غناطة.. العروس الإماراتية
خلال العام 2015، أتمت بحرية دولة الإمارات العربية الاستحواذ على 24 زورق سريع من فئة "غناطة Ghannatha” ، وهي نتاج البرنامج الذي تم البدأ في تنفيذه قبلها بسنوات، وتم إتمامه على مرحلتين.
وقد ثبت من خلال هذا المشروع مدى أهمية مرونة المنصة، في خدمة القوات البحرية صغيرة الحجم وذكية التكوين، كما في حالة بحرية دولة الإمارات.
بعد أن تم الاستقرار على المنصة المختارة من Swede Ship Marine السويدية -وهي عبارة عن زورق لنقل الجنود- بدأت المرحلة الأولى من مشروع غناطة بتعديل ستة من الزوارق الأصلية وتحويلها لزوارق هاون، حيث تم تسليح كل منها بمدفع هاون 120 ملم من طراز Patria Nemo ، بالإضافة إلى OTO Melara Hitrole-G 12.7mm. وقد تجهز كل زورق أيضًا برادار مراقبة من GEM Elettronica وتحديث للاتصالات VHF/UHF.
بينما تم تعديل الزوارق الستة الأخرى التي يبلغ طولها 25 متراً، ليعمل كل منها كزورق مدفع سريع، مجهز بمدفع راينميتال Rheinmetall MLG 27 ، وكذلك Hitrole-G 12.7 كتسليح ثانوي.
وأحتفظ الزورق بالقدرة على نقل ما يصل إلى 40 جنديًا. وقد حصلت شركة "أبوظبي لبناء السفن" على عقد تنفيذ المرحلة الثانية من برنامج "غناطة" في العام 2009، واشتمل العقد على بناء 12 زورق صواريخ جديد بتطوير وتحديث زوارق نقل الجنود وتحويلها لزوارق صواريخ، على غرار ماتم مع زوارق المرحلة الأولى من البرنامج حيث تم تحويلها إلى زوارق هاون Mortar، وزوارق مدفعية Gunboat.
وعلى غرار المرحلة الأولى من البرنامج، شاركت الشركة السويدية وهي الشريك الاستراتيجي لشركة "أبوظبي لبناء السفن" في تطوير التصميم من أجل المرحلة الثانية وكذلك عبر بناء 3 سفن صواريخ من أصل 12 سفينة. في حين تولت "أبوظبي لبناء السفن" مسؤولية إنشاء السفن التسع المتبقية، وقامت شركة "أبوظبي سيستمز انتجريشن ADSI" -وهي مشروع مشترك بين أبوظبي لبناء السفن و Selex ES- بالاضطلاع بمسؤولية هندسة النظم القتالية وأنشطة التكامل لبرنامج المرحلة الثانية من "غناطة"، وأشرفت كذلك على تعريف وتصميم منظومة القتال، والإنتاج، ودعم التركيب، والإعداد للعمل.
واشتمل برنامج تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "غناطة" على عمليات تجهيز السفن بأنظمة الدفع المساعدة والتقنيات المتقدمة والأسلحة المتطورة، إلى جانب أجهزة الاستشعار عن بعد ونظام الإدارة القتالية، مما جعلها من أبرز المنصات البحرية القتالية الصغيرة المدمجة المتاحة في الوقت الحالي.
وقد تم بناء الزورق الصاروخي بطول 27 متراً من سبائك الألمنيوم المخصصة للصناعات البحرية، ويحمل منظومة صواريخ ومدفع. كما تم تجهيزه بمحركي ديزل من طراز MTU 12V 2000 M93 بالإضافة إلى وحدات نفث مائي Waterjet من طراز Rolls-Royce FF600 مما يمنحه القدرة على الإبحار بسرعة تصل إلى 45 عقدة بحرية. (83 كم/ساعة)
وتتكون المنظومة الصاروخية بزوارق "غناطة" من أربعة قواذف لصواريخ MBDA Marte Mk2/N سطح-سطح الموجهة. وهذا الصاروخ قادر على ضرب الأهداف في نطاقات تزيد عن 30 كم، ويمتاز بخاصيتي "إطلق واِنْسَ" و "كشط البحر"، ويتم توجيهه بالقصور الذاتي والرادار النشط.
وقد حظى مشروع "غناطة" بأهمية خاصة كونه يمثل مبادرة استراتيجية أحدثت نقلة نوعية على مستوى المفاهيم والإمكانات البحرية، فبناء سفينة حربية بطول يقل عن 30 متراً ومزودة بمدفعية ومنظومة صاروخية قد جذب اهتمام واسع من قبل المختصين.
ويمكن القول إن هذا النوع يطرح مفهوماً جديداً في عالم السفن الحربية.
خلاصة
الغرض من دراسة هذا المشروع وعرضه ليس الترويج لزوارق الفئة "غناطة"، ولكن الفائدة تكمن في تدارس فكرة المنصة المرنة، والتي تمتد فلسفتها أفقياً في مختلف الأسلحة البرية، والبحرية، والجوية.REf
Ghannatha vessels delivered
80 بالمئة من صناعة السفن الحربية في أبوظبي لشركة «بناء السفن»
Surveillance Radar Systems
SwedeShip