أفادت صحيفة ”معاريف“ العبرية، اليوم الجمعة، أن سلاح الجو الإسرائيلي سيلعب خلال الفترة المقبلة دورًًا مهمًا في عمليات تأهيل أسلحة الجو في دول أوروبية، على تشغيل ودمج مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية من طراز ”F-35“ في المهمات القتالية.
وأكدت أن سر الاهتمام الأوروبي بالاستعانة بسلاح الجو الإسرائيلي في هذا الصدد، هو العمليات العسكرية التي نفذها في سوريا خلال الشهور الماضية.
وتكشف هذه النقطة حقيقة استعانة إسرائيل بالمقاتلة الشبحية الأحدث في العالم خلال عملياتها العديدة التي نفذتها في سوريا، وتزيل حالة الغموض حول إذا ما كانت تشارك بالفعل من عدمه، حيث كان العديد من المراقبين الإسرائيليين قد انتقدوا عدم الاستعانة بها حتى الآن.
وطبقًا لتقرير ”معاريف“، هناك سلسلة من الفعاليات التي ستبدأ من هذا الشهر وتستمر إلى العام 2020، وسيكون سلاح الجو الإسرائيلي طرفًا فيها، أولها ما يتعلق بمناورة ”العلم الأزرق“ التي ستدور أحداثها في إسرائيل، بمشاركة سلاح الجو الإيطالي، والذي سيجلب بدوره عددًا من المقاتلات من طراز ”F-35“ التي اشتراها من الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن الخبرات التي تراكمت لدى سلاح الجو الإسرائيلي خلال الشهور الأخيرة أصبحت مثار اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية اشترت بالفعل مقاتلة الجيل الخامس التي تنتجها شركة ”لوكهيد مارتن“، وتشارك في صناعة أجزائها دول عديدة، منها إسرائيل.
وبينت أن الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي طوال العام 2018، منحته خبرة كبيرة في تكييف هذه المقاتلات مع الظروف القتالية الحقيقية، مقارنة بدول أخرى اشترتها من دون أن تستخدمها ميدانيًا.
وتشمل الفعاليات التي تشارك فيها إسرائيل مناورة ”العلم الأزرق“ بالتعاون مع سلاح الجو الإيطالي، في آيار/ مايو الجاري، وبمشاركة سلاح الجو الأمريكي والألماني واليوناني، كما تُجري مناورات أخرى بمشاركة إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لم تحدد الصحيفة أطرافها الأوروبيين، عدا عن سلاح الجو البريطاني، مشيرة إلى أن هذه المناورة ستقام في بريطانيا.
ونوهت إلى أن العام المقبل سيشهد مناورات كبرى في أوروبا، هي الأولى من نوعها على مستوى مشاركة مقاتلات ”F-35″، وذكرت أن سلاح الجو الإسرائيلي سيلعب دورًا مهمًا في هذه التدريبات، بناءً على طلب أوروبي.
ونقلت ”معاريف“ عن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي، أن العمليات القتالية التي شهدها العام الجاري أدخلت مقاتلات ”F-35“ إلى الخدمة العملياتية بشكل كامل، وأن الأمر جذب أنظار دول كثيرة حول العالم، لديها الرغبة في اكتساب الخبرات التي حصل عليها سلاح الجو الإسرائيلي وأساليب عمله، اعتمادًا على المقاتلات التي يمكنها التخفي من جميع أنواع الرادارات المعروفة حول العالم حاليًا.
وشهد الشهر الماضي إعلان إسرائيل تدشين ثاني أسراب المقاتلات ”F-35″، وذكرت صحيفة ”جيروزاليم بوست“، أن تدشين السرب الثاني ”المدافعون عن الجنوب“، جاء بعد أن وصل عدد المقاتلات التي تسلّمها سلاح الجو الإسرائيلي خلال الأعوام القليلة الماضية إلى 14 مقاتلة، مشيرة إلى أن الهدف هو وصول عدد هذه المقاتلات في الخدمة الميدانية إلى 50 مقاتلة بحلول عام 2024، وإلى 75 مقاتلة في المستقبل
وتعاقدت الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل العام 2012 لتزويدها بالعشرات من تلك المقاتلات، وسلمتها الدفعة الأولى في كانون الثاني/ يناير 2016، قبل أن توقّع وزارة الدفاع الإسرائيلية عقدًا إضافيًا في آب/ أغسطس 2017 مع شركة ”لوكهيد مارتن“، للتزود بـ17 مقاتلة أخرى.
وتدل المعلومات التي كشفتها ”معاريف“ على حقيقة أن سوريا تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى ساحة لاختبار المقاتلة الأمريكية، وأن الغارات التي تشنها داخل سوريا وتستهدف مواقع إيرانية أو مواقع تابعة للجيش السوري، منحت إسرائيل خبرات كبيرة مقارنة بدول أوروبية اشترت المقاتلة ولم تدفع بها إلى ساحات قتال.
.