كتيبة المشاة المعززة - هل تكون خياراً لإعادة البناء ؟
في سبيل عادة بناء الجيش الليبي يتوجب التعجيل في وضع خطة إستراتيجية ذات رؤية على أسس جديدة تحدد أطر البناء من حيث التنظيم والتسليح والتدريب والتأهيل وإعداد الأفراد وبيئة العمل الملائمة تعتمد على أسس ومبادئ علمية مبنية على الشفافية والكفاءة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب والاستجابة للمبادئ الأساسية في نظرية بناء القوات المسلحة من حيث الموضوعية والتكامل والتطوير المستمر من خلال تحليل البيئة واستقراء الماضي والحاضر واستشراف المستقبل والاستفادة من تجارب الآخرين.
بناء أي جيش يجب أن يتم وفق خصوصيات الدولة التي تميز شكل قواتها المسلحة بعد الأخد في الحسبان الخصائص الوطنية والعوامل الجيوسياسية والاقتصادية والقوى البشرية ومدى التقدم التق ني والصناعي وطبيعة الصراع المتوقع والاستفادة من التجارب المحلية والعالمية في بناء الجيوش بشكل واقعي وعلى أسس علمية وعقلانية، وتشكيل بنية موحدة ومترابطة وخلق تكامل لجميع الصنوف وبناء مرونة تنظيمية تؤمن استقلالية العمل لجميع الوحدات والصنوف والاستجابة لردود الأفعال السريعة، فمن خلال استقراء الماضي نجد أن المؤسسة العسكرية في السابق كانت تعاني من أوجهة قصور عدة تتمثل في عشوائية التخطيط والتنظيم والأداء وعدم وجود رؤية وخطة إستراتجية واضحة في بناء و إعداد القوات المسلحة، وتدني مستوى الضبط والربط إلى درجة كبيرة، وعدم مراعاة الكفاءة في تعيين المناصب القيادية مع عدم توفر البيئة الملائمة للعمل في المؤسسة العسكرية، وعدم الاهتمام بالفرد وغياب الحوافز المادية والمعنوية.
وبذلك فإن إعادة بناء أي جيش لا يتأتى إلا من خلال سياسة إصلاح أو ترميم أو بتر للمؤسسة السابقة، وفي هذه الرؤية يجب علينا تبني سياسة أصلاح ممزوجة بسياسة بتر أي إصلاح المنظومة السابقة في الفترة الحالية؛ حتى تضمحل وتختفي بالتقادم، أي بمعنى آخر ضرورة خلق كيانات جديدة تبنى على أسس جديدة موازية للمنظومة السابقة.
ولذلك نقترح أن تكون خطة إعادة البناء في المرحلة الحالية كالتالي:
التركيز الأساسي على القوات البرية ومشاة البحرية من خلال تشكيل كتائب المشاة المعززة (المشاة البحرية) وقوات الصاعقة والمظلات تكون أساساً ونواة للجيش الوطني مع دعمها بالمروحيات بحيث تكون قوة متأهبة قادرة على الاستجابة لمواقف تتراوح بين الد الأدنى وخوض قتال متوسط الشدة تتوزع على المسرح العملياتي بشكل يؤمن القدرات الحركية الإستراتجية، وتحقق الردع والدفاع ويحدد قوام القوات البرية من قبل لجان مختصة تحدد عدد الكتائب المعززة والعدد اللازم للقوات البرية.
كتيبة المشاة المعززة:
وهي كتيبة مشاة فريدة التكوين تختلف في مكوناتها عن القوام العادي في الصنوف الأخرى، وهي هجين بين القوة الجوية والبرية تندمج مع عنصر التموين والإمداد المقاتل في قيادة واحدة؛ وذلك لاستغلال جميع الإمكانيات القتالية الجوية والأرضية أثناء تنفيذ المهام القتاليه مجهزة بالوسائل والمعدات الضرورية.
وتتكون من كتيبة مشاة معززة ببطارية مدفعية وبطارية راجمات صاروخية وفصيل عربات هجوم وفصيل هندسة، وفصيل استطلاع، وفصيل دبابات، ووحدات أخرى حسب ظروف الموقف.ـ مجموعة الطيران تتكون من سرب مروحيات ومجموعة طائرات بدون طيار-15 - عربة هجوم 15- قاذف م / ط 40 - رشاش خفيف 15- سيارة خفيفة 8- مدافع هاون2- قواذف صواريخ م / د.
خطة التحول لبناء الكتائب المعززة:
إنشاء وتكوين ثلاث كتائب تكون الأساس لتكوين الكتائب الأخرى والتي تكون نواة لتأسيس الجيش الليبي على أسس رؤية جديدة من حيث التنظيم والإعداد والتأهيل تتمركز في المناطق التالية: - المنطقة الشرقية. المنطقة الغربية. المنطقة الجنوبية. تدريب الكتائب ومعالجة المسائل التنظيمية والفنية والتعبوية وتنظيم التعاون لمدة سنتين مع الإبقاء على الكيانات الموجودة في الوقت حتى تندمج في الكتائب الجديدة أو الاختفاء بشكل أو بآخر. بعد سنتين يتم إنشاء ثلاث كتائب أخرى يكون نصف قوامها من الكتائب ألاولى، وهكذا حتى يتم الوصول إلى العدد النهائي من الكتائب المعززة.
تشكيل لواء مشاة بحرية (يتكون من كتائب حسب التوزيع الجغرافي) ليكون قوة خفيفة ذات قدرة حركية وقدرة على المناورة والمرونة التنظيمية والاستعداد العالي بالقوة النارية الكافية تتسلح بأسلحة خفيفة مثل المدفعية الخفيفة وقواذف م/ د وصواريخ م/ ط والبنادق والرشاشات ذات الأشكال التنظيمية بحيث تؤمن الحركية والمرونة العالية وتعتمد على الخفة والمناورة والقوة النارية،وتكون مهام هذا اللواء حماية المنشآت الحيوية الهامة والإسهام في استقرار الأمن الوطني والعمل كقوة مهام تتعاون مع القوة الجوية سريعة الرد والاستجابة.وذلك مع الإبقاء على الكيانات السابقة وإجراء سياسة إصلاح من حيث التنظيم ووضع اللوائح والنظم والرفع من مستوى الضبط والربط العسكري والعمل على تنفيذ الاستحقاقات الحالية حتى تنصهر في الكيانات الجديدة أو تضمحل بالتقادم.
إجراء سياسة إصلاح للكيانات القديمة حتى تتماشى مع الكيانات والتنظيمات الجديدة وتنصهر بصورة ذاتية في المستقبل في الكيانات الجديدة أو تضمحل بالتقادم.
التسليـــح:
التسليح الجديد يجب أن يكون بقوات وآليات تكون خفيفة الحركة ذات قوة نارية وخفة وزن وسهولة استخدام مثل صواريخ م/د و م/ط وهاونات بحيث تؤمن القوة النارية والقدرة الحركية مدعمة بالمروحيات الحاملة لصواريخ م/د والصواريخ البحرية ومروحيات النقل القادرة على نقل لأسلحة والمعدات لتأمين الحركية والمناورة، وكذلك الاعتماد على الأسلحة الموجودة لدى الجيش في الفترة السابقة وتجميعها وصيانتها وعقد اتفاقات مع الدول المصنعة بخصوص الصيانات وتوفير قطع الغيار وإدامتها؛ وذلك بسبب الخبرة المكتسبة في الصيانة والاستخدام وتوفير الأموال. التدريب والتربية العسكرية: مما يجب أن يتضمنه هذا البرنامج ضرورة إحداث تحول أساسي في نظام التربية والتعليم العسكري والطرق المستخدمة لامتلاك المهارات العسكرية والمهنية والتقنية المطلوبة والارتقاء بمستوى الأفراد إلى أعلى مستويات الجودة من خلال ترسيخ علم التواصل والقيادة الفاعلة، فإن بناء الفرد على أسس سليمة وصحيحة لا يكون إلا من خلال خلق برنامج تدريب وتعلم وممارسة وإصلاح بغرض غرس واكتساب المهارات المختلفة في الانضباط والثقة واحترام النفس والشجاعة والتضحية ونكران الذات وروح الفريق وإدراك المسؤولية والولاء للوطن والاستعداد للقتال من أجله ومجابهة الموت في سبيله.مع ضرورة وضع
الخطط الإستراتيجية التي تشتمل على:
الفكرة الإستراتيجية لاستخدام الجيش الليبي في السلم و الحرب.
خطط التعبئة والانتشار للوحدات ونظام المناوبة القتالية.
خطط استخدام الصنوف البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي وحرس الحدو.
خطط الاستطلاع والتأمين الشامل للقوات.- خطط تنظيم القيادة والسيطرة.
وضع عقيدة عسكرية شاملة تضع الأطر التي تحدد مناهج العمل العسكري للتخطيط وإدارة الصراع المسلح وتحديد
http://www.almusallh.ly/index.php/ar/ground/253-vol-35-62