العضو الفاعل بجهاز مخابرات الثورة دحو ولد قابلية في مذكرات مثيرة:
هذه أسرار بومدين والشاذلي وبوتفليقة!
بومدين.. وصراع قيادة الأركان والحكومة المؤقتة
وقال ولد قابلية إن بومدين دخل في صراع مفتوح في صيف 1961 مع الحكومة المؤقتة واعتبر نفسه متحررا من كل السلطات التراتبية .
ولفرض سياسته الخاصة على الحدود قام بومدين بعمليات مهمة على خطوط الحدود بدون الأخذ بعين الاعتبار التبعات التي يمكن أن تقع على سير الاتصالات التي تجمع بين المسؤولين الجزائريين والفرنسيين، وتصاعدت هذه العمليات في 1962 عندما قامت الفيالق التابعة لبومدين من الاقتراب من المواقع القريبة من الحدود وهذا خلال شهر فيفري وذلك في الوقت الذي كان الوفدان الجزائري والفرنسي مجتمعين من أجل جولة أخرى للمفاوضات. ويصف ولد قابيلة معركة الحدود بكونها حربا حقيقة كانت “حربا داخل حرب”.
ضباط فرنسا من جيش الحدود إلى قرارات الشاذلي
أفرد ولد قابلية مساحة، للحديث عن “الفارين من الجيش الفرنسي”، حيث يذكر صاحب الكتاب أن العديد من الجنود الجزائريين التحقوا بالثورة وبعضهم برتب عسكرية مهمة محملين بالأسلحة والذخائر وقدموا خدمات للثورة وشاركوا إلى جانب إخوانهم في مواجهة الاستعمار.
وحسب صاحب الكتاب فقد استعان كريم بلقاسم بخبرتهم ومعارفهم وتكوينهم النظري والتطبيقي في عصرنه وإعادة هيكلة القواعد الخلفية للثورة وأسند إليهم إدارة مراكز التكوين والتدريب التي كانت متمركزة في تونس والمغرب.
وعندما أسندت مهمة قيادة الأركان التي أنشئت في 1960 لبومدين اختار إدماج الفارين من الجيش الفرنسي في قيادة الأركان وإعطائهم مسؤوليات هامة مع تطعيم العملية بقلة من المجاهدين.
هذا الاختيار الذي انتهجه بومدين تجاه الفارين من الجيش الفرنسي جعلهم محل “شائعات وتلميح وشبهات” مس نضالهم وانتمائهم الوطني ولقبوا بالطابور الخامس.
ويبرر ولد قابلية في مذكراته اختيار بومدين الاعتماد على الفارين من الجيش الفرنسي برغبته في الاعتماد على خبرتهم في نقل السلاح للثورة في الداخل، وبناء جيش كلاسيكي قادر على خوض حرب في مواجهة الخصم.
ويذكر المتحدث في هذا الفصل أن العديد من الجنود الفارين من الجيش الفرنسي قادوا معارك ضارية ضد الاستعمار وبعضهم سقط في ميدان الشرف وبعضهم الأخر أكمل نضاله إلى غاية الاستقلال.
واستند صاحب المذكرات إلى شهادات رفقاء السلاح الذين أكدوا أن هؤلاء الجنود والضباط اظهروا التزامهم وانضباطهم في تأدية واجبهم النضالي ضمن جيش الحدود. “فالثورة كانت التزاما وإيمانا من مختلف فئات الشعب الجزائري”.
واستنادا إلى مذكرات ولد قابلية فإن تسمية “الطابور الخامس” التي “خفت صوتها مع صوت المعارك” عادت للظهور بعد الاستقلال وألقت بظلالها على عملية تولي المناصب داخل الجيش الوطني الشعبي، خاصة وأن بعض ضباط الداخل كانوا يرون تلك المناصب من حقهم الطبيعي.
بومدين الذين عين وزيرا للدفاع، ثم رئيسا لمجلس الثورة نجح في إيجاد توازن بين ضباط فرنسا وقدماء المجاهدين والحفاظ على وحدة الجيش، حيث أسند “المناصب القيادية والميدانية (قادة النواحي والعملياتية) للضباط التاريخيين لجيش التحرير، بينما تولى الفارون من الجيش الفرنسي “المناصب التقنية اللوجستيك والتسليح و غيرها”، وقد نجح بومدين بإيجاد التوازن بهذا التقسيم والحفاظ على وحدة الجيش، وظل هذا التوازن قائما إلى غاية محاولة الانقلاب التي قادها الطاهر الزبيري في 1967.
بعد حادثة الانقلاب، اختار بومدين أن يضع أمام كل قائد ناحية قائد أركان مختار من بين “الضباط الفارين”، وقد تحمل بومدين مسؤولية هذا الخيار وظل يدافع عنه علانية إلى غاية نهاية عهده في 1978.
الشاذلي وعسكرة الحياة السياسية
الشاذلي بن جديد الذي خلف بومدين في رئاسة البلاد اختار بداية عهد الانفتاح الاقتصادي والثقافي والسياسي التخلص من النموذج الاجتماعي لسلفه.
ولتطبيق خياره هذا، يذكر ولد قابلية انه اعتمد على الجيش “القطاع الذي يعرفه جيدا”، وفتح المجال أمام إقحام الجيش في السياسة عندما فتح أبواب اللجنة المركزية للحزب للضباط الذي احتفظوا برتبهم العسكرية، كما أقحم أيضا عناصر محسوبة على “الضباط الفارين” واسند إليهم مناصب وزارية على غرار ما فعله مع محمد زرقيني، سليم سعدي، سعيد آيت مسعودان، عبد المجيد علاهم.
ويبقى الخيار الأهم في هذا الإطار للرئيس الشاذلي بن جديد هو اختيار العربي بلخير كرئيس ديوان وهو الرجل الذي كان قائد أركان في الناحية العسكرية الثانية بوهران إلى جانب جنرالات كانوا من المقربين على غرار مصطفى بلوصيف الذي أسندت له قيادة الأركان وحسين بن معلم الذي عين كمستشار.
خيارات الرئيس الشاذلي بن جديد لم ترق لكثير من المتابعين الذين كانوا يرون أن الشاذلي بخياراته هذه ساهم في عسكرة الحياة السياسية بجمع الكثير من الضباط في مناصب المسؤولية، كما طرح أيضا دور “ضباط فرنسا” الكثير من الأسئلة مخافة تأثيرهم على السياسة الخارجية للجزائر ودورهم في التقرب من القوة المحتلة.
ويقر ولد قابلية أن مقولة “حزب فرنسا” جاءت من هذه الخلفية، لكن مادامت السياسة الخارجية في الجزائر من اختصاص الرئيس فلا يمكن لأي كان أن يكون له تأثير عليها سواء كانوا ضابطا فارين أو التاريخيين.
ويقر صاحب الكتاب انه لا يمكن إنكار دور الضابط الفارين من الجيش الفرنسي في عصرنة الجيش وخدمة البلاد، فلا يمكن التشكيك في وطنية غزيل وعلاهم وآيت مسعودان.
في الفصل الذي أفرده ولد قابلية للحديث عن الصراع بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان، يقول أنه عند تعيين بومدين على رأس قيادة الأركان، اعتقد بوصوف وبن طوبال أنهما يضمنان بومدين ضد كريم بلقاسم، لكن بومدين بمجرد تعيينه أدرك انه محاصر من قبل عقداء أعضاء في الحكومة ويتعلق الأمر بكريم بلقاسم وبوصوف وبن طوبال. فكريم حدد له مجال صلاحياته في جيش الحدود، في حين رفض بوصوف التنازل لبومدين عن جزء من صلاحياته على الحدود في المجال العملياتي للاستعلام والاتصالات واللوجستيك.
بومدين أخفى امتعاضه من الثلاثي واعتمد على علي منجلي وقايد احمد في بناء جيش الحدود والاعتماد قدر الإمكان على استقلاليته. وكتم امتعاضه إلى غاية أزمة ربيع 1961 أين طفت أزمة قيادة الأركان والحكومة المؤقتة عندما وافقت هذه الأخيرة على لقاء رسمي مع القادة الفرنسيين، في حين كانت قيادة الأركان تفضل تصفية المشاكل الداخلية قبل بداية أي مفاوضات.
بومدين سحب ممثليه قايد احمد وعلي منجلي من بعثة الحكومة المؤقتة والمفاوضات التي انطلقت في افيان وبرر بومدين موقفه من الجولة الثانية من المفاوضات التي جرت في 19 جويلية أن مجلس الثورة أعطي المسؤولية للحكومة المؤقتة في هده المفاوضات وعليها تحمل مسؤولياتها.
حرب المواقع بين قيادة الأركان بقيادة ومدين والحكومة المؤقتة تواصلت إلى غاية اجتماع مجلس الثورة في 22 فيفري1962، حيث وجه بومدين وحلفاؤه انتقادات لوفد الحكومة المؤقتة المفاوض في افيان، متهما إياهم بتقديم تنازلات تمس السيادة الوطنية.
مجلس الثورة أعاد الثقة للحكومة المؤقتة حتى نتواصل المفاوضات، لكن الخلافات بين الفرقاء كانت تتفاقم في المرحلة الانتقالية إلى غاية مؤتمر طرابلس، حيث يذكر ولد قابلية أن اجتماع طرابلس لم يكن مبرمجا، لكنه جاء بمبادرة من بن بلة لمحاولة إيجاد حل لأزمة قيادة الأركان مع الحكومة المؤقتة.
وجرى الاجتماع في طرابلس في 27 ماي 1962 وكان في جدول الأعمال دراسة مشروع برنامج الآفلان وتعيين المكتب السياسي للحزب الذي كان يهم بن بلة وبومدين أكثر من اهتمامهم ببرنامج الآفلان ومشروع الدولة المستقلة.
أرشيف “المالق”.. الدور الغائب
وفي الفصل المخصص “لأرشيف المالق” عاد دحو ولد قابلية إلى الصراع الذي كان بين بومدين وعبد الحفيظ بوصوف الذي بدأ عندما اختار بومدين الدخول في مواجهة مع الحكومة المؤقتة في صيف 1961 وخاصة مع الثلاثي كريم وبن طوبال وبوصوف، لكن بومدين انتهج أسلوب المهادنة ولم يكن يريد مواجهة مباشرة، لأنه كان بحاجة لبوصوف للدعم اللوجستيكي والسلاح.
لكن بمجرد ان تمكن بومدين من زمام الأمور، أظهر نواياه المباشرة وقرر الاستيلاء على قاعدة ديدوش في ليبيا والتي اتخذها بوصوف مقرا لأرشيف “المالق” وكلف لعروسي خليفة السكرتير العام “للمالق” بتولي مهمة استعادة وثائق القاعدة فدخل لعروسي خليفة في جويلة 1962 مرفوقا بمجموعة من قادة القاعدة منهم عبد الكريم حساني وفيلق من المقاتلين.
وقد عقد اجتماع في مقر القاعدة لتوضيح قرارات قيادة الأركان، لأنه وبعد تحييد الحكومة المؤقتة من طرف مجلس الثورة، بقيت قيادة الأركان السلطة الشرعية الوحيدة للثورة.
تم تحميل صناديق الأرشيف في عشر شاحنات عسكرية إلى غاية الحدود على معبر الدبداب وتم نقلها من قبل ضباط الولاية السادسة وقيادة الأركان إلى غاية مقرها بوهران وهناك تكفل بها قائد الولاية الخامسة العقيد عثماني. وبقيت هناك إلى غاية أوت 1962 لتنقل بعدها إلى الروشي نوار بقرار من المكتب السياسي وأمينه العام محمد خيضر.
وفي أكتوبر 1962 أمر بن بلة بنقل أرشيف “المالق” إلى العاصمة، حيث تم وضعه في أقبية قصر الحكومة، وبعد 19 جوان 1965 استعاد بومدين “غنيمة حربه” لتنتقل بعدها صناديق الأرشيف إلى سلطة قاصدي مرباح الذي نقلها إلى مقر وزارة الدفاع الوطني. وبعدها أسدل الصمت على هذا الأرشيف الذي يقول ولد قابلية انه لو فتح للباحثين والمؤرخين أكيد سيكون له دور في تدوين وكتابة تاريخ الثورة والذاكرة الوطنية.
في الكتاب أيضا عدة وقفات حول مقتل العقيد لطفي وعميروش وقضية الزرق وقضية العقداء وخلافات مؤتمر الصومام.
بوتفليقة المتعطش للسلطة ودستور 2008
خصص ولد قابلية في كتابه فصل بعنوان “الثورة المصادرة”، تحدث عن الفترة التي أعقبت الاستقلال وما عرفته الجزائر من أحداث ومواقف من عهد بومدين إلى فترة الشاذلي بن جديد وصولا إلى مرحلة عبد العزيز بوتفليقة.
وقال ولد قابلية إن بوتفليقة بعد حصوله على ثقة الجيش ساعده ماضيه الثوري كمجاهد وحسن الخطابة وارتباطه بالإرث الثوري في فرض صورته على ساحة الأحداث السياسية، لكن في مقابل ذلك تحسنت حياة المواطن اليومية، لكن بقي المجال السياسي والحريات الفردية على حالها حسب شهادة ولد قابلية.
انتقد وزير الداخلية الأسبق قرار بوتفليقة مراجعة دستور 2008 الذي يصفه بالقرار “غير المحسوب والذي أثار البلبلة”.
في السياق ذاته، انتقد ولد قابلية العهدة الثالثة لبوتفليقة، حيث كتب قائلا بعد “انتخابه لعهدة ثالثة، لم يلاحظ أي تغيير في أسلوبه في الحكم. المجال السياسي ظل مغلقا، وحريات وحقوق المواطنين مكتومة، والتمثيل الشعبي والنقابة الرسمية مجبرة على الخضوع الطوعي”.. ويواصل قائلا “غيابه خارج البلاد وإعاقته المستديمة لم تمنعه من تحريك أتباعه، الطامعين هم أيضا، لترشيحه لعهدة رابعة في عام 2014، الأمر الذي يؤكد انجذابه المرضي للسلطة”.
“المالق” والأمن العسكري
ختم ولد قابلية كتابه بتخصيص فصل “تحويل المالق” يقارن فيه بين مهام “المالق” في وقت الثورة وبين مهام جهاز قاصدي مرباح بعد الاستقلال”، حيث يقول ولد قابلية انه وبعد الاستقلال استعاد رجال “المالق” حريتهم، لكن بقي ينظر إليهم بعين الريبة بعد صراع قيادة الأركان والحكومة المؤقتة نظرا لعلاقة هؤلاء القديمة مع مسئولهم المباشر عبد الحفيظ بوصوف. وقد بقي إطارت “المالق” بعيدون عن المناصب إلا قلة منهم تمت الاستعانة بهم في هيكلة المصالح الإدارية لبعض الوزارات، وأضاف ولد قابلية أن بعض الوزراء اتخذوا قرارات “شجاعة” بالاستعانة برجال “المالق” في هيكلة مصالحهم والاستفادة من خبرتهم، الأمر الذي وضع حدا للصراع “العقيم” بين بومدين وبوصوف وهذا على غرار القرار الذي اتخذه وزير داخلية بومدين احمد مدغري الذي استعان بـ20 من عناصر “المالق” في المناصب بين والي ورئيس دائرة إضافة إلى الإدارة المركزية لوزارته. وهو نفس القرار الذي اتخذه وزير الخارجية في تلك الفترة عبد العزيز بوتفليقة ووزير السياحة قايد احمد ووزير الطاقة خليفة لعروسي.
هذه الوضعية تغيرت بعد انقلاب 19 جوان، حيث بدا رجال “المالق” يجدون مكانتهم في مناصب المسؤولية وهي الحركة التي لم تتوقف بعد رحيل يومدين، وقدم ولد قابلية حصيلة لرجال “المالق” الذين تولوا مناصب مسؤولية وهم “3 رؤساء حكومة و20 وزيرا و21 واليا و30 سفيرا”.
ويرجع صاحب الكتاب النظرة السلبية للبعض تجاه رجال “المالق” لنقطتين أساسيتين وهما قضية اغتيال عبان رمضان وضلوع عبد الحفيظ بوصوف، والسبب الثاني للدور الغامض الذي لعبه الأمن العسكري الذي انشئ بعد الاستقلال والذي اعتبر استمرارية للمهام “الغامضة” أيضا لأجهزة الاستعلام “المالق”.
ولد قابلية يوضح بخصوص النقطة الأولى فيقول “لا أحد بما في ذلك عناصر “المالق” يمكنه أن يتجاهل ضلوع بوصوف في مقتل زعيم الآفلان”، ويضيف المتحدث انه معروف تاريخيا آن هذه الحادثة وقعت في ظرف تاريخي وسياسي خاص وانه لم يوجد أي دليل يثبت إدانة هذا أو ذاك.”
وأوضح ولد قابلية أن ثمة اختلافا مهما في مهام الأمن العسكري الذي انشأ بعد الاستقلال ومهام “المالق” خلال الثورة. ف”المالق” كانت مهامه تتعلق بجمع المعلومات عن الخصم في الخارج، بينما تركزت مهام الأمن العسكري بعد الاستقلال في تحييد الخصوم الداخليين “لأن النظام لم يكن يقبل المعارضة أو الصوت المختلف”.
وأوضح صاحب الكتاب أن مجيء الشاذلي بن جديد عزز من مكانة ونفوذ العناصر المنتمية لهذا الجهاز في السلطة والمناصب بعد استعانته بلكحل عياض خلفا لقاصدي مرباح، وبدأ تدريجيا استبعاد عناصر “المالق” من جهاز الأمن العسكري وبالتالي القضاء على روح “المالق” نهائيا.
ويؤكد ولد قابلية أن الشاذلي بن جديد جعل من الجهاز إلى جانب الجيش واجهة لصناعة القرار السياسي بحضورهم في اللجنة المركزية للحزب ومنحهم مناصب مسؤولية على جميع المستويات.
وقد جاء خيار الشاذلي بن جديد نظرا للدور الفعال والناجح الذي لعبه في محاربة التطرف والإرهاب.
وصارت مهامه في مختلف المستويات بالشكل الذي يمكنهم من التأثير مباشرة على التوجهات والخيارات وهذا لم يكن وضع “المالق”.
https://www.echoroukonline.com/%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a3%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b0%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%81%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a9/?fbclid=IwAR0yHiC4oVC9QhZam9b2lCun7xkVR_0uuoPgTNt6dULgcJkMHgoMhZvS_v0