شرعت روسيا في صناعة نموذج جديد من المروحيات، سيجهز لاول مرة بمحرك فرنسي من نوع صافران،لاتمام صفقة بقيمة مليار دولار ينتظر أن تبرم نهائيا مع الجيش الهندي في غضون العام الجاري.
المصنع روسي والزبون هندي والمحرك فرنسي. هذا ليس خيالا وانما حقيقة جسّدها التعاون الروسي الفرنسي الذي انتج مروحية Kamov-226T. ويشكل هذا التعاون الدولي وفق ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية عن المهندس الروسي سيرغاي سولومين الذي يشرف على المصنع الروسي عولمة صناعية وجيوسياسية ونقلا غير مسبوق للتكنولوجيا.
وتعرف روسيا بمروحياتها من نوع Mi-8،وأيضا بمروحياتها العسكرية التي فرضت نفسها، لكنها تسعى لتنويع طائراتها العسكرية الخفيفة وانجاح هذا المشروع الرائد الذي يجسد التعاون الروسي الهندي.
وشهدت العلاقات الروسية الهندية تقاربا خلال السنوات الأخيرة، تميز بارتفاع حجم التبادلات التجارية في مجال الطاقة.
وخلال افتتاح اعمال منتدى فلاديفوستوك أمس الخميس، عرض اول نموذج لمروحية Ka-226T في حضور رئيس الوزراء الهندي ناروندا مودي، الذي ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اخر تفاصيل عقد شراء مروحيات خفيفة لتعزيز اسطول الجيش الهندي بقيمة مليار دولار. وقال ليونيد بيليخ مدير مصنع أولان أود الذي يقع في مدينة أولان أود في سيبيريا لصحيفة لوموند إنه يأمل ان يتم التوقيع النهائي على العقد في غضون نهاية العام الجاري.
ويعول المسؤول الروسي على هذا المشروع لانعاش المجمع الذي يعود تاريخه الى عهد الاتحاد السوفيتي. ففي ظرف خمسة اعوام استثمر المصنع 8 مليارات روبل اي ما يعادل 110 ملايين يورو لتجديد ورشات الصباغة والامداد وحوالي مليار روبل للمشروع الهندي، ويتوقع ان ينفق 10 مليارات أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة وفق السيد بيليخ.
رغبة هندية
يعود ابرام العقد الاطاري للصفقة بين الروس ووزارة الدفاع الهندية إلى اربع سنوات خلت، لكن التوقيع النهائي تأخر كثيرا وفق الروس. ويمكن تفسير جزء من هذا التأخير برغبة نيودلهي بتسجيل المشروع ضمن برنامجها «صنع في الهند» لذلك أنشات شركة هندية روسية مشتركة.
وتنص الصفقة على شراء 200 مروحية، تصنع الستون الاولى منها في روسيا، بينما البقية وعددها 140 مروحية في الهند، لكن لا يعرف لحد الآن متى سيتم ترحيل المشروع الى الهند ولا مستوى نقل التكنولوجيا ولا حتى سعر الكلفة في المصنع الذي اختير في بانغالور. ويقول الهنود إن 80 في المئة من قطع وأجزاء المروحيات ستكون محلية، فيما يؤكد الروس ان ما بين 30 الى 40 في المئة من جسم الطائرة ستستقدم من أولان أود، لكن بعيدا عن التصريحات السياسية والصناعية والتجارية التي تتضارب فيها الارقام، الشيء المؤكد وفق لوموند هو أن محركات المروحيات ستكون فرنسية سواء في أولان أود او بانغالور.
مصدر