تتمه .......
معظم هذه المساهمه تعتمد على كتاب محدود الاصدار اصدرته الاستخبارات العسكريه عام 1983 وقد تسنى لي شخصيا قرائته في سنه 2000 وهو يخطي الفتره الزمنيه منذ نشوب الحرب وحتى معارك شرق العماره في ابريل 1983
سأسرد هنا مااتذكره عن تحليل الاستخبارات العسكريه العراقيه لاسلوب الدفاع والهجوم ( المدرع ) لدى الجيش العراقي ونقاط الضعف التي تمت الاشاره لها مبكرا ورفعها للقيادات العليا ( لكن على مايبدو فان السياسه كانت هي المهيمنه في كثير من القرارات العسكريه على الاقل الى حد منتصف 1987 وساذكر في المساهمه القادمه ماهو سبب هذا التغيير وتأثير هذا على الفرق المدرعه العراقيه )
- بعد اجتياح القوات العراقيه للحدود العراقيه الايرانيه فجر 23 سبتمبر 1980 ووصول القوات العراقيه الى اعماق مختلفه داخل الاراضي الايرانيه ( بلغت اعمق نقطه 100 كم داخل ايران ) توقفت الفرق العراقيه عن التقدم لعدة اسباب من ضمنها اتساع حجم ساحه العمليات مقارنه بحجم القوات ( حجم القوات العراقيه في تلك الفتره المبكره من الحرب كان 12 فرقه عام 1980 ليرتفع الى 55 فرقه عام 1988 ) + ضعف طرق المواصلات والدعم اللوجستي العراقي + تنامي المقاومه الايرانيه خاصه خلف خطوط الجبهه
كانت ملاحظات الاستخبارات العسكريه السلبيه على الدفاعات العراقيه انذاك كالتالي :
- معظم القوات العراقيه توقفت للدفاع حيثما وصلت ولم تعمد الى الاستفاده من المنعات الطبيعيه كالانهر والمستنقعات والتلال الا فيما ندر خوفا من التخلي عن اراض لايمكن الدفاع عنها ( بضغط سياسي من القياده )
- اعتمد العراق على نشر الفرق المدرعه والاليه ( الميكانيكيه ) مباشره على خط الجبهه .......ولم يمتلك العراق انذاك على طول جبهه 1000 كم الا اقل من فرقه مدرعه كفرقه احتياط
- نشرت الفرق العراقيه المدرعه والاليه ( الميكانيكيه ) دباباتها ومدرعاتها داخل مواضع ترابيه متفرقه واستعملت كمنصات ناريه
ومابين هذه المواضع الترابيه المتفرقه تم بث الالغام وبعض الاسلاك الشائكه لسد الثغرات بسبب النقص في عنصر المشاه العراقي
- في الهجمات الايرانيه المضاده الاولى : كانت من اللافت ان معظم الخطوط العراقيه الدفاعيه على هذا النمط لم تصمد تجاه اي هجمه وكانت الدبابات المتموضعه اما يتم تدميرها او اسرها وهي محشوره في خندقها الدفاعي
- الهجمات المدرعه العراقيه الاولى تجاه الخروق الايرانيه كانت ناجحه لكن احيانا بثمن باهظ بسبب تفوق الايرانيين في سلاح المدفعيه والصواريخ المضاده للدروع
- تعلم الايرانيون تدريجيا : بعد كل خرق في الخطوط العراقيه كان الايرانيون ينقلون بسرعه اسلحتهم المضاده للدروع مع استعمال مكثف للمدفعيه بعيده المدى مما ادى الى خسائر جسيمه بالدروع العراقيه واستنزافا متواصلا للاطقم المدربه والدبابات الثمينه
- سلط التقرير من باب غير مباشر انتقادات للقرارات العسكريه ( غالبا بضغوط من القياده السياسيه ) التي كانت تطالب بالهجوم المدرع وبشكل جبهوي على محاور ونقاط عاليه التحصين مما ادى الى خسائر كبيره لامعنى لها في سلاح الدروع كان يمكن تفاديها
- الاستعمال الخاطئ لسلاح الدروع العراقي استمر بشكله المذكور أعلاه الى مابعد معارك شرق البصره في يوليو 1982 وقد ادت هذه السياسه الى تدمير 1 فرقه مدرعه ( من مجموع 5 فرق مدرعه عراقيه ) بشكل كامل مما ادى الى اخراجها من هيكله الجيش ( الفرقه المدرعه التاسعه والتي كانت بقياده العميد الركن طالع الدوري والذي كان قائدا عسكريا عليه الكثير من النقاط السلبيه )
بالمختصر وعندما واجهت دبابه عراقيه دبابه ايرانيه في الحرب العراقيه-الايرانيه كانت الغلبه في معظم الاحيان للدروع العراقيه
لكن معظم خسائر الدبابات العراقيه في الحرب كانت اما بسبب :
- الصواريخ المضاده للدروع
- اسر الدبابات وهي محشوره في خنادقها الترابيه الثابته
- اسر الدبابه وهي تهاجم بشكل مفرد بدون اسناد للمشاه العراقي
هذا الامر تغير تدريجيا بعد تغيير هيكليه رئاسه اركان الجيش العراقي في يوليو 1987 مما ادى الى تغييرات تدريجيه في اداء الجيش وتحديدا وحدات الحرس الجمهوري المسلحه بدبابات T-72 وهذا سيتم ذكره في المساهمه القادمه
ملاحظه : كانت ايران تعاني من نقص في اطقم الدروع المدربه وحسب تقدير الاستخبارات العراقيه المشار اليه اعلاه كانت الاطقم الايرانيه في اعوام 1981 - 1982 تحظى بفرصه تدريبيه تتراوح بين 6 الى 8 اسابيع قبل زجها في الحرب
من الجانب الاخر اتيح للعراق تدريب اطقمه قبل سنوات الحرب وربما هذا يكون احد اسباب تفوق قتال الدروع العراقيه ضد الدروع الايرانيه
يتبع .....