ادعت الكثير من وكالات ألانباء ان العراق كان بصدد التعاقد على منظومة HQ-9 الصينية للدفاع الجوي او بمعنى ادق المنظومة
FD-2000 والتي هي نسخة تصديرية خاصة من النسخة الاصلية HQ-9 ولكن هذه المصادر اشارت لاحقاََ ان العراق تخلى عن
هذه المنظومة بضغوط امريكية .. ولحسن الحض ان الصفقة قد الغيت !
اولاََ لكي نوضح بشكل ادق لاتوجد منظومة HQ-9 قابلة للتصدير بل هنالك نسخة تصديرية خاصة تحمل الاسم FD-2000 اما النسخة HQ-9
فهي نسخة خاصة بالجيش الصيني فقط .
والفرق بين المنظومتين شاسع لكون المنظومة FD-2000 تعتبر نسخة مخففة ومنخفضة القدرات من النسخة الاصلية .
فهي تستعمل نسخة اخرى من الصواريخ نوع FD-2000 ذات مدى 120 كم فقط مقابل 200 كم لصواريخ النسخة HQ-9A .
رادار النسخة التصديرية يختلف كذلك بكونه قد تم تخفيض قدراته بما يتنسب مع التصدير .
المنظومة HQ-9 تعد ضمن منظومات الجيل الرابع مستنسخة من المنظومة الروسية S-300 PMU1 القديمة ولكن
بأستنساخ سيء حسب وصف الروس حيث ان النسخة HQ-9 تعاني من اوجه القصور والمشاكل .
تتكون بطارية او منظومة FD-2000 من محطة قيادة وسيطرة و6 قاذفات TEL كل منها يحمل 4 صواريخ ورادار اشتباك HT-233
ورادار اكتساب ومسح Type-305B ويبلغ سعر البطارية الواحدة 250-200 مليون دولار .
قاذفات الصوريخ والرادارات يتم حملها على متن شاحنات تايان TA-5380 وهذه الشاحنات اضخم من شاحنات المنظومة
S-300 الروسية مما يجعل المنظومة اكثر وضوحاََ للرادارات وانظمة الاستشعار ISR المعادية والقاذف يحمل 4 صواريخ يتم
اطلاقها افقياََ بمى يسمى نمط الاطلاق البارد والمنظومة تتكون من 6 قاذفات بمجموع 24 صاروخ جاهز للاطلاق .
المحرك الصاروخي يتكون من مرحلتين وعند المرحلة الاولى يقوم معزز صاروخي بقطر 700 مم بأطلاق الصاروخ للاعلى
والصاروخ مع معززه يزن 2 طن ويحمل شحنة متفجرة في رأسه الحربي بوزن 180 كغ وعند طيرانه يحلق بسرعة 4.2 ماخ
( 4 اضعاف سرعة الصوت ) مع مدى اقصى يبلغ 125 كم وسقف اشتباك ل27 كم في الارتفاع .
ويتم تغذية الصاروخ بنوعين من البيانات التي يرسلها الرادار الاول تغذية منتصف المسار midcourse datalink حيث يتم
تزويده بالاحداثيات ضمن التوجيه الاولي ، من ثم تغذية SARH او تجيه شبه نشط حيث يتم تفعيل باحث الصاروخ ليستقبل اشارات
رادار الاشتباك ويعد كلا الاسلوبين من التوجيه يصنتف ضمن توجيه SAGG او باحث بالاسترشاد الارضي Seeker Aided
Ground Guidance ..
وتدعي بعض المصادر ان الصاروخ هندسة عكسية من صاروخ PAC-2 لمنظومة باتريوت الامريكية ولكن مايلاحض
انه اقرب تصميمياََ الى صاروخ 5V55U لمنظومة S-300 حيث انه يستخدم نفس التصميم مع التشابه في استعمال محرك ذو
دفع موجه TVC وهو يحقق قدرة اشتباك لهدف ذو مقطع راداري كبير من 125 كم و 7-25 كم ضد صاروخ كروز و 7-50 كم
ضد صاروخ جو-ارض و 7-15 كم ضد صاروخ بالستي تكتيكي ويلاحض ان الصينيين يستعملوا نفس الصارخ ضد جميع الاهداف
عكس الاسلوب الروسي الذي يخصص لكل هدف صاروخ خاص .
يعتمد الصاروخ على رادار الاشتباك HT-233 للاسترشاد والوصول للهدف ويتمتع رادار الاشتباك بتصميم المصفوفات السلبية
passive phased array او PESA بمجموع 4000 عنصر ارسال/استقبال توفر هذه العناصر قدرة ارسال لـ1
ميغا واط من الطاقة الكهرومغناطيسية و60 كيلو واط عند المتوسط ، ويعمل هذا الرادار عند التردد C-Band بعرض نطاق ترددي
لحظي يبلغ 300 ميغا هرتز .. يكتشف ويتعقب الاهداف من مدى 300 كم للمدى الاقصى و 150-100 كم لهدف ذو مقطع
راداري مثالي (5-1 متر مربع) اي ضد مقاتلة جيل رابع ، ويتعقب اكثر من 50 هدفاََ ويشتبك مع 6 اهداف في ان واحد .
اما في اعلى الهوائي فيتموضع هوائي اخر وهو هوائي IFF/SSR الذي يمكن الرادار من التعرف على الاهداف ان كانت
صديقة او معادية .
بعض المصادر تشير الى ان الرادار يمتلك عشوائية في التردد او بمى يسمى (القفز الترددي) وكذلك قدرات (المعالجة الزمكانية) وكذلك
توظيف خوارزميات المسح العشوائي للشعاع مع اشكال موجية متقدمة ضمن بما يسمى توظيف قدرات LPI ..
قدرات LPI تعني احتمالية الاعتراض المنخفض وتعني تحديداََ قدرة الرادار على العمل بشكل صامت دون قدرة مستقبلات العدو على
رصد موجاته .. ولكنها ادعاءات غير مؤكدة .
رادار اخر يعمل ضمن تشكيل المنظومة ولايقل اهمية عن الرادار الاول وهو TYPE-305B والذي يعمل كرادار مسح بحقل 3D
في السماء وقد صمم هذا الرادار بتقنية المصفوفات النشطة او AESA وابرز سماته ان الصينيين قد استخدموا مكونات مستندة
على اساس مادة الغاليوم نتريد GaN والتي تتميز بقدرة على تحمل الحرارة العالية والفولطية العالية وقدرة بث طاقة اعلى من المواد
السابقة وخصوصاََ وحدات الاستقبال والارسال TR التي تستعمل اخر تقنيات الغاليوم نتريد الصينية كما انه يستعمل معالج رقمي قوي
بسعة 1 غيغا فلوبس G-FLOPS .
وتشير بعض المصادر ان الرادار استنساخ للرادار الاوربي الامريكي المشترك GM-400M المسمى "ماستر" ولكن يلاحض
ان تصميمه اقرب للرادار الامريكي TPS-78 والذي يمتلك بعض خصائص "الذكاء" في عملية المعالجة ومكافحة التشويش ، الرادار
الصيني يعمل ضمن التردد S-Band ورغم ان المعلومات شحيحة حوله الا ان المصادر الصينية تجمع على كونه تطوير من
الرادار YLC-2V وبأستخلاص المعطيات من هذا الرادار يكون عندنا مواصفاته كالاتي :
المدى ، لايقل عن 350 كم و200 كم عند التشويش الشديد ، الدقة لاتقل عن 100 متر والطاقة المنبعثة 85 كيلو واط ونسبة
الفصوص الجانبية لاتقل عن 35- ديسبل . ويتميز ببعض الخصائص مثل معالجة مستوى الانذار الكاذب المنخفض CFAR
ومعالجة دوبر الرقية للاهداف المتحركة DMTI و العشوائية في التردد والقياس الزاوي الدقيق
الخلاصة :-
وعلى الرغم من استعراض بعض المواصفات الهامة فأن المنظومة تكشف بعضاََ من اوجه العيوب والتي قد نظنها قاتلة !
اولى المشاكل هي بأعتماد طريقة SAGG التي اسلفنا ذكرها في عملية التوجيه ، بجانب باحث غير نشط يعمل بنمط توجيه شبه
نشط SARH هذا الاسلوب من التوجيه تقل فاعليته فيمكن للعدو ان يشوش على الرادار الام ليضيع الصاروخ ، ومشكلة اكبر
تبرز هنا بكون رادار الاشتبك HT-233 بمواصفات ضعيفة فالصاروخ الذي يعول على هذا الرادار لبلوغ الهدف سيضيع بلا
شك لكون تصميمه يعتمد على تصميم الهوائيات المصفوفة السلبية PESA وهذه الطريقة قديمة لكونها تجمع عدة هوائيات
معاََ فترسل كل مجموعة هوائيات نفس الاشارة بنفس التردد وماتقوم به مستقبلات العدو هي رصد هذا التردد والتشويش عليه ،
بجانب ان الرادار يوظف مامجموعه 4000 هوائي فقط ! مقارنة برادار منظومة باتريوت والاس-400 فأن رادارات هذه
المنظومات تمتلك مامجموعه 10,000-12,000 هوائي على الاقل !
وعملياََ فان قدرات المنظومة تجاه الاهداف الشبحية ومنخفضة البصمة تكاد تكون محدودة ! اذ ان مدى التعقب بالنسبة للرادار
هو 150 كم ضد مقطع راداري مثالي ! عند مواجهة هدف ذو مقطع راداري 0.1 متر مثلا سيكون مدى الاشتباك 70-75 كم فقط !
مع العلم ان ذخائر المقاتلات تفوق مدى الاشتباك لهذا الرادار حيث يصل بعضها من 150-200 كم و350 كم لصواريخ الكروز الشبحية !
قدرة المنظومة على التفاعل مع الاخطار المتقدمة ايضاََ ليست ذات المستوى المطلوب حيث ان قدرات LPI او احتملية الاعراض
المنخفض التي سبق ذكرها قاصرة ان وجدت هذه القدرات اصلاََ ! قدرات احتمالية الاعتراض المنخفضة مهمة جداََ لأي منظومة دفاع
جوي في العصر الحالي لانها تمنع العدو من فرصة رصد الرادار اولاََ ويتيح لطاقم المنظومة استهداف الطائرة قبل معرفة الطيار
بالخطر ,, تصميم الرادار بأسلوب PESA لايتيح هذه التقنية بتاتاََ فهو يتطلب تصميم مكلف رغم الجهود الصينية الحثيثة لأضافة
بعض هذه القدرات .. على سبيل المثال يستطيع المستقبل الراداري ALR-67V3 لطائرة F/A-18E سوبر هورنت من استقبال
اشارات LPI الضعيفة جداََ وتحليلها وخلال اجزاء من الثانية يتم تحديد الموقع الجغرافي لرادار العدو واعطاء البيانات
لصاروخ AGM-88E المضاد للرادارات وسيصل هذا الصاروخ بدقة بالغة جداََ ! بفضل قدرات قياس الزاوية والوقت DTOA
المتاحة في هذه الانظمة مع العلم ان الدول المحيطة بالعراق اغلبها باتت تمتلك هذه الانظة !!
قدرة المنظومة على تفادي التشويش مسألة اخرى فعلى سبيل المثال يستخدم الروس هوائيات اضافية
AUXILIARY ANTENNA بعدة هوائيات على الاقل لعمليات حجب التشويش وتحديد مصدره واضافة هوائيات
اخرى وهي SLB او هوائيات حجب الفصوص غير المرغوب بها لتقليل فرص العدو في كشف اشارات الرادار اما في
المنظومة الصينية فأننا لانرى ذلك ! رغم ان هذه الاساليب لم تعد مفيدة مع التشويش الا انها مهمة جداََ !
قدرة الاشتباك لصواريخ المنظومة هي 125 كم بمدى اقصى وهو مدى يعتبر قصير مقارنة بمنظومة S-400 فأنها تتوفر
على صواريخ بمدى 250 كم للنسخة التصديرية و400 كم للنسخة الروسية ! بمعنى اننا سنحتاج لمنظومات اكثر في تغطية المساحة
الشاسعة بشكل اكبر ! والغريب ان هنالك منظومات بسيطة مثل النرويجية NASAMS-2 يبلغ مداها 120 كم ! كما ان صواريخ
المنظومة الصينية تعاني من نسبة فشل عالية بعد الاطلاق حيث تفقد الصواريخ اتصالها مع الرادر في بعض الاحيان مما
يتسبب بفقدان الصاروخ !
مشكلة اخرى مع هذه المنظومة هي افتقارها لقدرات NCTR او التعرف على نوعية الاهداف ، حيث يقتصر اداء المنظومة
على التعرف على الهدف من خلال مرسل ومستجيب او هوائي IFF في اعلى الرادار ، هذا الهوائي سيخبرك ان كان الهدف معادي
او صديق دون ذكر نوعه وطبعاََ في حال فشل نظام الارسال للطائرة الصديقة او النظام في ارسال المعلومات فأن الكوارث ستقع .
اما الباتريوت الامريكية والاس-400 الروسية فأنها تتوفر بخصائص NCTR التي تحدد نوع الطائرة (قاذفة-مقاتلة-مروحية
مع تعريف نوعها ان اكنت اباتشي او مي-28 مثلاََ)