إلى جانب المعارك التي كانت دائرة بين قوات الجيش العربي السوري و قوات الاحتلال الإسرائيلي على أرض الجولان خلال حرب تشرين الأول عام 1973 كان هناك حرب لا تقل شراسة مسرحها هو السماء , تلك الحرب خاضتها القوات الجوية العربية السورية إلى جانب قوات الدفاع الجوي السوري في مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي الذي انتفض مع الساعات الأولى للحرب لصد تقدم القوات السورية في جبهة الجولان , تلك الجبهة التي رأت القيادة الإسرائيلية أنها الأكثر خطورة و أهمية و دفعت بمعظم مجهود سلاحها الجوي إليها لإنقاذ الموقف و على أثر ذلك خاضت المقاتلات و الدفاعات الجوية السورية أشرس المعارك لمنع العدو من تحقيق أهدافه .
و لأن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر ذراع الجيش الإسرائيلي الضاربة التي يعتمد عليها اعتماداً كبيراً فكان لا بد للجيوش العربية تحضير خطة محكمة يتم من خلالها بتر هذه الذراع و حرمان الجيش الإسرائيلي منها ما يفقده أحد أهم عناصر قوته و أكثرها تأثيراً في نجاح مهامه , و على أساس هذه الاعتبارات قامت قيادة القوى الجوية و الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري (كان قائد القوى الجوية و الدفاع الجوي آنذاك اللواء ناجي جميل و مدير إدارة الدفاع الجوي : العميد الركن علي الصالح) بتحضير الخطط اللازمة لتنفيذ المهام التي كانت تفرضها معركة التحرير المقبلة , و قد كانت هذه الخطط تتضمن التالي :
1- خطة الضربة الجوية الأولى التي سيتم تنفيذها مع بداية الحرب .
2- خطة التعاون بين الطيران المقاتل و الصواريخ و المدفعية م/ط للدفاع عن العمق و تغطية القوات .
3- خطة تقديم الدعم التكتيكي للقوات البرية .
4- خطط الإنزالات الجوية .
5- خطة الإستطلاع و التصوير الجوي .
و كذلك التحضير للمهام الطارئة كمكافحة الإنزالات الجوية و البحرية المعادية إلى جانب نقل و إنقاذ الركب الطائر و إخلاء الجرحى , و تضمنت خطط قيادة القوى الجوية توجيه ضربة جوابية في حال تنفيذ العدو ضربة وقائية للجبهة المصرية ... و قبل الدخول في تفاصيل بعض هذه الخطط لا بد لنا من التطرق للتسليح المتوفر للقوات الجوية و الدفاع الجوي السوري من حيث الكم و النوع و مقارنته بالتسليح المعادي ليكون القارئ قادر على تقدير الموقف العام خلال الحرب .
التسليح السوري كماً و نوعاً :
كان العمود الفقري للقوات الجوية السورية ما الحال بالنسبة للشريك المصري هو المقاتلة السوفييتية Mig-21حيث كانت تبلغ الأعداد التي في الخدمة مع القوات الجوية السورية عند بداية حرب 1973 نحو 150 مقاتلة من هذا النوع , إلى جانب الـ Mig-21 كان هناك نحو 120 طائرة من أنواع أخرى كالـ Mig-17 و السوخوي 7 و السوخوي 20 , و قد كانت القوات الجوية السورية تمتلك نحو 30 طائرة مروحية Helicopter مختلفة الأصناف على رأسها الـ Mi-8 التي خصصت لمهام الإنزال الجوي خلف خطوط العدو ... أي بمجموع يبلغ نحو 270 طائرة مقاتلة و 30 طائرة مروحية .
في المقابل فإن سلاح جو العدو الإسرائيلي كان يتألف من أكثر من 400 مقاتلة من الأنواع التالية : F4 فانتوم , سكاي هوك , ميراج , ميستير , بالإضافة إلى نحو 200 طائرة أخرى مختلفة الأنواع (مروحية – نقل – حرب الكترونية ) .
أما تسليح قوات الدفاع الجوي السوري خلال حرب 1973 فقد كان موزعاً على عدة ألوية صواريخ م/ط من الأصناف سام-2 , سام-3 , سام-6 تتضمن 32 بطارية سام-6 و 18 بطارية سام-2 و سام-3 إلى جانب قواذف السام-7 المحولة على الكتف بالإضافة إلى بطاريات الصواريخ توجد المدفعية المضادة للطائرات ذاتية الحركة الموجهة بالرادار ZSU-23 و التي بلغ عددها 160 وحدة ملحقة بغالبيتها على أفواج م/ط التشكيلات المشاركة في اقتحام الجولان إلى جانب أفواج الدفاع الإقليمي التي تتألف من نحو 700 مدفع رشاش م/ط من العيارات 23-37-57 مم و أعداد قليلة من المدفعية عيار 100مم .
صورة للسام-6 مأخوذة في بانوراما حرب تشرين في مدينة دمشق
مرحلة التحضير و التخطيط :
تضمنت خطة العمليات الجوية السورية تأمين المطارات العسكرية الداخلة ضمن العمليات القتالية فتم تجهيزها في وقت سابق للحرب بمرابض للطائرات توفر لها الحماية من الغارات المعادية كما تم تجهيز المطارات بمدرجات إضافية تستخدم في حال الطوارئ و تم تدريب طواقم خاصة لصيانة المدرجات و المنشآت الهامة الأخرى في تلك المطارات في حال تعرضت للقصف الإسرائيلي بالإضافة إلى أن رئاسة مجلس الوزراء قد وضعت تحت تصرف وزارة الدفاع طواقم مدنية يمكن الاستعانة بها عند الحاجة في ترميم أي أضرار تتعرض لها المطارات جراء أي قصف إسرائيلي محتمل و قد كان للإجراءات السابق ذكرها أثر كبير حيث لم يستطع العدو الإسرائيلي تعطيل أي مطار سوري بالرغم من تعرض بعضها لبعض الغارات و لم يحدث طوال فترة الحرب أن عادت طائرة سورية من مهامها و لم تستطع الهبوط أو أن طائرة تأخرت بتنفيذ مهامها و لم تقلع لتلك الأسباب .
أما على مستوى تحضير القوات الجوية و الدفاع الجوي للمعركة و وضع التصورات و التقديرات للمواجهة الجوية مع سلاح الجو الإسرائيلي و التي أثبتت الحرب دقة غالبيتها كتقدير المجهود الجوي الذي سيخصصه الجانب الإسرائيلي لمهام الدفاع عن العمق الصهيوني و التي حددت بنسبة 20% من مجمل المجهود الجوي الإسرائيلي و كذلك تقديرات الطلعات الجوية التي تستطيع تنفيذها القوات الإسرائيلية في كل يوم من أيام العمليات القتالية و التي حددت بنحو 700-800 طلعة يومية إلا أننا نرى أنه لا بد من الإشارة إلى أن التقديرات السورية التي تتعلق بنسب المجهود الجوي الإسرائيلي التي ستخصص لكل من الجبهة السورية و المصرية لم تكن موفقة بشكل كبير حيث قدر أن 60% من أعمال طيران العدو ستوجه إلى الجبهة المصرية و 40% ستوجه إلى الجبهة السورية و هذا ما لم يكن دقيقاً حيث أن وقائع الحرب أظهرت أن المجهود الجوي الإسرائيلي تم توجيه غالبيته إلى جبهة الجولان خصوصاً في الفترة ما بين 6 تشرين الأول و حتى 13 تشرين الأول و قد كان معدل نسبة المجهود الجوي الموجه إلى الجبهة السورية في تلك الفترة نحو 70% من مجمل المجهود الجوي الإسرائيلي الموجه إلى الجبهتين السورية و المصرية .
كما تضمنت الخطة السورية لتحرير الجولان دوراً هاماً للقوات الجوية حيث وضعت الخطط لتنفيذ عدة إنزالات جوية على عدد من المناطق أهمها الإنزال الذي تم تنفيذه على المرصد الإسرائيلي الرئيسي في جبل الشيخ على ارتفاع 2100 متر و الذي أفضى لاحتلاله من قبل القوات الخاصة السورية كذلك من الإنزالات الهامة التي تنفيذها كان الإنزال على تل الفرس في قلب الجولان و الذي انتهى كذلك باحتلال التل و السيطرة على الموقع الدفاعي الإسرائيلي المنشأ عليه .
و بالرغم من الدور الهام الذي قامت به القوات الجوية السورية من حيث تنفيذ عمليات الإنزال إلا أن ذلك لم يكن أهم أدوارها في تلك الحرب فقد كان للقوات الجوية السورية شرف توجيه أول ضربة تعرضت لها القوات الإسرائيلية في الجولان و ذلك عندما قامت بتوجيه ضربة جوية في اللحظات الأولى من الحرب لتمهد الطريق إلى جانب المدفعية أمام القوات البرية التي اجتاحت الجولان في الساعة 1400 من يوم 6 تشرين الأول عام 1973 و قد وضع لتلك الضربة الجوية خطة محكمة هدفها إلحاق أكبر أضرار ممكنة بعناصر الدفاعات الإسرائيلية في الجولان و كذلك تكبيد تلك القوات أكبر خسائر ممكنة و قد وضعت خطة الضربة الجوية السورية على الشكل التالي :
كان لا بد للضربة الجوية السورية أن تكون مؤثرة و تستهدف تحقيق أكثر قدر ممكن الأضرار للإسرائيليين بهدف إجهاض الدفاعات و كذلك إضعاف رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم السوري و على هذا الأساس تم وضع خطة رئيسية تتضمن أهداف في العمق الصهيوني (داخل فلسطين المحتلة) و أهداف تلك الخطة كانت : المطارات و مقرات القيادة في رامات ديفيد , مجيدو , عين شيمر , سان جين , مرصد جبل الشيخ , مقر القيادة في ميرون , محطة رادار النبي يوشع.
و إلى جانب الخطة الرئيسية تم وضع خطة بديلة يتم اللجوء إليها في حال تعذر تنفيذ الإغارات على عمق العدو و تتضمن تلك الخطة الأهداف التالية : مقرات القيادة في ميرون , تل الفرس , تل أبو الندى , مرصد جبل الشيخ , و نقاط تحشد القوات المدرعة في حرش مسعدة , كفر نفاخ , كذلك يرافق الضربة الجوية رشقات من صواريخ أرض-أرض من نوع Luna السوفييتية (Frog-7) توجه بشكل رئيسي إلى مطار رامات ديفيد الذي يقع في جنوب شرق مدينة حيفا و قد خصص للضربة الجوية السورية قوة قوامها 80 طائرة .
أما بالنسبة للدفاع الجوي فمن مجمل بطاريات الصواريخ م/ط السورية تم نشر حوالي 30 بطارية على الشريط المحاذي لخط وقف إطلاق النار جنوبي العاصمة دمشق لتغطية القوات السورية التي تقاتل في الجولان بينما تم تخصيص باقي البطاريات للدفاع عن العاصمة دمشق و باقي النقاط ذات الأهمية على المستوى العسكري و المدني كما تم تنفيذ مناورة بكتائب الصواريخ المضادة للطائرات قبل بداية الحرب بساعات لضمان تبدل أي معطيات قد تكون توفرت للجيش الإسرائيلي جراء أي عمليات استطلاع محتملة و بالتالي إضعاف قدرتها على توجيه أي ضربات لحائط الصواريخ السوري المضاد للطائرات .
مرحلة الأعمال القتالية :
عند الساعة 0400 من يوم 6 تشرين الأول عام 1973 كانت القوات الجوية العربية السورية و كذلك قوات الدفاع الجوي بكامل الجاهزية القتالية و مستعدة لتنفيذ المهام الموكلة إليها بحسب الخطط الموضوعة حيث أسندت المهام القتالية إلى قادة الأسراب قبل بدء العملية بأربع و عشرين ساعة و ابتدأت الأعمال القتالية بتنفيذ الخطة البديلة التي ذكرنا أهدافها أعلاه و ذلك بعد ملاحظة نشاط جوي زائد للعدو فوق مناطق شمال فلسطين المحتلة , على هذا الأساس انطلقت 80 طائرة سورية لضرب الأهداف الموكلة إليها حسب الخطة البديلة مترافقة مع توجيه ضربة صاروخية مركزة إلى مطار رامات ديفيد حققت إصابات مباشرة و قد تم التحقق من نتائج الضربة الصاروخية من قبل الطيارين الإسرائيليين الأسرى و في نفس الوقت تقريباً قامت أربع طائرات مروحية من نوع Mi-8 بإنزال رجال القوات الخاصة السورية على قمة ملحاثا على جبل الشيخ لاحتلال المرصد الإسرائيلي القابع هناك و الملقب بـ (عيون إسرائيل) , إلى جانب ذلك قامت القوات الجوية العربية السورية بـ 148 طلعة تغطية للقوات و مظلات جوية فوق المطارات مع وجود نحو 40 مقاتلة أخرى تقوم بتنفيذ دوريات مناوبة جوية و قد بلغ مجمل عدد الطلعات التي نفذتها القوات الجوية السورية في اليوم الأول من الأعمال القتالية 268 طلعة و حصيلة الخسائر 4 طائرات سورية و 3 طائرات إسرائيلية .
صورة نادرة من كاميرا ميغ-21 سورية تظهر مقاتلة ميراج إسرائيلية قبل لحظات من إسقاطها
طيار الـ Mig-21 : بسام حمشو - طيار الـ Mirage III : آمي لاهاف
الصورة ملتقطة بتاريخ 7/10/1973
في اليوم الثاني من الأعمال القتالية أي بتاريخ 7 تشرين الأول نفذت القوات الجوية السورية عدد من المهام منها : مهمة الإنزال الجوي في تل الفرس , تغطية القوات البرية و دعمها , طلعات استطلاع بالتصوير و كان عدد الاشتباكات بطيران العدو ست اشتباكات و قد كان مجمل عدد الطلعات التي نفذتها القوات الجوية السورية 254 طلعة , لكن المميز في هذا اليوم هو أداء الدفاع الجوي السوري حيث تصدى بشكل باهر للطيران الإسرائيلي الذي وجه معظم مجهوده بدءاً من هذا اليوم بالتحديد إلى الجبهة السورية و قد كان من ضمن أولوياته تدمير جزء حائط الصواريخ المضادة للطائرات لتخفيض كفاءة التغطية المضادة للطائرات بالنسبة للقوات السورية التي تقاتل على أرض الجولان فقد شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً لهذا الهدف بتشكيل من المقاتلات الإسرائيلية بلغ عددها 15 مقاتلة إلا محاولته انتهت بالفشل بعد أن لم يستطع تحديد مواقع بطاريات الصواريخ السورية و كان ذلك أحد آثار المناورة التي نفذت قبل بداية الحرب بوقت القصير و انتهى الهجوم الإسرائيلي بخسارة 7 طائرات من التشكيل المهاجم و انسحاب باقي الطائرات و طوال الحرب تكررت محاولات تدمير أكبر عدد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات السورية إلا أن إيلي زعيرا رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي اعترف بعد سنوات من الحرب أن عدد بطاريات الصواريخ م/ط السورية التي تم تدميرها كان أربعة بطاريات فقط و قد بلغت خسائر العدو في هذا اليوم 44 طائرة و يعتبر هذا اليوم هو الثاني من حيث خسائر سلاح الجو الإسرائيلي بينما كانت خسائر القوات الجوية السورية 15 طائرة .
و بقي الحال في الأيام التي تلت اليوم الثاني من الأعمال القتالية تقريباً نفسه من حيث كثافة الطلعات الإسرائيلية على الجبهة السورية و معدلات الخسائر الذي بلغ نحو 20-25 طائرة إسرائيلية في كل يوم كان لقوات الدفاع الجوي النصيب الأكبر منها , إلا أن ذلك تغير في اليوم السادس من الأعمال القتالية أي بتاريخ يوم 11 تشرين الأول حيث ازداد نشاط سلاح الجو الإسرائيلي بشكل ملحوظ و بلغت عدد طلعاته على الجبهة السورية في ذلك اليوم فقط حداً قياسياً بلغ قرابة 900 طلعة و اشتبكت وحدات الدفاع الجوي بشكل مستمر بطائرات العدو و قد كان لكثافة الطلعات الإسرائيلية في ذلك اليوم ضريبة كان على سلاح الجو الإسرائيلي أن يدفعها حيث بات يوم 11 تشرين الأول عام 1973 اليوم الذي يتم فيه إسقاط أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية و تحول هذا التاريخ فيما بعد ليكون عيداً لقوات الدفاع الجوي السوري على أثر الخسائر التي تم تكبيدها للعدو في ذلك اليوم من حرب تشرين و في مقابل الزيادة الملحوظة للطلعات الإسرائيلية كان على القوات الجوية السورية بذل ما أقصى يمكن للتصدي للطيران الإسرائيلي حيث ارتفع النشاط الجوي السوري بنسبة كبيرة و استطاع اللواء الجوي 70 وحده تقديم 108 طلعات في ساعة واحدة فقط و تم تنفيذ عملية إنزال بالمروحيات قرب تجمع لدبابات العدو في مزرعة بيت جن و استمر الوضع على هذه الوتيرة حتى آخر ضوء من يوم 13 تشرين الأول حيث بدأ المجهود الجوي الإسرائيلي من بعد هذا التاريخ يتراجع تدريجياً بعد أن قام الطيران و الدفاع الجوي السوري بتكبيده خسائر فادحة .
في المجمل قامت القوات الجوية العربية السورية بنحو 6000 طلعة طوال الحرب و بلغ عدد الاشتباكات مع طيران العدو 69 اشتباكاً أسقط خلالها 102 مقاتلة إسرائيلية و نفذت في اليوم الخامس عشر من الأعمال القتالية (تاريخ 20 تشرين الأول 1973) غارة على مدينة حيفا بعدد من طائرات سوخوي 20 كما أسقطت وسائط الدفاع الجوي خلال الحرب 194 طائرة إسرائيلية أما الخسائر السورية في الطائرات فقد بلغت نحو 130 طائرة , بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي فقد قدرت طلعاته الجوية الإجمالية بنحو 13000 طلعة على كلا الجبهتين أي بمعدل 800 طلعة يومية كان جزء كبير منها موجه إلى الجبهة السورية خصوصاً في الأسبوع الأول من الحرب .000000000للامانة الموضوع منقول عن زميل من منتدى عسكري ونقلته من اجل تذكير الشباب العربي بامجاد ابائنا واجدادنا وشكرا