الدوحة - سليمان حاج ابراهيم
لفتت القوات الجوية الأميرية القطرية أنظار الجماهير التي شاهدت العرض العسكري الذي أقيم أمس بالكورنيش بمناسبة احتفال البلاد باليوم الوطني المصادف ل 18 ديسمبر بالفقرات المتنوعة التي نفذها طيارون قطريون محترفون بمستوى عالً من الفعالية والدقة المتناهية يعكس التقدم الكبير المحرز من قبل سلاح الجو الذي يضطلع بمهام عدة في الدفاع عن الوطن وحمايته.
وشاركت القوات الجوية بتشكيلة مختلفة ومتنوعة من الطائرات والطوافات والمعدات التي تمتزج بين القديم منها والجديد الذي تم اقتناؤه مؤخرا وصولا إلى أحدث طائرة تم الحصول عليها ودخولها الخدمة وهي طائرة النقل العسكرية سي17 التي تتميز بمواصفاتها العالية والمصنوعة في مقر شركة لوكهيد ـ بوينغ بالولايات المتحدة.
واستهل العرض الجوي بتحليق من قبل طائرات السرب السابع وهو سرب التفوق بمقاتلات ميراج 2000 ـ 5 المتعددة المهام التي قامت بكسر جدار الصوت مما جعل أعناق الجميع تشرئب نحو السماء لمتابعة هذه الطائرة الخاطفة للأبصار بسرعتها المتناهية التي تتجاوز 2300 كلم في الساعة والتي تتميز بقدراتها الرهيبة في المناورة. ودخلت هذه المقاتلات سلاح الجو الأميري سنة 1997 وساهمت في تحقيق تفوقه من خلال امتلاك هذا السرب الرائع من الطائرات التي تعتبر مفخرة السلاح الجوي وتصنف على أنها أبرز مقاتلة على المستوى الدولي من الجيل الرابع. وقامت الميراج بمناورة الانشطار من أمام المنصة ثم نفذت مناورة ثلاثية مع حركة نصف لولبية، وبعدها تحلق 7 طائرات ميراج في السماء على خطين متوازيين يفصلهما خط في الوسط وهو يرمز إلى الحرف الأول من اسم سمو أمير البلاد وهو حمد باللاتينية للتعبير عن تحية هذه المقاتلات لسموه. وعلى إثر ذلك تدخل طائرة التدريب العسكري ألفجيت ذات المحركين النفاثين من السرب 11 المجال الجوي حيث تطلق دخانا كثيفا في السماء بلون العنابي وتقوم بتنفيذ مناورة الالتفاف الحاد أمام الجمهور وتليها مناورة الانشقاق أمام المنصة. وتنفذ ألفجيت فقرة سحرت الناس حينما قامت برسم رقم 18 بالدخان ذي اللون العنابي في السماء وهو يرمز لليوم الوطني. وتتوارى المقاتلات مؤقتا عن الأنظار لتدخل الطائرات العمودية تتقدمه طائرة كومندو تحمل صواريخ مضادة للسفن وتختص بحماية السواحل ودخلت الخدمة في سلاح الجو القطري سنة 1984 وتقوم في البداية بأداء التحية لسمو أمير البلاد المفدى أمام المنصة ثم تغادر لتنفذ استعراضاتها وتسندها مروحية الغزال التي تعتبر طائرة عمودية متعددة المهام حيث تستعرض قدراتها الكبيرة على الاستعراض والمناورة في السماء والتحكم الشديد في دورانها بعدة زوايا.
وانبهرت الجماهير حين مشاهدتها لطائرة النقل العسكري العملاقة سي17 التي تعتبر قطر أول دولة في المنطقة وخارج نطاق حلف الشمال الأطلسي تمتلكها وتستخدمها. وتعتبر الطائرة سي17 ناقلة عسكرية إستراتيجية يمكن لها أن تنقل كافة أنواع المؤن والمعدات وتزود بها مناطق مختلفة وتوزعها من على الجو حيث قامت بإسناد القوات الجوية لفعاليتها الكبيرة في العديد من المهام الإنسانية مثل إندونيسيا. وأشاد الجمهور بمشاركة هذه الطائرة العملاقة في الاستعراض الجوي الذي عادة تنفذه طائرات حربية مخصصة للمناورات تكون صغيرة الحجم على غرار الميراج وألفاجيت وهو تأكيد على أن الطيارين القطريين رفعوا التحدي والتزموا بتنفيذ السيناريو وأكدوا قدرتهم الكبيرة على التحكم في جميع أنواع الطائرات من مختلف الأحجام حيث نفذوا بهذا العملاق الطائر مناورة جميلة أمام المنصة. وفي ختام العرض يدخل كل التشكيل دفعة واحدة. في المقدمة طائرات الميراج تليها طائرة النقل العسكري سي17 وعلى جوانبها الفاجيت وهي تنفث دخانا عنابيا في السماء وتلحقها الكومندو والغزال لتنهي اختتام العرض الوطني الذي أثار انتباه الجميع.