مسلحين يرتكبون مذبحة ضد قرية مسلمة ويحرقونها
انتشال 150جثة لضحايا مسلمين من الآبار بنيجيريا
قالت
منظمة حقوقية إن جثث 150 مسلما عثر عليها في الآبار وقنوات الصرف الصحي
خارج مدينة جوس, خلال المصادمات بين المسيحيين والمسلمين.
وقد
فضل مئات من سكان جوس النزوح بعيدا خوفا من تجدد الاقتتال رغم عودة الهدوء
نسبيا إلى المدينة، كما أفادت تقارير بأن أعمال العنف امتدت أيضا إلى
مناطق قروية.
وقالت
منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان إن رجالا مسلحين هاجموا قرية
كورو كراما، التي يشكل المسلمون غالبية سكانها، في 19 يناير الجاري
وأحرقوا البعض أحياء وقتلوا آخرين أثناء محاولتهم الفرار, ووصفت ما حدث
بالمذبحة.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقق في "تقارير موثوق فيها عن ذبح 150 مسلما على الأقل من سكان القرية".
هجوم مسلح
وقال شاهد عيان إن مسلحين بسيوف قصيرة وأسلحة نارية وعصي هم من هاجموا القرية, نافيا أن يكونوا من مسيحيي القرية بل جاءوا من الخارج.
وأضاف
الشاهد أن "الأطفال كانوا يجرون, والرجال كانوا يحاولون حماية النساء،
والذين فروا إلى الأدغال قتلوا, والبعض أحرق في المساجد والبعض ذهبوا إلى
البيوت وأحرقوا".
كما
أكد أنه شاهد جثث ما بين 20 و30 طفلا بعضها كان محترقا والبعض كان مقطعا
بالمناجل، وأن زوجته بالمستشفى مع رضيعته بعدما جرحت بفأس.
وأشار
شهود عيان إلى أن المسلحين أحاطوا بالقرية وهاجموها, وأشعلوا النيران في
كافة منازلها تقريبا بالإضافة إلى ثلاثة مساجد وتدميرها.
دفن جماعي
وبدوره
قال محمد تانكو شيتو، وهو إمام مسجد ينظم عمليات دفن جماعي، إنه تم العثور
اليوم في كورو كراما على زهاء مائتي جثة. وأضاف أنه "ألقي بكثير من الجثث
في الآبار، وكانت متناثرة حولها، وكانت السلطات المحلية تنتشل جثثا أخرى".
وأوضح
إمام المسجد ومسئولون في الصليب الأحمر أنه من الصعب تقدير عدد ضحايا
أعمال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد مؤخرا، حيث ما زالت عمليات
حصر الجثث جارية.
يذكر
أن نائب الرئيس النيجيري أمر الجيش الخميس الماضي بتولي الأمن في جوس لوضع
حد للاشتباكات الطائفية، وتعهد بتقديم المسئولين عن العنف إلى العدالة،
وسمح الهدوء النسبي في المدينة المضطربة، لآلاف المشردين بالعودة إلى
منازلهم وسط وجود أمني كثيف.
ويقدر
الصليب الأحمر عدد الذين هربوا من منازلهم بنحو 17 ألفا اضطروا إلى
الإقامة في المخيمات والمدارس والمستشفيات، وأكدت أن نحو سبعة آلاف ما
زالوا يقيمون في المدارس ويتلقون المعونات الغذائية والدوائية من المنظمة.
ووفقا للتقديرات الرسمية حتى الجمعة فإن أربعة أيام من العنف الطائفي بالمدينة خلفت نحو 460 قتيلا بينهم 400 من المسلمين.