رغم الجسر الجويّ الذي خصّصته الولايات المتحدة الأميركيّة لإسرائيل، خلال حرب تشرين أوّل/ أكتوبر 1973، وساهم في قيامها بامتصاص الصدّمة العسكرية العربية التي تعرّضت لها، إلا أن وثيقة أميركيّة رفعت السريّة عنها، مؤخرًا، ونشرتها مجلة “فورين بوليسي”، الجمعة، أشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي حينها، هنري كيسنجر، قال للسفير السوفياتي في واشنطن إن “انتصار إسرائيل أو العرب في هذه الحرب كابوس”.
وقال كيسنجر إنّ انتصارًا كبيرًا لإسرائيل سيجعل التأثير عليها صعبًا.
وخلال الحرب، أبلغ كيسنجر طاقمه بأنه “لا يمكن التفكير” بهزيمة إسرائيليّة في حرب العام 1973، إذ أن انتصار “الدول العربية المدعومة من الاتحاد السوفياتي سيحطّم الإستراتيجيّة الأميركية في الشرق الأوسط وسيرسل رسالة لأطراف الحرب الباردة الأخرى أنه بإمكانهم الاعتماد على الاتحاد السوفياتي”، لكنّه أبدى شكوكًا من “حسنات نصر إسرائيلي شامل يؤدي إلى استسلام عربي حاسم”.
وخلال مشاركته في مباحثات وقف إطلاق في نهاية الحرب، اعترف كيسنجر للسفير السوفياتي حينها، أناتولي دوبرينين، أن “كابوسي هو انتصار أيٍ من الطرفين”، وهو نفس الشعور الذي أعرب عنه دوبرينين.
وبحسب الوثيقة فإنّ المحادثة أجريت في 13 تشرين أول/ أكتوبر 1973، أي بعد أسبوع من اندلاع الحرب، وفي ظلّ تقدّم الجيوش العربيّة، وقبل تحقيق الاختراق الإسرائيلي في الحرب.
واعتقد كيسنجر أن اعتماد إسرائيل على الجسر الجوي الضخم من الدبابات والمدفعيّة والذخيرة الأميركية، في العمليّة التي أطلقت عليها الولايات المتحدة اسم “عملية عشب النيكل”، “سيدفع إسرائيل إلى استيعاب أنها غير قويّة بما فيه الكفاية للمضيّ وحدها”.
وقال كيسنجر في وثيقة أخرى “الإسرائيليّون تعلّموا أن فكرتهم الأصلية – أنّ بإمكانهم استخدام معدّاتنا المخزّنة عندهم لتسجيل نصر كبير ضدّ العرب إن ضغطنا عليهم بشدّة – هي فكرة مستحيلة”، وأضاف “إن ذهبوا إلى حرب أخرى، فسيفعلون ذلك إما بدعم حماسي منّا، وإمّا سيضيعون”.
وأردف كيسنجر “طالما أن إسرائيل قلقة، فيجب أن نُؤخذ على محمل الجدّ أكثر من السابق.. وإصرارنا على سياسات أكثر توجيها سياسيًا لا يمكن أن تُترك سدًى”.
صوره عن النسخه الاصليه موجوده في موقع فورين بوليسي
https://foreignpolicy.com/2019/08/09/document-of-the-week-henry-kissinger-dreaded-all-out-israel-victory-in-yom-kippur-war/