دخلت روسيا وأوكرانيا في واحدة من أكثر مواجهاتهما توترا منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، مما دفع السياسيين والخبراء إلى التكهن بشأن احتمال اندلاع حرب بين البلدين. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها في الناتو (بقيادة الولايات المتحدة) روسيا باحتلال شبه جزيرة القرم بصورة غير شرعية ودعم الانفصاليين الشرقيين، فى صراع قُتل فيه ما يقدر بعشرة آلاف شخص منذ عام 2014.
"هل ستكون حرب شاملة"؟
وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا بشكل كبير بعد أن أطلق الأسطول الروسي النار على ثلاث قطع حربية بحرية أوكرانية واحتجزتها، الأحد الماضي، في منطقة (كيرتش) التي تطالب بها موسكو، والتي تقع بين البحر الأسود وبحر آزوف. من جانبه، حذر الرئيس الأوكرانى، بترو بوروشنكو، الأربعاء، من "حرب شاملة" بعد يوم من زعمه "أن لديه أسبابا جادة للاعتقاد بأن روسيا مستعدة لبدء هجوم بري". ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها "بدأت في اختبار استعدادات التشكيلات والوحدات العسكرية في المنطقة العسكرية الجنوبية"، وهي منطقة تضم شبه جزيرة القرم المتنازع عليها وأجزاء من أوكرانيا. في اليوم التالي، أعلنت روسيا أيضا نيتها نقل النظام الصاروخي "إس 400" المضاد للطائرات إلى شبه جزيرة القرم. وبهذا الصدد، قال محللون غربيون لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الحرب الشاملة لا تزال غير محتملة. بالمقابل، أجرت المجلة مقارنة بين أنواع الأسلحة وأعداد الجيش والتشكيلات وغيرها بين البلدين.
النووي الأوكراني !
بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات، كانت أوكرانيا تحتفظ بخمسة آلاف رأس نووي، مما جعلها ثالث أكبر ترسانة في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة فقط. بالمقابل، تفتقر الدولة المستقلة حديثا إلى التكنولوجيا اللازمة لإطلاق الأسلحة، بالإضافة إلى الأموال اللازمة لصيانتها. ومن أجل الحفاظ على السلام مع روسيا، قامت بتسليم معظم مخزونها من أسلحة الدمار الشامل ودمرت الباقي.
تعداد الجيش
تتكون القوات المسلحة الأوكرانية، التى وضعت فى حالة تأهب قصوى يوم الاثنين، من حوالى 250 ألف فرد، وفقا لوزارة الدفاع الأوكرانية، وهو رقم يقابله 1.9 مليون جندى روسي، بحسب تقديرات هذا العام. كما ارتفع الإنفاق العسكري الروسي في عام 2017 إلى 66.3 مليار دولار، مقارنة مع 3.6 مليار دولار في أوكرانيا، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
الدبابات
تمتلك روسيا أكبر عدد من الدبابات في العالم، مع حوالي 20،000 مركبة من هذا النوع، وتزعم الحكومة الأوكرانية أن عدد الدبابات الروسية التي وضعت في خدمة المتمردين في أوكرانيا وحدها يبلغ حوالي 680، وهو رقم قد يفوق قوة الدبابات في المملكة المتحدة وألمانيا مجتمعتين. فيما نفت موسكو تقديم مساعدات عسكرية للمتمردين. القوات البحرية
أما بالنسبة للبحرية الأوكرانية، ففقدت الكثير من السفن عندما سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم، وتم الاستيلاء على ثلاث أخرى في حادثة يوم الأحد. وعلى الرغم من أن روسيا فقدت حاملة طائراتها الوحيدة في حادثة أواخر الشهر الماضي، فإن أسطولها في البحر الأسود يضم عشرات السفن الحربية، ومن المقرر أن تستلم البحرية 26 سفينة أخرى بحلول نهاية هذا العام.
القوات الجوية
تم الاستيلاء على عشرات الطائرات الأوكرانية أثناء الفترة التي شهدت ضم شبه جزيرة القرم. ومع ذلك، اعتبرت العديد من هذه الطائرات غير قادرة على الطيران. وفي مسْح حديث نشره ميكولا بيليزكوف الشهر الماضي، قال إن قوام القوات الجوي الأوكرانية هو 17 طائرة من طراز "سوخوي"، بالإضافة إلى 29 طائرة من طراز ميغ21، بالإضافة إلى مقاتلات قصيرة المدى شبية بإف16. وأضاف أن أوكرانيا تمتلك 13 طائرة من طراز سوخوي 25 و12 طائرة سوخوي 24، و46 طائرة من طراز إل39. أما في روسيا، فقالت وكالة استخبارات الدفاع، عام 2017، إن الأسطول الجوي الروسي يضم 141 قاذفة و420 مقاتلة و345 مقاتلة يمكنها مهاجمة أهداف أرضية و215 طائرة هجوم، و32 طائرة تعتمد الذكاء الإلكتروني، بالإضافة إلى 15 مركبة تزود الطائرة بالوقود و122 ناقلة ثقيلة و198 طائرة تدريب.
https://arabic.euronews.com/2018/11/29/ukraine-russia-military-confrontation-looms-what-are-military-capabilities-of-both-sides