حدد تقرير عسكري إسرائيلي ثلاثة أسباب، قال إنها تفسر عدم إطلاق أي صاروخ من منظومة الصواريخ الروسية S-300 التي جرى تسليمها لسوريا، في مواجهة عمليات القصف الإسرائيلي المتتالية على امتداد الأراضي السورية.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة ”هارتس“الإسرائيلية، إلى أنه انقضت حتى الآن 20 شهرًا على تركيب وتشغيل منظومة الصواريخ الروسية S-300 في سوريا، وخلال هذه الفترة قام الجيش الإسرائيلي بعشرات العمليات التي اخترقت الحدود وطالت أهدافا سورية وإيرانية ولحزب الله في مختلف الأراضي السورية، ومع ذلك لم يتم حتى الآن إطلاق صاروخ واحد من هذه البطاريات روسية الصنع على الطائرات الإسرائيلية.
ويشير التقرير إلى أن السبب الأول لعدم استخدام الصواريخ روسية التصنيع هو أن البطاريات تحت السيطرة الكاملة للمستشارين والمشغلين الروس، الذين وصفهم التقرير بأنهم ”المسؤلون عن جميع الأزرار“ رغم ما أُعلن عن تدريب سوريين على استخدام s-300 في روسيا.
السبب الثاني هو أن هؤلاء المستشارين لديهم تعليمات بألا يسمحوا للجيش السوري بإطلاق الصواريخ.
ورأى التقرير في ذلك ما وصفه بأنه ”دليل إضافي على اللعبة المزدوجة التي لعبها الكرملين منذ عام 2015، عندما نشر الآلاف من القوات الروسية والطائرات وبطاريات الدفاع والسفن الحربية الأكثر تطوراً S-400، في محاولة لإنقاذ الحكومه السوريه.
وفي نطاق هذه اللعبة المزدوجة، كما وصفها التقرير، فإن موسكو تسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتساعدها إيران في هذا الجهد، وتتعاون مع الرئيس بشار الأسد وحزب الله على المستوى التكتيكي ضد داعش والمتمردين، وتريد أيضًا تقليل تدخل إسرائيل في سوريا.
ولكن من ناحية أخرى، تغض روسيا الطرف عن الهجمات التي تشنها إسرائيل، وهي بذلك تشجع في الواقع التكتيكي الحملات ضد إيران، فهي كما قال التقرير، مثل إسرائيل، تريد رؤية القوات الإيرانية والميليشيات وحزب الله يغادرون سوريا.
أما السبب الثالث الذي منع حتى الآن إطلاق بطاريات S-300، كما يقول تقرير الصحيفة العبرية فهو التحسب الروسي لاحتمالات أن تخطئ هذه الصواريخ أهدافها؛ فإذا انطلقت ولم تصب أهدافها فإن ذلك سيُحسب على أنه تفوق تكنولوجي وتشغيلي لإسرائيل والغرب، مما سينال من نزعة الفخر والتباهي التي يستعرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصناعات بلاده الدفاعية.
واستذكر التقرير أنه على مدى السنوات السبع الماضية، ومنذ وقع الهجوم الأول المنسوب إلى إسرائيل في أبريل 2013 ، فقد أطلقت الأنظمة السورية المضادة للطائرات ما لا يقل عن 700 صاروخ على الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وهذا يشير إلى أن قوات الدفاع الجوي السورية تطلق عددًا كبيرًا من القذائف الصاروخية على كل طائرة مهاجمة، علما أن الساحة ليست مليئة فقط بالصواريخ السورية، ولكن الفضاءات السورية أيضا مزدحمة بالقوات الجوية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد داعش، فضلا عن الطائرات الروسية والتركية.
وسجل التقرير وجود آلية تنسيق بين إسرائيل وروسيا، جرى تقنينها بعد سبتمبر 2018.
ففي ذاك التوقيت أسقطت بطارية دفاع سورية طائرة تجسس روسية في طريقها إلى القاعدة السورية الروسية في اللاذقية، وعن طريق الخطأ أطلق السوريون صواريخ عندما ظهرت طائرات إسرائيلية في الجو، بنشاط وصفه تقرير ”هارتس“ بأنه كان عملياتيا، يومها اتهم وزير الدفاع الروسي إسرائيل بإخفاء طائراتها خلف الطائرة الروسية واستخدامها ”درعا جويا“.
وترتب على ذلك كما قال التقرير، أن موسكو استغلت الحادث لفرض آلية جديدة لفض النزاع بين القوتين الجويتين الروسية والإسرائيلية، تهدف إلى زيادة التنسيق ومنع المعارك الجوية، بما في ذلك عملية إطلاق الصواريخ الروسية على الطائرات الإسرائيلية.
كما استخدمت موسكو الحادث كمبرر لتزويد الجيش السوري ببطاريات صواريخ أرض-جو S-300.، وهي التي قال التقرير إن أيا منها لم يستخدم طوال الأشهر العشرين الماضية.
وينقل التقرير رؤية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الفرصة الراهنة مواتية لإخراج إيران من سوريا؛ فطهران تقوم حاليا بنقل بعض قواعدها من دمشق إلى الشرق، قريبا من الحدود العراقية، وذلك لإبعادهما عن إسرائيل وهجماتها، خصوصا بعد تضعضع الموقف الإيراني.
ورأى التقرير أن العميد إسماعيل قاآني الذي يقود العمليات الإيرانية بسوريا والمنطقة، لم يستطع أن يملأ المساحة والصلاحيات التي كان يتولاها سلفه الراحل قاسم سليماني الذي قتل قبل حوالي خمسة شهور.
مصدر
ملاحظه : تاريخ التقرير في 15 مايو 2020