سائقها" وعطلت الدبابة زجرح جنود آخرون بداخلها ....
.... ولم يكتف بذلك البطل "السيد عبد الله ابراهيم" بل القى على جنزير الدبابة قنبلة أخرى ولم يكن هناك حاجة لذلك" ، إذ أن القنبلة اليدوية الاولى كافية للقضاء على طاقم الدبابة .....
.....
.....
وشاهدته الدبابة الثانية فأطلقت عليه رصاص مدفع البرن الذى بها فسقط على الارض جريحا
.....
.....
...... (ويدون العديد من الكتب البريطانية والأمريكية والفرنسية هذه الواقعة وتزيد على ذلك أن قائد الدبابة قد قتل وأصيب العديد من الافراد وتوقف سير القافلة للحظات، حيث قامت الحاملات التالية بأخذ ما حملته الدبابة المصابة فيه وتركوها متوقفة فى مكانها لتتابع السير فى اتجاه الجنوب والوصول إلى محطة الكهرباء والمحطة الجاز معسكر الجولف ومبنى السجن وقامت حاملة أخرى فيما بعد بإحضار سائق آخر ليحل محل القائد الاول القتيل لانقاذ الحاملة)
..... ولم تكتف الدبابات بذلك، بل استمرت تتقدم ومرت عليه فاختلط جسمه بالارض وبعد مرور القول ساحبا الدبابة المصابة ....
.....
.....
شاهد الرجال المتربصون خلف أعمدة البواكى تحت العمارات الممتدة على طول شارع محمد على ... وخاصة أمام "زاويــة الصلاة" على الناصية ... محمد على ومدخل الشارع "حــارة"
التى تسبق شارع كسرى ، فى مواجهة "الكاتدرائية القبطية" الحالية ... ، شاهدوا ما حدث ازميلهم فى الكفاح ، فوجهوا نارهم الغاضبة تجاه القول المدرع البريطانى الذى يتقدم فى طريقه للجنوب ...
....
........
...
فلما شاهد قائد الدبابة السنتوريون تلك المقاومة ، صوب مدفع دبابته السنتوريون "عيار 105 ملم " الى مصدر طلقات المقاومين ... الذين كانوا يعتصمون فى زاوية الصلاة ... وكانت الطائرات النفاثة تمازالت حوم فوق المدينة لتخلى لهم الطريق من المقاومة ، بإطلاق مدافعها الرشاشة وصواريخها ... على كل مبنى تواجدت فى داخله مقاومة توقف تقدم البريطانيين ... فطلب معونتهم لقصف وتحطيم هذه النقطة دون تباطوء ....
.... "وسوف يتبعون ذلك أيضا فيما بعد ضد مقاومة جنود البحرية فى مبنى القاعد البحرية فى النافى هاوس" ....
....
........
كان من الممكن ، ملاحظة أن هذا المكان عو "زاوية صلاة إسلامية" ، فقد كانت خطوط طلائها ... وقتها .... دلالة على أن هنا "بيت من بيوت الله العامرة" ... ولكن ذلك لم يستثنيهم من تحطيم بيت عبادة الله الكون ....
....
........
تقدم اليوزباشى كمال الصياد والذى رأى المشهد بعينيه بمساعدة السيد الكومى من المجموعة الثانية ويحيى الشاعر من المجموعة الثالثة وطاهر مسعد من المجموعة الرابعة لاستعمال سكين لنزع الجثة من الارض ، وقام صبحى الكومى بنقلها إلى الجبانة فيما بعد لدفنه.....
تمعنوا الصورة أدنـــاه ، وترحموا على بطل شجاع .... "السيد عبد الله ابراهيم" ... أسكنه ألله رحيب جناته ....
يحي الشاعر
مقتطفات من كتاب "الــوجــه الأخــر للمــيدالــية ، حرب السويس 1956 ، أسرار حرب المقاومة السرية " بقلم يحي الشاعر
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
طبع فى مطابع دار الأخبار - 6 أكتوبر القاهرة
حقوق الطبع والنشر
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
لا يجوز استنساخ أى جزء من هذا الكتاب بأى طريقة كانت
إلا بعد الحصول على تصريح مكتوب مسبق من المؤلف