تشكل التحركات المصرية الأخيرة في أفريقيا مصدر قلق رئيسيًا لدول تتنازع للسيطرة على بلدان القارة، خاصةً إسرائيل وتركيا.
وجاء انطلاق فعاليات منتدى أفريقيا 2018 في القاهرة، وكذلك معرض الغذاء الأفريقي “فوود أفريكا 2018″، في توقيت حساس مع التحركات الإسرائيلية الأخيرة في القارة، والتي ترجمتها من خلال افتتاح ملحقية تجارية جديدة في العاصمة الكينية نيروبي، وكذلك تدشين مشروعات جديدة وزيارات إلى تشاد والسودان.
وانطلقت، اليوم السبت، فعاليات منتدى أفريقيا 2018، بمشاركة عدد من زعماء الدول الأفريقية، وسط توقعات بتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية مع بعض بلدان القارة.
وافتتح وزير التموين والتجارة الداخلية، علي مصيلحي، اليوم السبت، معرض الغذاء الأفريقي “فوود أفريكا” 2018؛ وذلك بهدف تقديم حلول متنوعة للتعبئة والتغليف والتصنيع الغذائي، من جميع أنحاء العالم؛ لعرضها في مصر وأفريقيا.
عضو مجلس الشؤون الخارجية المصري، رخا أحمد حسن، قال لـ”إرم نيوز”، إن مصر تواجه العديد من التحديات داخل القارة الأفريقية، خاصةً مع قيام دول مثل إسرائيل وتركيا والصين بالتوغل داخل بعض الدول الأفريقية؛ للاستفادة من الفرص الاستثمارية والمواد داخلها.
وأضاف حسن، أن قارة أفريقيا تمثل لمصر أهمية استراتيجية خاصة؛ ما دفع الأخيرة إلى التحرك مجددًا لقطع الطريق على إسرائيل، مبينًا أن التحركات المصرية الأخيرة ستدفع إسرائيل إلى التحرك بقوة هي الأخرى، خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي تبنى خلال الفترة الأخيرة نظرية الربيع الإسرائيلي في أفريقيا، ومسألة الزيارات التي قامت بها وفود إسرائيلية إلى بعض الدول، في مقدمتها تشاد والسودان وغيرهما، مشددًا على أن سعي مصر نحو تنظيم عدة فعاليات تخص أفريقيا خلال تلك الفترة، هو بمثابة رسائل إلى بعض الدول، وتحديدًا إسرائيل وتركيا وقطر التي سعت مؤخرًا إلى التحرك في تلك المنطقة.
ونوه إلى أن التأخير المصري في الاستثمار بأفريقيا يمكن تجاوزه من خلال زيادة عدد المشروعات المشتركة، والعمل على جذب قوى جديدة للاستثمار مثل إيطاليا، مبينًا أن المسألة ليست حربًا اقتصادية فقط، لكنها تأخذ أبعادًا أخرى تتعلق بأمن مصر القومي وحمايته.
من جهته، قال الخبير في الشؤون الأفريقية، عطية عيسوي، إن إسرائيل تواصل التوغل في أفريقيا لأسباب سياسية أو اقتصادية، وبينها التضييق على الدول العربية، وكذلك الاستفادة من الميزات الاقتصادية للقارة.
وأضاف عيسوي لـ”إرم نيوز”، أن مصر تأخرت في مسألة العودة للقارة الأفريقية والعمل على ضخ استثمارات فيها ولعب دور سياسي قوي.
وأشار إلى أن قارة أفريقيا تمثل أهمية اقتصادية واستراتيجية خاصة، كونها أحد أكبر الاحتياطيات في العديد من المعادن، كما أنها تعد من أكبر القارات التي تضم دولًا منتجة للنفط، إلى جانب تميزها بوفرة الأراضي الصالحة للزراعة، ناهيك عن الثروة السمكية وغيرها.
في السياق ذاته، كشفت مصر عن جزء من خطتها في أفريقيا، عندما أعلنت عن خطة استثمارية في القارة السمراء بقيمة 50 مليار دولار، حيث تحاول معالجة أزماتها الأفريقية وعلى رأسها أزمة سد النهضة من باب التوسع الاستثماري والتجاري، من خلال هدف ثنائي التواجد بكثافة في القارة السمراء ومساعدة الاقتصاد المصري على التحسن.
وتعتبر أفريقيا أقل القارات استثمارًا من الأجانب، رغم أنها تتمتع بمساحة كبيرة، ما يجعلها من أكثر التربات خصوبة لمجال الاستثمار، وكل الدول الأفريقية تملك كل العوامل التي تجعل من المستثمر يحصل على أعلى العوائد لاستثماره.
.