بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لا يحضر هيكل مثل هذه الاحتفالات؟



‮1- ‬المكان‮: ‬مسرح النصر شرق القناة بالجيش الثاني
الميداني‮.. ‬لا يوجد أروع ولا أجمل من هذا المكان في الدنيا،‮ ‬المسرح
أشبه بمدرجات استاد الكرة،‮ ‬وخشبته هي أرضية الملعب الكبير الذي شهد
العرض‮.‬

‮2- ‬المناسبة‮: ‬احتفال القوات المسلحة بالذكري‮ ‬36‮
‬لانتصار أكتوبر،‮ ‬الذي شرفه الرئيس مبارك وكبار رجال الدولة،‮ ‬وسعد
الجميع بأوبريت‮ ‬السلام عايز سلاح‮.‬

‮3- ‬علي يسار المسرح توجد
قناة السويس،‮ ‬والضفة الغربية،‮ ‬حيث تترامي مدينة الإسماعيلية مثل لؤلؤة
جميلة أثناء الليل،‮ ‬ومياه القناة تبرق مثل الفضة عندما تصطدم بها أنوار
الكشافات‮.‬




‮4- ‬الليلة برمتها نزلت علي المشاعر بفيض من ذكريات
الماضي،‮ ‬وطقوس الانتصار العظيم،‮ ‬الذي أعاد الروح إلي هذا الوطن‮..
‬ولولا أكتوبر ما كانت الإسماعيلية ولا القناة،‮ ‬ولا هذا النماء الكبير
الذي يدب في كل شبر‮.‬

‮5- ‬لا يستطيع أحد أن يتحكم في مشاعره وهو
يستمع إلي سيل متدفق من الأغاني الوطنية،‮ ‬التي تشكل جزءاً‮ ‬من وجدان
كثير من المشاركين في الاحتفال،‮ ‬الذين عاشوا مرارة الانكسار وروعة
الانتصار‮.‬

‮6- ‬الأغاني الوطنية هي التي تعيد شحن الروح
المعنوية للمصريين،‮ ‬فهي ليست مجرد كلمات وألحان،‮ ‬وإنما عرق ودماء
وتضحيات،‮ ‬وفيض متدفق من أنشودة الحياة‮.‬




‮7- ‬المؤكد أن نصف الحضور علي الأقل قد سرحوا بخيالهم
لذكريات الحرب وهم يتابعون أوبريت الانتصار‮.. ‬هذا المكان بالذات الذي
يشغله الجيش الثاني،‮ ‬كان مسرحاً‮ ‬لمعركة الدبابات التي انتهت بأسر‮
‬عساف ياجوري‮.‬

‮8- ‬شتان‮ ‬بين المشهد الذي نراه اليوم،‮
‬وسيناء تحتضن الضفة الأخري،‮ ‬والضفتان تتباهيان بالنور الساطع،‮ ‬ومشهد
أيام الهزيمة ثم الانتصار‮.‬

‮9- ‬المؤكد أن هذه المنطقة كانت
مظلمة مثل السواد،‮ ‬لا تري إلا المجنزرات والدبابات،‮ ‬وصوت الانفجارات
التي ترج السماء،‮ ‬ولا يسكنها إلا الجنود والأشباح،‮ ‬وأرواح الشهداء
التي تنتظر الثأر‮.‬




‮01- ‬دع سمائي فسمائي محرقة،‮ ‬دع قناتي فقناتي مغرقة،‮
‬واحذر الأرض فأرضي صاعقة‮.. ‬كلمات نسمعها اليوم فتطربنا،‮ ‬ولكنها كانت
بالأمس ناراً‮ ‬تحرقنا،‮ ‬لأن جزءاً‮ ‬من الوطن الغالي ينام في أحضان
المحتل‮.‬

‮11- ‬كلمات كتبت بالدم وأرواح الشهداء،‮ ‬وانصهرت مثل
الليل الذي يلفظ أنفاسه علي خيوط الفجر القادم من أحشاء النكسة،‮ ‬يصرخ
فينا‮ ‬قوم يا مصري‮.. ‬مصر دايماً‮ ‬بتناديك‮.‬

‮- ‬أبناء مصر
استجابوا للنداء،‮ ‬وأقسموا بالله والأرض والعرض أن تظل رايات هذا الوطن
خفاقة في السماء،‮ ‬يدافعون عنها بأرواحهم ودمائهم‮.‬




‮21- ‬الرئيس‮ ..‬القائد‮.. ‬يجلس بين جنوده
المنتصرين‮.. ‬يسرح قليلاً‮ ‬في أجواء وطنية رائعة،‮ ‬انتشلته من الأحزان
وأعادته إلي الميدان،‮ ‬يضرب ضربته التي كانت فاتحة الخير‮.‬

‮31-
‬ستون عاماً‮ ‬لم يذق فيها طعم الراحة،‮ ‬أشغال شاقة في خدمة الوطن الذي
لم يعشق سواه،‮ ‬وأقسم بالله أن يجعله آمناً‮ ‬مطمئناً‮ ‬ويحميه من التآمر
والمكائد‮.‬

‮41- ‬ستون عاماً،‮ ‬لم يضع يوماً‮ ‬فيها هباءً،‮ ‬كل
يوم يشهد بناءً‮ ‬فوق بناء وأراضي خضراء تنشق عنها الصحراء،‮ ‬ومزارع
ومصانع ومساجد وكنائس،‮ ‬وخير ونماء‮.‬




‮51- ‬تمنيت لو أن دعاة الفوضي والممسكين بفزاعات القلق
علي المستقبل،‮ ‬أن تتم دعوتهم لمثل هذا الاحتفال،‮ ‬حتي يطمئنوا تماماً‮
‬أن مصر يحميها شعب يحب وطنه وجيش قوي وكبير.‬

‮61- ‬السلام عايز
سلاح‮‬،‮ ‬والدولة القوية هي التي تستطيع أن تحمي شعبها،‮ ‬وتصون أرضه
وعرضه وممتلكاته،‮ ‬وقواتنا المسلحة هي الدرع والسيف والأمان‮.‬

‮71-
‬لولا هذا الجيش وهذا النصر،‮ ‬كانت مصر مازالت تشرب من كأس الأحزان،‮
‬تجتر الألم والهزيمة‮.. ‬لكن عاشت مصر لأن هؤلاء هم أبناؤها المخلصون‮.‬



‮81- ‬أعود لأجواء الاحتفال‮.. ‬وأقول‮ ‬حفظ‮ ‬الله مصر
وشعبها وزعيمها،‮ ‬وكل الشكر والتقدير للقوات المسلحة والمشير طنطاوي الذي
يعيدنا دائما إلي أجواء الفرحة والوطنية والحماس.‬

‮91- ‬ليت هيكل
كان معنا،‮ ‬وكلي ثقة أن مثل هذه الأجواء تُفتت الصخر في القلوب،‮ ‬وتعيد
اكتشاف الروح،‮ ‬التي تصدأ أحياناً‮ ‬في دوامات الحياة‮.‬

‮02-
‬ليت كل من‮ ‬يشكك في قوة هذا الوطن،‮ ‬وسيفه ودرعه أن يأتي ليشاهد الحماس
في القلوب والعيون،‮ ‬حماس لمصر العظيمة التي نقسو عليها أحياناً‮.‬